معتقلو 1960 ود. ظاظا وقضية الوثيقيتين
التاريخ: الأثنين 06 حزيران 2022
الموضوع: اخبار



وليد حاج عبدالقادر / دبي
خاص لموقع ولاتي مه 

( انتقدني صديق متميز في مجال اختصاصه بكتابتي على بروفايلي في الفيسبوك عبارة معتقل سياسي سابق وان صفة الكاتب افضل ! ولكن : لولا الاعتقالات ما وجدت اصلا غيرها من صفات ) 

وفاءا لتاريخ الحركة وقياداتها التاريخيين ...
ولتسمحوا لنا أن ندلو برأينا في مسألة التأسيس : 
لم يمض بعد قرون على تأسيس اول حزب كوردي ، لابل مازال كثيرون من اعضائه وكوادره احياء يرزقون وبعضنا لازالت في قاع ذكرياته كثير من التفاصيل اليومية منها والحساسة ... 


استغرب من كوادر تعتبر ذاتها القيمة على كل الإرث الحزبوي وكملكية مقدسة أن يخطئ في فهم او / أقله / ذكر محطات جوهرية مست الإلتزامات والإستحقاقات حتى ان بعضهم وكأننا لانزال نعيش اجواء المعتقلات والمناضل الراحل د . نورالدين ظاظا من جهة والراحل عثمان صبري من جهة أخرى وكلهم يشد الحبل الى زاوية مختلفة ، وهذه من جهة ، ومن جهة أخرى : اللغط حول منحى الإسم واعني به البارتي الديمقراطي الكوردستاني بتغييب الكوردستاني ومعه شعار توحيد وتحرير كوردستان وبالتالي القرار الذي اتخذ داخل المعتقل وتلكم المذكرة / ومنهم من يدعي بوجود مذكرتين / التي قدمها الراحل ظاظا و / بتوافق / مع غالبية الكوادر ان داخل او خارج السجن وبناءا على نصيحة اكثر من محام انبروا يومها للدفاع عنهم !! تلك المذكرة / او المذكرتان / كانتا الشرارة الأولى لبذرة الخلاف داخل المعتقل والمعتقلين انفسهم وهي شهادت موثقة سمعتها شخصيا من مناضلين احترم / الراحل نواف نايف باشا / و / الراحل احمد ملا ابراهيم / واكده كثيرون على لسان / الراحل كنعان عكيد / وسمعتها عشرات المرات من والدي رحمه الله  / عبدالقادر كري / .. نعم لقد تطور الأمر الى ما يشبه القطيعة بين المناضلين ظاظا وعثمان صبري وانعكس سلبا على وضع الرفاق في الخارج ولأمرين اساسيين : ما كانت تسربه اجهزة الأمن من حالات التعذيب الوحشي والذي كان يمارس بالفعل وحالات الخصام او اللاود بين الشخصين الرئيسين ، مما هيأ لحالة من التلبك عند الرفاق خارج المعتقل وبالتالي ضياع البوصلة او الركيزة الأساس ، أي هل هم كوردستانيون وشعار تحرير وتوحيد كوردستان ، فبرز من بقي مصمما على ذلك ، وآخرون دعوا وباسم الواقعية الى تغيير اسم الحزب وبالتالي الشعار ، وسرب هذا الوضع بالرغم من الحصار الشديد على المعتقلين وحتى في زياراتهم النادرة منع عليهم التكلم باللغة الكوردية ، الا ان المناضل ظاظا بحنكته ووعيه وذكاءه استنتج مآلات الخارج وحالة التلبك والرعب الشديدين فكانت رسالته المشهورة وبكلمة كوردية واحدة لشريكه في مستودعات الأدوية حينما قال له يخاطبه في واحدة من زياراته وباللغة العربية / مير بن ... دواء مير بن كتروا منها  / ... وبعد سلسبيل المحاكمات ومطالبات النيابة العامة بحكم الإعدام لكل المعتقلين خففت الى فترات سجن ونفي وبالفعل وكما أشار كثير من الأصدقاء فقد بقي وضع الحزب شبه مجمد ، لابل ، وان بقي المحيط والجماهير وقواعد الحزب بكوادرها تسير في متوالية لا الحل ؟! ولا للإستمرار حتى عام ١٩٦٥ وبداية انطلاقة التقدمي الكوردي مجددا ومناكفة كتلتين رئيسيتين اليسار / او مجموعة عثمان صبري / و / كتلة المعارضة / بقيادة المناضل الراحل كنعان عكيد وبتصوري هذه الكتلة هي كانت الركيزة التي عليها تمت تشكيل القيادة المرحلية او ما سمي ب / الحياد / سنة ١٩٧٠ / بقيادة المناضل الراحل حج دهام ميرو وفيما بعد الحزب الديمقراطي الكوردي في سوريا / البارتي / سنة ١٩٧٢ وما لبثت ان اعتقلت غالبية قيادتها وكوادر متقدمة فيها وليبدأ شيطان الأسد الأب يعبث في بنية الحركة السياسية السورية عامة والكوردية منها بشكل خاص .. ومن جديد : أن الإنصاف والواقعية تقتضي بالجميع سرد التاريخ والوقائع كما جرت ، لا كما تمناها ان تكون ومن هنا فأن تلك التجربة تعنينا كلنا ، كما واننا جميعنا نستمد جذورنا منها ... تحية لكل المناضلين الأوائل الذين ضحوا كثيرا وأسسوا لوعي قومي لا زلنا نرتشف من نبعهم وعلى ارضية الخلافات حينها ولكن : في نطاقية التآلف والتعاضد المجتمعي ، لانه حينها : ماكانت الأحزاب لا لحميد حاج درويش ولا لصلاح بدرالدين أو حج دهام ميرو ولا من املاك كنعان عكيد ....

...

كان ليوم جلسة النيابة التي تفاجىنا بموعدها نكهتها ، وخصوصا حينما تفاجئنا ونحن في قفص محكمة امن الدولة المحامين وهم يدخلون وعرفت أنا المحاميين الاستاذ عبدالعزيز ابو اجدر والمحامي صبري ميرزا والمحامي ممتاز الحسن والقدير عثمان عثمان ، وناديناهم فتوقفوا قليلا إلى ان دورية الأمن المرافقة منعتهم ، وكان الراحلين محمد ابراهيم ومحمد شريف قد استجوبوا حينها من قبل النائب العام واعترفوا بعضوية الحزب قبل ابلاغنا من قبل المحاميين بقرار الحزب في عدم اعترافنا بالإلتزام الحزبي ، وبالرغم من الإلتباس الذي حصل إلا أن الراحلين ظلا متشبثين وغيرمبالين مطلقا بالنتائج لابل وهذا مشهود ومثبت لهم .. فياما قالا كما قلناها جميعا لحظة انطلاقة سيارات الأمن بنا وعيوننا مغمضة من القامشلي الى الشام بأنها لربما سنوات خمسة أو ثمانية والله أعلم وكان المحامون قد طلبوا منا اثبات حالات التعرض للتعذيب وكذلك من الراحلين بنفي العضوية الحزبية في جلسات المحكمة ولكنهما ظلا متمسكين بأقوالهما .. الشيء الملفت والمحير هي تلك العلاقة الطلسمية او ذاك الترابط الشديد بين الراحلين وكأنهما كانا على علم برحيلهما المسبق .. هذا الترابط الروحي ذكرني بحالة الصديقين الراحلين من ديركا حمكو / محي الدين سيد نزير والراحل جتو / والذين أيضا كانا في اقصى حالات الوئام والصداقة وقد وافتهما المنية وهما ايضا في عز شبابهما .. عموما فقد ابرع ابو سربست في اختيار لقبيهما وان كنا نتوه فيهما قصدا أحيانا .. بين سيامند و .. قره كيتران امتاز الإثنان ايضا بحبهما للرياضة وكرة الطائرة مع حاج يحيى العامودي ـ أبو كاوا ـ والصديق ياسين الحاج صالح ومحمد خير أبو طارق وآخرون ولم يقصر الراحل شريف ولعب كرة القدم ايضا مع الأصدقاء وان كان يلعبها في الغالب وهوحاف كرمى لآرام وماجد حبو ...وكثيرة هي المرات التي كان يلح فيها على ابولورين ولعب كرة القدم إلا أن آلام ظهره كانت تمنعه .. الإثنان امتازا بنوع من الإنفعالية وسرعة الغضب ولكنها حقيقة كانت سحبتها خفيفة لايلبث الواحد منهم وكنوع من الشعور بالندم يلاطفانك الى ان تبتسم او تضحك .. هكذا كانا وهكذا كنا ..أما في المواقف الجدية والمبدأية فحدث بلا حرج .. وأذكر ومن الرفاق من هم مازالوا يتذكرون .. حاول المحامون قدر الإمكان إبعادنا عن التنظيرات التي لامبرر لها وبالتالي المواقف وكانوا مسلحين بموقف الحزب وقراره ايضا بضرورة حصر المواقف بالدفاع عن قضية المجردين وبالتالي عموميات القضية الكردية من دون أي تأسيس برنامجي فيبدو موقفنا كما ودفاعاتهم على اساس أننا إنما متعاطفون .. هكذا مع هذه الشريحة المظلومة من دون أي التزام تنظيمي .. وعموما تدارسنا الموقف وحصرنا نحن مجموعتنا الثمانية الأمر .. ونظرا لوجودنا مع معتقلين من قوى معارضة أخرى وكل فرد يتباهى بمذكرة دفاعه .. وخاصة بعدما دون كل من السيدين عبدالباقي ـ أبو آشتي ـ وسليمان أوسو ـ بافي سيماف ـ مذكرتي دفاعهما .. أصبحنا نتداول فيما بيننا حول الأمر ، وبالفعل ظهرت آراء مختلفة منهم من يقول لا ومنهم من يقول سأقدم مذكرتي .. وتبين بالفعل أن بعض الرفاق قد صاغ ما يشبه المذكرات أيضا .. واشتعلت ـ شخصيا ـ على مذكرتي .... وفي اليوم التالي قلت للمجموعة بعد أن اعطيتهم مسودة دفاعي .. هذا هو دفاعي إن قدم شخص واحد سأكون الثاني ولكنني لن أنفرد مطلقا لوحدي وتنادى الشباب ـ دارا و الراحلين شريف وأبو لورين ـ وقالوا لما لانقدم مذكرة جماعية ؟ .. قلت أنا لها .. وبالفعل اجتمعنا نحن السبعة وقررنا أن تكون مذكرتنا جماعية وتسلسل الأسماء حسب تاريخ الإعتقال وقد اعتذر الثامن وهو الصديق ذكي الحجي وآثر ان يبقى منفردا بمذكرته خاصة وهو الوحيد من المجردين من الجنسية بيننا .. ولازلت أتذكر وبصدق اصرارهم الثلاثة / الراحلين شريف وأبو لورين والصديق دارا بافي روكي / بأنه إذا ما زاود أي واحد من الآخرين علينا فوالله سنعود نحن ايضا ونطرح تحرير وتوحيد كردستان .. واجتمعنا السبعة وبعد عدة مسودات تم صياغة النسخة الأخيرة المتفقة وهي المنشورة رسميا .. كلمة ضرورية أرى لزاما علي أن أقولها .. نعم نحن الكرد مهما اختلفنا فخلافاتنا هي بحالها وتآذرنا كما تعاضدنا يبقى سيد الموقف .. نعم .. لقد كنا ـ مجموعة منا وأنا واحد منهم ـ قد جيء بنا الى السجن وبيانات انشقاق حزبنا لم يجف بعد وفوجئنا بوجود أربعة من الرفاق من الطرف الآخر وقد سبقونا الى المعتقل وبالرغم من أننا لم نكن ملائكة ولكن حكم التاريخ سيثبت كم كانت روح الكردايتي هي الطاغية والسائدة بيننا .. نعم كانت لنا خصوصياتنا ولكن امام الآخرين كتلة واحدة كنا كما المأكل والمشرب وما شابه وهذه وحدها اي تلك العلاقة تستاهل جانبا خاصا ..







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=28403