القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: كفى التضليل – كفى الهروب عن مواجهة الحقيقة

 
السبت 10 شباط 2024


صلاح بدرالدين

التهرب من مواجهة الحقيقة ، والتضخيم الإعلامي الحزبي ، وتوجيه الأنظار اما الى الخارج ، او الى الأمور الهامشية ، ومواصلة تضليل الشعب ، واخفاء الحقائق عنه ،  ولان الأحزاب ، والكيانات التي تدعي المعارضة زورا اصبحت وسيلة – تجارية – لاغتناء المتنفذين فيها فبات الحزب أولا ، وقضايا ومصائر الشعب بالدرجات الأخيرة ، ماهو سائد ، ومتحكم خارج نفوذ نظام الاستبداد ، دفع الناس الى التفكير بعودته بكل اجرامه الفظيع ، ثقة المواطنين العادين ، ومختلف أطياف جمهور الوسط الوطني الكردي ، وفي البيئة الوطنية الحاضنة لمعارضي النظام ، تزعزعت ان لم تكن انعدمت كليا بكل الأحزاب ، والتنظيمات ، والميليشيات ، والكيانات ، وسلطات الامر الواقع .


   هذا هو المشهد ( المحزن ) على  ارض الواقع ، وهذا هو عنوان المرحلة المخفي عن الناس في بلادنا ، ولكن لماذا ؟

 أولا – في الوسط الكردي 
  ١ – تستمر احزاب طرفي الاستقطاب ( ب ي د – انكسي ) ومن يلف لفهما في السير قدما حسب القواعد التفاهمية المرسومة ، بالحفاظ على الامر الواقع من دون أي تبديل ، وعدم التساهل مع اية محاولات ترمي الى اصلاح الوضع الكردي ، وإعادة بناء ما تفكك من الحركة السياسية الكردية السورية ، وعرقلة ظهور أي مشروع قومي – وطني وبرنامج عملي لعقد المؤتمر الكردي السوري الجامع .
  ٢ - سد الطريق على إمكانية أي حوار كردي – كردي سوري ، للإبقاء على الحوار الجاري بين المحاور الكردستانية بشان مصير الكرد السوريين ( بالنيابة ! ) منذ اكثر من عقد من الزمن ، تكريسا للتبعية ، ومصادرة للقرار الكردي السوري الوطني المستقل ، وهذا التوجه ( الحزبوي الآيديولوجي الانتهازي )  اللاقومي ، واللاوطني ، واللاديموقراطي  من اخطر مايواجه شعبنا وقضيتنا في هذه المرحلة  . 
  ٣ – أحزاب الطرفين وتوابعها قررت عن سابق إصرار حرمان الكرد السوريين من واجب الدفاع عن قضاياهم ، بعد افتقارهم الى الأداة السياسية الديموقراطية المدنية الموحدة ، والوسيلة النضالية المركزية الشرعية المنتخبة ، وتغييب دورهم الوطني على مستوى البلاد ، وعدم إيجاد موقع لهم في النضال الثوري عبر التواصل والتفاعل ، والتضامن مع كل بؤرة ثورية سلمية لاحياء الثورة السورية المغدورة بشكل جديد كما هو حاصل الان في السويداء على سبيل المثال . 
  ٤ – مازالت أحزاب طرفي الاستقطاب وتوابعها تمضي في طريق تضليل الكرد والسوريين عموما عندما تزعم انها تعادي النظام ، وتعمل من اجل التغيير ، وإيجاد البديل الديموقراطي ، فاحزاب سلطة الامر الواقع – ب ي د – وقسد ،وكل مسمياتها ظهرت عبر التسليم والاستلام ، ومحاربة الثورة السورية ، ومازالت الأقرب الى النظام وكذلك الى نظام ايران ، اما أحزاب – الانكسي – التي تدعي  انها مع اسقاط النظام في حين انها تابعة على المستوى الوطني للائتلاف ومشاركة في مؤسساته ، ولكن الائتلاف ليس مع اسقاط النظام بل يتحاور مع  وفوده، ويسعى الى الشراكة معه مستقبلا هذا اذا قبل النظام ذلك . 
  ٥ – من ذيول ونتائج الأداء الكارثي لاحزاب طرفي الاستقطاب ، ابتلاء المجتمعات الكردية بظواهر مرضية سياسية واجتماعية ، اضافة الى مخاطر احتلالات الدول والميليشيات المسلحة لبعض المناطق ، استفحال العشائرية ، والمناطقية ، وازياد وتيرة الهجرة – الانتحارية – وتكاليفها المادية الباهظة ، وانتشار الانتهازية بين متزعمي بعض المجموعات والحزيبات ، وتعمق الروح الانتقامية المشبعة بثقافة الانشقاق ، والمصبوغة باللون المناطقي الواحد ، وخطاب المبالغة المفرطة فمثلا تجد – حزيبا – لايتعدى أعضاؤه أصابع اليدين ينشر بلاغات عن ( موضوعات  ) مؤتمره المرتقب حيث يذكرنا ( بموضوعات المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي  الذي كان يبلغ أعضاؤه الملايين ، ويقرر مصير السلم والحرب بالعالم ، ) وفي حقيقة الامر فان ( موضوعاته ! ) لاتتعدى كيفية زيادة مخصصاته لدى احد اطراف الاستقطاب او الطرفين معا ، ولان أحزاب الطرفين واتباعها لايمتلكون قضايا نضالية لمناقشتها يتوجهون الى الخارج حيث تحول معظم مسؤوليهم الى خبراء في مسائل  كركوك ، والمناطق المتنازعة عليها ؟؟؟؟؟  .
  ٦ – اما المتعلمون الكرد السورييون من أصحاب الشهادات ، والحرف ، والادباء ، والكتاب ، والطلاب فهم اخواتنا واخوتنا وابناؤنا ، حيث يطلق البعض على كل هؤلاء صفة المثقفين ، والبعض الاخر يشترط توفر مزايا مثل الالتزام بقضايا الشعب والوطن ، في كل الأحوال هناك من  انطلق من قلب المعاناة ، وتثقف في اطار الحركة النضالية الكردية ، وبالتالي كان جزء من  الحالة القومية  ، وحمل مبادئها بطريقته الخاصة ، واسلوبه الذاتي ، ويستحق هذا بجدارة صفة المثقف ، وهناك من ظهر من خارج ( السور ) كمايقال ، بعضهم أصاب ، واكثرهم اخطأ ، وهؤلاء الأخيرون بسبب افتقارهم الى الحصانة القومية والوطنية ، والتربية النضالية والثورية ، شكلوا عبئا إضافيا على كاهل الحركة ، وفاقوا المسؤولين الحزبيين تبعية ، وفسادا .

ثانيا – على المستوى الوطني
  ١ – البقعة المضيئة الوحيدة الان في مشهد بلادنا المظلم هي – حراك أهلنا بالسويداء – هذا الحراك الذي مازال يحتاج من اجل ان يستمر ، ويحقق الإنجازات ، وينجح في تحقيق أهدافه ، وشعاراته ، الى تحويله من ثورة سلمية مدنية في محافظة واحدة الى ثورة وطنية شاملة ، وهذا واجب يتحمله كل الوطنيين السوريين ، وليس فقط ثوار السويداء .
  ٢ - شركاؤنا من معارضي النظام ، وبدلا من اجراء مراجعة بالعمق حول نكسة الثورة السورية والغدر بها ، وتصحيح المسار ، والعمل على توفير شروط المؤتمر الوطني السوري الجامع ، والالتفاف حول – حراك السويداء – دعما واسنادا ، نراهم بكل اسف كما كانوا عليه قبل عشرة أعوام ، بعضهم مازال اسيرا لثقافة العنف ، ومرض التسلح ليس من اجل التحرير بل في سبيل الاعتداء على الاخر ، ورهن البندقية للايجار ، والتبعية لاوامر الخارج من المانحين .
  ٢ – استمرار البعض الاخر في افتتاح الدكاكين الجديدة تحت اسم ( تجمعات – مجالس – جمعيات – أحزاب – كروبات ...) من دون التحاور الجاد مع البعض الاخر ، فترى مجموعة مثلا تدعوك الى مؤتمرها كضيف ، وكانك غريب وطارئ ، في حين انها المضيف ، واللجنة التحضيرية ، وعليك ان تبصم على بيانها الختامي الذي لايعبر عن مواقفك ، من دون أي اعتبار لمبدا الشراكة الديموقراطية ، والعيش المشترك بوطن واحد يضمن حقوق الجميع ، فبماذا يختلف هؤلاء  عن حزب البعث الحاكم ؟ .
  ٣ – بعض اعلاميي المعارضة وبينهم أصدقاء كفوؤون ، شغلهم الشاغل هو متابعة الاحداث الخارجية ، والدوران حول الفقاعات الإعلامية التي تتعلق بالشان السوري وكذلك بوضع المنطقة عموما ، بدلا من التركيز على قضايا السوريين ، وسبل إعادة بناء وإصلاح المعارضة ، وطرح – حراك السويداء – على بساط البحث والنقاش .

 وماذا بعد ؟
  ان طرح صورة المشهد السوري – كرديا ووطنيا – كما هو حق وواجب بالرغم من سوداويته ، وهو ليس من باب التوصيف فقط ، بل من اجل  تذكير الجميع بواقع الحال المؤلم ، والدعوة الى تغييره عبر الجهود الجماعية التي لن تخلو من التضحيات ، والتغيير في الراهن السوري قد يبدو ضربا من المستحيل ، خاصة وان التركيبة الحالية في ( الكيانات المعارضة الرسمية ومؤسساتها ، والفصائل المسلحة ، والميليشيات ، وسلطات الامر الواقع ، ومسؤولي الأحزاب من المتنفذين ) تتشبث بمواقعها ، وتتمسك بمصالحها الذاتية ومصادر عيشها ، ولكن لا مستحيل في قضايا مصائر الشعوب ، وليس هناك من قوة على وجه الأرض تقف امام إرادة الشعوب خصوصا امام الشعب السوري بكل مكوناته الذي مر باخطر المراحل ، وكسب الخبرات التي تجعله اكثر صمودا وتحملا ، في سبيل استعادة الحرية والكرامة .
   

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.15
تصويتات: 13


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات