القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

قصة: قططنا التي لا تنام
 
الجمعة 16 اب 2024 (423 قراءة)
 

إبراهيم محمود 

عرفتُ الكثير من القطط: أجناساً وأنواعاً، أشكالاً وأحجاماً، قوة وضعفاً، لأنها شغلت جانباً من اهتماماتي القططية، شأن غيرها من الاهتمامات الحيوانية الأخرى: الكلبية، الحمارية، البومية، الثعلبية، الذئبية، الثعبانية، العقربية،الببغائية، الحجلية، الضفدعية، والنمسية...إلخ.
سوى أن الذي عرفته عما ذكرت، وما لم أذكر، لا يقارَن غرابة واستفهاماً عن قططنا وعن قرب، في مدينتنا هذه التي ما أن آتي على ذكرها، حتى يسارع كثيرون من القرّاء الوقورين بالقول: نعم، نعم، نعرفها جيداً. ولهذا سأغض الطرف عنها، وأنا بصدد واقعة غريبة عن هذه القطط، تاركاً حقيقة ما أنشره هنا لفضول من يهمه الأمر، وذاكرته المكانية، ونوعية معرفته بها وسواها.
وأجدني متحدثاً عنها طي العنوان المذكور: قططنا التي لا تنام، بدافع أن ليس من كائن حي لا ينام، حتى النبات ينام على طريقته، والحيوان بدوره هكذا، والقطط ليست استثناء بالتأكيد.

 

التفاصيل ...

قصة: شهداء ولكن
 
الجمعة 26 تموز 2024 (313 قراءة)
 

آهين أوسي

بخطوات كهل تجاوز السبعين، ورأس يثقله التفكير، وفكر شارد يعود كما كل يوم إلى بيته صفر اليدين.
تستقبله زوجته كعادتها بسيل من الأسئلة.
هل أحضرت النقود؟
هل قمت بعمل ما اليوم؟
هل ستستطيع أخذ فرح إلى الطبيب أم أنها ستبقى تصارع المرض اليوم أيضا؟.
- استهدي بالله يا امرأة، دعيني أصل إلى الغرفة أولا فوالله قدماي ما عادتا تقويان على حملي، ورأسي يكاد أن ينفجر، خذيني بحلمك فقد أتعبتني هذه الحياة.
- أنا لا أفهم كل هذا الحوار، ما أعرفه هو أنه عليك تأمين المال، ابنتنا متعبة يا عماد حرارتها تتجاوز الأربعين، أقسم أنها تفقد الوعي في بعض الأحيان لا ينفع معها الدواء، إنها بحاجة إلى طبيب بحاجة إلى علاج منتظم، السعال يمنعها من النوم، لم تأكل ولم تشرب منذ البارحة، نفسها ينقطع وأخشى عليها من الاختناق.

 

التفاصيل ...

قصة: يونس وجدته
 
الأربعاء 10 تموز 2024 (688 قراءة)
 

هيثم هورو 

-1- 
المدينة التي غابت عنها الشمس، مدينة عفرين العريقة والبريئة كاليمامة الوديعة لا تستطيع الطيران لمسافات طويلة من جراء المراحل القاسية التي مرت بها؛ دائمة النأي بالنفس وهذا من طبيعة حسن أخلاقها على مر الزمن .
كانت تعيش في تلك المدينة عصابة لئيمة تعمل في الخفاء بخلق المشاكل بغية الإستيلاء على الأراضي وكروم الزيتون والعنب بحيل ذكية وبطرق مشروعة للعيان، كالأغا الذي دعا أحد الفلاحين البسطاء يدعى خشمان على الإحتساء فنجاناً من القهوة لديه والتي لم تكن منتشرة آنذاك إلا في وسط أغوات المنطقة، وبعد أن أحتسى خشمان القهوة لأول مرة طيلة حياته ولدى انصرافه من العزيمة المفخخة، أرسل الأغا أحد أتباعه وراءه مطالباً ثمن القهوة قال المرسل له بكل كبرياء كم أنت محظوظ لقد شربت اليوم القهوة برفقة الأغا الكبير وهذا يجلب لك شرف عظيم ولذا عليك رد الجميل، وعلى الفور شعر خشمان بخطورة الموقف ومن تناوله الطعم  قائلاً : ماذا يريد الأغا ؟ فأشار بسبابته نحو الأرض التي يملكها خشمان والتي تقدر مساحتها نحو هكتارين، فلم يبخل خشمان خوفاً من جبروت الأغا وسلطته القوية ثم أجاب : على الرحب والسعة مبارك للأغا تلك الأرض .

 

التفاصيل ...

قصة: الطريق الى برده ره ش.. لعبة الأقدار ج «4»
 
السبت 29 حزيران 2024 (247 قراءة)
 

ماهين شيخاني

كانت التحركات في المجمع على قدم وساق، تشي بأن هناك أمر ما يُحضَر له ..؟. توجهت نحو أحد " البيشمركة " حاملاً بيده جداول سألته بفضول :
- عفواً  "كاك " ربما ليس من حقي هذا السؤال، ربما تحسبونه تدخل في شؤونكم ..؟.
- لا يا أخي تفضل هاتِ ما لديك ..؟.
- هل سنبقى هنا طويلاً ..أم هناك مشوار آخر أمامنا ..؟.
- ثمة تحضيرات لبعض الوقت وعلى الأغلب بعد الغداء ستنتقلون الى مخيم " برد ره ش " ..؟.
- ماذا قلت : برده ره ش وأين تقع و لأي محافظة تابعة، لأول مرة اسمع  باسم " برده ره ش " ، لم أخفي ابتسامتي حيث تفاءلت ضمنياً، تخليتها كتلك المصايف المشهورة بكوردستان : سر سنك، صلاح الدين، كلي علي ....الخ .

 

التفاصيل ...

قصة: بصيص أمل - من لعبة الأقدار (ج 3)
 
الأربعاء 19 حزيران 2024 (283 قراءة)
 

ماهين شيخاني

ونحن نتسلق الساتر الترابي كان يرافق خفقان القلب المتسارعة صوت من أحشائي يحفزنا للخروج من دوامة الخوف والرعب , اجتزنا الساتر , سحبت نفسا عميقا وبحركة لا ارادية  بسطت يداي , تنفسنا الصعداء وحمدنا الله على وصولنا لبر الأمان بسلام ، سلكنا الدرب الذي دلنا المهرب نحو وميض بعيد, كنا نخطو بصعوبة نحو مرتفع وما ان وصلنا بشق الانفس حتى مر بجانبنا " عتال " حاملا العجوز الذي رأيناه في الوادي , سبقنا بمترين أو أكثر ثم توقف عن السير وأنزله من ظهره كي يأخذ قسطاً من الراحة ليستأنف طريقه , وما أن وقف العجوز المسكين على رجليه فقد توازنه وهوى , ارتطم قفاه بالأرض وصدر صوتاً كادت تأتي بأجله ومازالت تلك الواقعة تعكر صفوتي , مررنا بجانبه , لا حول لنا ولا قوة لانسطع مساعدته, لكل منا حمولة لا يستطيع تركها , سرنا ونحن نتألم لما حصل له ولنا وما حل بنا , علينا الاسراع والهروب والانقاذ ما يمكن انقاذه  , ثمة امل وثمة ضوء تفجر ينابيع الثقة واليقين والخلاص من براثن كادت تقذفنا نحو الهلاك , ثمة ضوء ينقذ لحظة اختناق الأمل في ذواتنا , وتبعدنا عن اليأس والاستسلام .

 

التفاصيل ...

قصة: تمزّقات كهل كطفل.. قصة قصيرة جداً.
 
الجمعة 14 حزيران 2024 (233 قراءة)
 

مرفان كلش

كان الكهل كعادته يسير في ممرات الحديقة العامة. على خطوات منه، لمح فجأة صديقه الشاب!
بادره صديقه بالسلام، ثم أردف: ماذا تفعل هنا في هذا الجو العاصف أيها الغريب؟
رد الكهل: شعرتُ بضيق في صدري فخرجت!
قال الشاب: لماذا هل أنت مريض؟
رد الغريب: لا!
ماذا إذاً؟ قالها صديقه.

 

التفاصيل ...

قصة: لم يكن حلما
 
السبت 08 حزيران 2024 (519 قراءة)
 

آهين أوسو

(واااا عليوووو وريدااااا)
الجملة التي طالما سمعها أهالي تلك القرية المنسية ؛القابعة على ذلك التل البعيد .صوت خشن مليء بالعنف .
إنها رقية السيدة الستينية التي تزوجت خالو خلف الرجل الهزيل ذو الظهر المنحني والوجه المليء بالتجاعيد .
تجاعيد وجهه تحمل تعب سنوات قضاها تحت شمس الصيف وبرد الشتاء .
رقية لم تكن راضية بزواجها منه لذلك قضى معها عمرا من المناوشات والازعاجات.
يقضي نهاره وهويسرح بأغنام القرية وعند عودته للمنزل تستقبله ابنته العانس في الدار، وتطلب منه خلع نعليه وتسلط عليه خرطوم الماء صيفا كان أم شتاء لأنها تخشى أن يوسخ البيت.
يجلس خالو خلف في زاوية الغرفة كأنه غريب، يستجدي منهم رغيف خبز يأكله مع كأس اللبن لتصرخ في وجهه ابنته قائلة (الآن" تزهرمت" ألم تشبع بعد؟ ).

 

التفاصيل ...

قصة: معركتي مع الحب
 
الأحد 26 ايار 2024 (568 قراءة)
 

 آناهيتا م شيخاني

خائفة، أبحث عن وسيلة للهروب من كل اقتراب. خائفة من أن يجدني الحب في يومٍ ما. خائفة من أن يجمع الحب جنوده (الاهتمام والحنان والثبات) فيأتوني دفعة واحدة بقلب واحد، وأقف بين حافة الحب والحياة، أفقد نفسي وأُهزَم في معركة الحب كما هُزِمت في معركة  الحياة.
خائفة من فخاخ الحب، أقع في حب ضحكة واحدة دون سابق معرفة، من أن تلحق الأذى  بقلبي، فانتقل الى رحمته. خائفة من أن أمد  يدي إليه ولايمسك بها، يذهب ويبتعد دون أن ينظر إلى خلفه، دون أن أكون جاهزة للرحيل! ماذا عن قلبي الذي سيشتاق إليك  كالمجنون؟ ماذا عن الشيء الناقص الذي كان يوجد بيننا ولم يكتمل؟ خائفة من أن أكون متوهمة، ونسجتها من وحي الخيال، أو ربما اخترعت هذا من عقلي ولا يوجد ثمة شيء يربطنا؟ 

 

التفاصيل ...

قصة: عندما رنَّ الهاتف
 
الأثنين 15 نيسان 2024 (418 قراءة)
 

ماهين شيخاني

التقط الرقم المكتوب على قصاصة ورق بلهفةٍ لا تصدق،وأخذ يتأمل الرقم .
– يا الله …لو كان صحيحاً، سأتحدث معهُ مطولاً . بالتأكيد سيكون حديثهُ شيقاً لايمُل, إنهُ فنانٌ مثقف، ليس كغيرهِ من الذينَ يحملونَ بزقاً أو طنبورة ويرتدون سترةً مُلونة ويضعون في أعناقهم  ربطة عنق (كرافيتة) .
لا …لا ابداً انهُ فنانٌ بمعنى الكلمة، كلهم يشهدون لهُ بذلك، حتى سعيد يوسف الأمير، انتبه للحديث يجب أن يكون لبقاً موزوناً يمرُ من العقل قبل النطق والخروج من الفم، يا الله … كيف سأبدأ ..؟ !
- كان يحدث ذاتهُ – بعد التحية والسلام …هه… أ قول…أنا… أعوذ بالله من كلمة أنا. لا… لا تصلح هذه البداية،… ولا أستطيع التكلم ضمن قوالب جاهزة ومبرمجة سأفرغ مافي جوفي من كلام وسأثلج صدري وليقل عليَّ انهُ لا يعرف الإتيكيت – وتمتم – إذا كان الرقم خطأً، ماذا سأفعل ؟ !.

 

التفاصيل ...

قصة: أزهار الخريف
 
الخميس 11 نيسان 2024 (476 قراءة)
 

آلان كيكاني

حلَّ الخريف على الرقة بعد صيف قائظٍ، وبدأ الطقس يعتدل فيها رغم هبوب العجاج بين الحين والحين من جهة الجنوب، جهة بادية الشام المنتهية بالصحراء العربية القاحلة الممتدة إلى تخوم اليمن. وعند الساعة الثانية من بعد الظهر في أول يوم تُفتتح فيه المدارس نزعتُ عني مئزري الأبيض وشرعت ألملم أغراضي تمهيداً للانصراف، لولا أن جلبةً صاخبة في الشارع المجاور أوقفتني وجعلتني أتمهل قليلاً وأتوقع أنَّ حالة طارئة لا بد في طريقها إلى عيادتي، وأنها ستتطلب عملاً شاقاً في الوقت الذي انصرفتْ فيه السكرتيرةُ قبل دقائق من موعدها المتفق عليه لترافق ابنتها الصغيرة من المدرسة إلى البيت. 

 

التفاصيل ...

قصة: مذكرة اعتقال (قصة قصيرة)
 
السبت 23 اذار 2024 (362 قراءة)
 

زارا صالح 

شقت السيارة طريقها في ذلك الشارع العريض بسرعة جنونية راسمة خلفها طيف غباراستيقظ فجاة على وقع دوران عجلات منهكة وصدى هدير محرك يئن تحت وطأة استعجال اختصار المسافة، معلناً عن قادم مهمة عاجلة لشخص خسر للتو في لعبة الشدة لينفذ شرطه الجزائي في استحضار ضحية جديدة من حلقة استرخاص حياة الإنسان. بعد أن وصل إلى العنوان المطلوب، ركن سيارته أمام باب المنزل وطلب من عنصريٓ مرافقته الانتظار ثم انطلق بخطى واثقة نحو ذلك الباب الحديدي الأسود، وهو يتحسس شاربه الأسود الغليظ دعكة صبغة منتهية الصلاحية على آثار نيكوتين سنين من التدخين، لتظل منتصبة مثل أشواك القنفذ. 

 

التفاصيل ...

قصة: (دموع الفرح) أهديها إلى المرأة التي أنجبتني في عيدها (أمي )
 
الخميس 21 اذار 2024 (414 قراءة)
 

عبدالرزاق عبدالرحمن

دخل الصف..قام التلاميذ يرددون :صباح الخير يا...
-اقعدوا..اقعدوا...!جلس التلاميذ في صمت ينظرون بفضول إلى معلمهم الجديد... أحس بالذنب تجاههم...حلم لم يتحقق ترك جرحا عميقا في شغاف قلبه كان سببا في منعه لهم من قول كلمة استاذ.
ألقى بجسده الضاوي على كرسيه..أمضى ردحا من الزمن وهو على حالته... رأسه بين يديه لم ينبس ببنت شفة...غصة في الحلق منعته من ذلك ،زوبعة من الأفكار والهواجس ..من الرفض ثم الخضوع للواقع كانت تلعب بعقله وكادت تقتلعه من الجذور لولا بكاء طفلة من الصف الثاني حولت تلك الزوبعة إلى نسمة مشحونة بالحنان وملأت صدره حنينا أبويا حملته إلى تلك الطفلة يهدئها...وقد نجح في ذلك لقد كان بارعا في الدخول إلى عالم الأطفال(طالما تميز بذلك على زملائه في المعهد أيام التطبيقات العملية في المدارس الإبتدائية).

 

التفاصيل ...

قصة: نســـــــــــــرين
 
الخميس 07 اذار 2024 (1619 قراءة)
 

احمد عبدي / المانيا 

"1"

توقف البولمان في المكان المخصص له بعد سفر دام أكثر من تسع ساعات متواصلة, تخللها استراحتان . عندها توجه ألينا المرافق قائلاً بابتسامة عريضة وهو يدرك ما عانيناه من التعب و الإرهاق أثناء السفر في ذلك اليوم الطويل :
ــ الحمد لله على سلامتكم .. تفضلوا بالنزول .
أدركتُ عندها بأن الرحلة قد انتهتْ ,وأن ساعة الفراق قد حلتْ .. يا أسفاه فهذه المــــرة الأولى التي لم أرغب بانتهـــــاء الرحلة رغم ما عانى الركاب من الإرهاق و طول المدة في ذلك اليوم, لملمت أغراضي المتناثرة التي كانت بحوزتي.... مجلة وقلم وكيس فيها حاجيات صغيرة, ثم ألتفتُ أليها وقد بدأ الركاب بالنزول قائلاً ما كان يجب أن أقوله منذ الصباح :

 

التفاصيل ...

قصة: خبر مثير...لاجتماع الحمير ..؟.
 
السبت 24 شباط 2024 (792 قراءة)
 

ماهين شيخاني

اجتمع حمير البلدة بعد يوم شاق من العمل والعتالة سرا في وادٍ هو بقايا لنهر كان يمر من أطراف المدينة  , فتحوا محاضرهم وجداول أعمالهم لهذا الاجتماع , وبعد دقيقة صمت على روح أحد رفاقهم , ألقى رفيق المغدور نهقة حزينة , تهدلت شفته وتهدج صوته , ثم تدفق ينبوعا من الدموع وهو يذكر خصال رفيقهم وكيف بذاك الذي يسمى نفسه ببني آدم دهسه بلا شفقة ولا رحمة من دون أن يجهد نفسه  قليلا على دعسة الكابح كي لا ينزع عجلات السيارة ,وقال :
-  تصورا يا جماعة ,عجلات السيارة أغلى من أرواحنا,  ونحن نخدمهم ليلاً نهاراً.
- تمتم أحدهم , نهاراً وعرفنا ولكن ليلهم كمان ..؟
- لكزه الذي بجنبه وقال : عيب يا حمار, اسكت ؟. 

 

التفاصيل ...

قصة: أيامنا الحلوة
 
السبت 24 شباط 2024 (444 قراءة)
 

إبراهيم أمين مؤمن

وغادر الطبيب بعد أن أخبر هدى بالحقيقة، وقد مثلت تلك الحقيقة صدمة كبيرة لها، وطفقت تفكر في مآل مَن حولها والصلة التي تربطها بهم.
انهمرت الدموع من عينيها، هاتان العينان البريئتان الخضراوان اللتان ما نظرتا قط ما في أيادي غيرها من نعمة؛ بل كانتا تنظران فحسب إلى الأيادي الفارغة لتملأها من نعمة ما استطاعت إلى ذلك سبيلا. 
لكن اليوم قد لطخ المرض العينين بالشحوب والهرم، وغلت اليدان في جراح قلبها.
ووضعت كلتا يديها على وجهها، ذاك الوجه المستدير الرقيق ذو الأنف الصغير والشفاه الرقيقة يبسوا كالصحراء الجرداء، وذهب منه نضج الفتاة الشابة العذراء ليحل محلها شحوب المرأة العجوز الشمطاء.

 

التفاصيل ...

قصة: حمار ابن حمار
 
الخميس 01 شباط 2024 (637 قراءة)
 

إبراهيم محمود

استغربتُ من تصرف أقرب شخص إلي في جواري الجغرافي، حين علِمتُ أنه قد اختار له اسماً جديداً، وثبَّته في السجل المدني " دائرة نفوس البلدة "، وكوني حريصاً عليه، ومن باب الصداقة المتينة بيننا، اتصلت به، طالباً الجلوس معه، والاستفسار عما يجري.
كان في غاية الهدوء. أكثر من ذلك، لم أعهده في هدوء كالذي رأيته فيه، وهو ما زاد في استغرابي وتعجبي، فبادرته بالسؤال سريعاً، ربما، قبل مصافحته، أو لا أدري هل صافحته أم لا، لأن الذي تحققت منه، لم يكن عادياً، ويهمني أمره إلى أبعد الحدود. مثلاً، كيف ستكون صداقتنا بعد هذا التحول المغاير؟ يعني باختصار: كيف سأكون صديق حمار ابن حمار ؟
لكنني حاولت تمالك نفسي، وأنا أنتظر منه توضيحاً سريعاً لِمَا آل إليه أمره.

 

التفاصيل ...

قصة: شجرة التوت.. قصة قصيرة
 
الأربعاء 24 كانون الثاني 2024 (388 قراءة)
 

فيفيان أيوب / مصر 

بعد مرضها، أشفق عليها أبناؤها من الوحدة، فقرروا اصطحابها معهم إلى المدينة. حزمت امتعتها القليلة، وأخذت تودع منزلها الصغير، وجوارها الهادئ. 
تتجول في بيتها، الذي قضت فيه أكثر من أربعين عامًا، هي تقريبًا كل عمرها الواعي. هنا عرفت طعم الحياة. في هذه الغرفة، كانت أول نظرة تعانق عيني زوجها، أول كلمة تخترق عزلة قلبها، وتستدعيه للحياة، أول لمسة أدخلتها عالم الأنوثة. هنا مازالت تحادث زوجها، حب عمرها، الذي رحل منذ سنوات، لكنه لم يرحل من قلبها، فهو حاضر، في كل ركن من أركان بيتهما. أما هَنَا فكانت فرحة أول أبنائها، وتعلمت أن تكون أمًا، وهَنَا ثانيهم وثالثهم ورابعهم. مازالت تسمع صرخاتهم، وضحكاتهم وتتذكر أعوام دراستهم، نجاحهم ثم أفراحهم. 

 

التفاصيل ...

قصة: مسمّيات لاسم واحد «قصص»
 
الثلاثاء 16 كانون الثاني 2024 (502 قراءة)
 

إبراهيم محمود

1- مولود

ضغطت على بطنها
فتحرَّك
بكت متوجعة
فاندفع باحثاً عن منفذ
ضحكت
فبكى المولود في الحال

 

التفاصيل ...

قصة: أنقياءٌ ولكن.....!
 
الأثنين 15 كانون الثاني 2024 (393 قراءة)
 

هيفي الملا 

أصابها الملل وهي تنتظر دورها في العيادة النسائية، تتحس بين الحين والآخر بطنها تستشعرُ حركات الجنين تتخيل أنه يضربها تبتسم،  مازال صغيراً على ذلك فالحمل لم يتجاوز الشهر الثالث بعد ، تتعمدُ أن تغطي بطنها بمعطفها حتى لا يتسلل البرد لجنينها، تسند رأسها على الكرسي فيكاد النوم يغلبها، 
افكارٌ عديدة تلوح لها وكأنها مرسومةٌ  بعشوائية على المرايا المعلقة في صالة الانتظار, خواطرٌ تتقافزُ أمامها كخِرافٍ سارحة، مخاوفٌ مابرحت تفكر فيها ماثلةٌ أمامها الآن ، حيث قامت بإجراء هذه الفحوصات لتضع حدا لها وتمضي الأشهر المتبقية من عمر حملها مستمتعةً حتى بأعراضه المزعجة من دوار وإقياء وفقدان شهية. 
أنثى جميلة حذرة  تؤمن  بتجنب السوء قبل وقوعه، خافت أن يكون طفلها مصاباً بتشوهٍ خُلقي أو مرض معين أو أن يكون من حاملي متلازمة داون. 
مرت الكثير من السيناريوهات في مخليتها ماذا لو كان منغولياً، آه هي لاتحب هذا الاسم الشائع لأولئك الأطفال الأنقياء ، يصرخ زوجها في رأسها نادباً حظه الأعثر والنحس الذي جلبه هذا الزواج له، تتوارى خلف إحساسها بالخيبة، وهي تتذكر طفلها منبوذاً بين أصدقائه، ساذج نقي مقارنةً  بكمية التنمر الموجودة بالمجتمع، لا لن تدعه ينمو أكثر في أحشائها ليعيش هذا الواقع المؤسف والموت المُحتمل المُنتظر،  لن تدعه يعيشُ بلسانٍ متدلٍ للخارج واللعابُ يسيل من فمه وبمفاصل مرخية وعيون صغيرة و رقبة قصيرة ولغة متلعثمة، قد يعيش حتى الخامسة عشرة وقد يعيش حتى يهرم، هي لاتخاف الموت المبكر عليه، بل تخاف نظرة الشفقة في عيون الآخرين والتعامل معه كمادة للفكاهة او ممازحته للتسلية كم شاهدت ذلك بعينيها فآلمها. 

 

التفاصيل ...

قصة: الرحلة التي لم تنته
 
الخميس 04 كانون الثاني 2024 (615 قراءة)
 

إبراهيم محمود

كفّوا عن إيذائي كفوووا..
صرخت قدْر استطاعتها، وهي تتعرض لتلك الأرجل الصغيرة لمجموعة الأولاد الأشقياء، متقافزين في المكان، عابثين برمادها، ناثرين إياه في الجهات الأربع، ونشوة صيحاتهم تتمازج مع تطاير الرماد في الهواء.. صراخها كان مكتوماً.. أكثر من ذلك، والأهم، هو أن لا أحد يسمعها. منذ متى كان الرماد يتكلمّ آه لو أنهم يسمعون صوتي، وكم أتألم وأنا أتناثر هنا وهناك، لكان لي وضْع آخر.. قالتها ثانية، إنما في صمت، وهي تعلم تماماً أنها وحدها فقط من تعلم بحقيقتها. رأت أن أفضل مؤاساة لها هي أن تستعيد شريط حياتها، لتخفف عنها ألم تبعثرها.

 

التفاصيل ...

قصة: من ذاكرة الطريق «لعلَّها قصص قصيرة جداً»
 
الأربعاء 03 كانون الثاني 2024 (601 قراءة)
 

إبراهيم محمود

1-الشجرة

شعرت الشجرة بوحدة أوجعتها كثيراً
فجأة حط عصفور على أحد أغصانها
انفرجت أساريرها قليلاً
فجأة اقتعد ظلها عابرُ سبيل
تفاعل ثلاثة:
الشجرة باشرت العطاء
العصفور باشر زقزقته
وعابر السبيل باشر النفخ في نايه

 

التفاصيل ...

قصة: صغيرتي والدرس الثالث
 
الأثنين 01 كانون الثاني 2024 (607 قراءة)
 

ماهين شيخاني

وأنا أتصفح الإنترنت بعد العشاء بقليل، دَنت بخطوات خجولة، حائرة، وجلست بهدوء قبالتي، وهي ترنو إليَّ، أدركت من حركتها التي توحي بترددها، أنها تريد أن تطلب شيئًا ما، لكن تخشى السؤال، بادرتها بالحديث: ما هو طلبك يا صغيرتي...؟!
رفعت رأسها و تلاعب خصلات شعرها بخجل قالت: بابا، أود أن أذكرك بأنك وعدتني لو حصلتُ على العلامة التامة، أنك ستكافئني بألفي ليرة، أليس كذلك..؟
رفعت عدستي وحدقتُ إلى عينيها مطولًا دون نطق، ثم تابعت القراءة دون مبالاة، وكأنني لم أسمع حديثها.
- حسنًا، تكفيني ألف فقط.

 

التفاصيل ...

قصة: (الحرية)، (الماضي و المستقبل) قصتان قصيرتان
 
السبت 30 كانون الأول 2023 (483 قراءة)
 

عبدالرزاق عبدالرحمن

 (الحرية)

العصفورة: ياااااه ما أجمل الحرية!
العصفور: نعم هي كذلك، لقد خلقنا الله لنحلق بحرية،لكنه خلق من يسجننا أيضا .....!
العصفورة: ولكن لماذا يسجنوننا !؟
العصفور: لأنهم ليسوا أحرارا، فلا يشعرون بقيمتها
العصفورة (وهي تتنهد): ما رأيك أن نتخيل الحرية؟
العصفور: اقتربي مني أكثر عزيزتي ولنبدأ
أغمضا عينيهما وتخيلا أنهما يحلقان فوق تلك السفن،
وناما بهدوء.

 

التفاصيل ...

قصة: الصدمة
 
الخميس 28 كانون الأول 2023 (1078 قراءة)
 
 
رشاد شرف

كان حلمه أن يصل إلى دولة أوربية، حيث جنات النعيم والحرية. اخترق الغابات و الأنهار، الأودية و الجبال، ركب البحر. كاد أن يرى فلذات أكباده، وهم يغرقون أمام عينه.كان يقول دائما في قرارة نفسه: سوف أعمل المستحيل من أجل سعادة أطفالي، لكي لا يعيشوا الذل والهوان الذي تجرعته.

وصل إلى مبتغاه. بعد أن سلموه شقة، تنفّس الصعداء، و دفعوا له مبلغا من المال بما يعادل أربعة أضعاف مما كان يتقاضاه من راتب خلال عام كامل في وطنه ليجهز عفش البيت، و خصصوا له راتباً، فأخرج الآلة الحاسبة من جيبه فحوّل ما سيتقاضاه في بلاد الغربة إلى عملة بلاده.

 

التفاصيل ...

قصة: لوري... لوري..
 
الثلاثاء 26 كانون الأول 2023 (564 قراءة)
 

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر...مسكينة علمها الزمان العبر...بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد: بني أأنت بخير ...فداك روحي يا عمري...
-أمي ...اشتقت إليك وبيتنا وبلدي...اشتقت لخبز التنور والزيتون...ألو..ألو...أمي أمي....
لم تستطع الرد...أحست بحرارة في عينيها ...رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها، فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي، وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء-أعادتها ست سنوات للوراء -تحمل نعش زوجها الذي تركها للأبد عندما استشهد في ذاك التفجير الرهيب، حاولت كثيرا أن تغيض دمعها ...دون جدوى...نزلت دمعة ...دمعتان...الثالثة كانت بداية سيل من الدموع....تمنت النحيب لكن خوفها على ابنها الوحيد الهارب خارجا خوفا من مصير مجهول منعها...ابنها الذي لم يبلغ من العمر العقدين.

 

التفاصيل ...

قصة: بيت الجبل
 
السبت 02 كانون الأول 2023 (1001 قراءة)
 

هيفي الملا

أنفاسٌ متلاهثة، قدمان يحملان بكل خطوة تعبَ عمرٍ بأكمله، درجٌ طويلٌ أتأمله من الأسفل، هل ازداد طولاً أم خطواتي قد شاختْ اقتعدُ درجةً مكسورةً بارزة الحواف، أضحكُ بصوتٍ متحشرجٍ من البكاء، صورةُ اختي الكبرى وهي تحاول عبثاً الإمساكِ بي لتهذيب شعري المنذور للريح، كم كرهتُ أسنانَ المشطِ العابرِة  بقسوةٍ في فوضى شعري المتروك المتشابك ، صغارٌ يلعبون يتضاربون يهرشون رؤوسهم، نسوةٌ يتبادلن أطباق الطعام الشهية تلك التي طبخوا قلوبهم معها،  ففي هذا الحي الشعبي  والركن الجبلي، القاطنون يضعون قلوبهم على مائدة الطعام. تتوالى الصور في ذاكرتي ، بل تنشبُ مخالبها في عنقي، فتاةٌ تدخل للبيت هائجةً بقامتها الطويلة فتشعلُ المنزل حركةً ونشاطاً وحباً وهي تصرخ هاقد عدت ، شابٌ صغيرٌ كَبِرَ قبل أوانه يشبهني في ملامحه، امتهن التضحية قبل أن يدرك معناها ، وصغيرٌ ببشرةٍ سمراء ونظرات مترددة، أتذكره بقميصهِ الأصفر المموج بسفنٍ بحرية، قلقٌ وكيف لا، وقد سجلناه للتوِ في سنتهِ الدراسية الأولى، سمراءٌ هادئة ببشرة ناعمة، صامتةٌ، وحده وجهها يعكسُ ماتريد البوح بهِ، رقيقةٌ كندى الصبح، يداها تمسدان شعرها المسرح الأملس طيلة الوقتٍ، 

 

التفاصيل ...

قصة: سمك في الحقل
 
الأثنين 27 تشرين الثاني 2023 (872 قراءة)
 

هيثم هورو 

-1-
سكنت العروس نسرين في بيت الحماية التي كانت تعاني من الفقر المدقع، في البداية سارت الأمور بشكل شبه طبيعي لكن حماتها العنيدة لم تكن تراعي مشاعر الكنة الجديدة وكأنها كائن غير أليف أحضرتها من بيئة البراري، وتريد ترويضها على طريقتها الخاصة، وأنانيتها المتشبثة بقوة دفة سفينة الأسرة فلا تدع أحداً الإقتراب منها، وهي تجهل قيادة سفينة الأسرة يلزمها تعاون الربان وإستخدام البوصلة كي لا تتوه في عرض بحر الحياة والوصول إلى بر الأمان .
مرت الأيام لم تتحمل نسرين طباع حماتها، وسلوكياتها الشاذة، وحين تعارض على أمر ما؛ على الفور الحماة تشكو لإبنها شعبان الذي تربى تحت جناحها بأن زوجته عديمة الفهم لا تطيعها، وهو بالتالي يقوم دون سابق إنذار، أو التحقق من أسباب المشكلة، بضرب زوجته ضرباً مبرحاً تصل صراخها إلى مسامع جيرانها الذين من حولهم ظناً منه يثبت رجولته بتلك الطريقة .

 

التفاصيل ...

قصة: جملة مكتوبة على الاسفلت
 
الثلاثاء 07 تشرين الثاني 2023 (865 قراءة)
 

رضوان حسين

"تموزُ" شهرٌ قائظٌ خانقٌ، لا نسمةَ فيه تجوبُ الأفقَ.. تمتدُّ على جانبيّ الطريقِ المعبّدِ بالأسفلتِ الرّديء حقولٌ من السّنابل الذّهبيّةِ الناضجةِ المنحنيةِ من ثقلِ حبّاتها، والتي آنَ وقتُ حصادِها.. الفاصلُ بينَ الطريقِ وحقل القمح الذّهبيّ يبدو كئيباً بائساً وحتّى لو هطلَ المطر فلن تعودَ الحياةُ إليه في هذا العامِ.
في منتصف الطريق على الأسفلت الملتهب يسيرُ رجلٌ متوسّطُ القامةِ، ضيّق المنكبين، يقاربُ الثلاثين من العمر، يسير على الطريق بكسلٍ بخطواتٍ ثقيلةٍ متراخيةٍ، وقد احمرَّ  وجهه من شدّة الحرارة، يجرّ وراءه درّاجته الهوائيّة، التي تمزّق إطارها المطاطيّ الخلفيّ ليترك أثراً على الأسفلت الساخن، يلبس ثوباً طويلاً، غاب لونه من شدّة التّعرّق والغبار، لكنّ لونه كان يوماً ما أبيضَ، وقد رفع ثوبه إلى خصره؛ ليظهر سروالٌ بنيٌّ ضيّقٌ. 

 

التفاصيل ...

قصة: أنا وإبني
 
الأثنين 30 تشرين الاول 2023 (583 قراءة)
 
 
د آلان كيكاني

أقلب صفحات الانترنت، وتقع عيني على صورة ملونة لأم كلثوم:
- تعالَ شاهد معي هذه الصورة.
فيبحلق إليها بعينيه المتعبتين بحكم صراعهما المستديم منذ سنوات مع شاشات الكومبيوتر والآيباد والآيفون ويرد:
- ومن هذه يا أبي؟
- إنها أم كلثوم!

 

التفاصيل ...

قصة: الغصن الحنون
 
الخميس 26 تشرين الاول 2023 (569 قراءة)
 

د آلان كيكاني

ظن الناس أنها ماتت.
منذ أن هجرها ذووها ومضوا راكبين البحر وهي تذبل وتصارع اليباس.
لم يسقها أحد، ولم يقلم أحد أغصانها. وما تبقى عليها من ورق وثمر كان مرمىً لحجارة الأوغاد حتى تعرت وبدت مثل جنين سقط للتو من رحم أمه.
لكن ذات صباح استفاق الناس مستغربين.

 

التفاصيل ...

القسم الكردي