بجكتور ماقبل ديجيتالي: في ترسيم الحدود بين النص والناص!
التاريخ: الأثنين 17 ايار 2021
الموضوع: اخبار



إبراهيم اليوسف

ما إن قرأت الأسطر الأولى من المقال الذي نشره د. محمد مصطفى  تحت عنوان "هوس الديجيتاليزم؟"  " في موقع- ولاتي مه الأحد 16-5-2021- حتى سبقتني أصبعي لترك إشارة -التميز- في تقويم مقاله الذي اضطررت لأضعه - جانباً- إلى أن أعود إليه، لاحقاً، بسبب حدث أسري طارئ، في تلك اللحظة. يعرفه بعض من حولي من أصدقاء، بعد أن أخذت فكرة أولى في غير محلها، عنه، وذلك، تماماً، في الوقت الذي كنت أنتظر خلاله آراء المعنيين، حول بعض ما طرحت في سلسلة المقالات التي نشرتها بعنوان العدوان الإلكتروني ما بعد الحداثي! وخطورة توأمة الثأرية والجهل وفوضى الإعلام.. إعلام الديجيتال الكردي أنموذجاً -1-"، وتحديداً، فيما يخص الموقف من الانتهاكات التي تتم في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، ما بعد الحداثي، قائلاً في نفسي: كنت أظنه اسماً وهمياً إلى أن حدثني مقربون منه عن سيرته بعد ردي عليه دفاعاً عن إبراهيم محمود، لأننا بحاجة حقاً إلى من ينقد نصوصنا. من يتناولها. من يقرؤها، لا من يغرق في خصوصيات ناصيها، متجنباً ذكر كل ما هو عرضي، تماماً كما سأفعل مع تعليقي هنا، بعد أن أعلمني أكثر من صديق: اقرأ ما كتبه عنك "فلان"، فهو قد جعل من مقالاتك معبراً للحديث عما لاعلاقة له بأدوات وروح النقد والناقد!


وما إن قرأت النص حتى وجدته مفككاً، مفخخاً، حاول الأخ د. محمد لصق وجبر أجزائه ببعضها بعضاً:
- مقدمة  في زي المحايدة
- مدخل بعيد عن روح النقد، وهو يربط بين شخصي ونصي، بالرغم من أنني في سلسلة مقالاتي -هذه- لا أحاول الشخصنة، وذكر أي اسم، لأن هناك - مزابل قمامات وذباب- مع احترامي لأخي محمد- وأربأ بنفسي من مقاربتها، فأنا أتناول الظاهرة وليس الأسماء، كما لايهمني في ردي، الآن، أين كان د.محمد، وماهي محطات رؤاه و حياته، وماذا فعل ويفعل، بالرغم من أنه نفسه سوغ إمكان التبدلات، استباقياً؟؟
- تنظيرات عامة!

وإذا كنت سأتناول جوانب خروج الناص عن النص، هنا، وأدع ما لا علاقة لي به سجالياً، فإنني أجدني غير معني، كذلك، بالاستعراضات والزوائد النصية فيما كتب: فأدعها لنصه، إلا ما خيل إليه بأنه يمسني، إذ إنه راح يدينني من خلال اقتباس فقرات من مقالاتي، وأنا أشرِّح فيها نزعة- الفلتان بفتح اللام الثانية- باسم الإعلام، ووصول الأمر إلى درجة "الإرهاب"، بما يشكل كارثة ومكارثية لدى أبعاضهم، وانطلقت في كتاباتي بعد انتشار قيح وعفن وسموم ثقافة غريبة عن إنساننا، نواتها: شتائم مقذعة بحق موتى و انتهاك أعراض بعضهم من قبل أقزام عابرين، تستدعي النفير من قبل كل واع بين ظهرانينا، وليس من قبيل باب الوصائية التي استشعرها د. محمد من لدني، على أحد – ولا أدري دواعي استشعاره غير الدقيق، هنا- إذ رآني جاعلاً ذاتي  في موقع معلم في قرية ناظراً إلى غيري كتلامذة - وهي قراءته وهو حر، في تحديد موقعه إزاءها، لأنني مجرد عارض رأي. نص، ممكن القراءة، والنقد، ومن يتناول وباء مستفحلاً ك: الـ "كورونا" أو الإرهاب على سبيل المثال، فهو لن ياتي بعبارات رومانسية، ومن يعلن عن التهديد بقتل أحد - عبر الديجيتال- ماذا يريدني دكتورنا أن أقول في مواجهته، وهو الذي استخدم أقصى درجات العنف في مواجهتي -هنا- من دون سبب، مقحماً الخاص على العام؟، من دون أن أعلم: ترى: هل ما أقدم عليه أخي د.محمد، جاء من قبيل الرمي التضليلي، ليمضي بي إلى مكان آخر، ويقولني ما لم أقله، لاسيما حين رآني أدعو إلى إسكات الأصوات، ولا أدري وفق أية محاكمة اكتشفها وأنا في مواقع الدفاع عن الصوت النظيف؟!
أما فيما تحدث خلاله عن محطات من مواقفي، فأنا أعتزُّ بها محطةً محطةً، لأني في كل مرة كنت أتصرف وفق ما كنت أؤمن به، ووفق قناعاتي، ومن دون أية تغييرات: ولا أدري كيف اكتشف "لبرلتي"، أو لم ضبطني - متأخراً- في جبة أبي القومية الكردية التي أعتز بها، ولا أفتأ أعلن انتمائي ودفاعي عنها، منذ وعيت، وليعد إلى ماتركته من أثر و كتابات خلال عقود، إن كان كلامه خبط عشواء، وعندما كنت في الحزب الشيوعي فإنني كنت من  عداد المغضوبين عليهم من قبل السلطة، بسبب مواقفي في الدفاع عن الناس، وعن شعبي، وما ذكري لاسم القائد التاريخي خالد بكداش - بعد وفاته بأسابيع قليلة جداً- قبل أربعينه- وعشية المؤتمر السابع الذي كنت عضواً فيه إلا تقديراً لدوره الكبير في مرحلة ما قبل الجبهة الوطنية التي نقدتها، بشكل موضوعي، وأنا في الوطن- وكانت لي آرائي في الحزب من داخله وفي ذلك المؤتمر - السابع- ودفاعاً عن القضية الكردية التي بسببها استعدي النظام علي - قبل ذلك- وإلى آخر لحظة لي في الوطن. وأنا في المطار، قبل هجرتي - ويعرف رفاقي في الحزب ذلك- بل ووفاء لدين قديم له بذمتي حين قال لرفاق لنا في المكتب السياسي - في الشيوعي السوري: انشروا موقفاً تضامنياً مع رفيقنا إبراهيم بسبب عدم قبوله في مسابقات المدرسين، وتم نشر ذلك في صحيفة - نضال الشعب- ولا أنظر لتاريخ الشيوعيين، من خلال مواقفي مما آلت إليه أحوال بعض أحزابهم، بعد الثورة السورية، وهكذا، الآن، أمام مهزلة الانتخابات، ولقد ذكرت هذه المحطات كلها، وغير ذلك في كتابي السيروي- ممحاة المسافة-2016، وثمة الكثير مثل ذلك، في الجزء الثاني من السيرة المعدَّة للطباعة، ناهيك عن أن كل الذين عملوا معي في الحزب يعلمون أنني كنت من الأصوات ذات الخصوصية، على صعيدي: الرأي والموقف، وكان لي حضوري، واحترام اسمي، والمقال الذي ذكرت فيه عبارة طود - ولم أنسه- كتب بعد أن نقل إلينا أن عضو المكتب السياسي عبدالوهاب رشواني قد قال للقيادة القومية في البعث: هذا شأنكم، في مواجهة تدخلهم في موقف الحزب من القضية الكردية، وإن كان سيحصل -عملياً- غير ذلك، وكنت ممن انخرطوا في عاصفة من النقد في مواجهة المد "النكوصي" بعد ذلك، كما أن موقفي من قضيتي الكردية هو ذاته، فقد كنت شيوعياً ولي الموقف ذاته من قضيتي وإنساني والعالم، وهو ماتعرفه الحركة الكردية كلها، والأممي الحق هو من يكون إلى جانب قضية شعبه أولاً، وهو ما فعلته منذ نعومة أظافري - كما أجزم- بل وأريد -الآن- كل الخير للشيوعيين الذين يظلمهم بعضنا ويتناسى دورهم وبصماتهم وبطولات كثيرين منهم - ومن عجب أن أخي د. محمد لم يورد ذلك بل أورد ما رآه مآخذ، وهي مدعاة تباه من قبلي، أما إن كان يرى في المحطات التي رآها - ولائم- فهي شأن إسقاطاته الذهنية الخاصة. إنها تصوراته، فحسب، بما يتنافى مع عملي في كل مرحلة، ومدى خسارتي وانعكاس ذلك على لقمة أسرتي، ومن بينها:  أنني لم أقبل في اثنتي عشرة مسابقة انتقاء مدرسين، وكنت أتقاضى راتباً يقل بالآلاف عمن تخرجوا جامعياً معي! 
 وإذا كنت لا أرغب في أن أناقش، خارج ثنائيتي: روح سلسلة المقالات- وإقحامه الحديث عني من باب الشخصنة، إلا إنني أشير، ولو عرضاً أنه من ضمن سلسلة إقحامات د. محمد النصية، حديثه عن الاتحادات" الكتاب/ الصحفيين إلخ، لكن: سلسلة المقالات لم تتناول أي اتحاد، أو تجمع، أو حتى حزب، وإنما راحت تشير بحبر فوسفوري، كاشف، إلى ظاهرة فتاكة، سببها اعتباري الإعلامي ذاته وصياً، ومحاولته توجيهه البوصلة بحسب هواه، إذ إن من حقه أن يدعو للخروج من - أي رباط نقابي- بينما ثمة من يراها مهمة، وإن راح يتهمها بأنها موجهة للآراء، وفي هذا اعتداء على حرمة الكتاب الذين لايقيدهم أحد برأي مسبق مفروض!
ويفرحني أن يستفيد د. محمد من تجاربه الذاتية، وينأى عن اللهاث وراء إثارة المعارك المفتعلة التي لاتنفع، لاسيما في هذه المرحلة، لأن حروف كيبورد الكمبيوترالتي يمكن أن تشنَّ حرباً مجانية ضدَّ أحد الذين لم يسيئوا إليك، من شأنها مد الجسور نحوه، وما أحوجنا إلى الحب، وإذا أراد أن يعرف دواعي كتابتي لسلسة المقالات التي وصفها بانها - شهيرة- وشكراً له، فبإمكاني أن أرسلها إليه، وأتصوره إذا كان في حالة صفاء ذهني وتقويمي أن يقول فيها أكثر مما قلت!
أجل، من جانبي قد ألجأ إلى لغة العنف - أحياناً- إذا اضطررت إلى ذلك، إزاء من يفاجئني بتطوعه في الخروج عن نصه، حاملاً سيف الإساءات والطعن، لاسيما من قبل هؤلاء الذين يحاربون بسيوف خشبية، لأنني في يوم ما لم أسمح لذاتي بالإساءة إلى شخص ما، نتيجة تأثيرات كيمياء مزاجي أو عواصف تهويمات نفسية، ولا أجدني إلا في مواجهة من يسيء إلى سواي أو إلي، مشفقاً عليه، أياً يكون!
وأخيراً، إنه ليفرحني أن نعود إلى متون نصوص المقالات التي نشرتها، وأنشرها، و تشكل جزءاً من مشروع كتابي لدي، تعمدت طرح جوانب منه، عبر هذا الموقع، لنتحاور في الأفكارالتي طرحتها، بالاحتكام إلى مايجري أمام أعيننا، من مهازل، وفضائح، لا من خلال جدل الأوهام، ومناطحتها غير المجدية؟!







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=27511