القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: جماعات الإسلام السياسي عامة وحركات – الاخوان – خاصة هي المسؤولة عن اجهاض الثورة السورية

 
الجمعة 23 شباط 2024


صلاح بدرالدين

 ان امعان من تصدروا مشهد المعارضة السورية ، وركبوا موجة الثورة ، من  رموز حركات الإسلام السياسي ، وحركة الاخوان المسلمبن السورية تحديدا منذ العام الأول في اعلانهم من جانب واحد ، ومن لون واحد ، ومن دون مشاركة وطنية شاملة حسب الأصول الديموقراطية ، تشكيل ( المجلس الوطني السوري ) ، واستغلوا الجغرافيا التركية ، واستقووا باالمال القطري ، وتاليا الخليجي بمليارات الدولارات بحسب اعتراف وزير الخارجية القطري الأسبق ، ، حتى بعد مرور نحو ثلاثة عشر عاما  من اندلاع الثورة السورية ، في الامتناع عن اجراء اية مراجعة نقدية ، والاعتراف بما اقترفوه من خطايا حالت دون انتصار الثورة ، يثير السخرية والاشمئزاز ، اما مضي بعضهم من أصحاب النفوس المريضة ، والراكضين وراء المنافع ، ومن اغتنوا ، وانتقلوا من حياة الاعتماد في أوروبا على المساعدات الاجتماعية ، الى أصحاب الاملاك ، والشركات ، في تبرير الجريمة ، والدفاع المستميت عن ( نقاوة ونزاهة ) الاخوان المسلمين ، وتبرئتهم من المسؤولية فلاشك من وجود مصالح خاصة جديدة ، وثمن مدفوع مسبقا .


إرادة خارجية لتنصيب الاخوان المسلمين وكلاء لثورات الربيع 
  لم تكن حركة الاخوان السورية من الحجم التنظيمي ، والجماهيري في الوطن بحيث يؤهلها لتولي قيادة المعارضة والثورة ، ولم تكن آيديولوجيتها الدينية الشمولية ، وشعارها الرئيسي ( الإسلام هو الحل ) مناسبا للمجتمع السوري المتعدد الاقوام ، والديانات ، والمذاهب ، ولم يكن رموزها في درجة من المصداقية تسمح لهم بتطمين السوريين ، وكسب ثقتهم  والركون اليهم ، فمنذ عام ٢٠٠٥ وخلال عملنا المشترك في اطار ( جبهة الخلاص الوطني ) اكتشفنا نحن في الكتلة الكردية حوارهم السري ( ومن وراء الظهر )  مع ضباط المخابرات السورية في فنادق استانبول ، وتواصلهم مع الأجهزة الأمنية الإيرانية ، وواجهناهم بذلك صراحة ، كما ابدينا ما ننشره الان للعديد من الجهات المعنية بالملف السوري ، وقلت ذلك صراحة خلال اللقاء مع نائب وزير خارجية تركيا – فريدون سنرلي اوغلو – وكذلك مسؤول الملف السوري في الخارجية التركية – خالد جيفك – عام ٢٠١٢ في مقر الخارجية بانقرة .

استيعاب ضعاف النفوس 
  كماذكرنا وبعد حصول رموز الاخوان وجماعات الإسلام السياسي على الدعم الإقليمي المطلوب ، بدأوا في جذب عناصر محسوبة على اليسار ، والليبراليين ، وبعض اللذين من أصول كردية  كافراد ، معظمهم عن طريق الاغراءات المالية ، والصفقات ومداخلات الأجهزة الإقليمية ، وكان ذلك باختيارهم ، وتحت مراقبتهم الدقيقة ، الى درجة ان قناة الجزيرة القطرية وظفت مجموعة اخوانية سورية مهمتها – فلترة – مشاركة السوريين في برامجها ، وحواراتها ، اما بخصوص تعاملهم بالشان الكردي فمن المعلوم ان الكتلة الكردية في جبهة الخلاص لم تستمر في العمل مع الاخوان الا اقل من عامين بسبب خلافات عميقة فكرية ، وسياسية ،  إضافة الى انهم انكروا وجود شعب كردي سوري ، وعندما واتتهم الفرصة خلال تشكيل – مجلسهم – باسم الوطني السوري ، استبعدوا كل السياسيين ، والمناضلين ، والنشطاء الكرد السوريين وحتى نشطاء تنسيقيات الشباب في المناطق الكردية اللذين كانوا في طليعة النضال القومي والوطني خاصة من اللذين شاركوا في جبهة الخلاص بجد وإخلاص ، وواجهوا انحرافاتهم ، واضاليلهم ، ثم جلبوا كما ذكرنا من يطيعهم ، ويسير في ركابهم حتى لو كانوا نكرات ، ولاتاريخ نضالي لهم .

حركة في خدمة الاستبداد 
  الاخوان المسلمون لم يكونوا يوما ثوارا وطنيين ديموقراطيين تاريخهم يشي بتعاونهم المستمر مع الطغاة ، والأنظمة الدكتاتورية تحت غطاء محاربة الشيوعية ، واليسار ، وكانت الأنظمة المستبدة تستخدمهم كراس حربة ضد حركات المعارضة ، ولدى حدوث موجة ثورات الربيع استغل – الاخوان – عفويتها فركبوا موجتها ليس من اجل التغيير ، والنظام الديموقراطي العلماني بل في سبيل تحقيق مآربهم واهدافهم في إقامة الدولة الدينية كما تنص عليها برامجهم التي تختلف شكلا بين مجموعة تيارات ، ولكن بتوافق حول المضمون والجوهر ، وهل هناك من عاقل ينفي خروج جميع التشكيلات ، والمجاميع الإرهابية المتطرفة في مصر ، والأردن ، وبلدان الخليج ، وسوريا ، واليمن ، وليبيا ، وتونس والجزائر ، وتركيا من احشاء الاخوان المسلمين ؟ وقد ضلل الاخوان الكثيرين من السوريين عندما طرحوا – الدولة المدنية – وهي حمالة أوجه ، وقابلة للعديد من التفسيرات الإشكالية ، اما من يسعى الى التستر على الهدف الحقيقي للاخوان حول ثورات الربيع ، والثورة السورية وهو اسلمتها ، واخونتها ، فاما انه مخطئ ضال ، او مكلف بزرع الاضاليل لقاء منافع خاصة .

ضوء اخضر امريكي مخادع 
  وقد شجعتهم في التمسك بخططهم الإشارات الإيجابية – كما تراءت لهم - من اركان إدارة الرئيس الأمريكي – أوباما – في حين كلنا نعلم لا أمريكا ، ولا الغرب عامة ، ولا النظام العربي والإقليمي الرسمي ، ولا إسرائيل مع التحولات الديموقراطية العميقة في بلدان الشرق الأوسط ، او قبول انتصار ثورات الربيع المناهضة للدكتاتورية والاستبداد ، او الحل السلمي عبر الحوار لقضايا شعوب المنطقة ومن ضمنها قضايا الشعوب والاقوام المحرومة من الحرية وتقرير المصير ، ومن الواضح ان المجتمع الدولي برمته قد انفتح بالبداية على مجاميع الإسلام السياسي التي تصدرت ثورات الربيع تسللا ، ولكن وبالوقت ذاته اعتبره ذريعة لرفع اليد ، والناي بالنفس عن أي دعم حقيقي لتلك الثورات بذريعة مخاطر الإسلام السياسي ، وقد دفعت الشعوب الثمن جراء مخططات الإسلام السياسي وتواطئه من جهة ، وخذلان العالم من الجهة الأخرى .

الانخراط الاخواني بمحور طهران
  كل القرائن تشير الى اصطفاف معظم جماعات الإسلام السياسي السنية ، والاخوان المسلمين ، بالإضافة الى الشيعية أيضا وخصوصا منذ نحو عقدين او ثلاثة وراء نظام جمهورية ايران الإسلامية ، ومن المتوقع ان تزداد اللحمة بالمستقبل .

الإساءة لنضال الحركة الكردية شرطا لرضى الاخوان
  اما بشان تقديم البعض من هؤلاء المطبلين للاخوان المسلمين السوريين مبررات ، وأسباب واهية حول احقية تصدر الاخوان للمشهد المعارض بسبب وجود فراغ في الساحة الوطنية السورية او الزعم أن ( كل الأحزاب الكردية كانت مطية السلطة واحزابا مطلبية لاتستهدف تغيير النظام .. ) نقول : كانت الساحة السورية ومنذ فجر الاستقلال ومرورا بالمراحل المختلفة ، وحتى الان وفي ظل كل الأنظمة المتعاقبة تعج بالمناضلين ، والمضحين ، ولم تهدأ يوما حركات المعارضة الديموقراطية ، وليس كل الأحزاب الكردية كانت مجرد أحزاب مطلبية ، فالامانة التاريخية تقضي الاعتراف بحقيقة ان ( البارتي الديموقراطي الكردي اليساري – الاتحاد الشعبي الكردي ) ، دشن نهجا متجددا في الحركة الكردية السورية ، على قاعدة وجود شعب كردي من السكان الأصليين ، يستحق ان يقرر مصيره في اطار سوريا التعددية الديموقراطية الموحدة ، واجراء التغيير وإيجاد البديل الديموقراطي ، واسقاط الاستبداد ، والتفاعل مع الحركة الديموقراطية السورية المعارضة ، وكل هذه المبادئ والمنطلقات كانت من ضمن برنامج هذا الحزب وتتصدر الصفحة الأولى لجريدته المركزية – اتحاد الشعب – كما ان النظام ضاعف قمعه ضد قادة ومناضلي هذا الحزب لتلك الأسباب ، وتقديمهم كمناضلين في الحركة الكردية السورية لأول مرة الى محكمة امن الدولة العليا بدمشق عام ١٩٦٩( وكنا آبو اوصمان صبري ، ومحمد نيو ، وانا ضمن هذه الدفعة ) ، وإصدار الاحكام الجائرة بحقهم  .

التنكر لحراك السويداء
  سبب آخر يدفع بعض الامعة من المرتبطين بالاخوان المسلمين ، المسبحين بحمدهم ، ( وبينهم من هو من أصول كردية ) للدفاع عن تاريخهم الأسود ، وهو التعتيم على حراك أهلنا بالسويداء ، والاساءة الى انجازاتهم ، والتشكيك بارادتهم الوطنية الصادقة الرامية الى تجديد الثورة بحيث تكون سلمية ، ووطنية ، وديموقراطية ، وعلمانية ،  ومستقلة القرار ، وكل ذلك بمثابة مراجعة بالعمق وبالوقت نفسه ادانة لمخططات الإسلام السياسي ورموز الاخوان الذين يتحملون المسؤولية في اجهاض الثورة السورية المغدورة .

 لقد ولى زمن التضليل وسقط القناع 
  ليس من حق من لاتاريخ نضالي  له ، او تضحيات قدمها للشعب وقضيته  ، ان ينكر بجرة قلم ومن اجل مصالح خاصة ، وتلبية رغبات من تبقى من رموز الاخوان المسلمين تضحيات ، وانجازات الاخرين ضمن اطار الحركة الكردية التي بدات منذ عشرينات القرن الماضي ، ومازالت مستمرة .
   

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 9


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات