ولكن توجد عند المواطن الكردي المستقل مخاوف من الأحزاب و التنظيمات الكردية, و غير مطمئن من ناحيتهم, و له تساؤلات كثيرة في هذا الاتجاه, و هذه حقائق وجدت و لمست من خلال الحوارات و المشاورات الجارية حاليا في المجتمع الكردي لتشكيل الهيئات المحلية المستقلة.
و لإنجاح هذا المؤتمر و الخروج بقرارات هامة و لتكون محل ثقة الجميع ,لابد من أمرين:
الأمر الأول : يتعلق بالأحزاب و التنظيمات الكردية التي ستكون أعمدة أساسية للمؤتمر , لأنهم أكثر تنظيما من المستقلين أولا, و لهم تجربة بهذا النوع من العمل ثانيا. و لهذا يتوجب عليهم مسؤوليات أكثر, وقبل كل شيء النية الحسنة , والعمل الجاد و الدؤوب, سواء عن طريق عقد ندوات جماهيرية أو نشر بيانات على الانترنيت , لاغناء الأفكار و إزالة الشكوك عند المواطن الكردي. وعدم التدخل في شؤون الهيئات المستقلة كما حصلت من بعض الأحزاب التي حاولت التأثير على تشكيل بعض الهيئات لتكوين ظل له في المؤتمر ., و إن دل هذا على شيء إنما يدل على عدم حسن النية عندهم و كأنهم يريدون من المؤتمران يكون وسيلة لإنقاذهم من وضعهم المحير الذي هم فيه منذ بدء الاحتجاجات في سوريا حتى الآن و عدم قدرتهم على إعلان موقف واضح و صريح للقيام بخطوات عملية ترضي الشارع الكردي.و لذلك ندين و نستنكر و بشدة تلك التصرفات و نتمنى أن لا تتكرر مرة أخرى.
الأمر الثاني: و يتعلق بالمستقلين من أبناء الشعب الكردي, و هم ليسوا أفضل حالا من التنظيمات الكردية . فلم يحركوا ساكنا حتى الآن, و كأنهم ليسوا من الشعب السوري المنتفض , أو كأنهم متمتعين بجميع حقوقهم , من خلال القراءة الخاطئة للمشهد , و هذه مسؤولية النخبة من الكتاب و المثقفين و المفكرين الكرد لعدم قيامهم بدورهم الريادي المطلوب وواجبهم الوطني.
و لكن في المقابل تجد كل مواطن كردي مؤيد لمشروع المؤتمر الوطني الكردي, ومشجع و بحماس بنفس الوقت, و هذه بادرة خير منه وهو دليل مشروعية المؤتمر, ومؤشر نجاح له.
و هنا يأتي دور الفئة النخبوية من المجتمع الكردي كما ذكرنا سابقا للقيام بمسؤولياتها التاريخية تجاه شعبها,من خلال المشاركة الجادة في الهيئات المحلية المستقلة , و قيادتها و وضع المصلحة العامة فوق المصالح الشخصية الضيقة, لاستغلال هذه الفرصة التاريخية التي لا تعوض لتأسيس مرجعية كردية من خلال المؤتمر المنشود ,للدفاع عن حقوق الشعب الكردي في سوريا و تحقيقها