القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي



























 

 
 

تقارير: المسارات الدولية المتحركة أمام ضبابية الرؤية المستقبلية

 
الأثنين 26 حزيران 2023


عزالدين ملا

تتحرك المسارات الدولية وفق اتجاهات محددة، نحو المزيد من الاضطرابات والفوضى، وفي مناطق مختلفة من العالم، في البداية كانت التوجهات السياسية نحو منطقة الشرق الأوسط، أما في المرحلة الحالية فقد تطورت نحو مناطق أخرى كما الآن في بحر اليابان والصين وبحر الصين وتايوان، وكذلك تحريك ملفات في أوروبا، كالنزاع الحدودي بين كوسوفو وصربيا، اضافة إلى الصراعات القديمة الجديدة في القارة الأفريقية.
في منطقة الشرق الأوسط تحديدا التحركات بين القوى الكبرى أمريكا وروسيا والقوى الإقليمية تركيا وإيران على قدم وساق، والرؤية المستقبلية مازالت ضبابية، والإرادة الدولية بالانتقال إلى الحلول السياسية مازالت غير واضحة، وتبقى المراهنة على النفوذ والمقايضات الخفية في إنهاء الصراع والبدء بمرحلة ترتيبات السياسية.


1- كيف تقرأ مجمل الأحداث والتطورات السياسية خلال هذه المرحلة؟
2- هل نتائج الانتخابات التركية لها تأثير على تطورات المرحلة القادمة؟ كيف؟ ولماذا؟
3- برأيك، لماذا هذا الغموض في السياسة الأمريكية حيال الملف السوري؟
4- هل تعتقد أن تكون لأمريكا دور في حل الوضع السوري وإنهاء هذه الأزمة الكبرى؟

ضبابية المشهد وترتيبات المخفية
تحدث رئيس اتحاد كتاب كوردستان سوريا، الكاتب لقمان يوسف لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «منذ الأزل بدأت الصراعات والحروب والى يومنا هذا لم تنتهي تلك الصراعات ولم تضع الحروب اوزارها بين القوى والأنظمة الموجودة على وجه البسيطة وذلك بهدف السيطرة على الموارد وتأمين المصالح, لكن تلك الحروب والصراعات تطورت لتصبح على الشكل الذي نراه اليوم, حيث انتقلت آلية واسلوب الحروب من الكلاسيكية إلى الحديثة والمتطورة من حيث استخدام الاسلحة الفتاكة ومنها التدمير الشامل, بالإضافة إلى الاساليب الاستخباراتية والتجسس باشكالها المتعددة وصولاً إلى الأقمار الصناعية والطائرات المسَيرة وغيرها.
والحروب بحد ذاتها لها أنواع متعددة, فمنها المباشرة, ومنها الغير مباشرة. منها الاقتصادية ومنها السياسية والتبريرات لها ايضاً من قبل فاعليها متعددة, فمنهم من يبرر من أجل الحفاظ على السلم والاستقرار وآخرون يبررون من أجل الحفاظ على امنهم وسلامة اراضيهم, لكن مهما يكن فللحرب تعريف واحد هو الدمار وإلحاق الضرر بالإنسانية والطبيعة».
يتابع يوسف: «بالتمعن في الأوضاع الحالية في منطقتنا ومنذ زمن ليس ببعيد وحتى يومنا هذا فإن اسلوب الحروب وآليات اشعالها تختلف كلياً عن تلك الكلاسيكية، فهي تعتمد اليوم التكتيكات التي من شأنها الوصول إلى الاستراتيجيات المرسومة بدلا من المواجهة المباشرة إلا نادراً. عند اسقاط الصورة على منطقتنا يصل المرء إلى الحقيقة الجلية بأن اصحاب المخططات والاستراتيجيات يتحركون في الخفاء، ويتحكمون بمسار الامور ويوجهونها مثلما يريدون، والقصد هنا الدول من اصحاب النفوذ والتي تملك من الامكانيات والقدرات التي تستطيع من خلالها تحريك اذرعها في المنطقة لتحقق لها ما تريد!. وهنا لا بد من التذكير بأن جميع التطورات الحاصلة والتي تحصل الآن هي من نتائج المخططات المرسومة سابقاً من قبل الدول المستحكمة بالقرارات المصيرية والدقيقة, وعلى سبيل المثال وليس الحصر عندما طرحت الولايات الامريكية مشروع الشرق الأوسط الكبير والفوضى الخلاقة لم يكن عبثيا ولا اعتباطياً, فالتطورات التي حدثت من ثورات وحروب واحداث متسارعة هي من نتائج ذلك المشروع والأمور ستتطور اكثر لحين تحقيق مصالح اصحاب النفوذ والمتحالفون معهم. الذي يؤكد بأن اصحاب النفوذ يعملون من خلف الكواليس ويديرون الامور مثلما يريدون هي الصورة الماثلة امامنا, ففي البداية كانت التوجهات السياسية نحو منطقة الشرق الاوسط, اما الآن فقد تطورت نحو مناطق اخرى مثل بحر اليابان والصين وتايوان، وكذلك تم تحريك بعض الملفات في اوروبا, كالنزاع الحدودي بين كوسوفو وصربيا, اضافةً إلى الصراعات القديمة-الجديدة في القارة الافريقية».
بالنسبة الى الشرق الاوسط وما آلت اليها من الاوضاع، يضيف يوسف: «ان ضبابية المشهد مازالت مستمرة والمخططات الخفية مازالت في طي الكتمان, رغم التحركات الجارية على قدم وساق بين القوى الكبرى مثل روسيا وأمريكا والقوى الاقليمية مثل تركيا وإيران وغيرها. هذه السياسات والمخططات المرسومة سلفاً تمخضت عنها بعض النتائج كالانتخابات التركية التي جرت مؤخراً والنتائج غير المرجوة بالنسبة إلى الرئيس اردوغان وحزبه، والذي تعتبر بمثابة إنذار مبطَن له من قبل حلفائه في الناتو وعلى رأسهم أمريكا وذلك نتيجة تقارب تركيا من روسيا والصين وكذلك محاولاته المتكررة لتطبيع العلاقات مع النظام السوري, وهذه النتائج ستكون لها تأثيرات واضحة على السياسة الخارجية لتركيا مستقبلاً, فإما ان تلتزم تركيا بتعهداتها مع الحلفاء أو ان تتحمل الضغوطات والاضرار».
من خلال ما ذكر من تطورات واحداث متسارعة على الساحة الدولية وخاصة في الشرق الأوسط وما يخطط له في الخفاء، يشير يوسف: «أنه لا بد من ذكر القضية الجوهرية والوقوف عندها, كونها الحلقة المركزية ومفتاح الحل لاستقرار الشرق الأوسط الملتهب. ان القضية الكُردية هي قضية شعبٍ تعداده اكثر من خمسون مليون نسمة ويعيش على ارضه التاريخية, هذه الارض التي قسمت إلى عدة اقسام ووزعت على أربع دول (تركيا, ايران, العراق, سوريا)، ومنذ عشرات السنين وهذا الشعب المغلوب على أمره اشعل العشرات من الثورات والإنتفاضات, وأراق الكثير من الدماء من أجل التحرر والخلاص، ولكن وللأسف لا زال يعاني من الاضطهاد والاحتلال بسبب التعقيدات الموجودة على الساحة والمصالح الدولية التي لا تتوافق مع تحرر الشعب الكُردي, بالاضافة إلى العامل الذاتي للكورد حيث لم تستطع حركته السياسية ايصال صوته إلى المنابر الدولية ذات الصلة، وما زالت منشغلة في الانقسام والتشرزمات التي سببت وما تزال الكثير من المتاعب والتراجعات، وابتعاد الجماهير عنها, باستثناء القسم الملحق بالدولة العراقية حيث استطاع الكورد بفضل حركته السياسية وقيادتها الحكيمة والمتمثلة بشخص الزعيم مسعود البارزاني من انتزاع الكثير من حقوقهم وتثبيتها في الدستور العراقي وتوثيقها لدى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحد».
بالنتيجة ورغم الظروف المناسبة والفرصة التاريخية السانحة، يختم يوسف: «انه لا زلت الحركة السياسية الكُردية تراوح في مكانها، وصوتها غير مسموع مثل الذي يغني في الطاحونة، وتعيش أزمةً تلو الاخرى, لذلك ومن أجل تلافي السلبيات والبدء في السير في الاتجاه الصحيح, لا بد للحركة السياسية في جميع أجزاء كوردستان إعادة حساباتها والوقوف ملياً عند نقاط الخلل التي اعاقت تقدمها وما زالت, وأولها توحيد المواقف ورص الصفوف، وإبعاد الشخصيات الإنتهازية والمزروعة فيها من قبل الأعداء, ووضع القضية الجوهرية ألا وهي قضية الشعب الكوردي فوق المصالح الحزبية, والإلتصاق بالجماهير أكثر فأكثر حتى لا يفوتها القطار من جديد ويستمر احتلال كوردستان لفترات أخرى، وقد تكون هذه المرة إلى الأبد لا سمح الله».

العالم والمنطقة مقبلان نحو إقامة منظومة دولية جديدة
تحدث الناشط السياسي، شكري بكر لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «يلاحظ أن الأحداث والتطورات السياسية في هذه المرحلة تسير بدافع من قبل بعض الجهات الدولية لخلق أزمة سياسية ما، على علاقة مباشرة مع الفوضى، دون إيجاد عامل الفوضى حسب رأي قوى الدفع هذه، لن يستطيع تحقيق ما يربو إليه من أهداف تتعلق بجوانب التطور في بناء الإنسان، ثم إيجاد أرضية لوعي الفرد والمجتمع، هذين العاملين أسياسيان للإنتقال من حالة سيئة إلى حالة أفضل، بهذا يسهل عملية البناء السياسي والإقتصادي والإجتماعي، لذا فإن عملية الفوضى لا بد منها شرط أن تكون تحت السيطرة من قبِل رعاة عملية التغيير المنشود أي نحو الأفضل، وعدم هدر الأموال في أحداث لا حاجة لها من وقوعها، لذا يمكن أن أقول أنه لا سبب من دون مسبب، لم تحدث الضحية إن لم يتوفر الجلاد، ولا جريمة من وجود مجرم، طبعا هذا سيكون له ثمن، للرفاهية والسعادة أثمان، ومن الممكن أن يكون الثمن باهظا. كل شيء في الحياة له ثمن، لا وجود لدخان ما لم يكن هناك نار مشتعلة».
يتابع بكر: «العالم والمنطقة مقبلان على تغيير، من خرائط، إلى إقامة منظومة دولية جديدة أكثر إنفتاحا على بعضه البعض، لا مكان للخوف فيه في المنظومة المنشودة، فتركيا هي جزء من تلك المنظومة، تركيا هي بوابة أوربا، لذا سيكون لها أهمية كبيرة في المرحلة المقبلة أو القادمة، لكونها هي وريثة الإمبراطوردية العثمانية، هذه إحدى الأسباب التي تجعل منها دولة ذو شأن هام ويحسب لها الحساب، فالإنتخابات التركية الأخيرة والتي فاز بها الرئيس رجب طيب أردوغان جاءت بناء على الدور الذي يلعبه تركيا في المرحلة، توافقا مع المتغييرات التي تجتاح المنطقة، خاصة يقترب موعد إنتهاء العمل بمعاهدة لوزان، بين الإنتهاء والتجديد وربما التوسيع عبر مشاركة أطراف أخرى ذات الصلة بالمضمون في المنطقة، بالتأكيد تركيا مقبلة على مشروع قابل للفوز أو الخسارة فيه. لذا فإن تركيا تُدخل نفسها في عملية حسابية وهناك من يدفع بها للدخول في العملية الحسابية هذه».
يعتقد بكر: «أن تركيا تحسب وتعمل لأن تجعل من نفسها دولة قوية عندئذ من الممكن أن يكون لها دور في المنطقة مستقبلا، وأعتقد أن تركيا قد أعدت العدة لتكون بالشأن المرسوم والمطلوب والمنوط بها. من خلال الإنفتاح الديمقراطي على حل كافة الملفات المتعلقة بالشأن التركي والإقليمي والدولي. لذلك أستطيع القول أن تركيا قد تكون أمام إمتحان فعلي لتثبت نفسها في المنطقة من إحدى الدول القوية، وعلى أهمية قصوى من قدراتها السياسية والعسكرية والإقتصادية».
بالنسبة للغموض في السياسة الأمريكية حيال الملف السوري، يُرجح بكر: «أن السياسة الأمريكية حول الملف السوري لم يكن غامضا، بل أن الشعب السوري بكل أطيافه قد دخل مرحلة الغموض الذي ساد مرامي الثورة والتي سرقت منذ شهرها السابع تقريبا، بمعنى أن النظام والمعارضة على حد سواء يتحملان مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في سوريا، من قتل وتدمير البنية التحتية للمجتمع السوري، وفقدان لمئات الآلاف إن كان تحت التعذيب أو تحت الأنقاض، تشريد وتهجير ما يقارب نصف سكان سوريا في الشتات، وإنعدام المعيشة لمن تبقى في مناطق النظام، حتى إعداد هذا التقرير لا يزال الفرق شاسعا بين النظام والمعارضة. بشكل عام الأزمة السورية لها دلالات داخلية وإقليمية ودولية. داخليا، نعم سوريا قد غابت فيها الديمقراطية بكل معانيها ومفاهيمها السياسية والإجتماعية، ولم يكن الحدث الدرعاوي هو العمود الفقري للأزمة السورية وإنما كان أداة لتفعيل الأزمة وتوسيعها، من خلال الإنتقال بها إلى كافة المدن والبلدات السورية من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه، لو كان الأزمة محصورة بذاك الحدث لقام النظام وكان له آنذاك القدرة في الحل، وإن دل هذا على شيء إنما يدل على أن هناك إمتداد إقليمي ودولي للأزمة السورية يتعلق بخارطة الطريق للمنطقة وذلك عبر إجراء تغيير ديمغرافي، ووضع خارطة جغرافية جديدة للمنطقة بما لا يتعارض مع المصالح الدولية. فالأزمة السورية لها إرتباطات بقضايا أخرى ساخنة في المنطقة. في هذه الحالة يمكن القول أن حل الأزمة السورية يجب أن يتوفر فيه أمران داخلي وإقليمي. داخلي، يتطلب الحل توفير أجواء من الديمقراطية، والجلوس على طاولة حوار يستند على إنجاز مشروع وطني ديمقراطي شامل، والإنتقال السلمي للسلطة، وكتابة دستور للدولة على أساس اللامركزية السياسية، وضمان حقوق كافة الأقليات القومية والدينية والمذهبية، ثم إجراء إنتخابات عامة في البلاد. إقليميا، الحل في سوريا يجب أن لا يتعارض مع حل كافة الملفات الساخنة في المنطقة من قضايا أمنية وقومية، وعدم التدخل في شؤون الداخلية لدول الجوار».
حول الدور الأمريكي في حل الوضع السوري وإنهاء تلك الأزمة، يضيف بكر: «لا شك أن المنطقة بمجملها لا يمكن إنهاء أي خلاف داخلي أو إقليمي دون مشاركة الأمريكان بل يجب أن يكون برعايتها وإلا لن يكون هناك أي حل لأي عقدة في المنطقة مهما كانت نوع تلك العقد. أصلا ما يجري وما يحدث حول العالم للأمريكان اليد الطولى في جميع الأحداث التي تجري في المنطقة، بل هي ما تفتعلها بهدف تحقيق أو تنفيذ مشروعها تجاه الشرقين الأوسط والأدنى، وربما لأمريكا أبعاد أخرى مثل مشروع أمركة العالم أحد بوادر هذا المشروع هو كسر طوق العملات الدولية وهيمنة الدولار على تلك العملات، والتدخل الأمريكي في مواقع عديدة من مواقع التوتر في العالم».

الأزمة السورية وغموض السياسة الأمريكية
تحدث الإعلامي والكاتب، برزان لياني لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «اعتقد ان الولايات المتحدة الامريكية إذا أرادت أن تلعب دور جيوسياسي أعظم في الشرق الاوسط وتحديداً في سوريا، وتجسيد موطئ قدم أكثر أهمية استراتيجية في المنطقة بالنسبة لمصالها وتوسيع نفوذها لـ فعلت- وهنا اشير إلى الأهداف الأميركية على خلاف ( كورديا وتركيا وايرانيا ) في الشرق الاوسط- فسوريا وإيران محوري الشر بحسب ما تدعيه أميركا متورطين في دعمهم للإرهاب، والغريب ان الموقف الأميركي يغلب عليه طابع "التردد والارتباك" بإتجاه العديد من المسائل والمواضيع الذات الأهمية في المنطقة وسوريا على حداً سواء، حيث عوَّلت الكثير من الدول الاوربية والإقليمية على الخيار العسكري في سوريا على الرغم ما يحمله من مخاطر وفي المقابل لم يتبنى القوة الأمريكية هذا الخيار لغاية الساعة، وهو الموقف الأقرب للموقف الاسرائيلي الصديق التقليدي لأميركا بالتزامن مع الردود الفعل الإقليمية والدولية من الموقف الأميركي تجاه الأزمة السورية».
يتابع لياني: «لا يخفى على أي مراقب ان الدولة التركيــة لعبت دوراً حاســماً فــي التــاريخ علــى الصــعيد العالمي والإقليمي، إذ شــكلت تقاطعــا لمختلف الاسراتيجيات والمصالح لدول كبرى وذات شأن وكيان عالمي، يلاحظ المتتبع للسياسة الداخلية والخارجية التركية على مدى عقـود، بان تركيا وعبر أجندتها الخارجية استطاعت السيطرة على الكثير من القرارات الخاصة بدول الجوار، وحتى المقايضات الدولية عبر وسائطها في الارهاب، واعتقد ان الإنتخابات الأخيرة التي شهدتها تركية وفوز " أردوغان " الخجول في الجولة الثانية دليل قاطع بان تركيا لن تشهد أي تطورعلى الصعيدين السياسي والاقتصادي على العكس من الأدوار الحاسمة التي خاضتها عبر تاريخها الحديث، وبرأيِّ ولكي يكون الدور السياسي التركي الجديد في المنطقة فاعلاً عليه بالانفتاح والتغيير على السياسة الخارجيـة، وهذا تتكثف علـى أهميـة الانتقال الـداخلي لاسـيما ترسيخ الاسـتقرار السياسـي والاقتصـادي فـي الـبلاد. وبإعتقادي سنعكس ذلك على الصعيد الخارجي ايضاً فمن المعلوم ان قادة تركيا يتبعون دبلوماسية دولية وإقليمية نشطة، وستقلل من المشاكل الداخلية لديها ايضاً، فلا شك ان أردوغان نجح في إيجاد أساليب وحيَّل في توليه للسلطات الرئاسية التركية الهشة والشبه الملكية منذ عام 2018 في توحيد معارضة منقسمة على الدوام ضده».
يضيف لياني: «على الرغم من اختلاف السياسات التي أردفها رؤساء أمريكا المتعاقبة تجاه الملفات المتعلقة بالشرق الأوسط وسوريا على وجه الخصوص، بقيَّ الغموض هو سيد الموقف إزاء الأزمة السورية ، فإن ثمَّت شبه إجماع وقبول على الأهداف السياسية الرئيسية التي تعنى السياسات الخارجية الأمريكية إزاء الملف السوري، اعتقد هي مرتبطة بحماية روابط العلاقة التاريخية مع اسرائيل، ولكون قادة اسرائيل راضون عن السياسة المتبعة من قبل النظام السوري ورئيسها، ثانيا تتعمد أميركا الغموض لإنشاء وحماية قواعدها العسكرية في المنطقة، وهذا يتيح لأميركا التحرك ضمن الأراضي السورية فضلاً إلى حصوله على الثروة النفطية وتقوية نفوذه على الأراضي السورية والمنطقة، وأمريكا تعلم جيداً الموقع الجيوسياسي لسوريا على الخارطة، فتعمل على وضع حسابات وتوازن ما بين المعارضة والنظام دون الإعلان عن موقفها من النظام السوري بالشكل الواضح، ومن الملاحظ ان الولايات المتحدة لم تسمي سوريا حتى اللحظة بـ ( محور الشر ) إسوة بكوريا الشمالية والعراق وايران!!».
يشير لياني: «إلى ان الأهداف المعلنة من قبل قادة أميركا حول دعم الاصلاح والديمقراطية، من دعم وترويج للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والتنمية لإنتخابات حرة ونزيهة في سوريا، يتضح لنا ان هذه الشعارات مزيفة مقارنة بالسياسة التي تتبعها الإدارة الأمريكية إزاء الأزمة السورية والبحث عن الحلول لها، فمن المعروف ان اشاعة الحرية والديمقراطية كفيلة بالقضاء على الإرهاب وترسيخ القيم الليبرالية، في حين نجد أن الإدارة الأمريكية تحاول وبطريقة غير مباشرة غض النظر عن الإرهاب والإرهابيين في ظل القوى المتصاعدة للفصائل الموالية لتركية وفي عدة مناطق من سوريا، ناهيك عن الفوضة الخلاقة التي تعتمدها وتفتعلها بين الأطراف المتنازعة والمتناحرة، كل هذه الشعارات البراقة التي تستخدمها الإدارة الأمريكية ترويج بطيئ للحل ضمن اساسيات السلام والانتقال السلمي للسلطة، لم يلاحظ ان بادرة الإدراة الأمريكية في طرح السياسات التي من أهدافها وخلالها تستطيع القوى المعارضة التعامل بفاعلية على أرض الواقع، بل على العكس تماماً عمدت على تهميش دور المعارضة والتخلي عن القوى العسكرية (YPG) الحليفة لها طيلة عشرة اعوام في محاربة الارهاب وجعلها لقمة سائغة ومحل أهداف للتهديدات التركية على كوردستان سوريا، كما ان زيادة الوجود العسكري الأمريكي يوحي بان الوضع يزداد تعقيداً ولازال هشاً، مما ينذر بأن الولايات المتحدة الامريكية لن تغيير من موقفها المرتبط بالوضع في سوريا، فهي تعتمد على التدخل الحذر وعليها إعادة صوغ الأهداف الاستراتيجية للمصالح الأمريكية».

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات