القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي

























 

 
 

مقالات: البغبغادية وحوار الطرشان

 
الثلاثاء 19 اب 2008


جليل ابراهيم المندلاوي

في برنامج عرض على شاشة فضائية، تدعي بغداديتها حمل عنوان ((حوار الطرشان)) عرض مساء الاحد 17/8/2008... حيث صال مقدم البرنامج وجال بلسان سليط مهاجما اقليم كوردستان والبيشمركه والمادة 140 من الدستور و... وكأن البرنامج كان مخصصا للهجوم على الكورد اذ تحدث بلا حرج وبصورة مقرفة مدعيا انه يطرح قضية باطار ساخر وماهو كذلك اذ تحول من السخرية الى التهريج بصورة فاضحة تدعو الى الحزن ليس لما هرج به لأن ذلك لم يكن سوى تهريج.. بل لما آل اليه كاتب كان احد اعمدة الكتابة الساخرة في العراق ليستحق الان وعن جدارة ان يصبح احد عمالقة التهريج.


اريد ان اذكر هذا المهرج ان العراق خيمة لجميع الاعراق، والكورد عرق من تلك الاعراق برضوان منهم، ليس خوفا ولا وجلا.. انما كرامة لوحدة هذه البلاد.. لكنكم وامثالكم من تريدون اقتلاع هذا العرق الذي كان ولم يزل يسري بدمائه في شرايين العراق.. بل تريدون -عبر قرعكم على طبول قومية زائفة لم تجلب الا الدمار والمصائب على شعب العراق- صهر الاعراق وتحويل العراق الى عرق واحد.
لم تكن منصفا اذ ادمنت القول ((مايسمى اقليم كوردستان)).. مدعيا حرصك على وحدة لم تتشتت.. وكأنك تطرق الحديد كي يلين.. لكن هيهات له ان يلين بطرق زائف.. فلو انصفت لحق القول على اكثركم لكن لاتعلمون او تصمون اذانكم عما تعلمون.. وكان بالاحرى ان تردد.. مايسمى جمهورية مصر.. ماتسمى المملكة السعودية.. ماتسمى الجماهيرية.. ماتسمى دولة قطر.. ماتسمى.. مايسمى.. ام انك مطمئن على وحدة الامة التي تتباكون على امجادها.. اذ حذفت ماحذفت واضفت ما اضفت.. فبتسمياتكم تمزق جسد الامة من خليجها الى محيطها لتصبح دويلات وممالك دون ان يرتد لك طرف او ان تشير اليه.. بل اطبق الصمت عليك ولم تطبل كما تطبل الان..
انت وامثالك تقولون ((مايسمى اقليم كوردستان)) والكورد يقولون ((اقليم كوردستان العراق)).. ايكم ادق تعبيرا واحرص على وحدة العراق!!
لقد صرح الكورد في اكثر من مناسبة واعلنوا مئات المرات انهم ليسوا انفصاليين.. وانتم مازلتم تتباكون على وحدة العراق.. لكن هيهات لك انت ان تفهم ماتعني الوحدة.. التي ان لم تفهم عنها شيئا فتعلمها من الكورد انفسهم اذ يفسرونها على انها تعني احترام الآخر للعيش بكرامة في ظل خيمة العراق.. الاحترام الذي لم تعد تعرف عنه شيئا اذ تخاطب رئيس العراق المنتخب باستهزاء.. فلو رفع عصاه في وجهك لانحنيت امام جبروته وماهو بجبار.. ولايملك كوبونات للنفط ليدفعها لك ولامثالك لتصنعوا له تاريخا.. فتاريخ وتاريخ الكورد صنعوه بانفسهم لا باقلام المرتزقة..
ثم ماذا.. تتقول على البيشمركه.. هؤلاء الرجال الذين وقفوا في وجه الظلم والاستبداد في اوج طغيان المستبد.. ويقفون اليوم صفا واحدا مع اخوتهم الشرفاء في العراق لمحاربة الارهاب ودحر فلوله.. الارهاب الذي حملك انت وامثالك على الهرب والاختباء لتتباكوا على نظام دموي لم يعرف الا الموت طريقا للحياة..
هؤلاء هم رجال البيشمركه الشرفاء الذين كانوا ومازالوا يدافعون عن شرف وعرض العراق والعراقيين في وقت ادار من يدعون انهم اشقاء العراق ظهورهم له ولشعبه.. فمن اولى بالثناء والاحترام.. الشقيق الدعي الذي ادار ظهره وقت البلاء.. ام الاخ الذي مد يد العون من اجل الحفاظ على كرامة العراق.
ثم جئت بالباطل مرة اخرى اذ قلت ماقلت في تهريجك عن مادة دستورية جل مضمونها اعادة الحقوق الى اصحابها.. ولكن من اين لكم ان تعرفوا معنى الحقوق حتى تعرفوا معنى مظلومية اصحابها وقد تربيتم في احضان نظام صلى بكم الجمعة يوم الاربعاء وانتم تعبدونه خوفا ووجلا لأنه السلطان الذي عشتم على فتات موائده..
كتب احد الادباء الفرنسيين يصف القنبلة الهيدروجينية قائلا: "ان مايجعل الموت مفزعا مؤلما هو اننا سنخلف وراءنا احياء، وسترحل الى العالم الآخر وعجلة الحياة تدور، ومن هنا اجد في القنبلة الهيدروجينية عزاء وطمأنينة، فمادامت الدنيا ستزول باسرها، فعلام يمكن ان يندم الانسان"..
فالقنبلة التي ازاحت الصنم من العراق وقذفت بزبانيته وطبوله في مواخير التسول التي يمولها دعاة الموت.. تكفي لأن نجد العزاء بل والطمأنينة.. لأن عجلة الحياة ستدور بدونهم وستبقى تدور.. فعلام يمكن ان نندم..
اما المحطة الفضائية التي تدعي بغداديتها فكان الاولى بها ان تكف عن هذا التهريج الذي يوقظ الفتنة النائمة ويشجع الفرقة بين اعراق العراق.. فان لم تكف فلن تستحق سوى عنوان واحد.. فضائية البغبغادية.. ولتهرج بعدها بما تريد.. لأن بغداد تأبى التهريج.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات