4- التأكيد على أن الحركة التحررية الكوردية تتكون إلى جانب الأحزاب السياسية من التنسيقيات الشبابية التي أوجدتها ثورة التغيير حديثاً وكذلك الذين أثبتوا حضورهم في المجال الثقافي والإعلامي والسياسي والحقوقي .. من المهتمين والمتعلقين فعلياً بالقضية من النخب والفعاليات الاجتماعية والدينية والمهنية.. ومنظمات حقوق الانسان ومؤسسات المجتمع المدني..وبأن الكل شركاء في القضية بما لها وماعليها ويجب عدم اقصاء أو تهميش أي مكوّن مهما كان حجمه أو شكله.
5- ضرورة منح الاعتبار وتقديم الدعم والرعاية للحركات الشبابية (تبنيها) لتوحيد صفوفها وترتيب أمورها وتحسين أدائها ومنعها من التشظي أوالتهورأوالانفعال أوالانزلاق في مواقع لا تخدمها وأهدافها، تلك الحركات التي فوتت الفرصة على الشوفينيين والطائفيين والمتعصبين في الأوساط الشعبية والرسمية وأخفقت مساعيهم الرامية لتأليب بعض المكونات على الكورد وتخوينهم وعزلهم وطنياً فأنجزت اللحمة الوطنية برمزية جمعة آزادي على امتداد الخارطة الســــورية.. وأوجدت شروطاً وأجواء جديدة لتداول القضية الكوردية على الصعيدين الوطني والقومي، وأثبتت الحضور الكوردي في الشارع محتجاً ومتظاهراً ضد نظم الاستبداد والفساد.
6- من الأهمية بمكان تحديث وتطوير الأحزاب تنظيمياً وفكرياً وحراكاً وخطاباً.. لتلائم ظروف المرحلتين الراهنة والقادمة والتخلص من النمط السلطوي الشمولي العقائدي..وتفكيك عقد الخصومة المزمنة بين أقطابها وخروجها من أحضان الأوصياء والأولياء والحلفاء (الانسحاب من جميع الأطر والتحالفات الأخرى) واختزال أعدادها غير المنطقية وتكتلاتها غير المبررة في وحدات تجميعية تناسب حجم وطبيعة الشعب الكوردي، وذلك لتكون مقدمة سليمة لمأسسة الحراك والنشاط الكورديين في كل النواحي والاصعدة.
7- ضرورة الحضورالكوردي في كل اللقاءات والمبادرات والمؤتمرات والحوارات.. التي تعقد في الداخل والخارج وعدم التغيب عنها جماعياً كان أوإفردياً وعلى كل الجبهات والاتجاهات .. فمن المهم والضروري التمثيل الكوردي بحقوقه ومطاليبه من دون تنازل أو تفريط بها وتحقيق مكاسب للقضية وهنا تبرز أهمية التنسيق والتوحيد في الجهود واستنفار كل الاحتياط واستغلال كل الطاقات دون استثناء أو تهميش.. وزجها في المعركة المصيرية في المرحلة الانتقالية الحالية(فترة المخاض)..
8- ضرورة الاستئناس والاستفادة من تجربة كوردستان العراق أثناء العاصفة التي سبقت الإطاحة بنظام صدام الدكتاتوري حيث وحّد الكورد صفوفهم وخطابهم آنذاك (ضمن الجبهة الكوردستانية)، ووجهوا بوصلتهم وفق ما تقتضيه مصالحهم ومطاليبهم فتحاوروا مع كل الأطراف ونسقوا مع المعارضة بمختلف أطيافها وتحالفوا مع القوى الداعمة للحرية والديمقراطية في العالم وذلك لتثبيت حقوقهم وبلوغ أهدافهم وهذا ماحصل فعلاً.
9- الثورة لا تعني كنس الماضي دفعة واحدة بل تحتاج إلى تغيير تدريجي سلمي لكل ما بني وتراكم طوال عقود من الفساد والاستبداد فلا يمكن شطب حقبة من التاريخ واقصاء شريحة من المجتمع بمقالة في صحيفة أو هتاف في الشارع أو مقابلة في التلفزيون أو مشاركة في مؤتمر ...لأن الكنس يكلف الوطن العديد من التضحيات وهدر الكثير من الطاقات وبالتالي تدمير أركان الدولة ودفع البلاد إلى مصير مجهول لن ينجو من عواقبها أحداً...،لأن الحفاظ على أمن الوطن والسلم الأهلي والتعايش الأخوي من أولويات النضال وضروراته .
10- يجب التنبه للتدخلات المتعددة في الشأن الداخلي (الاقليمية والدولية) فلكل منها أجنداتها الخاصة بها فهي مدروسة ومخططة على أسس اقتصادية أوطائفية أوسياسية أو أمنية.. يتطلب الحذر من الانخراط فيها أوالانجرار وراءها فكفانا ثواراً تحت الطلب كما يقوله كاك مسعود البارزاني وكفانا تمثيل دور حصان طروادة في النزاعات والصراعات الاقليمية والمحلية وتجنب ارتكاب أخطاء تاريخية لا تندمل جروحها ولاتمحى آثارها بسهولة من ذاكرة الشعوب (ابتداء من سقوط الدولة الفاطمية ومروراً بمجازر الأرمن وقمع الدروز في الخمسينات وانتهاء بأحداث حماه 1982 والتي كانت وبالاً ثقيلاً على الأجيال اللاحقة من الكورد ولم نجنِ ِ نحن الكورد منها سوى الانتقام والندم والحقد ودفع الثمن (...؟!).
11- يجب توخي الحذر والحيطة من سرقة التضحيات والجهود المبذولة من قبل الجهات المتسلقة والانتهازية التي لن تبرح أوكارها إلا بعد أن توضع الأحداث أوزارها وتفصح عن أسرارها وأضرارها وحينها ستكثر تنظيراتها وتفسيراتها وتحليلاتها .. وخاصة الذين غابوا طيلة الأشهر الماضية عن وعي وتصميم بعد أن كانوا أسوداً و ديكة على جميع المنابر الاعلامية بمناسبة أو بدونها حتى قبل نشوب الثورة بقليل..
12- ضرورة الاستشارة والاستعانة بذوي الاختصاص والخبرة.. في كل المواضيع والمشاريع والقوانين المطروحة للنقاش والبحث.. قبل إقرارها أوالتوقيع عليها كما ينبغي الجمع بين القديم (الشيخ) ذوالخبرة والجديد(الشاب) ذو القدرة وكذلك التواصل والتنسيق بين الداخل والخارج على مبدأ التكامل وتوزيع المهام وتبادل الأدوارفي الحراك والنشاط ولهذا لا بد من إعداد وتأهيل كوادر اختصاصية وإسنادهم المهام اللازمة والمناسبة .
13- ينبغي على من يدعي الحرص والاهتمام بالقضية الاحتكام إلى الضمير والعقل والواجب الوطني والقومي والإنساني والانطلاق من المسؤولية الأخلاقية والتاريخية والترفع عن المصالح الشخصية والأنانيات الحزبية والتسامي فوق الصراعات والإصطفافات والتكتلات والتحلي بالجدية والصدق والإخلاص (لمصلحة القضية فقط) وأي استهتار أو إهمال لهذه المقتضيات سيجلب العجز والعقم والعار لأن شروط اللعبة قد تغيرت وباتت مكشوفة للقاصي والداني في ظل العولمة وتقنياتها الهائلة وخاصة في مجال التواصل والأعلام ولايستطيع الصمود في الميدان سوى الجدير و القدير.
أما على الصعيد الهيكلي والتنظيمي داخل المؤتمر وما بعده اقترح مايلي:
1- انتخاب مجلس وطني كوردي من المؤتمر ليصبح مرجعية مصغرة للهيئة التنفيذية التي ستنتخب من المؤتمر.
2- تشكيل مكاتب تنفيذية (ميدانية ) مناطقية بنفس نسب ومعايير بناء المؤتمر وتشكيل الهيئة التنفيذية المركزية، وتعمل تحت إشرافها ووفق مقررات المؤتمر وتوصياته.
3- التحضير والإقرار بتشكيل نقابات مهنية تخصصية ومؤسسات مدنية ومكاتب اجتماعية وخدماتية وتربوية ومراكز ثقافية وبحوث ودراسات ومنظمات حقوقية ..مركزية ومناطقية وذلك لتنظيم وترتيب البيت الكوردي وتوحيده.
4- اعتماد مبادئ الديموقراطية العملية والواقعية في انتخاب وتشكيل اللجان والهيئات ووفق الإمكانات والخبرات والمؤهلات.
5- يجب ترك الأبواب مفتوحة أمام كل القوى الوطنية الكوردية بل السعي الحميم والجدي لضمها وإشراكها في الهيئات والمؤسسات التي سيشكلها المؤتمر.
وفي الختام: لا بد من جدولة المهام وترتيب الأولويات بإعداد وثيقة شرف ومبادئ وإقرارها ليلتزم بها الجميع على أساس الشراكة في القضية والنضال من أجلها دون أي تفضيل أو تمييز أو إلغاء ،على اعتبارها ثوابت وطنية وقومية لها تحدد لها خصائص ووسائل وأهداف .. وعدم المساومة عليها أو التفريط بها تحت أي ظرف أو دافع أو مبرر...
وأخيراً: أتمنى لمؤتمرنا النجاح في أعماله وجلساته ونقاشاته لصالح قضية شعبنا ووطننا نحو الحرية و الديموقراطية والأمن والسلام والازدهار..
وشكراً على إصغائكم وعذراً على الإطالة عليكم.
---------------- انتهت ----------------
** الكلمة كانت معدة للمؤتمر، لكن ضيق الوقت حال دون قراءتها ، لذا أردت ايصال مضمونها للمؤتمرين والمهتمين والمتابعين على حد سواء.