القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: قراءة في بيان مؤسسة الثقافة والاعلام بالحزب الديمقراطي الكردستاني - العراق

 
الأربعاء 09 ايلول 2020


صلاح بدرالدين
 
 في غضون الأسابيع القليلة الماضية صدر بيانان لمؤسسة الثقافة والاعلام في الحزب الديمقراطي الكردستاني بالعراق موجهان الى بعض  قيادات – حزب العمال الكردستاني ب ك ك - والأخير كان بتاريخ السادس من أيلول الجاري وهو أمر لم يكن متبعا بالسابق حيث كان اعلام – البارتي – المتميز عادة  برصانته المعهودة يتحاشى الدخول في مشاحنات سجالية مع الأطراف السياسية عموما و- ب ك ك – على وجه الخصوص التزاما كما اعتقد بنهج التهدئة وافساح المجال لايجاد الحلول قبل تفاقم الأزمات والوصول الى حافة الهاوية في الصراعات البينية .
  فقط في القضايا الهامة والخطيرة والعاجلة التي تتعلق بالسياسات الكردستانية والعراقية والخارجية تصدر التصريحات والردود والتوضيحات  من رئاسة الإقليم أو الناطقين الرسميين باسم الرئاسة والحكومة والبرلمان .


  مؤسسة الثقافة والاعلام هي دائرة يشرف عليها أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب وتعني أساسا باعلام الحزب والفروع وهي ليست كيانا سياسيا لصناعة القرار وتحديد السياسات بل مؤسسة تنفيذية لترويج توجيهات مصادر القرار في قيادة البارتي المشارك في السلطة والحكم وهي احدى مصادر القرار الى جانب رئاسة الإقليم وحكومته وهذا مايفسر الطبيعة – الحوارية – اذا صح التعبير والخطاب المتزن في بنود بيانيه وخصوصا الأخير .

  البيان الأخير لم يحدد طبيعة العلاقة بين البارتي و ب ك ك هذا اذا كانت هناك من علاقات  دورية منتظمة بالأساس كما لم يظهر صفة – ب ك ك – هل هو حزب إرهابي كما يصفه العديد من  الجهات الدولية والإقليمية أو وطني أو كردستاني ملتزم بمبادئ الكردايتي وهل أنه لم يعد ممكنا التفاهم مع هذا الحزب أم ان المجال مازال مفتوحا لعودته الى الطريق الصحيح .

  لقد وجه البيان عددا من الاتهامات المستندة الى القرائن والدلائل الى قيادة هذا الحزب من قبيل : (  أن – ب ك ك – هو من دل الاتراك للهجوم على الإقليم ، ولانعلم ماذا يريد هذا الحزب ، وانه يتسبب في مقتل بنات وشباب الكرد ، ويسير بعكس التيار ، وهو يخلق الصعوبات أمام مستقبل الإقليم ، وهو معروف بالهروب من الميادين ، وتحول الى ذريعة للدخول التركي ، وهو يتجاوز على السلطات الإدارية والعسكرية في سنجار ، ويحاول اقتطاع سنجار من كردستان العراق ، وسياسته تتسم بالاعوجاج ... ) .

   لم يتوجه البيان بأصابع الاتهام الى قيادة – ب ك ك – بالجملة بل تناولها بالمفرق لأن تلك القيادة لم تصدر بيانات خاصة حول الموضوع باسمها  بعد الاجتياح التركي بل أن بعض القيادات أدلو بتصريحات اتهامية واستفزازية باسمائهم لذلك نرى بيان مؤسسة الاعلام والثقافة توجه الى هؤلاء بالاسم وهم : ( مراد قرايلان ودوران كالكان وبسي هوزات ) ولايحتاج المتابع الى عناء ليميز هنا بين نوعين متناقضين من الخطاب واحد هجومي موتور لايخلو من الحقد والضغينة  يخون الآخر المختلف كما في حالة تصريحات قادة – ب ك ك – وآخر متزن موضوعي هادئ كما في مضمون بيان مؤسسة الثقافة والاعلام .

  كما أرى فان مشكلة – ب ك ك – ووجوده وتدخلاته في شؤون الإقليم ومصادرته لقررات الشرعية  في كردستان العراق لا تقتصر على حزب معين ومنطقة معينة ( رغم أن نشاطات مسلحي ب ك ك – ترتكز بغالبيتها على مناطق نفوذ البارتي ) بل تهدد مصالح كل شعب كردستان وكان من الأنسب وفي ظل الحكومة التشاركية الائتلافية بين الحزبين الرئيسيين البارتي والاتحاد الوطني أن تتخذ سياسة موحدة باسم الحكومة أو القوى السياسية تجاه معضلة – ب ك ك – وان لايظهر وكأن الصراع بين حزبين وسيبقى التساؤل المشوب بالقلق قائما بوجه قيادة الاتحاد التي تتحكم فيها عائلة الطالباني . 

  من جهة أخرى لم يتطرق بيان – مؤسسة الثقافة والاعلام – الى خروقات – ب ك ك – في الجانب الآخر الغربي من الحدود  وسياساته العرجاء المدمرة للحركة الكردية السورية ولم يشر لا من قريب أو بعيد الى طبيعة التواصل – وتفرعاته – بين الإقليم من جهة وبين مسميات ب ك ك السورية كما تجنب ذكر دور – الانكسي – السلبي في مجمل جوانب الموضوع المطروح خصوصا من جهة تقاعسه في القيام بالدور الوطني المطلوب وانشغاله بجدال المحاصصات .

  كما أرى فان معضلة – ب ك ك – تشمل سائر أجزاء كردستان وهناك تكامل وامتدادات ووقائع على الأرض تظهر مدى خطورة النهج المغامر المدمر الذي تتبعه قيادة هذا الحزب المركزية العسكرية في – قنديل – وامتداداتها وبمسميات مختلفة في سوريا وفي مناطقنا على وجه التحديد ان اتباع ذلك النهج صادروا قرار ومصير الكرد السوريين واحتفظوا بشعبنا رهينة ينتقلون من حضن الى آخر فقط لمصالح حزبية ضيقة ومن دون إرادة الغالبية الساحقة من بنات وأبناء شعبنا وفي وقت لم تعد الأحزاب الكردية السورية جمعاء تحظى بالشرعية التمثيلية والغالبية الشعبية تطالب بعقد المؤتمر الكردي السوري الجامع .

  ان ما يتمناه الوطنييون الكرد السورييون هو حل الخلافات بين صفوف الحركة الكردية بكل مكان من خلال الحوار السلمي وليس بالعنف والاقتتال المدمر واعتراف الأطراف المخطئة التي انحرفت عن الطريق وفي المقدمة – ب ك ك - بتجاوزاتها والاحتكام للشعب وعودة الجميع الى قبول الاحتكام لصوت العقل .

  ان الكرد السوريين يعانون أكثر من الاشقاء في مختلف أجزاء كردستان من مخاطر الضياع والتشتت والانقسام وتصفية حركتهم الوطنية وهم أحوج من الجميع  الى الدعم والاسناد خصوصا في مسألة التضامن لانجاز عقد مؤتمرهم الكردي السوري الجامع لاعادة بناء حركتهم واستعادة شرعيتها ومن ثم توحيد الخطاب وصياغة المشروع الكردي للسلام أمام الاستحقاقات التي تنتظر السوريين وحتى لاينفرد كل حزب أو جماعة أو طرف بخوض مغامرات منفردة لن تحل القضية الكردية بل تزيدها تعقيدا .
  وفي هذا السياق كان من المفيد لو تطرق بيان مؤسسة الثقافة والاعلام الى مايجري عندنا لانه مرتبط عضويا بصلب الموضوع المطروح ولم يفت الأوان بعد فبالامكان ان يتضمن البيان الثالث أو الرابع مجريات الأمور وتفاصيلها في جزئنا وطرح الحلول اللازمة فمعالجة معضلة ب ك ك لن تتم الا عبر الحوار والنقاش الفكري والثقافي والتوعية الإعلامية وتبدأ بالصراحة والوضوح وتحديد المسؤوليات لأننا جميعا بل ان جميع الأحزاب الكردية والكردستانية تتحمل أجزاء من المسؤولية ومن بينها البارتي بالعراق باعتباره الحزب الأكثر قبولا بنهجه وتاريخه والأكثر مسؤولية في قيادة الكيان الفيدرالي بإقليم كردستان العراق وتطويره . 

  ليس سرا ان الأشقاء في كردستان العراق وتحديدا البارتي ورئيسه كاك مسعود بارزاني اختبروا مدى صدقية قيادة ب ك ك منذ عقود وحتى الان ومدى التزامها بالوعود والعهود وآخرها نكوص جماعات هذا الحزب السورية بتعهداتها بخصوص اتفاقيات أربيل ودهوك لذلك هل مازالت تلك الاتفاقيات قيد البحث أم انها صارت في طي الماضي ؟ وهل هناك من وسائل أخرى بديلة ؟ من جهة أخرى ألم يحن الوقت ليعيد أشقاؤنا الكبار بالاقليم النظر في تجربة ( المجلس الوطني الكردي ) الفاشلة بكل المقاييس والبحث – ان أرادوا – في دعم  بدائل أخرى تتوافق مع الظروف المشخصة للكرد السوريين وأول تجلياتها اصطفاف غالبية وطنية مستقلة خارج صفوف الأحزاب وهي بمثابة الكتلة التاريخية التي ستعيد التوازن الى الخلل الحاصل  وللاعادة بناء حركتهم المنقسمة المشتتة فمواجهة معضلة ب ك ك حزمة واحدة وفي سلة واحدة لايجوز تجزئتها أو التصدي لها بالانتقائية .
  

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 6


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات