القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: تصحيح ركام الأوهام الموروثة

 
الجمعة 22 تشرين الاول 2021


ابراهيم البليهي

 من غرائب البشر أنهم يضخمون أخطاء الرواد ويتجاهلون الإنجاز ات العظيمة التي حققها الرواد ويرددون مقولة (غلطة الشاطر) كتبرير لنقد الرواد العظماء … يجري الحديث حاليا في المجتمع العلمي في كل مكان عما يسمونه ( خطأ ديكارت) إن ديكارت هو مؤسس الفلسفة الحديثة وهو من أبرز الذين مهدوا لنشأة العلم الحديث بمعناه القائم على التحقق الموضوعي، وهو أعظم الذين مهدوا للتنوير الأوروبي الذي خلخل الجمود وفتح الآفاق وأضاء المسارات الحديثة للمجتمع الحديث …. عند نهاية القرن العشرين بات واضحًا أن العقل نشاط الدماغ وأنه لا يوجد كيانٌ للعقل منفصلًا عن هذا النشاط وهذا يتعارض مع ثنائية العقل والجسد التي قال بها ديكارت … 


إن ديكارت لم يبتكر هذه الثنائية وإنما سار على ما كان سائدا في كل العالم حتى عند فلاسفة الإغريق فالثنائية ليست من وضْعِه وإنما يلومونه على أنه كرس الثنائية ولم يقم بنفيها مع أن معطيات العلم في زمنه لم تكن تساعد في الوصول إلى هذا التحول النوعي العميق ….. صدرت كتب تحمل عنوان (خطأ ديكارت) ونسوا أن ديكارت من أعظم المفكرين الذين أيقظوا العقل الأوروبي ثم العقل البشري فقد نبه بقوة للتلبس التلقائي للجهل المركب المتوارث فهو يستحق التمجيد على بزوغه المبكر الخارق وكفاه هذا مجدًا أما تبديد كل الركام الموروث من الأوهام فهو أكبر من مجهود أي فرد …. الذين يلومون ديكارت هم أنفسهم بقوا حتى قرب نهاية القرن العشرين يعتقدون بثنائية العقل والجسد فرغم كل الكشوف العلمية في مجال الدماغ والعقل فإن تغيير الرؤية العلمية عن العقل لم تتحقق إلا بوثبة معرفية أنتجتها ذخيرة كثيفة متضافرة من المعارف …. كانت البداية الحقيقية لهذا التحول أعمال عالم الأعصاب أنطونيو داماسيو الذي أصدر كتابا بعنون (خطأ ديكارت) ثم أصدر كتابه (دور الجسد والعاطفة في صنع الوعي) وبعده توالت جهود العلماء والأطباء في تأكيد أن العقل نشاط الدماغ وأنه لا يوجد كيان عقلي منفصل عن الجسد …. ولكن هذا لا يقلل من الدور الريادي العظيم الذي نهض به ديكارت فقد أسهم في عقلنة التفكير وفي التحسس من الموروث وفي تأكيد ضرورة غربلة محتوى الأذهان ووضَع لذلك منهجًا ما يزال مرجعا للدارسين ……

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات