القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 499 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: أليست هناك صفحات مضيئة في تاريخ حركتنا الكردية السورية؟ قضية للنقاش (212)

 
السبت 14 ايار 2022


صلاح بدرالدين

  في سياق تناول مسار الحركة الوطنية الكردية السورية،من جانب بعض المتابعين يحصل غالبا الخلط بين وقائع الماضي، والحاضر، ويدان كل تاريخ الحركة بذريعة الحاضر السيئ في ظل أحزاب طرفي الاستقطاب،  اما عن جهل، وقصور في معرفة تاريخ الحركة، أو عن سابق تصميم وهو أيضا يفتقر المعرفة، وذلك عندما توضع أوزار، واخطاء وانحرافات، أحزاب المرحلة الراهنة على عاتق الحركة قبل خمسين أو سبعين، أو مائة عام، أو القيام بتقييم سلبي لجميع المراحل التي اجتازتها الحركة الكردية بأحزابها، وقادتها، وتجلياتها، وتياراتها الفكرية، والسياسية  ووضع جميع مناضليها، وروادها الأوائل من المؤسسين، والرعيل الثاني، وصولا الى قيادات الصدفة، والامر الواقع حاليا في سلة واحدة، والحكم عليهم جميعا حسب مكيال ميزان واحد .


  ويصل الامر بالبعض من الذين عاشوا وتأثروا ببيئة عائلية، واجتماعية، وسياسية كان وجهاؤها، ومخاتيرها  يرفضون وجود أية حركة قومية منذ البدايات، بل ومنعوا انتشارها في مناطق نفوذهم، الى محاولة تجريم كل من له صلة بالحركة الكردية خاصة بعد انبثاق الحزب الكردي الأول – ١٩٥٧ – وماتلته من مراحل، وذلك من دون أي تمييز، وبمعزل عن تشخيص الأسباب، والوقائع أي  ( كل مناضل متهم )، ونفي تحقيق أي انجاز قومي او وطني، او ثقافي، هكذا بجرة قلم، والقفز فوق معاناة الكثيرين، وتضحيات البعض، ونتائج كفاحهم بشكل عام على صعيد الحفاظ على الوجود القومي، والإبقاء على القضية الكردية حية ومستمرة حتى لو ظلت دون حلول .
  من المؤكد أن تناول هذا البعض امور الحركة، حتى لو اتخذ أحيانا اشكالا مختلفة، لاينبع من الحرص، أو التقييم الموضوعي، او الإصلاح، بل من منطلق الدفاع غير المباشر عن مواقف البيئة المناهضة للحركة القومية التي ترعرعوا فيها، ومحاولة التخفيف من آثار الخطيئة التي اقترفها آباء واجداد هذا البعض عندما حاربوا أعضاء، وانصار الحزب الكردي الأول، واكثر الأحيان بالتعاون مع السلطات الحاكمة، وهناك قرائن، ووثائق محفوظة في هذا المجال .
  نعم نعترف ونقر بان تعبيرات الحركة الكردية السياسية من أحزاب، ومجموعات، وقيادات، وحتى مثقفين، وناشطين، أصابت أحيانا، وأخطأت أحيانا أخرى، وظهر فيها ابطال شجعان، وكذلك متخاذلون، ومتعاونون مع الأنظمة المستبدة، وهناك من صمد، وثابر، والتزم بالمبادئ، وهناك من ضعف، وانهار، وتواطأ مع الجلاد، هناك من أراد ترسيخ الحركة على قاعدة مبدأ حق تقرير المصير، لشعب من السكان الأصليين، وهناك من سعى الى اعتبارها مسألة أقلية قومية مهاجرة .
      صفحات ناصعة في تاريخ حركتنا مصدر الالهام والاعتزاز مثل :
  أولا – عندما تنادت جماعات من المتنورين القوميين الى المؤتمر التاسيسي الأول لحركة – خويبون – والذي عقد على مرحلتين : الأولى بمنزل – قدور بك – بالقامشلي، والثانية بلبنان، وذلك كرد على الهزيمة التي الحقت بانتفاضة الشيخ سعيد، وتصميم على المضي قدما في احياء الوعي القومي وتنظيم الصفوف .
  ثانيا – تحرك الفئات المثقفة، والمتأثرون باالوعي القومي، نحو تشكيل الجمعيات الثقافية، والروابط الشبابية، والنوادي الرياضية، والكشفية، من مختلف المناطق من الجزيرة وصولا الى عفرين، مرورا بكوباني، والجماعات الكردية بدمشق، وحلب، مما فتح ذلك سبل التواصل بين الكرد السوريين جميعا، ومهد لخطوات أوسع، واشمل . 
  ثالثا – من اجل تنظيم وتوحيد الطاقات السياسية، والثقافية، والحفاظ على وحدة الهدف، والمصير بادر الرعيل المتقدم الأول الى الاتفاق على تشكيل الحزب الكردي المنظم الأول في سوريا، من كرد جميع المناطق، وكانت خطوة بالغة الأهمية في حياة الكرد السوريين، دشنت حقيقة وجود شعب، وقضية للمرة الأولى بتاريخ البلاد .
  رابعا – بعد نحو عقد من التاسيس ونشوب الخلافات، وموجات الاعتقالات، وتفكك التنظيمات الحزبية، وازدياد مخاطر النهج اليميني لزعزعة اركان التنظيم، وتحويله الى مايشبه الجمعية الثقافية، والترويج لمقولة – الأقلية – بدلا من الشعب، وتفشي الضبابية، وعدم الوضوح في سياسات الحزب الوطنية، والكردستانية، الى جانب اعتقال القيادة الفعلية الأساسية للحزب باستثناء رموز اليمين،  تحركت القواعد الحزبية، والكوادر المتقدمة سعيا وراء انقاذ الحزب .
  خامسا – توج التحرك بانعقاد الكونفرانس الخامس بالخامس من آب ١٩٦٥ بقرية جمعاية، الذي أعاد الحزب الى مساره الصحيح، واتخذ جملة من الخطوات المدروسة المتطورة، العميقة بمحتواها في إعادة تعريف الشعب، والقضية، والدور، والبرنامج السياسي، والمواقف الوطنية، والكردسانية، والتواصل مع العالم باسم الكرد السوريين وحركتهم، قد تكون للمرة الأولى بذلك الزخم، وانتهاج النضال الثقافي الى جانب السياسي، والفكري، باحياء الفولكلور الكردي عبر الفرق، والمنصات، وانشاء ( رابطة كاوا للثقافة الكردية ) وترجمة وطبع ونشر عشرات الاعمال، وارسال المئات من الطلبة المحتاجين بمنح دراسية الى الخارج، وارسال الناشطين الى معاهد بناء الكوادر، كل ذلك بامكانيات ذاتية محدودة، وفي ظروف امنية بالغة الخطورة .
  خامسا – بالإضافة الى ماذكرناه أعلاه من جهود جماعية، وخطوات، وانجازات فكرية، وسياسية، وعمليات تطوير، وإصلاح، وصولا الى قيام حركة سياسية مرموقة، وقضية قومية كردية ذا شان، فقد رافقت مسيرة النضال السري، والشبه علني، والمرافعات امام محكمة امن الدولة العليا، والمحاكم العسكرية، والصمود بمعتقلات الامن، ظاهرة البطولات الفردية من جانب العديد من قادة الحركة وهي تشكل الرصيد الإيجابي لشعبنا بنهاية الامر .
  سادسا – في كل سنوات الصراع الفكري، والتنافس السياسي، والاختلافات العميقة خصوصا بين اليسار، واليمين، لم تحصل حالات التصفية، والمواجهات العنفية في صفوف الحركة الكردية السورية، وهذه ميزة جديرة بالتقدير والاعتزاز .
   مراحل البناء، والنهوض، والانحطاط 
  وحتى نقطع الطريق على محاولات الخلط بين الصالح، والطالح، يمكننا تقسيم نضال الحركة الكردية السورية بشكل عام الى المراحل التالية :
  ١ – مرحلة بدايات ظهورالحركة القومية الكردية ابتداء من منتصف عشرينات القرن الماضي .
  ٢ – مرحلة تشكل الحزب السياسي المنظم أواسط الخمسينات .
  ٣ – مرحلة التصحيح، والتطوير، والنهوض القومي الكردي، أواسط الستينات .
  ٤ – مرحلة الاختراق الأمني، والانقسام، والانحطاط منذ بداية التسعينات .
  لاشك ان لكل مرحلة من تلك المراحل، سماتها، وأسبابها الداخلية والخارجية، وظروفها المؤثرة، تحتاج الى البحث، والتقييم، والمراجعة النقدية، كما لاشك فيه أيضا أن المرحلة الأخيرة لم تكن نتيجة طبيعية لمرحلة النهوض، او من صنعها، بل كانت انتقاما منها، وردا عليها، وتوسعت بفعل قرار نظام الاستبداد، ووضع كل ثقله في تحقيقها، إضافة الى عوامل أخرى مساعدة، وقد دشن النظام أسس هذه المرحلة بهدف القضاء على الحلم الكردي، وادامتها الى مالانهاية، ومدها بعوامل الاستمرارية بين فترة وأخرى، وكان آخرها احضار جماعات – ب ك ك – وعملية التسليم، والاستلام منذ اندلاع الثورة السورية .
  يشار أحيانا الى ان سيطرة – ب ك ك – كانت بسبب حصول فراغ سياسي بالساحة الكردية السورية، وهذا صحيح ولكن يجب توضيح أن الوافد الجديد حل بعد حصول مرحلة الانحطاط والردة، واختراق الأحزاب، وشقها، وتكريد الصراع، بارسال الضابط الأمني - محمد منصورة - لتنفيذ مخطط القصر الجمهوري معززا بكل الصلاحيات، والامكانيات اللازمة، وكانت الضربة الأولى موجهة الى حزب الاتحاد الشعبي لما كان له من رمزية المواجهة، ومعارضة الاستبداد، والنقاء الفكري، ووضوح الرؤيا . 
  نحن في الاتحاد الشعبي ( سابقا ) كنا اعتمادا على نهجنا، وتاريخنا النضالي السد المنيع امام توسع – ب ك ك –  كرديا، وعربيا، وامميا، وخلال لقائي الأول والأخير مع – عبد الله اوجلان – عام ١٩٨٣، طرح علي بإلحاح فكرة توحيد حزبينا قائلا ( لو نتوحد سنسيطر على الحركة الكردية ) فاجبته : ( أولا انتم حزب كبير ونحن حزب صغير، ثم نحن بحاجة الى معرفة اجاباتكم على تساؤلاتنا التالية : ١ – لماذا تخونون وتصفون الاخر المختلف،٢ – لماذا لاتعملون مع القوى الكردية الأخرى في تركيا بجبهة واحدة ٣ – لماذا تقفون مع الطالباني ضد البارزاني، ٤ – لماذا انت بسوريا ؟،( وهناك شهود على المحادثات احدهم من رفاقه يعيش في بروكسل ) . 
  لذلك كله أأليس من المنصف القول : علينا الحفاظ على الصفحات الناصعة لتاريخ حركتنا، وتقاليدها النضالية الديموقراطية المدنية، والاستفادة من دروسها، وفي الوقت ذاته تشخيص كل السلبيات بصورة شفافة، وعدم الانزلاق نحو التعميم، او العدمية .
   والقضية قدد تحتاج الى نقاش
 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.85
تصويتات: 7


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات