من روبسون الى جارا وفرزات .. همّ ما توهّن.. الى علي فرزات .. واثقون بأن الحبر لن ينضب
التاريخ: الأربعاء 31 اب 2011
الموضوع: اخبار



وليد حاج عبد القادر

لنا قلبك .. لنا ريشتك ، وتلك النظرة وهي تشع أملا ... هي كما هي .. دكتاتوريات عابرة للقارات كما الأزمان ،   وأدواتهم واحدة ما اختلفت ، وإن عممتها الجغرافية بأماكنها المتناثرة .. اجل : هي الديكتاتوريات بديدنها ولكنهم عمرهم ما استطاعوا الحد من تألق رائعين كالنجوم وهي تصعد في دروب السموات صوب عروشها السبعة .. فلتحلقي ايتها الحرية الرائعة انت من كلمة تضرجت في سبيلك ن ولك دماء ودماء .. ايتها الحرية المنشودة ـ انت ـ تزيني عروسا ل ـ مم ـ لابل كوني  ليلى القيساوية أو تنسّبي كما ولمن تريدين .. هي هي .. عينها الحياة المضمخة دماءا تناجي ، وتناجي تارة تصرخ !! وأخرى تغني .. هلاّ دلني احدكم على تلك المعادلة الصعبة ؟ !!


سرّ الوجوم المطبوع بحبر أزلي على وجه الدكتاتور ـ أي دكتاتورـ وبأطقمه القاتلة ، وما يقابله من تلكم البسمات الرائعة المطبوعة على وجوه ضحاياه وهم يغنون .. نعم .. يغنون حتى ومن ـ شدة الألم ـ .. فلتحلّقي ـ انت ـ ايتها الرائعة : ياحرية كانت من دونك دائما آلاما لا تلبث أن ترثها غبطة ، فيليها فرحة !! هلاّ استنطقت ـ من فضلك ايتها الحرية ـ فيكتور جارا ؟ ولكن رجائنا !! تمهلي ، وترفقي بألمه العظيم ، وبالهوينة ـ نرجوك من جديد ـ أيقظيه !! .. لملمت الأصابع المبتورة بعضها وـ اصطبغت ـ احمرارا دمويا جديدا واوتار الغيتار تمطت فأينعت جبارا تحدّى طغيان بينوشيه .. هراوات تحطمت .. عظام أصابع تكسّرت .. اسنان تطايرت كذرات صغيرة في الهواء ... لا .. لا .. تمهل !! ما هكذا يجب ان تظهر اللوحة ؟ .. لا تستخف يا من تدعي ـ الكتابة وانت في محراب هذا الألم العظيم !! ـ .. لما لا تدع ـ شفان ـ ك لشأنه وانت تصغي له ـ لربما ـ للمرة الألف .. دعك منه ـ شفان وأتمم غناءك .. رباه ياالصوت الشجي وانت تصدح .. / أي هفال روبسون دنك بيزي جيهان .. / .. عصارة للظلم كانت كما الإستعباد .. كل نواميس الخسة في لامساواته بين   البشر ... هي الحرية إذن ـ ايضا بديدنها ـ غير المختلف .. / نه ته ني ره شن كتن بن ده ستان ... أم زي سبينه مانه بريشان .. / الصوت يعلو وشفان يصدح في كلية دائرية ومحور الحرية فتتماوج السيمفونية في حلقة ملحمية رائعة وهي تخطو ، فتخطو ، وتصبو وهي تدعو لجمعة ليس أقلها ـ جمعة الصبر والثبات ـ * فأكمل معه غناءك سميح شقير .. ورتّل ملاحمك وتماوج معه ومن جديد ـ شفان برور ـ وانسجا ـ أوبّرالا للحرية كما الحياة ـ فقد اقسم قاشوش وصمم : أن يعانق روبسون وتلكم الصبايا كرديات كنّ ، آشوريات ، سريانيات ، لا إنهن البارعات الشاشانيات وهن يتحلقن ، يتطايرن في أبهى حلقة رقص .. ولكنهن كلهن أقسمن أن تكنّ سوريات جديدات ، ونأبى كما هنّ ، إلا ان تكّن كالدوامة ..لا بل إعصار لا   تخلف سوى تلك البسمة الرائعة، ومن جديد على شفاهك فرزات وهي تختصر الألم .. كما الأمل بالحرية .. وهنا ـ أقسمت انا ومن جديد ـ ان أتجاوز في هذا النص كل قالب فني كم وشكلي وماهو مألوف ـ .. فهل بقي من المألوف غير الصمت كما اللامبالاة الزاحفة ركضا في أزقة سورية الجريحة ؟ هل تركوا لنا فسحة من البسمة سوى ماتوزعه أنت ـ علي فرزات ؟ !! ـ ومن جديد .. كما كل جديد أعود فأردد مدندنا بعد أن تخطيت هاجس الصمت كما التفكير الباطني الذي تحوّل الى همس ، فصراخ ، فهتاف وهدير لن يتوقف ابدا وأعود بك ومعك الى ذلك النعيم .. نعم لقد جرّبوا الرعب والتخويف قبلك مع ذاك ال ـ آلا رشي ـ ولم يمهلوا أو يقصّروا مع مي سكاف ولا حتى الأخوين ملص .. وذاك السنديانة فارس الحلو ... أتدري أو لعلها الأصح أتدرون كم هو رائع في الواقع لاتمثيلا !! ..؟ ولكنها مصيبة الطغاة كانت منذ الأزل فلا نيرون اتعظ من السلف ، ولا من بعده من من اهتدى ، ظنّ بينوشيه كما زبانيته أن حفلة ال ـ دراكولا ـ ولعبة قطع الأصابع كما الكفين وما تلاها من القدمين بأنها لعبة ـ فيكتور جارا ـ وانتهى .. ظن القتلة وهم يقتلعون حنجرة قاشوش وبوحشية ان صوته قد انطفا ، وما دروا أنها انتجت من الحنجرة ملايينا تنشد في الساحات وما خلت الشوارع بالمطلق في ترديد ما هتف ، ورسمت ـ انت ـ فرزات بريشتك للثورة وأهلها كما انت ، وتعالى هدير الكورس كما الكورال يدندن ويدندن والصرخة تحولت الى هتاف ، والهتاف الى اغنية ، لا قلها أغان ، وتناوب الجميع في بناء صرح ـ مارش ـ بحجم المأساة كما الأمل ، فانشدها للمجد يا حيف ـ ك ـ سميح شقير وانت شفان .. رائع كنت منذ انطلاقتك وأبيت أن تكون اللغة هي العائق ، فغنيتها ـ الحرية المضرجة بالدماء ـ كما هي في الواقع ... علي فرزات : .. حطّموا غيتار فيكتور جارا .. كسّروا أصابعه .. ومع كل أصبع تكسّر ، نبتت مكانها إرادة ، ومن جملة ماورد في مقامات وليمة التحطيم ، أن جارا واجه الفاشيست وقال : / لو قطعتم يديّ فسأعزف بقدميّ ، وإن قطعتم قدميّ فسأعزف بأسناني ، وإن حطمتم أسناني سأدندن بصوتي ، فأرادوها ـ هكذا تصور المجرمون ـ صمتا أبديا ، ولكنهم احتوتهم قبورهم كما ـ الصحائف السود ـ  لبينوشيه ورجالاته  القتلة . وبقيت تشيلي بفكتورها ، كما من قبلهم فقد ـ مات نيرون وروما بقيت خالدة ـ
علي فرزات : .. هي سورية كما ريشتك وبسمتك ، دموع الطفولة وهي تبكي ألما .. حزنا .. وبعيون باكية مثقلة  تبحث ـ لربما ـ عن أب أو أخ ، أو عم وخال وقد استشهد ، أو جريح لا يرى حتى مداويا ، أو لربما هو محجوز داخل المعتقل ، أو قد تبحث عن أخت هامت بها الإستبداد في أقصى طغيانه وجبروته فتكفكف ـ أنت ـ دمعها ، وبدورها تصنع لك من دموعها بلسما مطهرا ، كما بسمتها دواءا شافيا ، فتراهما ـ الإثنتين ـ ريشتك وبسمة الطفولة ـ قد تحوّلا ـ وسط آلام سورية وجراحاتها ، وهدير الدبابات المخلفة لشبح موت يبدو أنه لن يتوقف ـ فتغذر الدموع وتتكسّر الأحلام بأجنحتها ، ولكن ـ  عمرها ـ لن تتوقف رحلة البحث عن الحرية .. علي فرزات   .. لقامتك .. كما لريشتك ، وبإصرارك على الإنحياز لشعبك ، تنحني الهامات .. وبأمثالك يسطّر أبجدية النطق بالحرية ومن ثم ... الحياة








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=9841