القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: جزءٌ من سيرة حياة بيشمرك الثورات العميد حسين علي رشيد

 
الثلاثاء 18 تشرين الاول 2022


أمـل حسن

عندما نشمُّ رائحةَ جبال كردستان ، نتنفَّسُ بعمق مع نسيم هوائها النقي رائحةَ الحرية و السلام تحتَ ظلّ رايتها الشامخة ، و همَّة أبناء شعبها العظيم و تضحياتهم الجسيمة مثلَ سحر جمال طبيعتها الخلابة التي ترفرفُ فوق السهول والهضاب و الجبال ، و مع نسمات وديانها الجميلة يأخذُنا الخيالُ إلى الماضي ، فإن ذكرى الثورات تُلفِتُ انتباهَنا ، لذلك نريدُ أن نفتحَ صفحات التاريخ ، و نسترجع الماضي من أجل أن نعرف المزيد عن ملاحم البطولية التي قادها ثوار و أبطال تلك الثورات العُظمى ، مثل ثورة أيلول و كولان و انتفاضة الهجرة المليونية عام ١٩٩١م الراسخةُ في تاريخ الشعب الكردي ، و مقاومة قوات البيشمركة الباسلة درع الوطن في ميادين الشرف و الإباء ، و نحصد ثمارَ إنجازات دماء شهدائنا الأبرار مجداً يملأ الأرجاءَ في كلِّ ربوع الوطن ، وما تنعمُ به كردستان من عزة وكرامة . 


لذا أنا سعيدة للغاية و فخورة جداً بأن أحد البيشمركة من أبطال ثورة أيلول و كولان هو ضيفُ قلمي اليومَ ، إنهُ البيشمركُ العميدُ حسين علي رشيد المعروفُ بحسين سوري .

الاسم الثلاثي : حسين علي رشيد ، من مواليد قرية كري ديرا : ١٩٤٧/٧/١م ، التابعة لمنطقة ديريك المالكية ، وبعد ولادته انتقلَ إلى قرية " عرعور " ، و بعدها إلى قرية " قلدومان " ، و أصبحَ مكان إقامته أي مسقط رأسهم حتى هذه اللحظة .

العم حسين: من عشيرة  توري، من فخذٌ عربيان التابعة لقضاء مديات  من عائلة فقه شينو من قرية كرمه رو  Germero في كردستان تركيا ، متزوج  و أب لتسعة أولاد ،ويحمل الجنسية العراقية .

ينحدرُ العميدُ حسين سوري من عائلة وطنية من أسرة مكونة من  ستة أشخاص ، كانَ والدُهُ يعملُ في مجال الزراعة ، وأخاه المدعو "محمود علي رشيد " كانَ مسؤولاً في الحزب الديمقراطي الكردستاني - سوريا في مناطق الكوجرات ، و كان العمُّ حسين يُرافقُ أخاه في ذلك الحين ، و حسب أقواله لنا ، فقد كانَ يمتلكُ الروحَ الوطنيةَ ، و هو في ريعان شبابه ، و ندرك جميعاً أنهُ في تلك الأثناء ، كانَ العملُ الحزبي صعباً للغاية ، و مكمنَ الخطر في سوريا من قِبَلِ النظام البعثي السوري ، و رغم ذلك فقد كانَ العمُّ حسين يقومُ بواجبه تجاه وطنه ، بما يقعُ على عاتقه ، من خلال حراسة الاجتماعات و توزيع المنشورات الحزبية في قرى المنطقة تلبيةً لطلبِ أخيه محمود علي رشيد.

وفي عام ١٩٦١م انضم العم حسين لصفوف ثورة تحرر شعب كردستان  ، مع المناضل "  محمد علي خواجه  المعروف بماموستا "جميل " في العام نفسه التحق إلى سرية  " مجيد ميكائيل بيژياني"
"  و بتاريخ ١-٤-١٩٦٢م انضم إلى قول Qûl الشهيد  "  هاشم عزيز ميروزى ".

 وفي ٢٩ - ٣- ١٩٦٣م تم نقله إلى  هيزا  ( دهوك ) قول Qûl العريف  " سليمان دوسكي زيوي" وبقي هناك  حتى نهاية عام ١٩٦٤م وبعد ذلك تم  نقله إلى هيزا زاخو.

و في عام نفسه ١٩٦٤م ، قدَّمَ البيشمركُ حسين علي رشيد مع تسعة من رفاقه البيشمركة  إجازة إلى غرب كردستان ، لزيارة أهاليهم ، و على الحدود ما بين جُزأي الوطن في قرية ( باني شكفتي ) قضوا ليلتهم في ضيافة أهالي القرية ، الذين استقبلوهم بكلّ ترحيب ، قائلينَ : حللتُم أهلاً و وطنتُم سهلاً ، يا مرحباً بقواتنا البيشمركة ، و في الصباح اتجهوا نحوَ قرية علي كاميش ، و حسب أقواله لنا بأن السيد " كال هسن " قامَ بتقبيل أفواه بنادقهم واحدةً واحدةً ، ثمَّ اتجهوا نحوَ قرية Girga mîro ، وقضوا إجازاتهم في بيت المناضل المرحوم "دهام ميرو "و الجدير بالذكر أن المرحوم " دهام ميرو" كان يدعم البيشمركة والثورة في جنوب كردستان مادياً ومعنوياً هذا ما اشار إليه البيشمرك " حسين رشيد " و بعدَها عادوا إلى جنوب كردستان لمتابعة النضال ، و ما تبقى من مسيرة الواجب الوطني الكردستاني . 

 وفي عام ١٩٦٦م تم  تشكيل قوة  بقيادة الشهيد  "عيسى سوار " وباشراف سه رقول السرية  " يوسف عمر كودا " من بيشمركة شمال  وغرب كردستان لأرسالهم  إلى منطقة (پينچوين) لسد الفراغ العسكري الذي كان قد حصل في تلك المنطقة .

و بقوا هناك لمدة سنة ، وقد واجهوا مع"  فتاح أغا و أحمد جقري  ، وقالا سور) من هيزا خبات  وشاركوا في العديد من المعارك الكبيرة و القوية من(پينچوين
 حتى خلف عربت ) واثنان من قرى ( خرجيان ) وتم تدمير العديد من مقرات مؤيدي الحكومة العراقية على أيدي قوات البيشمركة التابعة لتلك هيز . وتم تطهير وتحرير المنطقة من الأشخاص الذين كانوا يعادون الثورة  وفي ذلك الوقت كان العم حسين برتبة سه ربل Serpel  وفي عام ١٩٦٧م عادوا  إلى زاخو .

وفي ربيع ١٩٦٨م تم نقله لمنطقة ( بالك Balg بأمر من  البطل عيسى سوار من البيشمركة  لأنضمامهم إلى صفوف هيزا( هه لگورد ) قوة عسكرية  تابعة لمقر البارزاني كان يقودها القائد " إدريس البارزاني" وكانت تتالف هيزا هه لگورد )من ثلاث بتليون Btlyun وبقيادة كل من بتليون الأول " سليمان حاجي بدري"  والثاني "عبدالرحيم جسيم" .والثالث عريف "سليمان دوسكي "و في نفس العام ذهبوا إلى دورة ضباط في منطقة ( بالك ) وفي تلك الدورة  استشهد احد من رفاقه البيشمرك باسم ( محمد  علي ) .

 و بعد مرور سبعة اشهر جاء الأصدقاء إلى زاخو   لقضاء إجازتهم ،غير انه بقي مع (٢٥) من بيشمركة بأمر من الشهيد إدريس البارزاني ، و تم نقلهم إلى هيزا ( قه ره داغ ) مع " رشيد سندي " للمشاركة في  المعارك العنيفة في تلك المناطق.

وفي ربيع١٩٦٩م ذهبوا إلى منطقة ( قه سري ) حتى بيان ١١ من أذار بقيوا مع هيزا هه لگورد مع " آمر سري  درويش هركوشى " كمعاون)  حتى عام ١٩٧٤م حيث أستلم منصب ( آمر السرية ) في هيزا (هه لگورد ) حتى ٢١- ٣- ١٩٧٥م إلى أن التجوؤا إلى إيران، وبقيت عوائلهم في زاخو أذ إنه بعد فترة استطاعوا نقل عوائلهم إلى إيران وبعد ذلك  انضم إلى هيزا( آواره) حتى عام ١٩٩١م شاركوا في المعارك العديدة ضمن ثورة ( كولان ) التقدمية.

وفي تاريخ ٥-١١-١٩٩١م مع ابتهاج الانتفاضة الهجرة المليونية المباركة عادوا قوات البيشمركة إلى كردستان واستقر العم حسين في مدينة زاخو  وأدى واجبه بإخلاص وامانة بين صفوف القوات العسكرية  قوات البيشمركة المقدسة .

وفي عام ١٩٩٤م اصبح نائب آمر فوج  مع"  عثمان قاسم " وفي عام ١٩٩٦م اصبح آمر فوج  الخاص في الأسايش العامة في أربيل ( هولير )
وفي عام ٢٠٠٢م ذهب إلى تشكيلات 
سپا ( ١٠ ) كمسؤول عمليات سپا  ( ١٠) فرماندة سپيلك.

وفي عام ٢٠٠٣م  تم  تقليص الفرقة و تحويلها إلى هيز أصبحَ  العم حسين معاون هيزا (٢) الثاني  برتبة مُقدَّم ، و بعدَها تمَّ نقلُهُ إلى هيزا (٤) الرابع في فرماندة برتبة " العقيد "  وفي ٢٠١٦/٦/١٠م ،   مسؤول هيزا  الرابع  في فرماندة سپيلك  وفي عام ٢٠١٨م وبعد سنوات طويلة من النضال والشجاعة اصبح من المتقاعدين برتبة العميد.

وفي عام  ٢٠١٩م أنضم  إلى"  هيزا خبات " في زاخو وحتى الآنَ ما زالَ على رأس عمله بكلّ همَّةٍ و شموخٍ
 و العميد حسين جديرٌ بالاحترام والتقدير في الحزب الديمقراطي الكردستاني سوريا ، و عضو فخري في اللجنة المنطقية لدى حزبنا الموقر .
و الجدير بالذكر أنهُ تمَّ تكريمهُ عدَّة مراتٍ من قِبَلِ الحزب الديمقراطي الكردستاني - العراق ، و أيضاً من قِبَلِ الحزب الديمقراطي الكردستاني - سوريا في المناسبات القومية و الوطنية.

و إيضاً علينا أن نعرف أنَّ العميد " حسين سوري " أصيبَ أربع مراتٍ 
بجروح بليغة وتعرضت حياته للخطر من أجل القضية الكردية والنهج البارزاني الأب :
١- عام ١٩٦٣م ، في جبل متينا  بمنطقة برواري بالا .
٢- عام ١٩٧٤م ، في جبل كيوه ره ش بمنطقة رانيا .
٣- عام ١٩٩٢م ،  في سري ديري  قرية بوصل بمنطقة زاخو .
٤- عام ١٩٩٧م . في كبك  حمد آغا  بمنطقة سپيلك.

و يتابع دربَ نضاله وبسالته الآنَ أبناؤهُ الأبطال ، كلٌّ من البيشمركة : رشيد حسين ، علي حسين ، كاميران حسين ، دلوفان حسين ، بين صفوف قوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان بكل فخر و أعتزاز .

سيرة حياة العميد " حسين سوري "مليئة بالتضحيات الوطنية و المغامرات السياسية والنضال العسكري ، و ليس باستطاعتنا أن نكتب عن كلِّ بطولاته و أحداث حياته النضالية في مقال واحد ؛ لأنها قاموسٌ من البطولة و الكفاح ، و مدرسة من النضال ، و تاريخ من المقاومة ، فقد قضى حياته الثورية في أحضان الجبال بينَ المقاتلينَ و اللاجئينَ ، و مع أبرز الشخصيات العسكرية والسياسية  كالجنرال مصطفى البارزاني و إدريس البارزاني و محمد علي خوجة وسليمان دوسكي ورشيد سندي  ... إلخ .

 لذا ، فمجرَّدُ الحديث معه تبهجُ النفسُ ، و ينسجم المرء معه ، و تأخذُنا الأحاسيسُ و الأفكار إلى زمن الثورات ، و كيف كانَ يقودُها أبطال البيشمركة و ثوار المعارك العنيفة خلفَ قائد الثورات و الجبال الشامخة  الجنرال الملا مصطفى البارزاني و نجله الشهيد الحي إدريس البارزاني .

وأجمل ما قالَ لنا العمُّ حسين في الختام :  أنهُ يحترم و يُقدِّرُ كلَّ مَنْ يسير على هذا الدربَ المُقدَّسَ ، لذا عليه أن يجعلَ الكفاحَ نهجَهُ العريقَ و جهادَهُ الوطني والقومي ، و يمتلك الروحَ الوطنية بكلِّ عزيمة و إيمان ، و يعملَ بكل جهد و اجتهاد بما يقعُ على عاتقه تُجاهَ شعبه و وطنه ، دون تحيُّزٍ ، مثلما أشارَ إليه البارزاني الأب بشعاره المميز : فخرٌ للإنسان أن يكونَ في خدمة شعبه ، و ها نحنُ نجددُ العهدَ والبقاء خلفَ أبنائه و أحفاده الوطنيين والسياسيين ، فخرٌ لنا أن نحملَ بندقية البيشمركة ، و نكملَ الطريق بأقواله وأفعاله وشجاعته ، كما كان ونحافظ على مكتسبات والانجازات الثورات التي حصلت عليها جنوب كردستان بالدماء والدم  لِنصلَ سوياً إلى برِّ الأمان والفلاح . 

 و ختم الحوار بتمنيه أن يوصل نداؤهُ إلى المناضلين الشرفاء و الكتاب الأوفياء و الأقلام الثائرة، و أن لا ننسى الشهداء والمناضلين المجهولين الذين بذلوا أغلى ما لديهم في  سبيل أن نعيش في ظل حياة كريمة بسلام وأمان ، كالشهداء الذين استشهدوا مع البيشمركة "حسين علي رشيد "أثناء القيام بواجبهم ضدَّ مُنتهكي سيادة أراضي كردستان ، فمن غرب كردستان كلٌّ من الشهداء : محمد رشيد  ، بشير جانكير ، عبد الله علي ، سيد أكرم ، محمد علي ، علي إبراهيم ، أمين عبد الله . رحمَ اللّٰهُ أرواحَ جميع شهداء كردستان ، و على رأسهم الروحَ الطاهرة لقائد الثورات المُلا مُصطفى البارزاني والشهيد الحي إدريس البارزاني .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات