القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 549 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

ملفات خاصة: ملف خاص بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لانتفاضة الثاني عشر من آذار 2004 – القسم (2)

 
الجمعة 12 اذار 2021



القسم الثاني يضم مساهمات كل من السيدات والسادة: 
- منال الحسيني
- شبال إبراهيم
- جوان يوسف
- يسرى زبير
- إبراهيم اليوسف «2/2»
- زاكروس عثمان «2/5»



الانتفاضة

منال الحسيني _ألمانيا

الإعصار الذي هب في أذار 2004  على المدن السورية حيث يتواجد الشعب الكردي الذي ذاق الأمرين على يد نظام الأسد (الأب و الأبن). 
بدأت من قامشلو قلب كردستان سوريا، تلتها عامودا ثم امتدت و انتشرت كالنار في الهشيم إلى سائر المدن السورية حتى وصلت قلب العاصمة السورية دمشق لتتحول إلى اعتصامات و مظاهرات تجوب كل العالم بدأً من الدول الإقليمية إلى أوربا و أمريكا..
كانت الانتفاضة الكردية صدمة تلقاها النظام السوري دون سابق انذار و التي لم تخطر ببال القيادات الكردية و لا حتى كانوا يتجرؤون على تخيليها؛ كنّ يرددن آنذاك " إنها مفاجأة ..حقيقة لسنا جاهزين، الحدث أكبر من توقعاتنا ..الخ " . 
كانت الانتفاضة الكردية منعطفاً تاريخيا في حياة شعبنا الكردي في سوريا و نقطة تحول تاريخية، فبسقوط تماثيل الأسد سقطت معها الكثير من الأصنام الفكرية التي كان قد زرعها نظام القمع و الاستبداد في نفوس ابناءه ..نعم حطم الشعب جدار الخوف و فوبيا التابوهات والارهاب و حاز على مساحة لا بأس بها من الحرية التي كان ينشدها ليمارس أنشطته الثقافية و الاجتماعية و السياسية حتى أنه تم أعلان يوم الانتفاضة كيوم للشهداء الكرد جميعاً و يتم  أحياؤه كل عام  في حديقة مقبرة قدوربك حتى هذه اللحظة. 
حسبما أعلم أنه تم مساعدة عوائل الشهداء و الجرحى بشكل رمزي من قبل الأحزاب الكردية، و لكن لم تنبثق مؤسسات باسم ضحايا الانتفاضة لإن القبضة الأمنية كانت لا تزال قوية و لكن كان بالإمكان العمل سراً فيما لو كان هناك تمويل جيد لهكذا مؤسسة و هذا حسب رأي الكثيرين كان يقع على عاتق الجالية الكردية في الخارج و لكن حقيقةً الواقع مؤسف و مؤلم هنا لإن أغلب من هاجروا لا يعملون و يحصلون على مساعدات من الدولة، و مع ذلك ينبغي ألاّ نفقد الأمل بالسعي لتأسيس منظمات في الخارج لدعم أهلنا في الداخل و الاعتماد على التمويل الذاتي في البداية ثم بالإمكان فيما بعد التواصل مع المنظمات الدولية و اقامة علاقات و نشاطات مشتركة لتأمين التمويل الكافي .
 نعم استطاعت الانتفاضة أن توحد الشعب الكردي في سوريا، ولكن هذا لم يكن كافيا ليغير النظام من سياسته القمعية و كان و لا زال له اليد الطولى في خرق الأحزاب و نخر جسد الحركة الكردية و تشتيت قواها و تشكيل حركة انشطارية داخلها لدعم الانشقاقات و تشكيل أحزاب هزيلة انهكتها المشاكل التنظيمية  و أصبح جل تركيزها على توزيع المناصب و المكاسب . 
كل ما يفتقده الشعب الكردي، يجيب على كل الاسئلة المطروحة هو التنظيم و العمل المؤسساتي و الاعتماد على الكفاءات، كلٍ في مجاله و إقامة علاقات مع الشعوب الأخرى و خصوصاً التي نتعايش معها  للتعريف بقضايانا وكسب تضامنهم و دعمهم  و استثمار كل الفرص لتقريب وجهات النظر .
 أتساءل دوما ماذا لو شارك كل الشعب السوري في هذه الانتفاضة و وقفوا يداً واحدة ضد استبداد النظام السوري، هل كنا سنحتاج إلى ثورة أطاحت بالكل دون أن تحصد ثمرة !!

من ذاكرة انتفاضة ..
الانتفاضة التي حولت الطالبة الجامعية إلى معتقلة، و ربة المنزل و المعلمة إلى سياسية ..الانتفاضة التي جعلتني أعي أهمية التنظيم في حزب يمثل تطلعات الجماهير حزب يحول شكل النضال السلمي من مجرد اصدار بيان أو تصريح إلى اعتصام و اضراب و  تظاهر .
أتذكر أنني ركضت و انا أحمل طفلتي الرضيعة في حضني و أمسك بيدي الأخرى طفلتي الأكبر صوب الشارع حيث الشعب الهائج و اطلاق الرصاص الحي    
  حتى وصلت طلقات الرصاص قريبة من قدمي .. رأيت الدماء النقية على قميص صديقٍ، كانت دماء الجرحى الأحرار الذين هبوا لنجدة أهلهم في قامشلو و لكن ثمة أمر بتوقيف الباصات و السيارات اغلاق الطريق العام عامودا - قامشلو فقررت المظاهرة العفوية  الذهاب سيراً على الأقدام نحو قامشلو و لكن رجال الأمن السوري كان لهم بالمرصاد ، فعادوا أدراجهم و في الطريق حطموا تمثال حافظ الأسد و اتجهوا نحو الدوائر الأمنية و أحرقوا سياراتهم ثم اتجهوا إلى مديرية الناحية و الشرطة و دخلوا مقراتهم حتى اخُليت تماما.. و لكن كانت النتيجة اطلاق الرصاص الحي و جرح العشرات في عامودا و استشهاد العشرات مثلهم في قامشلو و جرح المئات و اعتقال آلاف الكرد في سائر المدن السورية بشكل عشوائي، أما البقية فكانوا مستنفرين متأهبين لأي مداهمة. كان الهاتف الأرضي الوسيلة الوحيدة لنقل أخبار الانتفاضة .
تواصلت معي شقيقاتي  من دمشق، حيث كن طالبات جامعيات،  يستفسرن عما يحدث في قامشلو و عامودا و أنا كنت أسرد لهن كل التفاصيل لم يخطر ببالي أنهن سيشاركن باعتصام أمام البرلمان السوري و لا سيما أننا من عائلة محافظة، ثم سمعت نبأ اعتقال شقيقتي ّ آلا- طالبة علم النفس - و مزكين - طالبة حقوق. انتابني خوف كبير عليهما و كان بادياً على ملامحي من شدة الشحوب الظاهر على وجهي حسبما قال لي أحد الجيران و ظن أنني خائفة على زوجي من الإعتقال، لم يكن يدري أنني خائفة على أختيّ من بطش مخابرات الأسد من جهة و من سطوة المجتمع الذكوري من جهة أخرى و كيف سيلتقى أبي الخبر و هو مريض القلب !!
كانت أيام عصيبة مرت عليّ و على كردي/ة، و لكن ما كان يهون علينا رائحة الآزادي التي كانت تفوح من نوافذ بيوتنا ..

=====================


الانتفاضة كسرت حاجز النضال الروتيني الذي خلقته الأحزاب الكوردية 

شبال ابراهيم

بداية أشكركم على هذه الاستضافة و أترحم على جميع شهدائنا الذين ضحوا بدمائهم و أرواحهم في سبيل تحقيق أهداف شعبنا الكوردي في إنتفاضة آذار ٢٠٠٤.
حقيقة عندما تعود بنا الذاكرة إلى ذلك اليوم العظيم و الحدث التاريخي تخطر في بالنا الكثير من الأمور و الأحداث التي باتت خافية على شعبنا و ذلك بفضل الاحزاب الكوردية وان لم تكن جميعها و لكن من دون شك القسم الأكبر منها .
بعد كل هذه السنوات من انتفاضة آذار ٢٠٠٤ لم ولن يستطيع احد من أبناء شعبنا تجاهل يوم ١٢ آذار و الذي كان منعطفا تاريخيا سطر من خلالها أبناء الشعب الكوردي أروع ملاحم البطولة و الشجاعة و كسر حاجز الخوف و مواجهة هذه السلطة بكل مؤسساتها الأمنية و المخابراتية التي أسسها النظام السوري الاب و الابن لسنوات طويلة بالشكل السلمي.
نعم أصوات المتظاهرين آنذاك هزت المنظومة الدكتاتورية و أرعب سلاحها و أستشهد العديد من أبناء شعبنا برصاص النظام السوري الدكتاتوري و بصدور عارية.
قبل و بعد انتفاضة آذار ٢٠٠٤
حدثت مفارقات كبيرة لدى أبناء الشعب الكوردي في سوريا فمن الناحية الفكرية والنضالية كسر شعبنا حاجز الخوف من هذه السلطة الاستبدادية و أيضا كسر حاجز النضال الروتيني الذي خلقته الأحزاب الكوردية والتي كانت جل نضالها القيام بالندوات والأنشطة المتواضعة وتحول إلى إنتفاضة عارمة شملت عموم المناطق الكوردية وحتى وصل المطاف الى دمشق العاصمة في مناطق تواجد الكورد و لم يجدي محاولات النظام في إيقاف المظاهرات إلا بفضل الاحزاب الكوردية التي اتفقت مع اجهزة الأمن السورية ومن ثم قاموا باعتقال الآلاف من ابنائنا و إصدار العديد من المراسيم الشوفينية بحق الشعب الكوردي لمعاقبته و ايضا علينا أن لا ننسى دور المعارضة السورية الكلاسيكية و التي كانت حينها متمثلة باعلان دمشق و الذي لم يتجاوز حالة الصمت.
ولكن خلقت هذه الانتفاضة حجر أساس ليس لدى الشعب الكوردي فقط و إنما لدى عموم الشعب السوري الذي أنتظر الفرصة للقيام بدوره و علينا أن لا ننسى أن  دور الشباب الكورد في ٢٠١١ عندما أشعلوا ثورتهم والتي كانت في ١٢ آذار ٢٠١١ عندما خرجوا من مقبرة الشهداء في حي  قدوربك بقامشلو  و لكن مرة اخرى قامت الأحزاب الكوردية بصدها و أطلاق التهم بحق المتظاهرين آنذاك. 
بعد أيام قليلة من هذا الحدث تظاهر الشعب السوري ضد آلة القمع في سائر الأراضي السورية و كان للشباب الكورد الدور الابرز في استمرارية التظاهرات على عموم سورية وذلك بسبب خروج المظاهرات في المناطق الكوردية المنظمة قبل المناطق الاخرى. 
مع الأسف مازال العديد من الجرحى منذ ذلك الوقت و حتى الآن يعانون من الاصابات و الآلام و الذين التجأ اغلبهم الى أوروبا بهدف العلاج و على نفقاتهم  الخاصة و من دون أي إهتمام معنوي من قبل  الأحزاب و المنظمات و الفعاليات الكوردية و التي كانت عليها أن تقوم بدورها تجاه هؤلاء الشباب الذين أصبحوا عاجزين جسديا و نفسيا و الذين تلقوا أشد أنواع العذاب من السجون السورية. 
    كما و من البديهيات و لتقديم الوفاء لضحايا الانتفاضة كان و لا بد إنشاء مؤسسة للعناية بضحايا الانتفاضة من جرحاها وأسر شهدائها لكن و مع الأسف لم ينجز هذا ايضا و هو برسم الإجابة لمن جعلوا أنفسهم أوصياء على الشعب الكوردي.
 مرة اخرى احييكم مع فائق الإحترام والتقدير 

=====================


انتفاضة اذار2004 .. أي يكن اسمها فقد أحدثت علامة فارقة في الذاكرة الكردية 

جوان يوسف

أيً يكن اسمها، انتفاضة، هبة، اعمال شغب، لا يغير من الامر شئيا، الشيء الأهم انها أحدثت علامة فارقة في تاريخ غرب كردستان رغم انها لم تحدث تغييرا جوهريا في الواقع، على العكس تماما اذا ما تجاوزنا الشعارات واللغة الشعبوية والهوارة التي اعتدنا عليها في توصيف أي حدث كردي، فان النتائج كانت كارثية بالمعنى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي على الناس ولم تحقق شيئا مما كان يطمح اليه المنتفضين اللذين خرجوا معبرين عن غضبهم ومعاناتهم، وهنا لا اتحدث عن الحركة السياسية التي بالأساس لم تكن جزءا مهما من الحراك السلمي العفوي الذي انطلق في 12 اذار 2004، فهي كانت مجرد راكب لصهوتها دون أن يكون لها أي تصور حول اتجاه حركتها والطريق الذي تسير اليه.
إن الحماس التي ابداها الكثيرون للانتفاضة, ومنهم كاتب هذه السطور, سرعان ما تحول الى كابوس، صارت أسماء المدن الكردية المقترنة بخانة الولادة او السكن  لعنة على الحواجز وفي التقدم للوظائف ،في الجامعات وفي الدوائر والمؤسسات الحكومية , فغياب  القيادة السياسية وفشل تأطيرها وتنظيمها وتحديد أهدافها حولت تلك الانتفاضة الى اعمال شغب وتخريب وتعاملت معها السلطة على هذا الاساس, وهذه مسألة طبيعية في كل الاحتجاجات والانتفاضات التي تنطلق بصورة عفوية هنا وهناك مالم تسعفها قيادة ميدانية واعية، وكثيرا ما تنتهي إلى عكس ما يريده الناس، بسبب عدم التنظيم، وعدم وجود أهداف واضحة ، وانا أعتقد أن انتفاضة قامشلو كانت لها من ذلك الضياع نصيب.
مع ذلك أحدثت الانتفاضة علامة فارقة ليس في ذاكرة الكرد فحسب بل في ذاكرة السوريين اللذين كانوا يعتقدون أن الكرد مجرد خرفان امام الة القمع السلطوية أو انهم مجموعة من البشر تفتقد الى روابط اصيلة بينهم.
الانتفاضة أحدثت تغيرا نوعيا في هذا السياق ، لقد صاغت رسالة ,وكانت عفوية أيضا, أن كرد غرب كردستان "وهو الجزء الملحق بالجغرافية السورية الحديثة" من عفرين وحتى ديريك مرورا بمناطق واحياء التواجد الكردي في المدن السورية يشكلون وحدة قومية لا لبس فيها، إنسانيا وسياسيا وجغرافيا، ولا يمكن تجاوزها او الاستهانة أو التقليل من شأنها مهما كانت النتائج وهي مازالت تثير النقاش وتحفز على طرح الأسئلة من قبيل كيف استطاع ان يخرج هؤلاء الملايين الى الشوارع وكيف استطاعوا ان يلقوا برموز النظام تحت الاقدام ،في حين لم يكن يتجرأ أحدا قبل الانتفاضة مجرد النظر اليها دون ان تعتريه القشعريرة .
أسئلة طبيعية لحالة فاجأت الجميع، بل وأدهشتهم جميعا، الأحزاب الكردية والسلطة السورية ونخب المعارضة، لاسيما أنها جاءت قوية وعفوية، في آن، ومن دون تمهيد ولا تأطير ولا تنظير سابق.
لكن يبقى السؤال المشروع، بعد مرور 17 عاما على الانتفاضة، هل غيرت من مفاهيم الخنوع والخوف التي كانت قائمة؟ وهل استفادت النخب والأحزاب الكردية من تلك الوحدة التي تشكلت خلال لحظات الانتفاضة وماهي الدروس والعبر التي يمكن قراءتها اليوم؟
لقد عملت النخب الكردية والعربية على حد سواء تشكيل حالة من الثقة والاطمئنان المزيف التي تقول ان المشكلة الكردية هي مع النظام لوحده وان العامة او من هم خارج النظام هم حلفاء حقيقيون للكرد أو في أقل تقدير هم ليسوا مع النظام.! او لنقل بطريقة أخرى اعتادت الأحزاب الكردية والمعارضة السورية على تكرار مقولة ان المشكلة في النظام وغياب الديمقراطية والحريات هو العائق الأساس في استمرار فقدان الكرد لحريتهم وحقهم في صياغة مصيرهم، لكن الاحداث اظهرت ان المشكلة في جوهرها قومية وكشفت عن عورة النخب السياسية السورية واظهرت مدى التصاقها بالنظام عندما يتعلق الامر بالكرد.
بذات المستوى كشف سلوك المواطنين العرب ان العلاقات الاهلية والمدنية التي كانت قائمة لم تكن الا زيفا هشاً، سرعان ما ظهرت الحقيقة، أن سلوك العامة اسوء من السلطة الحاكمة، فهي اتجهت الى عقلية البداوة في الثأر والنهب وسرقة ممتلكات الكرد وتعمد اهانتهم في كل حديث بل واشتغلوا كمخبرين وسلطويين ضد الكرد.
على المستوى السياسي فقد أظهرت الانتفاضة مدى هشاشة الأحزاب الكردية وافتقادها الى رؤية سياسية وقدرة على تحمل مسؤولياتها، بالرغم من تسارعها في تشكيل ما سمي بمجموع الأحزاب الكردية كتعبير عن حالة اتحاد الا انها كانت فاقدة البوصلة لغياب الرؤية السياسية واتجهت الى المساومة مع السلطة وقبول شروطها بإيقاف الانتفاضة دون أي مقابل.!
نعم، الانتفاضة وحدت الشارع الكردي العفوي لكنها مزقت الحركة الكردية الى أحزاب مجهرية فمن 12 حزب اثناء الانتفاضة، اليوم لدينا ما يقارب 100 حزب وهذا ان دل على شيء فانه يدل على ان تلك او هذه الأحزاب لا تعبر عن طموح الشعب الكردي ولم تستطع انجاز مشروع وطني كردي وبقيت أسيرة المقولة السابقة للانتفاضة وهي ان لا خيار للكرد الا ضمن مشروع المعارضة السورية، وهذا ما أكدته الاحداث بعد 2011
غياب المشروع الوطني الكردي وغياب الثقة بالنفس والقدرة على اختيار طرق مختلفة للنضال والاكتفاء بالعمل ضمن زجاجة البيانات والتصريحات وتقديس بعض الشعارات كالمواطنة والديمقراطية والدولة المدنية يجعل من السهل اغلاق سدادة الزجاجة عليها واغراقها في كل مفصل مهم، وما يحدث الان هو استمرار لما كان.
لقد سلطت الانتفاضة الضوء على مشكلة في غاية الأهمية وهي مازال الوعي الوطني الكردي وعيا عفويا ولم يكتمل بعد الوعي الحقيقي بوجوده القومي الذي يتطلب تشكيل جبهة واحدة يحمل مشروع وطني واضح. لا بل ظهر من خلال الانتفاضة وبعدها وحتى الان الارتباك والضياع والتردد في طرح قضيته للآخرين باعتباره شعب يستحق الدولة الوطنية وهو ليس أقلية الا ضمن ظروف التقسيم الحالية وإنها مسألة مؤقته ولن تدوم. 

=====================


قيود الظلم... 

 يسرى زبير

إلى أم خوندكار

هذه القصة حقيقة جرت أحداثها في حي من أحياء دمشق، وهو حي زورافا، الذي يقطن غالبيته الكورد. 
المشهد:
  في زنزانة سوداء خلف القضبان الحديدية. يعصف الألم بسيدة كوردية، كانت تتعذب في الخفاء، وهي تجلس بين الجدران الأربعة في الزنزانة الضيقة، وهي وسط الظلمة المخيمة حولها. 
أبت البكاء فعزة نفسها لن تسمح لذرف الدموع من عينيها المتصلبتين اللتين لم تذوقا طعم النوم وراحة البال، منذ أيام. قلقةً على أبنائها و أبناء بلدها لتعود بها مجريات الأحداث إلى تفاصيل ملعب قامشلو، ودقات قلبها تتصاعد حرقة على أبنائها الكورد. ترفع يدها إلى السماء تدعو الله أن يحميهم من الأيدي المجرمة، الآثمة.
تخرج من شرودها على أصوات تملأ المكان الموحش  
تلتفت يمينا وشمالا لا تسمع غير صرخات تعذيب من حولها، وكأنها صرخات استغاثة لأرواح تلتهب في نيران جهنم البشر. تغمض عينيها بألم وتناجي الأشباح من حولها، وتردد بينها ونفسها:
 لم يرتكبوا اية جريمة. جريمتهم الكبرى انهم كورد. تتخيل بفخر ابناءها الأبطال، وصمودهم الذي أربك النظام وحاشيته.
كانت هي الأم العظيمة وهي تقف مرفوعة الرأس أمام الجناة، وهي تستجوب كالأبطال، وتقزم دورهم في الإفادة. 

أم خوندكار المرأة التي أنجبت أبطالا لم يهزهم بطش النظام 
وهم يقودونها للتحقيق:
ما هو التنظيم الذي تعملون ضمنه؟ 
يستجوبونها في مجرى التحقيق الظالم، عبر زبانية الأمن السياسي البعثي 
وهي ترد بفخر:
نحن الكورد جميعنا منظمون في خدمة قضيتنا 
يقهقهون بسخرية وابتسامات شيطانية ترتسم على وجوههم، وكمن يصدر عنهم فحيح أشبه بفحيح الأفعى، يسألونها
هل لكم قضية؟ أنتم ابناء الجن . 
تردد بفخر وشموخ  نحن من أنجبنا أبطالا وخلدنا التاريخ بالشجاعة والبطولات، ونحن أصحاب حق في هذا البلد. 
يردون بسخرية  
خذوها إلى المنفردة. 
الويل لكم أنتم من تعادوننا وتتبجحون بالانتفاضة 
يجرونها إلى زنزانتها 
ويمارسون بحقها أشد أنواع التعذيب الذي هو التعذيب النفسي. 
يؤدون أمام زنزانته فصول بطولاتهم، من بينها قصص قتل الشباب الكورد تحت التعذيب. 
يضحكون ويتسامرون 
 تسمع أصواتهم التي تقبض على أنفاس الروح. 
نعم لقد مشطنا زورآفا وألقينا القبض على ابنها دلدار، وصهرها أكرم، 
ودارين. لقد قتلناهم تحت التعذيب. 
 كانت صغيرة فهي لم تتحمل الضرب بالسياط كان يغمى عليها من الضرب على جسمها. 
تقع هذه الكلمات على مسامعها لكي يكسروا من عنفوان روحها. مع تمزق قلبها في وحدتها. 
دارين ابنتي الحبيبة طالتك أياديهم القذارة، إذا، وقتلوك... يا شهيدة. كيف سولت لهم أنفسهم إن يعذبوك حتى الموت. 
صغيرتي المدللة شهيدة انتفاضة آذار... 
ليتني كنت أنا محلك ولست أنت... 
تردد في نفسها المكتئب الحزين، وتقول:
 ابني دلدار مسجون مثلي مع صهري أكرم. نعم. إنه لفخر لنا أن نكون شهداء من أجل قضيتنا وقوميتنا، 
وهي تتصور في مناجاتها الداخلية صورة خيمة العزاء لصغيرتها دارين. وتتخيل عزاءها وكيف وهم يقومون بالواجب في غياب الأم وتردد في أيامها العصيبة بعد كل تحقيق
أكيد ابني خوندكار وصديقه كريفي كاوا يقومون بواجب العزاء. 
نعم كاوا في قامشلو لا يهون عليه ترك خوندكار في هذه الظروف أكيد يكون قد وصل من قامشلو الى الشام، ليقوم بالواجب مع خوندكار، فهو ايضا ابني الذي تربى معنا
تعد الساعات في تلك الغرفة المظلمة. نعم الساعات التي توقفت من زمن عمرها وهي في دوامة من أشباح يتحدثون معها، وتسمع أصواتهم من خلف القضبان والأبواب المودة، بأقفال تثقل روحها.. 
تمر الأيام وهي في حالة ميئوسة يفتح باب الزنزانة، فجأة، وتسمع كلمة تجرحها أكثر 
الإفراج ...
يمسكون بيدها ويخرجونها من السجن وهي بالكاد تستطيع أن تمشي بخطوات مثقلة. لتسير في درب الجروح. وتقول في نفسها سأذهب لاستقبال المعزين في إبنتي 
تسير بخطاها ودقات روحها المؤلمة. تصعد تلة زورآفا. وتتنهد في سيرها، وتقول:
 حبيبتي ابنتي الشهيدة تقترب أم خندكار من دارها، وإذا بالمفاجأة التي كاد أن يغمى خلالها عليها، لترى ابنتها دارين واقفة أمام باب دارهم ظنت انها تتوهم ولكنها عندما سمعت صرخت بأعلى صوتها، وهي تقول: أمي الحبيبة حرة عندها أغمى عليها من فرحتها برؤية ابنتها حية. 
تعرضت أم خندكار لأبشع أنواع الظلم، وهو التعذيب النفسي 
 إنها المرأة المناضلة الأم..

=====================


مواقع إلكترونية.. سبع عشرة سنة ألايكفي؟ «2/2»

إبراهيم اليوسف

لم أنظر، في يوم من الأيام، إلى ما أكتبه في مجال السياسة، وهو حقيقة في مجال الدفاع عن الأهل. الذات. المكان، في وجه آلة الاستبداد، مشروع كتب ورقية أضعها بين أيدي القراء، ولا حتى كتباً إلكترونية أنشرها في مدونة خاصة، إذ كنت أنظر إلى المقالات التي كنت أكتبها- كما سواي-  بأنها لاتعدو أن تكون مجرد مواجهات لفضح الظلم الواقع على كاهل شعبي، انطلاقاً من رؤيتي لمهمة الكاتب هذه الرؤية التي أرى أن عوامل ذاتية وموضوعية اشتركت في صقلها: طبيعة الذات. الأسرة. الرؤى الإنسانية التي تشكلت في بيئتي وعبر خياري الإنساني، وكان ولايزال في نظري أنه من العار على الكاتب أن يصمت في وجه أشكال الظلم على الآخرين، من دون أن يكون له موقف ما مبدئي، عبر أي شكل من الأشكال المتاحة لإبداء الرأي، حتى وإن كان ذلك عبر إيماءة، أو تكشيرة!
عندما بدأت- الانتفاضة- وهي التي تمت خارج الملعب البلدي،  عقب إطلاق الرصاص الحي على جمهور مدينة- قامشلي- في عصر12-3-2004، وفي صباح اليوم التالي 13- آذار 2004، قبل أن يتم قمعها بالذخيرة الحية، من دون أن تتم حتى الآن، محاكمة  هؤلاء المجرمين، وفي هذا ما يدل على أن الذين أطلقوا الرصاص الحي على رؤوس وصدور الشباب المنتفض، بل الثائر، وعلى نحو سلمي، لم يتصرفوا من دون موافقة الجهات العليا في دمشق: وزير الداخلية- رئيس الجمهورية، وإن كان في إمكان هؤلاء تفريق المظاهرة بطرق أخرى من دون رفع أعداد الضحايا: شهداء وجرحى، في اليوم التالي، والبدء بحصار المدينة، والتنكيل بأهلها، وبها، بل وبكل كردي يتم - التقاطه- في شوارع المدن الكردية حتى وإن لم يكن قد سمع بما تم، وثمة أمثلة في هذا المجال تناولناها، أثناء حملات الانتقام، بل الثأر، في أسر من يقع في فخاخ هؤلاء الزبانية ناهيك عن قوائم الأسماء التي وصلت إلى الجهات الأمنية، عبر الفيديوهات التي قاموا بتصويرها للمتظاهرين، بأنفسهم أو عبر عملاء لهم اتخذوا أمكنة فوق أسطح العمارات التي مر عبرها المنتفضون سلمياً!
أكثر من مرة، تحدثت عن أوهام شخصية كانت تساورني كلما طلب بعض أصدقائي مني أرشفة مقالاتي، إذ كنت أرى أن ما أكتبه فيما إذا كان مهماً فإن أبناء شعبنا سوف يوثقونه، منطلقاً من الأهمية الكبيرة التي كانت متابعاتي ومقالاتي تلقيها من قبل أهلنا في الوطن وخارجه، وهكذا من قبل هيئات إعلامية وحقوقية داخلية وخارجية، لاسيما إنني كنت أعمل على أكثرمن مجال، إذ كنت أصوغ بيانات باسم هيئات حقوقية أو للكتاب والصحفيين أو غيرها، من دون أن يكون لها هرم تنظيمي متكامل، ما خلا نوايا أو نويات محدودة الأسماء، لمن حولي من أصدقاء وصديقات أثق بهم! إلا إن مايحدث- الآن- هو ما إن أعود إلى الكثيرمن مفردات تلك المدونة، بتصنيفاتها الخبري منها، والمقالي، أو الحقوقي أو النقابي فإنني أكاد أفشل لولا نتف صغيرة محتفظ بها!
من التحديات التي واجهتني أن كمبيوتراتي الشخصية تعرضت مرات عدة للفيرسة، واضطررنا إلى الفرمتة، ليضيع- في كل مرة- ما هو منجز من المدونة، إلا إنني كنت أعلل النفس بأنه ما إن أبحث عن أحد النصوص المطلوبة فإن ذاكرة- غوغل- كانت تسعفني، قبل أن تشيخ هذه الذاكرة على امتداد عقد ونصف من الزمن، ناهيك عن أمر جد محزن وهو أن المواقع الإلكترونية التي ظهرت في الفترة ما بين 2000- 2010 راحت تغيب تدريجياً، لأسباب متعددة منها عدم جدواها بعد ثورة – شبكات التواصل الاجتماعي- إذ غدا لكل مواطن كوني إمكان أن يكون له ما لا حصر له من منابر إعلامية، بالإضافة إلى عدم مدّ يد العون لأصحاب هذه المواقع الإلكترونية التي راحت تتوارى: الواحدة منها تلو الأخرى، ونحن هنا أمام مسؤوليتين: شخصية توجه إلى صاحب المدونة ومجتمعية لأن صاحب المدونة- غالباً- ما كان يواصل مهمته على حساب جهده، ووقته، ونفقته، من دون أن يكون هناك أي عون مادي أو تعاون معنوي: كتابياً أو إدارياً وغير ذلك، بل إن صاحب الموقع الإلكتروني كان ضمن الوطن معرضاً للاعتقال والتعذيب، كما إنه كان معرضاً للإساءة، خارج الوطن، فيما إذا تناول بجرأة ماهو كردي، وثمة حملات تمت ضد بعض هؤلاء، ولا أعني هنا حق أحد في الدفاع عن ذاته، ولا التقصد والإمعان في تجريح أحد ما، وهوما كثربحق أحزاب وشخصيات كردية وكردستانية، على غير وجه حق، وكان يقف وراءها أصحاب مواقع إلكترونية متحزبة أو مأجورة!

و الآن، ومرة أخرى، لماذا لم أجمع مقالاتي وأطبعها؟
بعيداً، عن أوهام عناية الآخر، بأرشيفي. أرشيف الانتفاضة. كلها، دعوني- هنا- أن أبين ما كان يحدث لي، أمام ضغوطات بعض الأصدقاء، أو في ظل انعدام إمكانات الطبع، إذ كان يحدث لي- وإن على نحو سريع من دون أن أستغرق في هذه اللحظة أبعد من حدود هيمنتها- أن أسوف المسألة، معللاً لنفسي أو لهؤلاء الأكثر حرصاً: أنني سافعل ذلك، وكلما مرت ذكرى سنوية كنت أقول: آمل أن أستدرك الأمر في العام المقبل، لتكون أمامي محطات: الخمس سنوات أو العشر سنوات، وما إن مرت هذه الأخيرة حتى أحسست بضرورة أن أفعل شيئاً، إلى أن غدوت  واقع أنه لم يبق إلا شهر واحد على ذكرى  مرور خمس عشرة سنة على الانتفاضة، ما جعلني أعود إلى ما هو موجود في أرشيف: الحوار المتمدن- أو في كمبيوتري، أولدى الصديق محمد سعيد آلوجي في موقع- بنخت- أو كردستانا بنختي-  أو في أرشيف- ولاتي مه- الذي قاوم لأجل البقاء والاستمرارية، وإن لم يكن موجوداً في مرحلة الانتفاضة، بل إن موقع- كميا كردا- كان قد ظهر بعد ذلك ونشرلي ولسواي فيه الكثير، إلا أن الموقع توقف، وتعرض- الهارد العام- لمشكلة لما تزل قائمة، وهكذا فإن مواقع أخرى مثل: عامودا كوم. عفرين نت. كردستانا بنختي . كسكسور- تربسبي- دربيسي- سوبارو- تيريج قامشلو. صوت كردستان إلخ- قد توقفت" ومعذرة من مواقع نسيت ذكرها" ناهيك عن أن أكثرمن موقع إلكتروني شخصي قد تهكر، زد على ذلك أنني كنت أفرغ إيميلاتي، بين حين وآخر، لدواع اضطرارية، معولاً على ثقتي بالأرشيف الغوغلي أو المواقعي!
خلال السنوات الأخيرة الماضية راسلت عدداً من أصحاب المواقع، أو العارفين بشؤون- نسخ غوغل- الخبيئة أو الاحتياطية، لاسترداد ما كتبت، إلا أنني لم أفلح، ما جعلني أصر على القيام بطباعة- أولى- لما بين يدي من مقالات، على أمل أن أفلح يوماً ما في الحصول على أرومة ما كتبت، أو نسخ من كل ما كتبت ونشرت، وهوما يجعل هذه الطبعة غير شاملة لأرشيفي، كما أنني أرغب بأن أبين بأنني لا أقدم في  هذا الكتاب الذي قسمته إلى أجزاء على تقديم ما يتعدى ما وثقته، من خلال منظور صحفي- أولاً- ومن موقع الرد على الأكاذيب والافتراءات التي كان النظام يطلقها ضد الكرد. ضد انتفاضتهم، وللأسف، فإن  هناك من بيننا- وهم قلة القلة الشذاذ- من  غدا لسان حال هؤلاء، من خلال موقفهم السلبي من- المتظاهرين- وتصديق رواية النظام، بل هناك من حاول إلحاق الأذى بكل من تنطع ورافع عن أهله، وهوما تم تدريجياً بعد انحسار الخوف ومواجهة كثيرين لهؤلاء: لم لم يكن لكم موقف مما جرى؟، وهوما يعرفه كل متابع في تفاصيل هذا الشأن!
ثمة ما ينبغي قوله إنصافاً، وهو أن أسرتي شاركتني في تحمل أعباء الموقف، وعلى سبيل المثال فإن تأمين بطاقة الإنترنت كانت تشكل عبئاً مالياً مرهقاً بالنسبة إلي، وهكذا بالنسبة  لأكلاف الهاتف- إذ كان لدي خط هاتف تركي- بالإضافة إلى أن أكثر هذه النصوص كان ينضد ويعد للنشر بأصابع أبنائي وبناتي وكانوا طلاب شهادات، وعلى حساب دراستهم، وفي ظروف أمنية، واقتصادية جد صعبة. كما أن هناك من الأصدقاء والصديقات الذين نضدوا بعض هذه المقالات "أحمد حيدر- أيتان محمود" وإن على نحو جد قليل، بل هناك من فتحوا بيوتهم، بل هناك من جمع كل أرشيفي- ألكترونياً و ورقياً- وأخص هنا مسعود ديواني وسيامند ميرزو، أما مسعود فقد مدني بما هومنشور إلا أن تهكر كمبيوتري- مرات- أفقدني ما قدمه لي، كما إن سفر سيامند معي إلى الإمارات دعا إلى خسارة هذا الأرشيف العظيم، بقسميه: الورقي والإلكتروني!

**للحديث صلات!
*من مخطوط قيد الطباعة، بعنوان:
من أسقط التمثال؟
في مقدمات انتفاضة 12 آذار- قامشلي
- شهادات وآراء شخصية -

=====================


الأسباب المباشرة لانتفاضة 12آذار «2/5»
زاكروس عثمان 

خرجت الاحتجاجات من إطار الملعب إلى الشوارع المجاورة وتحولت سريعا إلى انتفاضة، حين استخدمت الأجهزة الامنية العنف المفرط  ضد المحتجين، وانتشار انباء عن سقوط قتلى، والسؤال الذي يحير الجميع هو كيف تحول شغب ملاعب إلى مجزرة .
كان بمقدور سلطات محافظة الحسكة احتواء الموقف وحصره في إطار شغب ملاعب، وتطويقه ضمن نطاق الملعب، فيما لو تعاملت بمرونة مع جموع غاضبة، لولا ان كل ما حدث كان  مدبرا  بالأصل، ولم يكن شغب ملاعب بل شغب سياسي شوفيني عنصري قامت به جهات في السلطة السورية على مستوى العاصمة والمحافظة بالتعاون مع أنصار صدام حسين من السوريين و العراقيين، وتولى المجرم سليم كبول محافظ الحسكة وقتذاك الاشراف المباشر على تنفيذ العملية، إذ بعد توسع نطاق الاحتجاجات إلى المدينة  وتحولها إلى مظاهرات عارمة، سمح كبول لقوات الشرطة بإطلاق الرصاص الحي على المحتجين، حيث امر بالقول ( اقتلوا هؤلاء الكلاب) لذلك كانت السلطة تحاول بشتى الوسائل وبسرعة طمس الجريمة وتصويرها على انها مجرد شغب ملاعب، اما العصابة القادمة من ديرالزور والتي اشعلت الشرارة باعتدائها على جمهور نادي الجهاد، فقد توارت عن الانظار حيث قامت اجهزة الاستخبارات السورية بنقلها إلى مدينة الحسكة ومن ثم إلى  ديرالزور.
ويجدر الاشارة إلى ان إذاعة دمشق لعبت دورًا غير متعمد في إثارة الجمهور الكوردي و تأجيج الأوضاع حين أعلنت على الهواء مباشرة نبأ وقوع الأحداث في ملعب قامشلو لاعتقاد القائمين عليها بأن الأحداث مجرد شغب ملاعب عادي، وتم الحديث عن الإصابات وعن وجود قتلى، وهذا ما دفع بكل كوردي في سوريا إلى السؤال عما يجري في قامشلو، لأن مشجعي نادي الجهاد لا يقتصرون على أبناء المدينة فحسب بل كذلك أبناء مختلف مدن وارياف كوردستان روزئافا، الذين يجدون في نادي الجهاد فريقهم القومي، و يأتي آلاف المشجعين من عامودا تربة سبي ديريك درباسية تل كوجر الحسكة وسري كانيية إلى قامشلو لحضور مباريات النادي وتشجيعه، ومن لا يحضر يتابعون المباراة على الهواء مباشرة من إذاعة دمشق التي تخصص برنامج لتغطية مباريات دوري كرة القدم  للأندية السورية، وهذا ما يبقي المستمعين في مدنهم و قراهم على تواصل مع مجريات الامور في الملاعب، وحين سمع الأهالي عن أعمال شغب وجرحى و قتلى في ملعب قامشلو تقاطروا إلى الملعب من المدينة وخارجها، للاطمئنان على ابنائهم واهاليهم  ممن حضروا إلى الملعب، وكل اعتقادهم إن المسألة شغب ملاعب اعتيادي، لكن ساعة وصولهم فوجئ الجميع بالمجزرة وشاهدوا بأعينهم الدماء النازفة وعرفوا الحقيقة، جرحى وقتلى وصدامات مع الأجهزة الامنية وأزيز الرصاص يسقط مزيدًا من الضحايا، في تلك اللحظة نسي الناس البحث عن ذويهم والاطمئنان على سلامتهم ليشاركوا إخوانهم محنتهم  دفاعًا عن كرامتهم وحياتهم، لتتسع حركة الاحتجاج وتتأزم الأحوال داخل الملعب وخارجه، وجموع الناس تتزايد وتتقاطر إلى قامشلو وملعبها، وهم يطالبون بالقبض على عصابة دير الزور ولكن المجرم كبول كان مصرًا على فتح معركة مع الشعب الكوردي برفضه الاستجابة لمطلب المتظاهرين وإصداره الأوامر باستخدام الرصاص ضدهم مما زاد من فورة الغضب لتقع أحداث عنف بين الأجهزة الأمنية وبين الشباب الكوردي الأعزل وتسقط وجبة جديدة من الضحايا قتلى وجرحى بينهم أفراد من عصابة الدير الزور فشلت الأجهزة الأمنية في تهريبهم إلى الحسكة.
يتبع
=====================
القسم الثالث يضم مساهمات كل من السيدات والسادة:
- صديق شرنخي
- منى عبدي
- د. عبدالرزاق تمو
- محمد سعيد وادي
- محمد خير بنكو
- زاكروس عثمان «3/5»


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.75
تصويتات: 16


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات