القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: على ضوء مؤتمري جناحي الحزب.. ماذا تغير في نهج اليمين الكردي السوري ؟

 
الثلاثاء 19 كانون الأول 2023


صلاح بدرالدين

كان الخلاف قد ظهر الى العلن في صفوف قيادة الحزب الديموقراطي (الكردستاني - الكردي) في سوريا بعد فترة وجيزة  من تاسيسه عام ١٩٥٧، ولم يتم البت بالخلافات بشكل منهجي – علمي، مما اضر بوجود الحزب بين الجماهير، وأصيب بالانفكاك والعجز ونوع من الضياع الفكري والسياسي، وتعمق ذلك بعد حملات اعتقال القيادة او معظمها،  ثم ظهور التكتلات المتمردة في بعض المناطق،الا ان  انحسم الامر عمليا عندما تم الافتراق تنظيميا بين جناحي الحزب اليسار واليمين عند انعقاد الكونفرانس الخامس في الخامس من آب عام ١٩٦٥ وتشخيص قضايا الخلاف وطرح الحلول والبدائل وتوثيقها ونشرها، وكان الخلاف بطبيعة الحال  فكريا وسياسيا  بامتياز حول القضايا التالية :


اليسار: الكرد السورييون شعب من السكان الأصليين، ويعيش على ارض الإباء والاجداد.
اليمين: كرد سوريا اقلية قومية ( وهناك فرق شاسع بين حقوق الشعب والأقلية ) .
اليسار: حل القضية الكردية بانتزاع الحقوق السياسية، والثقافية، والاجتماعية حسب مبدأ حق تقرير المصير .
اليمين: الحل بتحقيق الحقوق الثقافية.
اليسار: الطريق الى حل القضية الكردية يمر عبر التحالف مع الحركة الوطنية الديموقراطية السورية المعارضة، وتغيير النظام الدكتاتوري الشوفيني، وتثبيت حقوق الكرد بضمانة دستورية.
اليمين: الحل عبر موالاة النظام القائم، والعلاقات الحسنة مع السلطة .
  اليسار : تشكيل قيادة مرحلية منتخبة من الكونفرانس الخامس لإنقاذ وحدة الحزب،  تمارس عملها لمدة عام الى حين عقد المؤتمر العام، ودعوة جميع افراد القيادة السابقين للانضمام الى القيادة المرحلية.
اليمين: رفض قرارات الكونفرانس الخامس الشرعي وعدم التعاون، والانشقاق، والاعلان عن حزب جديد.
اليسار: الراحل مصطفى بارزاني هو القائد الشرعي لثورة أيلول .
  اليمين: جماعة ( إبراهيم احمد – الطالباني ) تمثل القيادة الشرعية .
ماذا تغير في النهج اليميني الكردي السوري بعد ثمانية وخمسين عاما على ضوء وثائق مؤتمري الجناحين المنشقين على بعضهما ؟
١ - التساوي بين معارضي النظام والنظام، وهو موقف يصب في مصلحة النظام .
٢ - عدم طرح أي موقف سياسي معلن يدعو الى اسقاط نظام الاستبداد، وإيجاد البديل الديمقراطي.
٣ - شعب كردي – حقوق مشروعة، ( وموضوعة الشعب هو البند الوحيد من قضايا الخلاف الذي اعيد النظر فيه اما القضايا الأخرى فبقيت على حالها ) .
 ٤ - لامركزية وقد تفسر بالالتزام بنفس ( اللامركزية الإدارية ) الواردة في دستور النظام .
٥ - إقرار دستوري بالهوية القومية الكردية، ( إقرار ليس بالحقوق بل فقط بالوجود ) .
 ٦ - تجاهل النضال الوطني ضد النظام وكذلك حراك السويداء .
  ٧ - لإبقاء على موالاة حزب المرحوم جلال الطالباني .

  ماهو المقصود باليمين الكردي السوري ؟
  عندما  توصيفنا ( اليمين الكردي ) للمرة الأولى عام ١٩٦٥ قصدنا به الحزب الذي سمى نفسه ( الحزب الديموقراطي الكردي التقدمي ) واغلب الظن ان إضافة كلمة " التقدمي " جاءت لنفي الصفة اليمينية عن نفسه، ولكن المسالة لاتتعلق بالتسميات بل الأهم هو المضمون الفكري – السياسي، فحزب البعث يسمي نفسه بالاشتراكي مثلا، واليمين الكردي لايقتصر على هذا الحزب او قيادته بل هو فكر، وسياسة، وثقافة ونهج منتشر بين افراد، ومجموعات، وأحزاب، وخصوصية اليسار واليمين في الساحة الكردية السورية انها لاتتعلق بجناح شيوعي، وآخر راسمالي ضمن الحركة الكردية السورية بل ظهر أساسا والى جانب القضايا الاجتماعية في الاختلاف الجذري بشان القضية القومية، وسبل حلها، وحول تعريف الكرد، وقضيتهم، وحركتهم، ومضمون حقوقهم، والموقف من النظام، والمعارضة الديموقراطية، والبعد الكردستاني .

ظاهرة الانشقاقات الحزبية
كما اسلفنا بشان الخلافات الأولى في صفوف الحزب الكردي الأول، وأسباب الانقسام الجذري الذي  نتج عنه اليسار واليمين، وهي أسباب فكرية، وسياسية، ومنهجية، وقد دار الصراع حينها بين النهجين بشكل سلمي، وحضاري ( علاقتي الشخصية بالمرحوم حميد درويش  زعيم الجناح اليميني استمرت على قاعدة الاحترام المتبادل ) بالرغم من تاثيرات مواقف السلطة الحاكمة التي انحازت بطبيعة الحال الى الاتجاه اليميني لانه لم يكن يشكل خطرا عليه بل بالعكس كان يرغب في تعزيزه بالوسط الكردي .  
اما اليسار  فقد  ازعج النظام كثيرا بل ارقه وتمدد ليس على الصعيد الوطني الداخلي بل من خلال علاقاته الواسعة عربيا وخاصة مع الحركة الوطنية اللبنانية بزعامة الشهيد كمال جنبلاط، ومنظمة التحرير الفلسطيينية، وقواها الرئيسية : فتح، والجبهتين الديموقراطية، والشعبية، ورئيسها الراحل ياسر عرفات، وإقليميا مع جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية، وامميا مع دول المنظومة الاشتراكية سابقا، وكردستانيا مع قائد ثورة أيلول الزعيم الراحل مصطفى بارزاني، وكذلك مع القوى القومية الديموقراطية بزعامة د شفان في كردستان تركيا، وقيادة حزبي ديموقراطي كردستان ايران بزعامة الشهيد د قاسملو، وفي مرحلة لاحقة وتحديدا من أواسط ١٩٩٤  قمت ( بصفتي رئيس الحزب ) بعدة زيارات الى واشنطن، وتواصلت مع قسم الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الامريكية، وأعضاء من الكونغرس، وتعاون مباشر مع مركزي كل من ( هيومان رايتس ووش ) بنيويورك، ومنظمة العفو الدولية - الامنستي – بلندن حيث تم تزويدهما بحقائق معاناة الكرد السوريين، واصدر الأول كتيبا ( ١٣٠ صفحة ) ولاول مرة حول كرد سوريا، وحذت حذوها الثانية أيضا، هذا بالإضافة الى تقديمات اليسار الثقافية مثل رابطة كاوا للثقافة الكردية، وخدمة الفولكلور الكردي، وارسال نحو ( ٣٠٠ ) طالبة وطالب لتلقي العلوم بالخارج .
اليس من حق، وواجب كرد سوريا ان يتساءلوا : وماذا قدم اليمين، ثم البارتي، ثم الاخرون فيما بعد ؟
وفي المرحلة التالية وتحديدا منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي، وبداية التسعينات، طرا تحول جديد خصوصا بعد ارسال الضابط الأمني – محمد منصورة – من جانب القصر الجمهوري، وتوكيله بالاشراف على الملف الكردي في سوريا والمنطقة، واختراق الأحزاب الكردية، وتشجيع الانقسامات، ومحاربة أي طرف يتمسك بالحقوق الكردية، ويرفع شعار التغيير، ويتحالف مع معارضي نظام الاسد وفي المقدمة ( حزب الاتحاد الشعبي ) سابقا، في هذه المرحلة التي تمتد حتى يومنا هذا وصلت اعداد الأحزاب الى رقم قياسي، وتعرضت حتى الأحزاب الموالية للسلطة الى الانقسامات لانها فقدت – وقتيا – الاحتضان السابق من السلطة بعد اندلاع الثورة السورية، وشكل استحضار جماعات – ب ك ك – من جانب النظام الضربة المزلزلة للحركة الكردية السورية التي مازالت تعاني من آثارها،  وستبقى تعاني حتى توفير شروط إعادة بناء الحركة من جديد من خلال المؤتمر الكردي السوري الجامع لاستعادة وحدتها، وشرعيتها، واستقلاليتها التنظيمية، والفكرية، والسياسية .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.5
تصويتات: 8


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات