لماذا تركت حزب عمار بكداش؟
التاريخ: الأثنين 01 اب 2011
الموضوع: اخبار



  حسين خليفة

في بدايات شهر أيار 2011 تركت حزب عمار بكداش المسمى بالحزب الشيوعي السوري وصحيفته المركزية (صوت الشعب) التي كنت عضوا في هيئة تحريرها، وقد حاول عمار ومن معه إعادة سبب تركي لهم إلى مقالة كنت قد كتبتها حول الأحداث المستمرة في سورية ردا على ما كتبه أسامة الماغوط في أكثر من عدد سفّهَ فيها الاحتجاجات الشعبية فأعادة كل ما حصل ويحصل إلى مؤامرة (امبريالية استعمارية مغرضة) متجاهلا أسبابها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي اقرتها السلطة مرارا وعلى لسان اعلى المراجع . .


فادعوا  باني تركت حزبهم وصحيفتهم فقط لأنهم لم ينشروا المقال المذكور الذي تجدونه منشورا في مكان آخر وسأضعه على صفحتي في الفيسبوك. . .ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بطريقة رخيصة وقذرة بإرساله إلى أكثر من جهة رسمية والى مكان عملي لمحاولة التحريض علي من قبل أجهزة الدولة بسبب الأفكار الواردة في المقالة، ووضعوا خطوطا تحت العبارات التي فيها نقد لإجراءات السلطة وسياساتها. . . . .أي أنهم عملوا كمخبرين رخيصين بلا خجل . . .
وسأسرد في عجالة الأسباب التي تراكمت لدي وجعلتني اترك هذا الحزب الذي أصبح ملكا لعائلة دون أي مواربة فانتقلت الأمانة العامة من خالد بكداش الذي تمسك بالمنصب ستة عقود حتى كان يؤتى به في آخر أيامه محمولا إلى اجتماع القيادة الحزبية ليتكفل عزرائيل بإنهاء زعامته التاريخية. . .إلى زوجته وصال. . .التي بقيت على كرسي الأمانة العامة خمسة عشر عاماً حتى بلغت من العمر عتيا وصارت تحتاج إلى من يسندها عند أي حركة تقوم بها وأصبحت عاجزة حتى عن الكلام الواضح. . . فارتأت نقل الزعامة إلى الابن بعد الأب والأم وذلك في المؤتمر الحادي عشر للحزب.
كنت عضوا في الحزب الشيوعي السوري منذ عام 1985 وشهدت انقسام الحزب بين يوسف فيصل ومعه المكتب السياسي للحزب، وخالد بكداش ومعه سبعة أعضاء من اللجنة المركزية ، وحينها اكتشف خالد بكداش ان رفيقه ونائبه يوسف فيصل اشتراكي ديمقراطي بينما هو ومن معه شبوعيون ثوريون؟؟ ولم تمض بضع سنوات حتى تبين لي بوضوح إن الخلاف بين الفصيلين لا يتعدى كونه تمردا قاده نائب خالد بكداش بعد أن ضاق ذرعا بفردية واستبداد الاخير، واعتماده على أزلام وأقارب الدرجة الأولى للسيطرة على قواعد الحزب وتجييرها لمصلحة القائد الأوحد الذي يملك الحقيقة كاملة غير منقوصة ويملك شهادات حسن الشيوعية من الرفيق الأكبر السوفييتي يمنحها لمن يشاء ويمنع عنها من يشاء. . . .ولا يوجد اي خلاف فكري او سياسي بين الحزبين اللذين حملا نفس الاسم حتى عام 2011،فتركت الحزب البكداشي للمرة الأولى عام 1990 احتجاجا على التقديس الذي يمارس لشخص خالد بكداش والموقف المتخاذل للحزب من موضوع الديمقراطية والتحولات الاقتصادية الخطيرة الجارية في سورية. . .. لكني بقيت قريبا للحزب من خلال علاقتي التي بقيت ودية مع معظم الرفاق . . .. حتى وفاة القائد الخالد خالد عام 1995وتولي الرفيقة المعصومة الثانية وصال فرحة رفيقة عمره والأقرب له مقاليد الحكم كما تنص الملكيات الوراثية عادة،  ثم ما تلاها من خروج الدكتور قدري جميل في زفة تاريخية عام 2000 اتهم فيها بأشنع الصفات وأقذرها بعد أن كان الآمر الناهي في الحزب يبعد من يشاء ويرفع من يشاء، وهو الصهر (وان صار سابقا) وسند الظهر والمفكر الماركسي اللينيني الأوحد. . .وفي عام 2001 عدت إلى صفوف الحزب في خطأ لا يمكنني تبريره، إلا أني وبكل صدق أقول عدت لاني وجدت ان العمل المنظم ضمن تنظيم ربما يكون قد تحرر إلى حد ما من سطوة الزعيم ورجالاته. . .قد يسهم في إخراجه من ربقة الفكر الأحادي الأصولي الظلامي المتمحور حول فرد أوحد ابد صمد. . .. وكنت أراسل صحيفة صوت الشعب قبل عودتي إلى الحزب أيضا. . .وبعد عودتي للحزب بفترة قصيرة تم ضمي إلى هيئة تحرير الصحيفة المركزية (صوت الشعب) وهذه الهيئة بحاجة إلى حديث طويل سأورده في سياق هذه المقالة بعد أن أمضيت فيها قرابة العشر سنوات. .
الحزب . . . العائلة. . . الفرد
طوال فترة وجودي في الحزب خضت معارك شرسة ضد تفرد عمار بكل أمور الحزب، ( حيث لم تكن وصال سوى واجهة) بينما كان عمار يقبض على مفاصل عمل الحزب من تنظيم ومالية وإعلام وعلاقات خارجية وداخلية ايضاً . . وبما كان يتيسر لي من معلومات كنت أحاول تعبئة الرفاق باتجاه بناء حزب شيوعي ثوري بمحتوى ديمقراطي وطني خارج سلطة العائلة والشخص. . .وحاربت التوريث علنا وبكل ما أوتيت من قوة. . .ويشهد على ذلك كل من كنت معه في التنظيم من رفاق اكن لهم كل الاحترام والتقدير وثقتي كبيرة بانهم لن يستمروا مع هذه المجموعة الانتهازية . .
وسأركز على موضوع المال والإعلام لاني كنت على احتكاك بالعمل الإعلامي في الحزب، أما الجانب المالي فقد انكشف مع رسائل الرفيق سامر الأيوبي التي كشف فيها جوانب مفزعة من تفرد عمار بأموال الحزب وكأنها من حر ماله. ..
بعد رسائل سامر، التي كشف فيها بالأدلة القاطعة الفساد المالي، أثرت الموضوع بشكل حاد ومباشر في جميع الهيئات ولم احصل على اي إجابة مقنعة حتى في مؤتمر منظمة دمشق الذي فوجئت فيه بان أحدا لم يسأل مجرد سؤال عن الموضوع من بين 55 عضوا منتخبا من منظمة دمشق (وأكثر من 95% من أعضاء منظمة دمشق ليسوا دمشقيين بمن فيهم أنا طبعا) طرحت الموضوع وطالبت ان يكون تنظيم الأمور المالية بشكل مؤسساتي وعلني للهيئات القيادية على الأقل فجوبهت بحملة شرسة من عمار بكداش الذي تناول سامر الأيوبي بأقذع الكلمات رغم أني لم اذكر اسمه في مداخلتي وإنما ذكرت الموضوع المالي والتفرد باستخدام أموال الحزب ووضعها في الحساب الخاص لعمار وهي تبلغ عشرات الملايين من الليرات السورية. . .
وقد كنت شاهدا على طريقة تعاطي عمار مع الشأن المالي في صحيفة صوت الشعب، حيث كان يخصص لكل واحد من أعضاء هيئة التحرير مبلغا يراه هو مناسبا ويزيده أو يحجبه حسب قناعته. . .وكان يخرج النقود من حقيبته اليدوية الصغيرة ويقوم من خلف طاولة التحرير ليتجه الى كل واحد منا ويناوله المبلغ بشكل مخفي أو يدسها في جيبه أحيانا وكأنها رشوة أو منحة. . . دون أن يوقعه على أي وثيقة صرف أو مستند يثبت عملية القبض او صرف اموال الحزب كما لو انه ملك شخصي له. . .
ولا يعرف اي واحد ماذا يقبض الآخر ولا ماذا يسجل عمار في دفتره الصغير الذي يحتفظ به في حقيبة المال إياها. . . وقد أشرت إلى هذه الطريقة المخجلة في التعاطي مع الرفاق المحررين أكثر من مرة، وانه لا يليق هذا الفعل المشين برئيس تحرير الصحيفة المركزية، وعضو المكتب السياسي للحزب، ومسؤول الإعلام والعلاقات الخارجية والمال، وعضو مجلس الشعب، وأمين سر ممثل الحزب في القيادة المركزية في الجبهة الوطنية التقدمية (أمه)، وسفير الحزب إلى معظم المؤتمرات والندوات، ومقرر توزيع المكاسب على الأعضاء في المحافظات من عضو مجلس شعب إلى وزير إلى أعضاء في المكاتب التنفيذية في المحافظات أو المنظمات الشعبية أو النقابات. . .بيده مفاتيح الجنة والنار فكيف لا يتمسح به الانتهازيون والمنافقون؟؟ ولكن بقي الأمر على هذا النحو يخرج مخصصاتنا من حقيبته ويدسها في جيوبنا، حتى جاءت رسائل سامر، وزادت حدة احتجاجي بعد أصبحت لدي الأدلة القاطعة على الفساد المالي لعمار. . . حينذاك كلف ابن خاله بدر (الذي عينه مديرا للتحرير) بطباعة ورقة على الكومبيوتر كل شهر بمثابة إيصال مالي بالمبلغ الذي اقبضه منه، وتوقيعي عليها حتى يسكتني، فيما بقي تعامله مع بقية العاملين في الصحيفة كما هو لأنهم صامتون وراضون بقدرهم. . . .
ومع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سورية بدأت مواقف الحزب تظهر مبتعدة تماما عن أي تحليل منطقي ومنحازة كليا إلى الحل الأمني بتركيزه على (مؤامرة استعمارية) وترك كل العناصر الأخرى المسببة للاحتجاجات وطريقة تعاطي السلطات معها، وكان بذلك يحاول التزلف إلى السلطة فيما هو في الواقع يتكلم مع قواعد الحزب لغة أخرى تتميز بالجملة الثورية والمزايدات على الشيوعيين الاخرين حتى خارج سورية. . .وهذه اللغة تختلف كثيرا عن لغة أسامة الماغوط في الصفحة الأولى من صوت الشعب خلال الأحداث، وهو بهذا يلعب لعبة قذرة: فمن جهة يضع مقالات أسامة في الصفحة الأولى أي أنها موقف رسمي للحزب، ومن جهة أخرى تبقى هي مقالات لعضو لجنة مركزية ولا تمثل وجهة نظر الحزب فيما لو تعرض إلى أي إحراج لاحقا. . .. ويمكن أن يضحي بأسامة ككبش فداء كما ضحى بالكثيرين من قبله. . .
عند هذا الحد رأيت أن عمار قد بلغ به الاستبداد مبلغه، وان عصابة من الانتهازيين والوصوليين تحيط به وتشجعه على الإيغال في تفريغ الحزب من أي مضمون ثوري أو حتى مؤسساتي، وجعله مزرعة له ولعائلته وتكفيهم الفتات التي يرميها لهم. . .فيما يرمى الرفاق الشرفاء والمفكرين او الذين يشم منهم عمار رائحة وعي وتمرد خارج الحزب بشتى الوسائل (آخر مثال كان الدكتور نبيل مرزوق الذي كان عمار يخشى تفوقه عليه في الاقتصاد) فكان قرار ترك حزب العائلة والجريدة طبعا. . .. .
جريدة حائط
والآن نأتي إلى الحديث عن تجربتي المتواضعة في ما يسمى بهيئة تحرير «صوت الشعب»
اسمها هيئة تحرير لكنها لا تمت بأي صلة لهذا المفهوم، مجموعة حزبيين كانت تضم عمار بكداش رئيسا، سامر الأيوبي (قبل تكفيره وإبعاده عن الحزب) سكرتيرا للتحرير، وأعضاء الهيئة وليد معماري، ابراهيم زعير، أسامة الماغوط، فايز البرشة، رشيد موسى، وآخرين. .. إضافة لي طبعا. . . هيئة لا تجتمع إلا مرة كل أسبوعين لتقييم العدد الصادر (الصحيفة نصف شهرية) ثم يجتمع بعض أعضاء الهيئة يوم الإخراج ليقوموا بتدقيق المواد على البروفة (الماكيت).
لم يكن احد من هيئة التحرير يعلم شيئا عما اقر من مواد وما رفض، وما وصل بالبريد وما لم يصل، وما عدل وما لم يعدل، سوى الحاكم بأمره بحكم الجينات الوراثية التي يحملها عن القائد الخالد. . .واقصد عمار بكداش. . . كنا نأتي إلى الإخراج يوم الاثنين كالزوج المخدوع ونفاجأ بمواد غاية في الركاكة والضعف الصحفي والفكري وقد اقرها عمار الذي لا يفهم في الصحافة إلا ما قرأه في البرافدا أيام ما كان يعيش معززا مكرما في الاتحاد السوفيتي الصديق. .  . وكنت احتج غالبا على السوية المتدنية لمواد الجريدة وإخراجها ومستواها بشكل عام دون جدوى. .. حيث تعودوا كلهم على سماع انتقاداتي في اجتماعات التقييم لنعود في العدد القادم وقد تكررت نفس الأخطاء ونفس الأسماء. . .لكن أعضاء الهيئة كانوا يمارسون نفاقا مخجلا في تقييمهم للجريدة بأنها ممتازة وغنية وشاملة وتعكس سياسة الحزب. . . .  حتى تحولت الجريدة فعلا إلى ما يشبه صحيفة حائط يكتب فيها كل من يريد أن يجرب حظه في الكتابة في شتى المجالات. . . .ووصل بها البؤس إلى أن أحدا لا يغامر بقراءتها . ..  حتى الكادر الحزبي بل والقيادات، وقد جربت أن اسأل أكثر من عضو لجنة مركزية عن بعض المواد التي كانت تنشر بعد أسابيع من نشرها فكانوا يتذرعون بأنهم لم يقرؤوا الجريدة بعد وسيعودون إليها لاحقا. . . 
وكنت أعاني الأمرين في تمرير أي مادة تحمل أفقا فكريا مفتوحا أو تناقش هما ثقافيا معرفيا لا يرضى عنه الحاكم بأمره . . . .فلا يجوز الكتابة عن أدونيس مثلا إلا بشتمه، وشخصيات ثقافية وفكرية مثل الطيب تيزيني، احمد برقاوي، صادق جلال العظم، مهدي عامل، بو علي ياسين، حسيب كيالي، . . . . . .  .. الخ، ولكل مثقف وطني حر تهمة جاهزة لدى عمار يشهرها في وجهك عندما تريد الكتابة عنه. . ..وقد كتبت مرة عن رواية «المعلم الاول» لجنكيز ايتماتوف فلعلع غضب عمار مؤكدا انه مرتد وخائن، رغم ان الرواية اقرب الى الدعاية المباشرة للشيوعية، وهي رواية تعبوية بامتياز ولكن بمستوى ادبي محترم. . وقد نشرتها في موقع الحوار المتمدن وهي موجودة على الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=96946
.أما المواضيع السياسية فيحظر ملامستها مطلقا وهو ما حصل معي ثلاث مرات. . .
الأولى عام 2006 عندما كتبت مقالة توثيقية سياسية عن الأكراد المحرومين من الجنسية السورية، ورفضت قطعيا من عمار ونشرتها في موقع الحوار المتمدن أيضاً، ولا تزال على الرابط التالي: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=79206 علما أن عمار كان يستخدم قضية الأجانب مادة للمتاجرة فقط في اللقاءات مع من تبقى من أكراد في الحزب أو في المؤتمرات العامة كرفع عتب ولا يثيرها بشكل حملة سياسية إعلامية تشكل أداة ضغط لحلها الذي جاء أخيراً بفضل الانتفاضة الشعبية في سورية. . . وكان من أولى انجازاتها.
الثانية كانت عام 2007 عندما كتبت مادة عن لواء اسكندرون وقيام بعض الأوساط الرسمية، ولو على استحياء وبصمت، بإزالة اللواء من الخريطة عندما كانت العلاقة السورية التركية تمر بشهر عسلها القصير. . .ولم يوافق عليها عمار خوفا من إغضاب السلطات. .  وها هو يتشدق الآن بقضية اللواء بعدما وقع النظام السوري في صدام مع تركيا أردوغان نتيجة موقف الأخيرة من أحداث سورية.وهي موجودة أيضاً في نفس الموقع (الحوار المتمدن) على هذا الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=117253 
في 13/5/2011 قمت بإرسال مقالتي التي أرد فيها على أفكار أسامة الماغوط حول الانتفاضة السورية عبر الايميل إلى الصحيفة، وتأكدت من وصولها من خلال بدر فرحة الكردي (ابن خال عمار) الذي عين مديراً لتحرير الصحيفة، مع أن كل أعضاء هيئة التحرير يتفوقون عليه خبرة وممارسة ودراية بالصحافة، بل انه لا يعرف كتابة مقالة واحدة سوى ما يترجمه بواسطة مترجم غوغل من مواقع شيوعية عالمية حول الأزمة العامة للرأسمالية والصراع الطبقي حول العالم. . ..  .الخ.
وقررت أن تكون هذه آخر مقالة لي في صحيفة آل بكداش إذا لم يوافق عمار على نشرها، وعندما ذهبت كالعادة يوم الاثنين 16/5/2011 لحضور الإخراج وجدت أن المقالة لا اثر لها في البروفة ولا في المواد الموافق على نشرها من قبل الباب العالي. . .فقلت لبدر أن يخبر عمار باني لم اعد اعمل لديه. . .وللأسف هذه هي الحقيقة فقد كنا نعمل لديه. . .. وان تستيقظ متأخرا خير من أن تبقى نائما في الوسخ. . .
اضطررت إلى بعض الإطالة، لكن هناك الكثير من الكلام يمكن أن يقال عن هذه العصابة التي تحكمت بالحزب حتى أصبح معرضاً للانقراض الطبيعي نتيجة موت كل الخلايا الحية فيه وبقاء الخلايا الميتة فحسب. وسوف يظهر قريبا كم أن هذه الجثة لا تستحق الرثاء. . .







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=9380