القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

اخبار: حبر التواقيع:

 
الأثنين 30 ايار 2022


 هجار بوتاني  

احضتنت قاعة سيوانا كورد في يوم أمس الأحد 29 . 5 . 2022 حفل توقيع مجموعة من الكتب: روائية و شعرية لكل من الروائي لقمان سليمان و الشاعر نصر محمد .
بدأ عريف الحفل علوان شفان بإلقاء الضوء  بشكل موجز على حياة الشاعر نصر محمد و باكورة أعماله الشعرية التي تضمنت في فحواها شوقه إلى مدينته عامودا، عامودا مدينة الثقافة و الفن، المدينة الصناعية والزراعية والتجارية، المدينة التي تتوسم بوسام أدب الشتيمة، المدينة التي تذكرنا دوما ً بمقهى ابن كوي حيث نهفات  إسماعيل و حيدر ، أستاذ برويز و حسيب،  أحمد عثمان ، سمير محمود أبو جازية و تكثر الأسماء .


بعد قراءة هذه المقدمة عن الشاعر و عن مدينة عامودا تحدث الأستاذ إبراهيم اليوسف عن المجموعة الشعرية ( للعشق أحلام مجنحة ) حيث قال في قراءته إن نصوص المجموعة هي أقرب ما تكون  إلى سوناتات تكاد تشكل في التالي نصا واحدا ، نصوص متوائمة غير إنها موزعة على لوحات ، من بينها لوحة تنفرد بالمرأة، بروحها وجمالها وأنوثتها، يشخصها في وجدان شاعري ، ولوحة أخرى تحمل معالم الوطن بكل عظمته ، كل شموخه وإبائه ثم فلاشات حزن و حنين .
وقال اليوسف: يمكن اعتبار المجموعة نوستالجية في المقام ، هي نوستالجيا ذلك الثالوث والوجوه الأثيرة و إن كان المكان هو الفضاء الذي تدور فيه الأفلاك التي تشد الروح لنكتشف أن عامودا هي الحلم، هي سيدة الأمكنة، هي ذات الشاعر . 
ثمة هندسة متقنة يمكن استقراؤها، هندسة تشد القارئ على إتمام  ما تتلو الصفحات من عوالم الفنتازيا و التراجيديا الشعرية تحت ضوء كلمات قصائده. 
الشاعر هجار بوتاني قدم قراءة للكاتب غيفارا فارس معو  رئيس تحرير مجلة هيلما الأدبية كون الأخير لم تسمح له الظروف بالحضور. حيث تحدث في قراءته:
قبل أن أدخل عالم القراءة من بابها الكبير علي أن أتقدم للقارىء بلمحة بسيطة موجزة عن الشاعر نصر محمد وديوانه الشعري للعشق أحلام مجنحة .
الشاعر نصر محمد مواليد مدينة عامودا 1967 عامودا وهل هنالك أحد لايعرف عامودا بلد الثقافة والسياسة والمجانين عامودا المعطاءة بكرم وشهامة أهلها عامودا لا يعيش فيها أحد لا يتحدث السياسة والثقافة والتطور العلمي والمهني .

بدأ نصر كغيره من شباب عامودا كتابة الشعر بعمر الصبا كما الكثير من أقرانه لأنه في الثمانينيات والتسعينيات وماقبلهما لا يمضي شهر إلا وفي مدينة عامودا عشرات من الأمسيات الشعرية إما في المنازل أو في المركز الثقافي أو غيرها من الأماكن ولم أحضر ما بعدهما وأعتقد إنها كانت على التوالي إن لم تكن أكثر . .
قد لم أطول في قراءة النصوص لأنني بكل تواضع قرأتها مرارا حين كانت  مشروع الطباعة لذلك حينما بدأت بقراءتها بعد الطباعة أحسست بتلك الصور واللوحات ترتسم أمامي بقراءتها، استوقفتني المقدمة الباذخة للكاتب والأديب إبراهيم يوسف الذي استطاع بقراءته الولوج إلى أعماق النصوص الشعرية ويرسم معها لوحات أجمل بحرفية القلم فزادها فوق الجمال جمالاً .
نصر محمد الهادىء بطبيعته المحب للاستماع أكثر من الكلام ينتقي كلماته بدراية وتأن كما مياه الينابيع التي تمنحنا مياه عذبة نقية.
 لم أعهده يوما شلالا كما شلالات الشعر التي فرضت نفسها على الساحة الافتراضية، وأشار إلى الذين يمتازون في بعض الأحيان بصخب الأصوات وخرير مزعج يجعل مياهها عكرة لسهولة الصيد .
لماذا للعشق أحلام مجنحة قلة من الناس من يقفون قريبا من واقعهم قريبا من قدراتهم ويقارنون بينها وبين أحلامهم حتى لايحدث هنالك فرق كبير أو خسارة كبيرة في حال فشلهم آمالهم وتحطم أحلامهم او وقوف احد البشر في طريقهم. هؤلاء هم الأجدر بالأحلام كما الأجدر بالحياة وهنا بالضبط تمكن الشاعر من الاختيار المناسب فكان للعشق أحلام مجنحة 
وحين نبدأ مع الشاعر بقصيدته" عائدون" تنتقل الصورة واللوحات الفنية بالذاكرة الى غسان كنفاني وأحلام العودة عائد إلى حيفا،، وقد أوجز الشاعر نصر تلك اللوحات والصور بعودته إلى عامودا 
عائدون إلى عامودا .
نحمل المستقبل 
على أكتافنا
 التي أحناها 
الانتظار 
وتوالى ذلك في نصي انتظار و نوافذ وكأنها سلسلة ذاك النص بوجدانية لاتنتهي، وينتقل بنا ليقدم في النص الذي يليهما مشهدا صادما، ليعرف العالم ما ارتكبته الحروب بحقنا في نصه" عذرا سيدتي "
قسما كنت أجمل 
وكان لي مأوى 
قبل أن تتدخلوا 
وتقتلوا أمي وأبي !! ..
تلك الحروب التي فرقتنا عن الأحبة عن مرابع الصبا عن آبائنا وأمهاتنا، فيمضي الشاعر نصر الى نصر آخر متوالي مرارة الشتاء ويسترسل في سرد معاناة الطبقة الكادحة والفقيرة التي تبحث فقط عن لقمة عيشها وذاتها الضائعة في خضم معارك الاضطهاد والاستغلال 
دروبنا 
موشاة بالحزن 
ثلجية الملامح 
تدفعنا لواد سحيق 
نبحث فيه عن ذواتنا الضائعة !!.
وحين تحدثنا عن عنوان الديوان للعشق أحلام مجنحة، نكون قد دخلنا أيضا في نصوص حبات المطر وبشائر الربيع وحكايا مؤجلة وهذه الأرواح و في وطني وإليك روحي وعلى حافة العمر ومازلت أحلم كل هذه النصوص وغيرها هي نفسها الأحلام المجنحة التي تمدنا دائما بالأمل بحياة جديدة 

مازلت أحلم 
 بعودة قريبة 
ربيعية 
إلى عامودا 
فكما أسلفنا في البداية عامودا  قصة عشق تدغدغ ذواتنا ولا تأبى الرحيل ولا تعترف بالمسافات أبداَ ، العشق هو فرط الحب وشدته واختلاط مشاعر الحب بالانجذاب النفسي والغريزي لمن نحب ونعشق  واختلاط مشاعر الحب وعفافها بمشاعر حب الالتصاق بالمحبوب وعدم مفارقته   إلا أنه لا يطلق إلا على العلاقة بين الرجل والمرأة فهو مشاعر مختلطة بالحب والشغف والرغبة والشوق بالمحبوب.كما يصورها الشاعر نصر في ماء الياسمين وهمسات وشذرات وفي المحطة الأخيرة وللعشق أحلام مجنحة وووو المرأة والحب والعشق تمتد إلى كل النصوص بقوة يظهر حب المرأة بتصرفاتها وطريقة تبسمها وملامستها ونظرتها وعناقها، إذ يُعدّ الحب من أنقى المظاهر العاطفية والروحية فالمرأة عندما تحب الرجل، يشعر الرجل بذلك.
عيناك قصيدتان 
من بلاد الفرس 
من قلاع الروم 
قيثارتان إغريقيتان 
هكذا يتجاوز الحب جميع الحدود الجغرافية والاجتماعية والدينية 
إنك الوهج ليوسف 
وإنك آلهة السماء !!.
وفي أغلب نصوصه يخاطب الشاعر الحبيبة إنها سيدة النساء ويتقن في رسم تلك اللوحات الجميلة التي تشع بالاحاسيس الوجدانية الصادقة 
لنحتسي أنا وأنت 
فنجان قهوة 
بطعم الشغف !!..
ويسترسل في نص آخر حزن العاشقين  ليقول 
يمتلكني الحب 
للمرة الألف 
قبل ملايين الصباحات 
قبل القبلة الأولى 
قبل العناق الأخير 
ويمتد الحب للمرأة والوطن والأم ومرابع الصبا في تلوين الديوان كاملا ولا يقتصر على نص بعينه 
إن الأم الحنونة تعطي بلا حساب حيث إنها تحاول جاهدة أن توفر لأولادها جميع متطلباتهم. 
دون أن تنتظر منهم أي مقابل. كما تجد إنها في كثير من الأوقات يمكن أن تحرم نفسها من أشياء كثيرة، حتى تتمكن من متطلبات أولادها المختلفة. 
فلا يوجد أحن من الأم على أولادها ولا يوجد أحد يخاف على الأولاد بنفس درجة خوف الأم على أولادها. 
والأم الحنونة هي أيضاً الحضن الذي نلجأ له عند مواجهة الكثير من المتاعب المختلفة، حيث إن حضنها راحة لنا وإحساس بالأمان والاحتواء.فيقول الشاعر في نص أمي 
يا من أحن لعطفها 
لدفئها 
لحضنها 
وكلما كبرت 
أعود طفلا 
يحبو بقربها 
استمتعت وأنا أراجع قراءة تلك النصوص بعد فترة طويلة من قراءتها وكما أسلفت سابقا إنها بدأت تغمرني كما مياه الينابيع الهادئة النقية مرحى للشاعر الوجداني نصر محمد على هذا النتاج العميق في محتواه، والسهل في الكلمات والتعابير واللوحات البيانية كما هو معروف أننا نقرأ ونخبر المتلقي بقراءتنا  من خلال الشواهد والصور قد لا ننتقل إلى صخب الشلالات التي يصدرها البعض ولكن نقرؤها كما هي، ببساطتها وبساطتنا دون أن نجامل إلى حد الترف  أو نبخس الى حد الشحيح في قراءتنا 

و في النهاية قرأ الشاعر نصر محمد عددا من قصائده التي بثت الشوق والشجن في النفوس .
بعد استراحة قصيرة استهل الحفل نشاطه بمقدمة عن الروائي لقمان سليمان وأعماله الأدبية ، لقمان الذي اختصر الحديث عن أعماله بأنها نتاجات واقعية ، كانت أحداثها في السنوات و العصور السابقة ، روايات تراجيدية مأساوية ومنها ملاحم كردية وقد نهلت أكثرها من المغنين و الأشخاص الذي عاشوا هذه الأحداث .
بعد الكلمة المختصرة للروائي لقمان سليمان تحدث الاستاذ صديق شرنخي في سرد تفصيلي عن مجمل الروايات التي سطرها الراوي. من رواية المجزرة الضائعة ، شنكال نامه وصولا إلى الكتب المراد تواقيعها في هذا  الحفل وهي على التوالي  :        Feqê Teyran û Tuma 
وهي مجموعة قصص  شعبية من يومياتنا نحن الكورد و عددها خمس عشر ة قصة،  يتلخص  سردها في المواقف والحوادث التي مر بها الشاعر فقه تيران  وما ألمت به الحياة من صعوبات .
أما في  رواية   Vîna Evînê 
يقف الرواي على هضبة عشق لرجل فار من الخدمة العسكرية  ( جتو  ) ودخوله ليلا إلى قرية، و للأقدار إنه يلتجأ إلى بيت  فيه إمرأة وولداها الصغيران.  ومن الوهلة تقع المرأة ( شنكي ) في حب  جتو، و يتفق الاثنان على الفرار سويا، والزواج وتتالى الأحداث . 
في المجموعة القصصية Hejal û Hevind  والبالغ عددها ثمانية عشرة قصة.  يستعيد القاص  لقمان سليمان  ليالي المضافات والسهرات التي يتباهى خلالها الحكواتي بحركات تبث على البطولة والفداء تارة و تارة إلى الخوف من عفريت يسكن الوادي الفلاني، و جنية تظهر لشخص ما ، تلك الحكايات الشعبية التي تناقلها الأجيال  . 
 وتحدث شرنخي معاناة الرواي  في جمع كل أحداثيات الرواية و شخوصها و دقة معالمها . 
في نهاية الحفل كان هناك وقت كاف لأسئلة  الحضور و آرائهم   عن واقع الرواية الكردية  وجاء الرد عليها بكل شفافية و رحابة صدر .






























 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.4
تصويتات: 5


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات