القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

رواية: الارض الجريحة.. الحلقة الرابعة

 
الأثنين 31 تموز 2023


زاكروس عثمان 

ما زال الجمر تحت رماد تنور امه متقدا يفيض هواجس، اعتصر صدغيه يستنطق الجودي يحثه على الحديث كشاهد وحيد على الانجراف الكبير الذي أصاب كبد آسيا قبل أن يغضب التنور ويحيل الرماد إلى بحر رضخت له كل الجبال إلا هو، سيد الجبال كتوم بطبعه الجودي ملك الأسرار تَرفع عن الكلام، توسل إليه العاشق أن يدلي بإفادة اشفق الجبل عليه بزفرة اوقدت طوفان جديد بين شفتي آسيا، تَخلف سپاسکو عن السفينة، أراد الغرق في قبلة منفية وأقسم أن لا تطأ شهواته ذرى انوثة ما لم تكن ذرى الحبيبة، هب الشك يهز قواقع إيمانه، رشها برشقة من ملح اليقين واعلن الحرب على شيء لا يعرف ما هو، خاض الليل غير مكترث بنباح البحيرة، انضم إلى الكلاب وبَرك في الماء يصغي بحواسه الستة عله يسمع حركة مريبة في الجوار كي يعرف ماذا يضمر الليل في صدره للقرية، 


سمع سپاسکو في جهة مجهولة انثى وحش غريب أتاها الطلق، نهض مسرعا وخرج من البحيرة راكضا تتبعه الكلاب بحث عن الوحش ليقضي عليه قبل أن يولد الشرير فلم يعثر عليه، اختلس زوزاني نظرة من شق باب المسجد إلى سيده اشفق عليه فالنتيجة مغلقة سلفا، نبح في سره: مجنون يا سپاسکو تلاحق جراء الخفاء وأنت لا تدري انها هي من تلاحقك، انت تَحملُ البنفسج بلسما يداوي آسيا حين يجرحها سيف البعاد وهي تذرف صنوبر الوجد عطرا في انفاسك، أيها الأحمق بينك وبينها قطعان ترعى الافيون لن يستطيع أي منكما العبور إلى الآخر، ليس في هذا العالم سوق للحب ولكن هناك أسواق مزدهرة للزيت ومثلها للكوكايين أنه عالم المافيا وليس عالم العشاق.
هطل الغبار أصيب الهواء بسرطان السكون، في وقت تساقطت أسنان الليل فيه، سمع السيد نباح كلبه بطريقة ما، انقطعت حشرجة الوحش ثم سمع زعيق خنوص، ئاااها تمت الولادة، ارضعت الليلة قيح ثديها للوحش المولود، اشمأزت نجمة الرعاة وهربت إلى الافول.
عند الفجر ايقظ المؤذن نسائه من النوم ضاجع اثنتين منهن على عجل ثم تبرم منهن لأنهن لا يشبهن حوريات الجنة، طلب من الآخرتين انتظاره ريثما يعود، ذهب إلى المسجد ورفع الآذان دون أن يغتسل من الجنابة ودون وضوء، سمعه حجي صالح فلم تطب نفسه مغادرة دفء الفراش لأجل ركعتي صلاة، طلب من الله ان يخصم أجر الركعتين من حساب صلواته الإضافية أو يسجلها دينا عليه، لم ينسى الحجي ان يلعن المؤذن الذي افسد عليه نومه العميق، وحتى يستطيع العودة إلى النوم أيقظ زوجته: هيه انهضي يا حوريتي ذاك الكريه افسد نومي ثانية تعالي نمارس الجنس كي اتخدر وأنام.
الزوجة(متثائبة): تبا له هو يوقظك وانت توقظني، حجي لماذا لا تتناول حبوب منومة والله من الآن وصاعدا بدأت احس ان المضاجعة في الفجر عقوبة.
الحجي: يا حوريتي الحمارة افضل نوع بين الادوية المنومة هو الجنس، على فكرة نسيت ان اقول لك ما قاله شيخنا العرصاوي على فضائية الحقيرة.
الزوجة: ماذا.
الحجي: قال أن الجنس في الفجر يعيد للمرأة شبابها.
الزوجة: حقا.
 الحجي: اي والله.
الزوجة: هيا افعلها وشببني.
لم يخرج الأهالي إلى الصلاة، لكن سپاسکو شاهد أبالسة عفاريت خنازير وضباع تدخل المسجد وتخرج منه، تتسلق حبائل الليل تتقافز في الهواء تريد الصعود إلى السماء للفوز بالحوريات.
انقطع خيط في نسيج سپاسکو الذي يحوك شغاف قلبه ثوبا يهديه إلى آسيا التي اطلقت زفرة انفرطت من وقعها التقاويم والتهبت الرغبة في حلمتيها، وهي تقول: آه يا صغيري كم كنت متلهفة أن أرضعك لبن انوثة ما ذاقها عاشق غيرك، حاولت أن تكتم آهاتها وهي تعلم أن آهات السنديان أنبل من الكتمان.
جاء آذار سيد الشهور مشوشا، حاول إن يعانق الارض كي تطرح نوروزا سقاه أجداد سپاسکو أعمارهم، إلا أنها طرحت زهور سوداء عنوانا لربيع معاق، لهذا كانت ولادة زهرة العندكو عسيرة، مع أن عامودا أشعلت بيوتها وقراها وقدمت أطفالها قرابين ليبقى العندكو حزاما زرادشتي حول خاصرتها، العندكو بالنسبة لسپاسکو انعتاق العبق من صمت الزهور انعتاق ضفاف نهر داري من جفاف متعمد، بدونه لا يكون الربيع ربيعا، كيف يفك سپاسکو أغلال روحه ويهرب من نير الجسد ان كان مفتاح وجوده عندكو مفقودة.
حامت فراشات رؤى حول مصباحه، انبعثت رائحة الشواء من جبينه، واشتعلت البحيرة، ظلت الرؤيا ترفرف وسط الدخان، أنجزت الليلة مهامها بعد حقد طويل، لمح سپاسکو ثعلبا يخرج من القرية يحمل بين فكيه الديك الميت، لم يستغرب لان الكلاب لم تحاول مطاردته رغم ان الدجاجات خرجن تقوقئن خلفه تضربن صدورهن، هاجت العصافير اسرابا تحوم فوق الثعلب، تزقزق لبعضها كوابيس الليلة الماضية، وليس بيدها من سلاح تنقذ به جثة ابن عمها، انسحبت الكلاب من البحيرة تنفض عن اجسادها ما علق بها من برد وخوف.
كشفت السماء عن عقيق صدرها تغري الصباح بالتخلي عن الحياء ليعلن قدومه، لم تشعر الخراف بالارتياح فقد علق شيء من الليل في عقل الراعي، تكاثر الجراد في الحقول اسراب تخرج من دماغ الرمال واخرى من مهبل بعوضة شبقة أقبلت على التهلكة لتفوز بحمار يدس قضيبه بين فخذيها الملتهبة، جراد يريد أن يعري القرية من ثوبها الأخضر كي يلبسها عنوة ثوب الصحارى.
تمتم سپاسکو لنفسه: يا لذاكرتك التعيسة ساعات وأنت تبحث وتسأل ماذا يحدث دون أن تسأل الطريق عن هوية الليلة الآفلة، الم يخبرك من قبل عن غرباء كيف ساروا على قارعته عنوة واستباحوا العندكو، إنها حلة جديدة لحرب الإبادة التي لم تتوقف ذات مرة، صرخ يستنفر الاهالي: هيا أيها الكسالى انهضوا القمح مهدد بالزوال وكذلك قلب آسيا، جراد يزحف اليكم ليقضم أسمائكم.
اختلط دخان الكلام بدخان الحرائق وفاحت في الأجواء رائحة الضباب والبارود، إنها الحرب ذاتها تأتي في حلة جديدة، لن تكون معارك اليوم والغد مثل معارك الأمس، قبل انقلاب الليل على سپاسکو كان العناد قلعة حصينة تحفظ القرية من الزوال ويداوي جروح الأهالي بعد كل معركة، هل تصمد القلعة أمام دخان مجهول المصدر، كان سپاسکو حَذرَ آغوات البطيخ منه منذ تحطيم جدار الخوف، ولكن البطيخ يبقى بطيخا، لو إنه حسب حسابه ما كانت السكاكين تسفك دمه، نظر الآغوات والأهالي إلى أعمدة الدخان المتصاعدة لم يفهموا شيئا، لم يسأل أحدهم نفسه هل يوجد دخان بدون نار هل تصل سمومه إلى القرية أم لا، بل رفع الجميع ابصارهم إلى السماء بعضهم اكتفى بالتفرج على الصرخات التي تحترق في الاعالي وبعضهم يبتهل إلى ربه أن يحفظ القرية من سموم دخان الوانه متشابكة، اعتقد قلة من آغوات البطيخ أن بمقدور الشمس إقناع أقطاب طاعنة في السن لتذيب الجليد وتفرج عن مصير العندكو في المعارك القادمة، هذا هو حال العاجزين يراهنون على الرياح مع أن أمزجة الرياح متقلبة وكثيرا ما تهب من جهة عدوانية، سمع الجميع غموض القمر واختلفوا في تفسير إشاراته حيث لم يظهر بين آغوات القرع من يحمل عِلمَ دانيال ليستعين بالكواكب في تفسير أحلام الجبابرة، بقي رأس القرع مرميا على سطح منزل تلفحه الشمس كي يستوي ليتم تقطيعه وطبخه وتحويله الى مربى ثم إلى براز، ولكن المأفون اعتقد أن وجوده في مكان مرتفع يغنيه عن أسفار دانيال النبي و بدلا من صعوده إلى القمر ظل ينظر إلى الغبار المتصاعد من حوله وهو عاجز عن رده، تبادل العاجزون الاتهامات وحملوا بعضهم بعضا مسؤولية سقوط ذبابة في شبكة عنكبوت، رغم ان رؤوس القرع جاءت من بذرة واحدة لكنها لم تتفق يوما على شيء إلا على ان تكون علف لدواب الجيران. 
كرات مدعبلة تنتظرها سكاكين، جاءت الحرب في حلتها الجديدة ولكنها لم تحرك ساكنا في رؤوس مصابة بالجرب كل رأس يقول: أنا الأكبر، انتشر الوباء في القرية وتبعثرت مشيئة البطيخ، سمح قرع فاسد وبطيخ معفن لكشاشي الحمام والفاشلين والعاطلين عن العمل والمهربين والحشاشين والمخبرين بالركوب على ظهر القرية والسباحة في بحر فيسبوك، فجأة تحول كل من لا لزوم له إلى خطيب، صاحب رأي وموقف، كثر القيل والقال، الجميع يدعون أنهم آباء القرية مع أن الحقيقة يتيمة، ضاعت الطاسة وتبين أن غالبية الآباء مزيفين وبعضهم حمقى والبعض الآخر مجانين، فيما فضل العقلاء الصمت حين اتهمهم الآخرون من قبل أنهم قايضوا القرية بالبصل، من حسن حظ سپاسکو أنه ليس آبا وليس بعاقل وإلا اتهموه بمقايضة العندكو بالأشواك، ومن سوء حظه أنه الوحيد بين مجانين كثر من يدرك أسباب جنونه ومع ذلك لم يفكر مرة بالعلاج.
بالأمس كان مخاطه يسيل من أنفه إلى شفته العليا، وهو يشاهد زوجة عمه كيف تخفي بعض الأوراق بين فخذيها، يزيل مخاطه بطرف كمه ويسألها مستغربا ماما: لماذا تضعين أوراق عمي على كسك، تغضب العمة وتشد إذنه وتقول: أيها الكتكوت أينما أذهب تظهر خلفي او امامي هيا اذهب إلى أمك قبل ان اقلع اذنيك معا، لكنه يظل ملازما لها وحين تعجز عن صرفه تحمله على كتفها وتمضي مشيا إلى المدينة، تدخل بيوت عدة تُخرجُ الاوراق من بين فخذيها وتسلمها إلى أشخاص آخرين، يسمعها تقول لهم: احذروا هذه الأيام الاستخبارات تداهم منازل الرفاق.
في طريق العودة تمر العمة بدكان حجي سلو تشتري حاجيات البيت ولا تنسى أن تشتري للمصيبة القابعة فوق كتفها قضامة بالسكر، يسألها حجي سلو: دائما اجد هذا الجحش فوق كتفك لست مجبرة به دعيه لأمه، على فكرة سلمي على زوجك وأخبريه أن يسدد ديون الدكان، العمة: الجحش انجبته أمه ثم ندمت وألقته عالة علي انه مجرم مجنون ولكنه متعلق بي ولا يطيب يومي إلا به، بالنسبة للديون لن نستطيع السداد إلى حين حصاد العدس، الحجي (بتجهم): ليتك نكحتي أمي أي حصاد نحن في آذار ولم تنزل بعد قطرة مطر، العمة ضاحكة: هذا ذنب الله وليس ذنبنا بخاطرك حجي، قال الحجي في نفسه: أنتم تأكلون الأطايب وسداد الديون على الله ليتني ما كنت يوم فتحت هذا الدكان، سارت العمة على الطريق الترابي فيما سپاسکو قابع فوق كتفها سعيدا يقضم حبات القضامة اللذيذة، سمعت العمة صرير أسنانه كيف تطحن القضامة طلبت منه أن يضع حبة منها في فمها فامتنع، غضبت قائلة: أيها الخنوص القذر ابو مخطة احملك على ظهري واشتري لك السكاكر وأنت تبخل علي بحبة منها هيا انزل عن كتفي هيا يا ناكر الجميل، قفز سپاسکو وجلس على جانب الطريق وعاند العمة، جلست هي على الجانب الآخر تعانده أيضا وهما يتشاجران مضت ساعتان ولم يترك العناد فرصة لهما للتفاهم، قالت العمة: يا مقصوف الرقبة أقصر الشر واعطني حبة ودعنا نمضي ام انك تريد ان نقضي نهارنا على الطريق، اجابها: إذا تموتي ما بعطيك حبة، اشتد الجدال بينهما وباتت المسألة عند العمة اكبر من حبة قضامة إنها شيء متعلق بالكبرياء ومسألة من الديك ومن الدجاجة، وحين لاحظت انه لن يرضخ لها قالت في نفسها: هذا الابليس سوف يدعني اضيع نهاري على الطريق من الافضل أن اتحايل عليه قالت له: انظر اذا ظهر سماعيلي دين على الطريق سوف اهرب واتركك وحيدا كي يمسك بك ويقطع زبك بسكينه، وما كاد يسمع اسم سماعيلي دين حتى ركض وقفز على ظهر العمة وأخذ يدس حبات القضامة في فمها يطلب منها المسير، طلبت منه أن يقول چیز علامة الاستسلام والتوبة ردد سپاسکو چیززز، حينها تذوقت العمة طعم الانتصار واحست به الذ من طعم القضامة وانطلقت إلى القرية منتشية، وضع سپاسکو حبة في فمها وسألها ماما: من هم الاستخبارات، أجابت انهم براز الكلاب.
في صباح اليوم التالي جلست العمة على درج المنزل تتشمس وهي منهمكة في تنقية العدس والحمص من الشوائب لإعداد طبخة كوتايي فيما سپاسکو جالس بجوارها ينتظرها بفارغ الصبر أن تضع الطبخة على النار.
العمة: يا عديم الشرف مد يدك وساعدني في تنقية الحبوب أم أنك ماهر فقط في التهام الطعام.
سپاسکو: أريد أن أساعدك ولكن هناك شيء افكر به.
قبل أن يكمل كلامه ضحكت العمة بسخرية، وهي تقول: الآن سوف تخرب الدنيا وتقوم الساعة سپاسکو الجحش يفكر هههههه بماذا تفكر يا كبد أمك.
سپاسکو: ماما اتمنى ان تظهر دجاجة في قريتنا تبيض ذهبا.
تعجبت العمة من كلامه صمتت قليلا ثم أمرته بالانصراف: انقلع من هنا ولا تزد علي الهموم لدي منها ما يكفي ويزيد، قالت في نفسها كلام هذا الجحش المجنون في محله القرية تستحق دجاجة ذهبية شبعنا من البيض الفاسد، ليت دجاجاتنا بدل الرقاد على منشورات ميتة رقدت على بيضة ذهبية علها تفقس ديكا ينزع قضامتنا من بين مخالب ديوك الآخرين، قطع سپاسكو حديث العمة إلى نفسها، حين وقف على أعلى الدرج وأخرج قضيبه الصغير ورفعه إلى الاعلى وأخذ يرشق بوله نافورة في الهواء، قذفته العمة بفردة شحاطتها البلاستيكية ونهرته.
العمة: يا لك من جرو دنس، فوق ذلك يا ابن القحبة تريد بيضة ذهبية والله لن تذوق اليوم لقمة كوتايي.
وقف سپاسکو منها مسافة تجعله امنا خارج رمايات الشحاطات وقال: اذا اخبرتك سرا هل تعطيني الامان وتطعمني الكوتايي.
العمة: اذا اعجبني لك ما تريد هات ما عندك و يا ويلك من الكذب.
 سپاسکو: جدي وجدتي .
العمة: ما بهم هل باضوا بيضة ذهبية.
سپاسکو: بالليلة الماضية كانا يمارسان الجنس.
العمة: هااااا كذاب كيف عرفت هل تم ضبطهما بالجرم المشهود.
سپاسکو: لا 
العمة: اذا انت خسرت الوجبة.
سپاسکو: واذا قدمت لك الدليل هل اربح.
العمة: نعم
سپاسکو: هذا الصباح كلنا شاهدناهم يغتسلان من الجنابة.
العمة: يا لي من غبية حسنا ربحت أيها القرد تعال وساعدني. 
مضت سنوات وبقي العم يخبأ أوراق بين فخذي زوجته واخرى تحت معطف سپاسكو، يخبرهما كل مرة أنها جريدة الحزب ويطلب منهما أخذها إلى المدينة على ان يكونا حذرين من الاستخبارات، وقتها ازداد تعلقا بالعمة وأدرك لماذا تكون الاستخبارات براز الكلاب، رقد الحزب على جريدته المملة، ترهل بطن الدجاجة وخرجت من بيضها كتاكيت لا شغل لها سوى التشاجر على حبات قضامة ليست بحوزتها حيث سلبها منهم ديكة شرسة في الجوار، مصيبة القرية أن كتاكيتها أجيال وأجيال تقتات الحصى وتتناقر على شيء ليس بحوزتها، اما الدجاج يرقد على بيض فاسد.
ذات صباح امسكت العمة بأذن سپاسکو وشدته حتى كادت تقتلعه من موضعه.
سپاسکو: ئااااي يا كافرة ئاااي ماذا فعل إذني لك حتى تفعلي به ذلك.
العمة: هيا يا ابو أذن طويلة نذهب إلى حواف القرية نجمع گياسيفك كي اسقيك شرابه حين تمرض في الشتاء.
سپاسکو: لا اريد.
العمة: إذا استعد لقلع اذنك اليسرى.
سپاسکو: هيا هيا أمري إلى الله ولكن لماذا اذني اليسرى وليس اليمنى.
العمة: أكره كل شيء اسمه يسار.
قادته العمة رغم أنفه إلى قطاف گیاسیفك وبينت له أسباب كرهها لليسار.
سپاسكو: الحمد لله ان لي زب واحد هو ليس في اليمين ولا في اليسار هكذا اضمن انه سلم من شرك.
ارتبكت العمة قليلا وانفجرت ضاحكة وقالت: في هذه الحالة تكون الوسطية يا قليل الحياء، سوف اضع قضيبك المترنح في دبرك.
سپاسکو: ماذا تعني وسطية.
العمة: تأرجح بين اليسار واليمين.
سپاسکو: هذا صحيح.
العمة: كيف عرفت.
سپاسکو: حين أركض زبي يتأرجح يمينا ويسارا، هل كسك يتأرجح ايضا.
العمة: كس امك على اسئلتك الغبية التي لا تنتهي، الكس وسطي ايضا ولكن له خصوصية لا تسمح له بالتأرجح.
سپاسکو: هل هذا جيد.
العمة: حين تكبر سوف تعرف قيمة هذه الخصوصية.
شاهد سپاسکو مجموعة جعليات تكورالروث وتدحرجه ثم تطير به، ابدى اشمئزازه: ياااق انظري ماما لماذا هذه الحشرات تفضل أكل الخرا على أكل الزهور والحشائش.
العمة: لأن حشرة الخراء تحط على الخراء وهناك في القرية عدد غير قليل من الخروات.
سپاسکو: هل يجمعون الروث ويأكلونه ايضا.
العمة: لماذا لا تفهم يا جحش يا كديش هؤلاء يكدسون الخراء في رؤوسهم.
سپاسکو: هاااا الان فهمت لماذا اشم رائحة كريهة من زرپو كلما ذهبت إلى دكانه سوف لن اشتري منه شيء بعد اليوم.
العمة: جحش وحين تكبر تصبح حماراقول لك الخراء في عقولهم وليس في دكاكينهم.
سپاسکو: ومن يضمن أنهم لا يتغوطون داخل دكاكينهم.
العمة: في هذه غلبتني ايها القرد في الحقيقة هم تغوطوا في أول دكان حتى فاحت رائحته.
سپاسکو: هل عمي ايضا من المتغوطين.
العمة: اخرس يا ولد عمك مثلنا يحب گیاسيفك هو أول رجل في القرية طالب بالمساواة بين الرجل والمرأة ، ولكنه تغوط في عمري.
سپاسکو: عمي يتغوط في الخلاء ولم أجده مرة يتغوط في عمرك.
العمة: تغوط حين باع مصوغاتي وخرافي وصرف ثمنها على طباعة المناشير، تغوط حين ترك عمله وسار وراء المتغوطين الذين باعوا الخراء للأهالي، هيا ننقلع إلى البيت وإياك أن تفتح فمك وتسألني سؤال آخر وإلا سوف اقطع لسانك واضعه في كس امك.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات