القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 529 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

تقارير: وجود الشعب الكوردي خط مواز من توحيد وتقوية الموقف والخطاب الكوردي

 
الخميس 04 اذار 2021

             
عزالدين ملا

ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط وخاصة جنوب وغرب كوردستان له أبعاد ومآلات كثيرة.
  ♦-الوضع في غرب كوردستان في تدهور مستمر اقتصاديا نتيجة تردي الحالة المعيشية نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار، وتراجع قيمة الليرة السورية، أمام هذه المعاناة، مازالت الحوارات الكوردية التي تأمَّل الشعب فيها خيراً متوقفة، والحجج كثيرة وكبيرة، أولها الراعي الأمريكي الذي لم يرسل حتى الآن أي موفد جديد للإشراف ورعاية الحوار الكوردي الكوردي، وآخرها الاتهامات من هنا وهناك، دون الشعور بالمسؤولية تجاه ما يحدث من انهيار خطير في الوضع المعاشي والاقتصادي والاجتماعي في المنطقة الكوردية، كلما استمر الوضع هكذا زاد الوضع أكثر سوءاً


   ♦-ما يحدث في إقليم كوردستان العراق من خلال خلق القلاقل، وعدم الاستقرار، وخاصة ما حدث منذ مدة وجيزة من إطلاق صواريخ على مدينة هولير ومطارها.
   ♦-الهجمات التركية على شمال إقليم كوردستان بحجة تواجد الحزب العمال الكوردستاني.
1-    ما تحليلك لكل ما يجري خلال هذه الفترة في كل من جنوب وغرب كوردستان؟
2-    هل سيكون للحوار الكوردي دور وأولوية في الاهتمام الأمريكي؟ ولماذا؟ 
3-    ما هو الحل أمام تدهور الوضع الإقتصادي والمعيشي في غرب كوردستان إن تأخر الإتفاق الكوردي الكوردي؟ ولماذا؟
4-    ما الرسائل الموجهة من قبل مطلقي الصواريخ على هولير؟
5-    هل هناك ترابط بين ما يجري في إقليم كوردستان وغرب كوردستان؟


نجاح الحوار الكوردي عامل أمان واستقرار


تحدث عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، حسن رمزي، بالقول: «منذ انتقال الأزمة السورية من سلمية إلى مسلحة وظهور منظمات راديكالية ومجاميع مسلحة، أخذت الأزمة في سوريا منحى آخر، لم يعد الملف السوري في يد السوريين بل أصبح يتقاذف وفق المصالح الدولية والإقليمية في البازار الاقتصادي والسياسي وبالأخص بين المصالح الأمريكية والروسية. قرار المجتمع الدولي 2254 من جهة ومحور سوتشي- استانا من جهة اخرى، والملف الكوردي أو القضية الكوردية ليس بمعزل عن الوضع العام في سوريا بل مرتبط ارتباطا عضويا وجيوسياسيا وإقتصاديا بالواقع السوري، وماآل إليه هو جمود الحوار في الحل السياسي تحت قبة الأمم المتحدة نتيجة تعنت النظام. وإنهيار البنية التحتية والعقوبات الإقتصادية كلها تغطي بظلالها على كوردستان سوريا وتنعكس سلبا عليها ما يخلق حالة عدم الاستقرار سياسيا وإقتصاديا وأمنيا والتردي في الوضع المعيشي.
العامل الذاتي وتوحيد الموقف في الخطاب السياسي الكوردي في ظل هذه المعمعة هو الأهم استرتيجيا في سبيل تحقيق طموحات وآمال الشعب الكوردي في سوريا، لذلك نحن في المجلس الوطني الكوردي آمنّا بهذا النهج قوميا ووطنيا ودخلنا في الحوار تحت إشراف ورعاية أمريكية مع الطرف الآخر (أحزاب الوحدة الوطنية) وأحرزنا شوطا كبيرا وتوصلنا إلى تفاهمات ملزمة في الرؤية السياسية والمرجعية الكوردية. لكن وللأسف بعد الوصول إلى المستحقات المرتبطة بمصير شعبنا الكوردي يتهرب الطرف الآخر من الحوار والدخول في مهاترات وتصريحات وممارسات مسيئة وغير مسؤولة فأصبح معروفا لدى أبناء شعبنا من يعرقل إدامة الحوار من خلال ممارسة مسؤولي وعناصر pyd على الارض. علما ان الحوار الكوردي خلق عاملا مستقرا وراحة نفسية في الشارع الكوردي».
 يتابع رمزي: «بعد تولي الرئيس الأمريكي السيد جو بايدن وطاقمه مقاليد الحكم وإعطاء الأولوية بالوضع الداخلي حوالي مئة يوم من بعد توليه وعدم الوضوح في برنامجه السياسي تجاه ملفات الشرق الأوسط ومنها الوضع العراقي المتدهور اقتصاديا وأمنيا وسياسيا والمسائل والمشاكل العالقة بين المركز وإقليم كوردستان، تستغل بعض الدول الإقليمية هذا الوضع من خلال أذرعها للضغط على الإقليم وعلى قراره السياسي المستقل والحياة الآمنة والديمقراطية الفتية والتقدم والتطور العمراني الملحوظ والتي أصبحت محطة أنظار العالم وعامل الاستقرار والتعايش السلمي وملجأ لكافة المكونات العرقية والدينية من بطش الإرهاب والاستبداد في المنطقة والذي لا يروق لبعض هذه الدول. وما إطلاق الصواريخ من قبل مجاميع ولائية وخارجة عن القانون إلا خير دليل على ذلك لتقويض تطلعات شعب الإقليم في الحرية والازدهار. الهجمات التركية تأتي في نفس السياق للضغط على إقليم كوردستان ولا مبرر لها، الحجة وجود معاقل pkk داخل الإقليم، والقضية الكوردية في تركيا لا تحل بالنزاع المسلح كما أثبتتها التجارب التاريخية إنما بحاحة الى الحل السياسي السلمي وفق العهود والمواثيق الدولية عن طريق الحوار بين الحركة الكورية في كوردستان تركيا والدولة التركية. وعلى pkk عدم إعطاء الذريعة والحجة للقوات التركية للهجوم على الإقليم والخروج منه والانتقال إلى ساحته الحقيقية في كوردستان الشمالية واحترام قوانين ونظام الإقليم والحفاظ على مكتسبات الشعب الكوردي وتطلعاته».
يضيف رمزي: «ما يجري في كوردستان بإقليميه الجنوبي والغربي هو عدم السماح لتوحيد الصف الكوردي وخطابه السياسي خدمة لمصالح وأجندات الدول الغاضبة لكوردستان، وأيضا لتقويض المشروع القومي والوطني الاسترتيجي والتطلعات العادلة للشعب الكوردي في الحرية والازدهار». 
يشير رمزي: «إلى أن الدور الأمريكي مهم في الأزمة السورية للقضاء على الإرهاب وتحجيم الوجود الإيراني والإهتمام بالحوار الكوردي الكوردي، وهذا ما أكده السفير الأمريكي لشمال شرق سوريا أثناء لقاءه مع المجلس الوطني الكوردي وإهتمام أمريكي بالحوار الكوردي على أعلى المستويات كجهة راعية ومشرفة على سير عملية الحوار للوصول إلى إتفاق نهائي سياسيا وإداريا وعسكريا. لتحقيق السلم الأهلى بين المكونات المتعايشة في المنطقة».
يؤكد رمزي: «الوضع المعيشي في كوردستان سوريا مرتبط إرتباطا وثيقا بالشريان الاقتصادي في سوريا، وخروج الليرة السورية من سيطرة البنك المركزي أدى إلى تراجع قيمتها أمام الدولار مما أدى إلى الوضع إقتصادي المزري في المنطقة، وفي هذه الحالة إنجاح الحوارات تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية يشكل عامل أمان واستقرار ويشجع أبناء شعبنا الذين أصبحوا لاجئين العودة إلى مناطقهم والعمل في البنية التحتية وتحسين مستوى معيشتهم».
يختم رمزي: «بدون شك الدول المقتسمة لكوردستان بينها خلافات تاريخية ومصالح اقتصادية وسياسية مختلفة ومنتافضة إلا أنها تتفق حول القضية الكوردية والقضاء على آمال وطموحات الشعب الكوردي، لذلك ترى أن قيام كيان أو تحقيق مطالب ومكتسبات قومية في أي جزء من أجزاء كوردستان ينعكس على وضعها الداخلي وعامل و تهديد لأمنها  القومي، وتحاول جاهدة وبشتى السبل منع الشعب الكوردي من تحقيق حقوقه العادلة والعيش بأمان».


نجاح الحوار الكوردي يعني تقوية الموقف الكوردي
تحدث المحامي والقانوني، لزكين هدال خلف، بالقول: «تشكل المنطقة الكوردية بشكل عام وجنوب كوردستان وغربها بشكل خاص محور الاهتمام من قبل المتربصين به والطامعين في تنفيذ اجنداتهم من خلالها من القوى الإقليمية والدولية منذ حقبة من الزمن بل على مدار التاريخ بشكل أدق، وهم في هذا الخصوص يسعون الى تسخير كافة الوسائل والأدوات والآليات الداخلية والخارجية لتحقيق مطامعهم الشريرة غير آبهين بما تتضمنه العهود والمواثيق الدولية من حقوق قومية مشروعة للشعب الكوردي وحقه في تقرير مصير بنفسه أسوة ببقية الشعوب المظلومة تاريخيا الطامحة للتحرر من نيل الظلم والاستغلال في الوقت الذي نجد فيه تلك القوى تتشدق بمبادىء الحرية والعدالة والمساواة في دساتيرها وقوانينها لتغدو بذلك ستارا مخمليا تخفي وراءه تلك الدول نواياها الخبيثة تجاه الشعب الكوردي، ولا يخفى من الأمر شيئا أن ما يتبين من محاولات مستمرة عقيمة لإثارة الفوضى في جنوب كوردستان الذي يتوافر فيه مقومات الدولة بإمتياز، ويتمتع سكانه بالأمن والأمان نتيجة لتضحيات كوردية عظيمة قدمت على مر التاريخ ولاسيما من سلالة العائلة البارزانية العريقة في التضحية والمحافظة على الهوية الكوردية، إنما تجعل ركيزة تلك المحاولات صابة  في خانة تلك الرغبات والاستراتيجيات السرطانية  لدول عدائية واستعمارية مثل إيران وتركيا في تدمير الطموحات الحق ولكل ما هو جميل كورديا، وإن ما رأيناه منذ أيام قليلة من إستهداف لمناطق مدنية في اقليم كوردستان والتي كان ضحيتها إصابات جسدية وخسائر مادية للممتلكات عائدة لسكان مدنيين عزل إنما نفذت من خلال مخططات رسمت معالمها وخطوطها وألوانها في الدوائر الأمنية الإيرانية لتنفذ بوسائل عراقية خائنة للدولة العراقية في المقام الأول وجر الإقليم إلى صراع وحالة من اللا إستقرار ونشر للفوضى وإنهاء لما تم إشادته من بنية حضارية على مختلف الأصعدة منذ سنوات عديدة ليعود الإقليم الى نقطة الصفر». 
أما فيما يتعلق بالجانب الغربي من كوردستان، يضيف خلف: «ان الأمر بخصوص الترصد له من قبل أطراف إقليمية ودولية لتحقيق أهداف عدائية وغايات دنيئة لا يخرج في هذا الشأن عن إطار ما يحاك لباقي أجزاء كوردستان من قبل تلك الأطراف نفسها وإن كانت بإستراتيجيات ومخططات مختلفة، حيث إن احتلال الدولة التركية لأجزاء من الأراضي الكوردستانية في غرب كوردستان ومحاولة تعريبها وتتريكها وانشاء المستعمرات العربية فيها وتغيير ديموغرافيتها إنما يدخل في طار تلك الأهداف والغايات والمتمثل في إنهاء الوجود الكوردي في تلك المناطق وطمس الهوية الكوردية والحلم الكوردي في العيش بحرية وفقا للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية، ويشاركها في ذلك قوى إقليمية ودولية بشكل مباشر أو غير مباشر إلى درجة سعي تلك القوى الى تجويع الشعب الكوردي في غرب كوردستان من خلال حرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية في الحصول على المساعدات الإنسانية تحت ذرائع واهية حيث أغلقت معابر إنسانية رئيسية في وجه غرب كوردستان كان من الممكن أن تكون مسارا للمنظمات الإنسانية لتقديم العون للشعب الكوردي بشكل مباشر في ظل هذه الظروف المأساوية، وبالتالي لم يبق من منفذ يتنفس فيه من خلاله غرب كورددستان الصعداء إلا الباب الذي كان بمثابة البرد والسلام الواصل بين جنوب كوردستان وغربها حيث كان الجنوب دائما الحض الدافئ لغربه، وبالتالي فإن هذه العوامل كانت لها دورا كبيرا في إفقار الشعب الكوردي ومحاولات إضعاف إرتباطه بأرضه في ظل الأزمة السورية الراهنة لاسيما في خضم إنهيار العملة السورية التي غدت لا حول لها ولا قوة وتعصف بها رياح اللا قيمة شرقا وغربا كما هو حال الشعب السوري بشكل عام».
يتابع خلف: «إن المتتبع لمسار الانتخابات الأمريكية الأخيرة وما سبقها من عرض لكل من المرشحين جون بايدن الرئيس الحالي والرئيس الأمريكي ترامب  الذي غادر السلطة مؤخرا يستنتج إن البرنامج الانتخابي للرئيس الأمريكي الحالي كان يخلو من الإشارة إلى الملف السوري بشكل عام إلا ما ندر وكان خطابه الانتخابي يركز دائما على القضايا الداخلية بوصفها قضايا محورية أثرت بشكل كبير على الداخل الأمريكي، ولاسيما تداعياتها المتمثلة في حصول  الانقسام الأمريكي الأمريكي حول قانونية الانتخابات من عدمها  وإدعاءات ترامب بالتزوير وهجوم المتظاهرين على مبنى الكابيتول للكونغرس الأمريكي وما أعقبه من محاكمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، والتي لا تزال تداعياتها مستمرة وان انتهت بتبرئته، علاوة على أن الرئيس الحالي صرح في أكثر من مؤتمر صحفي، أن مسألة الاتفاق النووي الإيراني والمسألة اليمنية تشكل أولوية كبرى لإدارته، وتكاد تلك المؤتمرات تخلو من أية إشارة الى الملف السوري إلا فيما يخص بملف محاربة داعش كأولوية في سوريا لتكون بديلا عن النفط الذي كان يشكل أولوية لدى الإدارة السابقة، وهذا يقودنا إلى الاعتقاد أن الملف السوري لم يصل بعد في نظر المصالح الأمريكية الى مرحلة النضج السياسي ليرتقي إلى سُلّم الأولويات لديه وإنما يضعه في إطار إدارة الأزمة السورية لا حلّها ومن ضمنه الملف الكوردي ولا أدلَّ على ذلك، هذا التباطؤ الذي يعتري عدم تعيين منسق أو راع للحوارات الكوردية بعد مضي مدة ليست بقليلة سياسيا بالنسبة لدولة عظمى تقود جميع ملفات الصراعات والنزاعات في العالم وفي جميع القارات، ومن هنا فإنه من الطبيعي بمكان أن يخشى الكورد أن يكونوا كبش فداء في نهاية المطاف لمصلحة الأجندات الإقليمية والدولية، وبالتالي عليهم أن يدركوا هذا الأمر جيدا وأن يسعوا إلى تعدديل المعادلة السياسية والمصالحية لمصلحتهم وفقا لمبدأ تبادل المصالح».
يردف خلف: «حقيقة إن تلازم المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية هي من القواعد العامة التي تتحكم في انتعاش أي اقتصاد في أي بلد، وأن حصول أي خلل  في أي مسار سيؤثر بشكل كبير على المسار الآخر، ويشكل المسار الاقتصادي مسارا استراتيجيا ترتبط  به نواح  مجتمعية متعددة لا غنى لأية  بقعة سكنية عنه، وعليه فإن الأزمة السورية فرضت جوا اقتصاديا مأساويا في كل بقعة من الأرض السورية ومن ضمنها غرب كوردستان، حيث أن العملة السورية سلكت مسلك التدهور منذ بداية الأزمة السورية إلى أن بلغت القاع، وقسمت المجتمع إقتصاديا عاموديا إلى حد تجد البعض الكثير الكثير تحت خط الفقر، وغدا شراء السلع الاستهلاكية حلما وتلقي بأعبائها الثقيلة على المستهلكين، وزاد الطين بلّة حينما احتلت أجزاء من غرب كوردستان على يد المحتل التركي، وبالتالي يتطلع الشعب الكوردي إلى مسألة الأمل في  نجاح الحوارات الكوردية سبيلا لتقوية الموقف الكوردي وتشجيعا للاستثمارات الإقتصادية وجاذبا لرؤوس الاموال، ولاسيما من قبل رجال الاعمال الكورد القابعون في الدول الغربية، فتنتعش حينها المنطقة إقتصاديا، وتزداد فرص العمل، وتتحول إلى قبلة لعودة العنصر الشبابي الذين ولا يزالون يبحثون عن مستقبل اقتصادي يحقق لهم أحلامهم وطموحاتهم بعد أن اصبح المجتمع هرما عجوزا، وعليه فإن أي فشل لتلك الحوارات ستنعكس سلبا على الشعب الكوردي وعلى جميع الأصعدة، ولاسيما أننا نعيش في منطقة محمومة وعلى صفيح ساخن من المصالح المتناقضة التي لا تعرف لغة  الإنسانية».
يرى خلف: «بأن مطلقي تلك الصواريخ إنما كانوا من فئة ضالة لا يخرج عن كونه داخلا في سياق اللغة الديبلوماسية في منطقة تعج بالتناقضات والمصالح في الوقت الذي كان مطلقوه مدركين لما يفعلونه ويقومون به وفقا لمخطط معين ومرسوم سلفا ويقف وراءه مخططون ومحرضون وفاعلون وشركاء بغية تحقيق نتائج وأهداف بعينها من تنفيذ تلك العملية وعليه يمكن الإشارة إلى عدة رسائل كان الباعث للمحرضين والفاعلين من وراء إطلاقهم  لتلك الصواريخ على مدينة المحبة والسلام مدينة هولير:
رسالة إيرانية إلى إقليم كوردستان مفادها بأن توفير الإقليم لأي غطاء لقواعد عسكرية لدول التحالف الدولي فإن الإقليم سيكون في مرمى أهدافها. رسالة إيرانية للحكومة الاتحادية الحالية بأنها أي الدولة الإيرانية هي المسيطرة والمتحكمة وصاحبة الكلمة والموقف فيما يتعلق بسيادة الدولة العراقية وان دور الحكومة شكلي وان الحكومة الإيرانية العميقة في العراق هي صاحبة اليد الطولى في القرار العراقي.
رسالة إيرانية لدول التحالف الدولي بأنهم مستهدفون في أي بقعة من الدولة العراقية وأنهم قادرون على استهدافهم سواء أكان تواجدهم في إقليم كوردستان أو في مناطق أخرى من الدولة العراقية.
رسالة إيرانية للدولة الأمريكية للضغط عليها لتقوم برفع العقوبات عنها وعودتها إلى الإتفاق النووي الإيراني ولتصل الى قناعة مفادها أنه لا يمكنها أن تقوم بلي الذراع الإيرانية وأن العقوبات على الدولة الإيرانية لم تأتي بأية نتيجة وأنها أصبحت أقوى مما مضى والدليل على ذلك انه لا تزال الأذرع الإيرانية وميليشياتها في المنطقة قوية وتستطيع أن تفعل مايحلو لها دون رادع».
يتابع خلف: «ليس خافيا على أحد ووفقا لما تم ذكره أعلاه أن سياسات القوى الإقليمية والدولية تجاه الأجزاء الأربعة من كوردستان هي واحدة وإن اختلفت الوسائل والسبل وفقا لخصوصية كل جزء منها وبالتالي يتعين على جنوب كوردستان وغربها العمل على تفعيل آلية سياسية لبحث مجمل المخاطر المحيطة بهما والعمل على تذليلها وإيجاد الحلول المناسبة لها ضمن سياقات التحالفات الدولية والإقليمية فيما يخدم القضية الكوردية».

الخطاب الكوردي الموحد طريق إلى حل القضية الكوردية في سوريا

تحدث الناشط السياسي، محمود مصطفى، بالقول: «يعتبر الشرق الاوسط مركزا للصراعات العالمية ومنبعا للحضارات منذ ما يقارب 15 قرنا، فهي حلبة الصراع الأوسع بين الإمبراطوريات العظيمة من الزواية السياسية ومن على المنابر الشرعية الدينية. السياسة بين جميع دول العالم وفي جميع تداولاتها مرتبطة بالمصالح الاقتصادية، ونستطيع القول: الاقتصاد جواد عربة المصالح المشتركة بين الدول، إلا في الشرق الأوسط فهي مستثناة، لما لها من أبعاد أعمق فالسياسة تتعلق بالمطلق (بالأمن) الإقليمي أولا والأمن العالمي ثانيا. الإمبراطوريات التي تأسست في الشرق كان حاكم العرش دائما مندوب السماء على الأرض والوصي واية لله بين البشر. شرق المتوسط الإسم الذي سيذكر كثيرا في الحاضر والمستقبل، ففيها يمر أهم خطوط الغاز العالمية (المصري، الإسرائيلي، الأردني) وربما يضاف إليها خطوط إنتاج من مناطق قريبة مجاورة. لتتشابك مع خطوط الغاز الروسية التركية وتهدد الامن القومي الروسي. والنتيجة الطبيعية لذلك قيام أنقرة بالتوغل في ليبيا من أجل القضاء على النفوذ المصري هناك وتهديد خط الغاز المصري. الوقوف الأمريكي إلى جانب إسرائيل ومصر والأردن، أوقف أحلام الأثنين (أنقرة، موسكو) في الأراضي الليبية. ليتبين بعد ذلك قبح الصفقات التجارية الروسية التركية على الأراضي الأرمنية وما لها من ارتدادات على واقع الحال في سوريا بشكل عام والساحة العسكرية في شرق الفرات والقضية الكُردية بشكل خاص (طبعا من المنظور الكُردي)».
يتابع مصطفى: «قبل الخوض في أي حديث عن سوريا أو الولوج إلى ملفات متعلقة بقضية الشعب الكُردي، لابد لنا من وضع الخرائط والمجسمات، والتحليق لمسافة 20 دولة في شرق كوردستان، و20 أخرى في غربها وفي الشمال والجنوب، لنكتشف حجم المؤامرات التي تحاك وحيكت بين أنقرة وطهران مع حلفائهم الإقليميين والدوليين ليس ضد القضية الكُردية، بل ضد وجود الشعب الكُردي على أرضه، وكان من ثمار هذه التوافقات لقاء لوزان في العام 2016 بين أردوغان والروحاني لتكون الخسارة في عفرين وكركوك مؤلمة جدا، التحالفات تغييرت في سوريا (جانب فرط بالمعارضة من أجل القضاء على الخيمة الكُردية، وجانب فاز بنفط كركوك)، ولتلتقي أيضا هذه المصالحات بين المعسكرين (السني، والشيعي) مع مصالح القيصر الروسي، الدب الممول إقتصاديا من الصين في وجه مصالح واشنطن التي أصبحت محاصرة في شرق الفرات والعراق، ولولا عظمة هذه الإمبراطورية لأبيد جيشها خلال أربعة أيام من قبل أذرع المخابرات العسكرية الإقليمية، الممولة إقتصاديا من بكين. 
يضيف مصطفى: «هنالك في اليمن كما في المدن السورية (دمشق، درعا، حمص، حماه، حلب، وأطراف إدلب) تنسيق كامل وتام بين تركيا السنية وإيران الشيعية ضد المملكة العربية السعودية السنية، من أجل إسقاطها عسكريا وسياسيا في صعدة وصنعاء، صحيح أن الأهداف ليست واحدة لكنها متشابهة، فطهران تريد اليمن الشمالي تحت حكم الحوثيين (الطائفة واحدة)، أما تركيا فتقوم بدعم جماعة الحوثي الشيعية عن طريق سفارتها حديثة العهد في أريتريا للضغط على المملكة السعودية ومصر والإمارات من أجل ايقاف الدعم المقدم من الثلاثة لقوات سوريا الديمقراطية في شرق الفرات. أهداف المعارضة السورية المتمثلة بائتلاف قوى الثورة تغيرت بعد تسليم مدينة حلب من إسقاط النظام الحاكم في دمشق، إلى تطهير المدن الكُردية المحاذية لحدود تركيا من الكُرد استجابة للأمن القومي التركي، في أسوء صورة يمكن للعقل الثوري الحر تخيله. ما يرتكب من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حق الشعب الكُردي في المدن المحتلة، لن تمر مرور الكرام ان توحد الخطاب الكُردي في وجه الإرهاب والارهابيين. الخطاب الكُردي وتوحيد الأهداف بين ضفتي النهر الكُردي يعتبر اجتياز ثلثي الطريق لحل القضية الكُردية في سوريا، وستكون البداية المشرقة لحل الصراع الدموي في سوريا الذي استمر ل 10 سنوات».

يؤكد مصطفى: «التقارب بين المجلس الوطني الكُردي والإدارة الذاتية، انتهاءٌ للأحلام السياسية التركية والإيرانية في شرق الفرات أو ما تبقى من شرق الفرات، كل ما  يستطيعان فعله بعد ذلك أمام الإرادة الكُردية الموحدة هو التنافس على الاقتصاد في مناطق الإدارة تحت الحماية الأمريكية.
توحيد الأهداف الكُردية في سوريا يعني النهوض بالكُرد، وتغيير الدستور الذي هو المطلب وجوهر النضال الذي سعى اليه الشعب الكُردي، والهدف الأسمى لتتويج تضحيات هذا الشعب، لكنه يصطدم بالمصالح الشخصية لبعض الواجهات السياسية على أرصفة المدن الكُردية المرخصة باستثناءات من الفروع الأمنية للأنظمة الإقليمية. مصالح باتت مكشوفة وواضحة في الجانبين لأناس كل أهدافهم اختصرت في زيادة الأرقام والأصفار للعداد على شاشات الجيوب الإلكترونية. الأهداف الإستراتيجية ليست واحدة عند قيادات الصف الأول. 
يشير مصطفى: « إلى أن الشعب يئن تحت ضربات ضمائر التجار في غلاء الأسعار ببطانة محكمة وسافرة. إلى جانب العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، ليتضح بسطوع أكثر في سعر صرف الليرة أمام عملة العم سام، ولأن المصائب لا تأتي فرادى، اجتمعت كلها دفعة واحدة وأزمة الخبز الذي هو ثمرة حرق مواسم الحنطة في تخطيط رهيب قامت بها دول إقليمية في مواسم الحصاد الماضية. الشعب لم يعد يتحمل سذاجة حكام القضية، صحيح أن جبروت الشعب عظيم، لكن عظمة الألم أصبح أكثر وطأة. من التصاريح التي تستوجب محاكمة الساسة الكُرد، رمي الكرة إلى الملعب الأمريكي، وإتهام الراعي بالتقصير والضغط وكأن هذا العمل (المبادرة) من أجل نصرة الشعب الأمريكي ونيل حقوقه. المبادرة لها ان تسمو خلال شهر ان كانت الأهداف واحدة موحدة للأطراف المتحاورة ومقدسة  في أنفس المتحاورين».
يردف مصطفى: «لا أجد أي تقصير في الدور الأمريكي، على العكس فهي تقدم كامل الدعم للطرفين، ولابد للكُرد استغلال خيوط التشابك والترابط الإستراتيجي بين القضية الكُردية والمصالح الدولية، آن لهم التحرر من القيود الإقليمية، التي ان نجحت في السيطرة على القرار الكُردي فلن تقوم للكُرد قائمة بعد مئة عام. الدهور الإقتصادي مسؤولية الجميع (قيادة- ومُهجرين- ميسوري الحال) وهي مسؤولية أخلاقية قبل ان يفرض كواجب قومي ووطني، والحلول تكمن في مساعدة الصامدين في الداخل أمام رعب المشهد وقساوة المخمصة. وباء الكوفيد 19- هبوط أسعار الليرة امام الدولار، حرق المحاصيل الزراعية- عقوبات القيصر- أتاوات الحواجز- جشع التجار- هبوط اسعار النفط، وفساد المنظمات والجمعيات الخيرية ومؤسسات الإدارة الذاتية) اجتمعت في تناغم رهيب ومتسلسل، ليعكس واقع الحال لأغلب المواطنين».
يتطرق مصطفى: «إلى أن التناغم التركي الإيراني له امتدادات تطال كل ما هو كُردي، وأحقاد البعض جعلهم يتفوهون بها دون إحترام الحالة السياسية أو منصب المتكلم حين قال احدهم: لن نسمح بتشكيل مستنفع آخر في شمال سوريا وسندفنهم أحياء. الهدف الأسمى للإثنين (تركيا، إيران) ومن خلال العنصر المرتزق العربي هو القضاء على الكُرد أينما كانوا. ويبرز هذا التجانس الواضح في الأهداف بالضغط على إربيل عاصمة كوردستان التي تلقت  أكثر من 11 صاروخا تحمل رسائل  بعدد الصواريخ التي سقطت بين المدنيين ويتجلى ذلك في الضغط على القيادة السياسية من زوايا عدة ياتي في مقدمتها: ضرب الاقتصاد- دغدغة الردود الأمريكية- متعلقة بالملف النووي الإيراني وآلية التفاوض- حوار المجلس الوطني الكُردي مع الإدارة الذاتية- التنسيق الكامل مع الجهود التركية الداعية لمكافحة الإرهاب وذلك بإستهداف الإتفاق الموقع بين بغداد وإربيل المتعلق بآلية العمل في شنكال (ضد مصالح انقرة_ طهران)».
يختم مصطفى: «من خلال قراءة المشهد العام الكُردي والكُردستاني حتى إن كانت القراءة سطحية، الواضح بسطوع هو التنسيق الأمني بين الدول الإقليمية بتوزيع الأدوار بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق مرتزقة ومأجورين لنسف أي تقارب كُردي كُردي وضرب المصالح الأمريكية وإخراجها من المعادلة. نحن مقبلون على تطورات كبيرة ومتغيرات ذات أبعاد دولية إقليمية جيوبوليتيكية ستطال جميع القطاعات العسكرية على الجغرافية وتحديدا في سوريا، وسيكون شهر أيار نقطة تحول يتمركز حولها مؤسسوا الدستور القادم. فإما دستور جديد وإما تعديل هزيل، لا ينقذنا إلا الوصول بالحوار الى المبتغى، حتى في نجاح الحوار وتوحيد القوى لن ننال إلا اليسر».
الخاتمة:
إن ما يحدث في كوردستان ليس سوى مؤامرات تحيك من قبل الدول الغاصبة ليس لإنهاء القضية الكوردية وأنما للقضاء على وجود الشعب الكوردي، لا بد لنا أن نكون على دراية بكل ما يحدث وأن نعمل على رص الصفوف وتقوية الموقف والخطاب الكوردي في المطالبة بحقوقنا المشروعة في المحافل الدولية.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4
تصويتات: 4


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات