محافظة الحسكة (بين الوطنية ..والأنتهازية) محمد شبيب , مهيمن عبد الناصر رميض وغيرهم
التاريخ: الجمعة 08 تموز 2011
الموضوع: اخبار



دومام اشتي

تعد محافظة الحكسة من أهم وأغنى محافظات القطر وربما دول الجوار قاطبة أن لم نقل تعد من بين أغنى المناطق في الوطن العربي, ويأتي غنى هذه المحافظة من الخليط الاجتماعي المتنوع من الكورد اللذين يشكلون الغالبية الساحقة من أبناء هذه المحافظة , والعرب  ثم المسيحيين بطوائفهم المتعددة , ناهيك عن الغنى الاقتصادي حي تشكل الجزيرة السورية سلة الغذاء لكافة المحافظات السورية , وهي تعد من أفقر المحافظات السورة في نفس الوقت


ولعلني أجد نفسي مضراً للإشارة إلى تاريخية الوجود الكوردي في محافظة الحسكة تحديداً , فقط انطلاقا من باب التذكير لاغير إن اسم الجزيرة ليس جديد العهد إنما يعود إلى ما قبل الميلاد إذ يذكر المؤرخ اليوناني "زينفون" اسمها في أخبار الرحلة الملحمية لعشرة ألاف إغريقي فروا من سجون الإمبراطورية الفارسية عام /410/ ق.م اثر هزيمة "كورش" عندما دخلوا أراضي كان يطلق عيها اسم "كازرتاي كاردو"أي جزيرة كرد وهي جزيرة ابن عمر الحالية وهي التسمية التي حتى الآن تطلق على الأراضي بين الدجلة والفرات وتعرف في التاريخ لدى الأمم باسم "ميزوبوتاميا"
وسكنتها البشرية منذ عشرة ألاف سنة وشهدت صراعات سياسية ودولية عديدة,فتذكر كتب التاريخ بان السوبارتين أول من مدوا إليها حكمهم وخاصة في "تل حلف" وتلاهم السومريون والأكاديون بقيادة "سركون" الأكادي و الاموريون بقيادة "حمو رابي" والحيثيون أما الميتانيون فكانت عاصمتهم في "آشوكاني" حالياً سري كانيى كما إن الهوريين سبقوهم إلى الجزيرة فكانت عاصمتهم "نسيبين" وقد أقام الهوريون والميتانيون  دولة واحدة أصبحت إمبراطورية دامت حتى الألف الأول قبل الميلاد وانتهت على يد الأشوريين وكان للآراميين أيضاً نصيب في الاستقرار في الجزيرة عند الفرات وإن الإمبراطورية الميدية التي قامت في الألف الأول قبل الميلاد في شمال غربي إيران في "اكباتان" همذان حالياً قد مدت نفوذها إلى الجزيرة السورية وظلت حتى مجيء الفرس على ,وهؤلاء بدورهم دحروا على يد "الاسكندر المقدوني" الذي احتل إيران والعراق وسورية وكردستان كافة في /331/ قبل الميلاد. أسس الرومان تحصيناً في "سري كانيى" على يد الإمبراطور "تيودوسيوس", ثم جاء المسلمون في عهد عمر بن الخطاب وعلى على يد قائده عياض بن غنم /18/هجري , ثم انتقلت السادة على الجزيرة إلى يد الأمويين فالعباسيين فالزنكيين فالايوبين الذين كان لهم مركز ولاية في "آمد"الدولة الدوستكية في ميافارقين ثم المماليك ,ولكن الأثر الكبير في الجزيرة كان في عهد الإمبراطورية العثمانية /1516-1918/ لمدة تزيد على الأربعة قرون , وانتهت على يد التحالف الانكليزي الفرنسي وتمزيقهم للجزيرة في اتفاقية "سايكس-بيكو" بين الدول الثلاث تركيا, سورية, والعراق ممزقين المنطقة جغرافياً حسب مصالحهم السياسية.(*)
المتتبع  لما كتب في هذه المصادر والمراجع ويدرك  حقيقة التواجد التاريخي  ومنذ الماضي السحيق للكورد على هذه المعمورة , فنحن أصحاب هذه الأرض مع شركائنا في المصير ,شركاء في المحنة والسراء والضراء, ومن يزاود علينا ستكون مزبلة التاريخ في انتظاره .
ولنعد ثانية إلى عنوان مقالتنا هذه ...مابين الانتهازية والوطنية .سنجد ثمة فارق كبير وكبير بين المصطلحين سواء  من الجهة النحوية (( ولسنا في صدد هذه النقطة)) أو من جهة الممارسات والتصرفات التي تتم في هذه الفترة العصيبة من تاريخ ومستقبل وطننا العزيز سوريا (( وهنا مربط الفرس))
أن الشباب المتظاهرين حاملين أكفانهم على أياديهم ويسيرون بصدورهم العارية في مواجهة الرصاص المحتمل, يستحقون منا التقدير والاحترام.
هؤلاء الشباب الاكراد اللذين حملوا راية النضال وكانوا  السباقين  بالنزول إلى الشارع موقدين نار النخوة والحرية في صدور البعض من أخوانهم العرب والبعض من الأشوريين ,هم يستحقون التقدير والاحترام.
- محمد شبيب شيخ مشايخ الطي أثبت أن بعض المزاودين والمنافقين لايمثلون سوى أنفسهم وبأنهم مجرد دعايات أمنية ومجرد آلة بأيدي الأمن يحركونهم تبعاً لأهوائهم مقابل حفنة من النقود أو منصب وهمي لا يحرك ساكناً , إن نزول محمد شبيب برفقة بعض من أقاربه وأصدقائه وبعض الأشخاص من عشائر الشمر لهو دليل على النخوة والكرامة التي تجري في عروقهم . لكنها تبقى غير كافية لعدم استمرار يتهم في النزول إلى الشارع ,وأن كنا نقدر لهم الظروف والرعب الأمني الذي يعيشونه , وأن كنا نحن الكورد قد تجاوزنا هذه المرحلة لما عانيناه من عقود وعقود من الهاجس الأمني حتى تكسر حاجز الخوف
- مهيمن رميض ((مالك مقهى باب الحارة )) في شارع الوحدة في قامشلو , يعد أول عسكري من محافظة الحسكة يعلن أنشقاقه وأنضمامه إلى الضباط الأحرار , علانية وعلى شاشات التلفاز .. فاضحاً ما قامت به عناصر الشبيحة والضباط المتواطئون من قتل وسرقة ونهب للأرواح والأرزاق , أن هذا الشاب الحسكاوي , العربي الأصيل, عبر عن صدق مشاعره تجاه وطنه ,وطننا جميعاً, رافضاً لما يلاقيه المدنيين العزل من قتل وتنكيل , والأجمل من كل هذا هو تصريحه على الفضائيات بأن البعض يحاول أن يتحدث باسم العشائر العربية في قامشلو وان هذا الشخص لا يمثل سوى نفسه وبأنه مجرد عميل للسلطة لاغير
- بيان العشائر العربية في محافظة الحسكة مبعث للارتياح والألفة , وان كان البعض لايزال يخشى التراجع عن هذا البيان , لكن مع ذلك يبقى بيان سيحفظ ماء الوجه لكل من يقف وراء هذا البيان
- الفئة المتبقية من العرب البعثيين وأن كان بينهم بعضً من (الشرفاء) إلا أنهم قد وضعوا أنفسهم موضع المنفذ فقط ولايملكون حتى مجرد الرفض أو الاعتراض أو النقاش ,فهؤلاء لن يجدوا سوا تاريخ أسود شاحب في أانتظارهم وضعوا أنفسهم في خان المصفقين للقتل والقصف والتنكيل
- قلة قليلة من الأشوريون , وبخاصة من الحزب الأثورامي, خرجوا عدة مرات في تظاهرات التي جرت في قامشلو ثم انكفؤا عن الخروج  في المظاهرات بعد الاعتقال الذي طال أعضاء الحزب في الفترة الأخيرة , متناسياً أن الاعتقال أمر طبيعي في ظروف كهذه , دون أن تشكل مشاركتهم تأثيرا يذكر , من حيث العدد, وأن كانت مشاركتهم تعتبر أمر فريداً من نفسه وحدث جديد , مع ذلك يبقى أنهم حاولوا المشاركة لكن ربما بسبب الخوف وربما رغبة في تسجيل الحضور لا أكثر , اقتصرت مشاركتهم على محاولات بسيطة , مع ذلك فأنهم مسحوا عن جبينهم عار السكوت عن المجازر المرتكبة بحق أبناء هذا البلد العزيز , ولكن ستبقى المشاركة الخجولة أشارة استفهام كبيرة في تاريخهم ومستقبلهم
- البعض الأخر مِن اللذين يزاودون ليل نهار على الساحة السورية وثورة الكورد في محافظة الحسكة خصوصاً , خاصة بعد المسيرة التأييدية الأخيرة التي جرت في مدينة قامشلو  وتحديداً في حي الوسطى , بحجة مساندة النظام, ترى هل هي مساندة لسفك الدماء , هل هو تأييد للقتل والتنكيل والتهجير , هل هو تأييد لحالة القلق والتهجير المستمر, أن هؤلاء المرابيين سيكون التاريخ لهم بالمرصاد وسيرون المصير الذي سيؤولن إليه
- الحركة الكوردية مطلوبة منها اليوم أكثر من أي وقت مضى التوحد والتوقيع بقلم واحد , كي تضمن استمرارية شرعيتها الوحيدة للشارع الكوردي , بدلاً من التقاذف وتوجيه التهم والسير وراء فقاعات ومصطلحات فضفاضة والركض في دوامة بخارية والتشبث بمصطلحات مثل ((أنهم لا يقدرون متطلبات المرحلة القادمة , ليرد عليهم البعض الأخر أن توجهاتهم لا تنسجم مع تطلعات الشباب الكوردي, وليرد الأخر أنهم لا يقرؤون جيداً مستقبل المرحلة الراهنة......الخ)) من هذه التهافتات و التجاذبات السياسية, بدون أي شك أن الشباب الكوردي يرغبون ويصرون على أن تكون الحركة الكوردية هي الممثل الشرعي الوحيد للشارع الكوردي , لكن آلا يحق لنا الاعتراض والنقد كمرحلة أولى ؟!
(*) المعلومة التاريخية منقولة عن موقع يكيتي ميديا







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=9081