القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي

































 

 
 

مقالات: رأي..السبب الرئيسي للتصعيد الروسي الأخير في إدلب

 
الأثنين 26 حزيران 2023


د. باسل معراوي 

كثيراً ما كانت تٌكْتب مذكرات التفاهم الروسية التركية بخصوص الملف السوري بإسلوب من الغموض، والذي يَلتفّ على نقاط الخلاف الجزئية في سبيل رغبة أنقرة وموسكو بالحفاظ على تعاونهما في سورية ( وخارجها أيضاً )، تلك العبارات الغامضة والتي غالباً كان يُفسّرها الطرف الأقوى وفقاً لقراءته ..وهذا ما حصل مرات عديدة كانت أوضحها حصار نقاط المراقبة التركية الـ12 ووضع الجيش التركي في موقف لايُحسد عليه….


بالطبع عندما حاول الروس تجاوز منطقة خفض التصعيد في إدلب وحسم الملف عسكرياً بعد الوصول لمحيط جبل الزاوية في بدايات عام 2020، والضغط على القوات التركية بغية انسحابها نهائياً للحدود الدولية عبر مجزرة الجنود الأتراك بجبل الزاوية …وعدم إنصياع القيادة التركية للمخطط الروسي والتصدي للهجوم العنيف وتعريض كل العلاقات الروسية التركية للخطر (ليس في سورية فحسب) توقفت المعارك بلقاء عُقِدَ في موسكو بين بوتين وأردوغان وتوقيع مذكرة تفاهم بينهما لفضّ الإشتباك( والتي لم يُعلن عنها الكثير)…
إستغلّت أنقرة فترة التهدئة وأدخلت قوات كبيرة مع اآلاف القطع العسكرية الثقيلة وأجرت انتشاراً لجنودها بوضع دفاعي وكانوا على خطوط التماس الأولى…
كانت المناكفات التركية الروسية كثيراً ماتظهر بين وزارات الخارجية والدفاع من كلا البلدين حول تفسير كل طرف للمذكرة التي وقعها الرئيسان وكل يتهم الآخر بعدم التقيد بها..
إنشغلت روسيا بحربها في أوكرانيا وإخترع الروس مساراً جديداً في سورية بعد ( رفضهم لعملية عسكرية تركية جديدة في الشمال السوري ) كان محوره تفاهم روسي تركي على تحقيق نتائج العملية دون خوضها وإحداث خرق بمصالحة أنقرة مع دمشق ..وكانت القيادة التركية تحت ضغط الشارع الإنتخابي الذي يرغب بتلك المصالحة للإسهام بعودة اللاجئين ومحاربة الإرهاب (وبالطبع كل طرف يفسر الارهاب كما يراه من وجهة نظره) .
انتهت الإنتخابات التركية وتحررت القيادة من ضغوطه ..وبدأت إيران تضع العصي في عجلات المسار الوليد…وبدأ الوهن الروسي يُلقي بظلاله على المشهد السوري ..لم يعد لقرار موسكو تلك الرهبة الواجب تحاشي غضبها…
ونظراً لحاجة موسكو الماسة لنجاح مسارها الرباعي في سورية وإعتبار الأسد جزءاً من الحل وليس من المشكلة …ونظراً للسقوف المرتفعة لأنقرة ودمشق كشروط لتطبيع العلاقات بينهما…أعدّت موسكو مُسودّة خارطة طريق لذلك المسار وعرضتها على إجتماع الدورة 20 لمسار أستانة ..والذي كما يبدو لم يلقَ تجاوباً تَنشده موسكو من الأطراف كلها وخاصة الطرف التركي….وبعد إعلان وفاة مسار أستانة بعد بلوغه عمر العشرون جولة…
كان لابد من مسار أستانة جديد يرضي موسكو ويبدأ من الصفر….كان التصعيد الروسي الأخير تلويحاً بأن ماتمّ التفاهم عليه قد إنتهى وأننا أمام مرحلة جديدة مؤشرها التصعيد العسكري وحسم الملف عسكرياً للرجوع كخطوة أولى من جانب تركيا وحلفاؤها من السوريين بتطبيق القراءة الروسية لمذكرة تفاهم 5 آذار 2020 بالإنسحاب 6 كم على جانبي طريق الـM4…وإعادة فتحه ..كخطوة أولى يتبعها خطوات …والتصعيد ضغط على الجانب التركي بإحداث موجة لاجئين جديدة وخلق جو من عدم قدرة تركيا على الترويج لعودة لاجئين جدد بسبب عدم الوصول لإتفاق وقف إطلاق نار مستدام وبالتالي عدم تحقق أهمّ شرط من شروط عودة اللاجئين..
بالطبع لن يخضع الجانب التركي للإبتزاز الروسي ولن يتراجع متراً واحداً عن المناطق المتواجد بها ..خاصةً في ظل عدم قدرة روسيا على إملاء شروطها عسكرياً…
والمطلوب من الجيش التركي والفصائل بإدلب ردع قوي للعربدة الروسية وتلقين ميليشيا نظام الأسد درساً قاسياً.
أظن أن هذا سبب التصعيد الرئيسي وقد يرى البعض علاقة لهذا التصعيد بهجوم مسيرات على مناطق قريبة من قاعدة حميميم ..أو علاقة لتمرد قوات فاغنر ..لكنني لا أرى إلا ماذكرته من ضرورة حصول موسكو على إنجاز خارجي يتم توظيفه لصالح الرئيس الروسي الذي إهتزت صورته وموقعه كثيراً بالآونة الأخيرة…

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات