ثقافة الحوار: كرديا ومعارضة
التاريخ: السبت 16 تموز 2011
الموضوع: اخبار



  أمين عثمان

هل وصلت الى برنامج واضح ورؤية مستقبلية للمرحلة المقبلة...؟؟؟
السلطة التي فقدت شرعيتها.. تبحث عن استمراريتها وديمومتها بكافة الوسائل والسبل سواء كان ذلك باستعمال وسائل العنف والإرهاب المادي والفكري أو بالتحايل على التطورات الطارئة على المجتمع
أن هذا الشارع قد وصل الى مرحلة تجاوز فيها كافة القوى التي تزعم أنها موجودة على الأرض .. معارضة وسلطة وأحزابا.. ليبدأ بإنتاج قوى جديدة قادرة على التنسيق بين كافة شرائحه وأطيافه حيث يتيح للفرد حرية التعبير والمشاركة فيصبح اكثر قدرة ومبادرة ويمارس امكانياته ويحقق ذاته ويعمل وفق قدراته ويحتاج الى جهود الاخرين .


وترتكز ثقافة الحوار على قدرة الانسان في التفاعل مع الآخرين لقد حان الوقت للتغيير ولتطوير الاسلوب... تغيير المناهج القديمة بالبحث عن مناهج علمية جديدة تهدف الى صياغة القوانين العامة للسلوك الانساني . والحوار يعني تبادل وجهات النظر والاستماع لوجهة النظر الآخر بكل احترام وتدقيق ، ويقوم مستندا على التعددية ، وأن الحقائق دائما متغيرة تبعا لظروف الزمان والمكان ، وقد شكلت نتيجة الموروث الثقافي تراكماً من التطبع والاصرار على الغاء الاخر واقصاءه ، واللجوء الى استعمال الخطابات البعيدة عن الواقع والمنطق ، وانتهاج سياسة التخوين والتكفير والاتهامات ، ، في سلوك بعيد جداً عن السلوك الديمقراطي والحضاري الانساني ، بعيدا عن لغة الحوار ومبادئ ثقافته . ، أن ظاهرة الغاء ثقافة الحوار ظاهرة سلبية من ظواهر المجتمع و إلغاء الآخر واقصاءه ، واللجوء الى أساليب التهميش ، والغرور  لما لها من تأثير نفسي كبير لدى المجتمع ،
 جميع الكتاب والحقوقيين والاحزاب تؤكد على الالتزام بالحوار والرأي والرأي الآخر واحترام الفكر ، جميعها تكتب نصوصا بحاجة الى ترجمة عملية ، تعكس الأيمان الحقيقي بالالتزام بثقافة الحوار وأحترام الرأي الآخر ، و نبدأ الخطوات الأولى للالتزام بها لتطبيقها ، فالنصوص دون تطبيق ، لاقيمة لها دون أثر ملموس ، ودون ايمان حقيقي بالالتزام بها لممارستها ،. على الجميع الالتزام بها سلوكا وممارسة ، وحين تحل القيم الجديدة في ثقافة الحوار ، لأن الغاء الآخر والعمل على اقصاءه سيكون حينها ضربا من ضروب انتهاك حق الإنسان في الفكر والعقيدة والاختلاف ، والغاء لحقوقه المنصوص عليها دستوريا التي يكفل حمايتها القانون . وكما أن لمنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والأحزاب السياسية دورا فاعلاً وأكيداً في الجانب التنويري . كما أن للجميع دوراً مهماً في ترسيخ قواعد تلك الثقافة من خلال القوانين التي تكفل السلوك العملي لهذه الثقافة ،
أدى اشتداد وطأة الظلم والاضطهاد الى البحث عن الحرية و التغيير..وصولا الى الثورة . لقد انتجت ثورة المجتمع قيما جديدة وسلوكيات راقية ..كانت تعبيرا عن حاجاتها .. لتصل الى مستويات إنسانية..هذه القيم التي أفرزها واقعه تجسدت في احترام الانسان وحريته عبر قوانين الحرية وماتزال تفرز المزيد . لقد تمكن الانسان في هذه الثورة من تحديد أنماط سلوكه وحياته عبر علاقته بالمحيط وبشكل واقعي ملموس مشكلاً ثقافة بدأت في احترامه لنفسه ولإنسانيته وصولاً الى احترام الآخر وإنسانيته وهذه الحالة بدورها وسعت من محيط الوعي باستمرار لينتج ثقافة الحوار التي تؤكد على احترام مفاهيم هذا الآخر وثقافته مستندة الى مبدأ الحرية التي من ضمن تفاصيلها حرية الرأي والتعبير . ومن خلال محاولته التعرف على تفكير الآخر المقرون باحترام الحرية الانسانية انتجت هذه الثورة مباديء حق الاختلاف في الرأي واحترام هذا الحق والقوانين التي تحمي حرية الانسان وتؤكد على احترامه ووحدة أطيافه ,اهدافه وتحرم ثقافة التمييز والكراهية والعنصرية والطائفية. وهذه من أهم مظاهر الثورة .

- إن الاطلاع على أسس ثقافة الآخر يوفر لنا البحث في نقاط الالتقاء وتقاطع المفاهيم الايجابية وهذا يبعدنا عن الوقوع في شرك الأحكام المسبقة هذه الثقافة لايمكن أن تتوسع وتنتشر الا في ظل مجتمع يسود فيه القانون الذي يوفر المساواة للجميع ويحمي حقوقه
-  نظرة على حقيقة بعض المثقفين والشخصيات الحقوقية و حزبيين و المعارضة السورية..  وبدلا من أن تعمل لكسب الشارع والتأثير فيه عبر نشر الوعي وضخ مفاهيم وأوليات ثقافة الاختلاف واحترام الرأي لدى كافة الأطياف والشرائح .. والنزول الى الشارع ومخاطبته بلغته .. ونتيجة مواقفها من النظام الشمولي أو الأحادي الجانب الذي ظلمها كما ظلم كل من يعارضه الرأي والموقف .. نرى أنها انزلقت الى التهميش واقصاء والانتقام .. وهكذا تكون قد وقعت في فخ ثقافة الإلغاء من حيث لاتدري وهي تظن أنها تعمل على إنقاذ المجتمع .. هكذا نلاحظ أنها تعمل على استبدال سلطة بسلطة تمارس نفس الأساليب وتبشر بها مسبقا.. الأمر الذي بث حالة من الخوف في الشارع من نتائج هذه الحالة .. لاننكر أن بعض الشخصيات والقوى حاولت جادة لكي تؤكد على أنها تحمل في داخلها ثقافة الاختلاف واحترامه. هذه المعارضات والمثقفين والحقوقيين والحزبيين التي لم تحسن طرح برامج متكاملة ورؤيا مستقبلية لما يجب أن يكون عليه المجتمع وكيف أنها ستؤسس للمرحلة القادمة وكانت رؤاها ضبابية.. عامة .. غير واضحة الأمر الذي استغلتها السلطات لترتد سلبا على هذه الثورة.








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=9162