الجالية الكردية في الإمارات تقيم مجلس عزاء وفاتحة على أرواح المناضلين الذين فقدهم الشعب الكردي مؤخراً
التاريخ: الجمعة 24 كانون الأول 2010
الموضوع: اخبار



أقامت الجالية الكردية في دولة الإمارات العربية المتحدة مجلس عزاء وفاتحة على أرواح المناضلين الذين فقدهم الشعب الكردي تباعاً خلال بضعة أيام سوداء ، وذلك في صالة    النادي الثقافي بأمارة الشارقة في يوم الثلاثاء المصادف 21 / 12 / 2010حضر مجلس العزاء جمع من أبناء الجالية الكردية توافدوا من كافة أنحاء إمارات الدولة افتتح مجلس العزاء المحامي صالح أبو بروسك بالكلمة التالية: مساء الخير أيها الحضور الكريم ... بقلوب ملؤها الحزن والأسى تلقينا أنباء رحيل كوكبة  من خيرة أبناء شعبنا ... وباسم الجالية الكردية في دولة الامارات نشكر حضوركم ومشاركتكم لنا بهذا المصاب الجلل ، وخير ما نبدأ به دقيقة صمت على أرواح من رحلوا عنا في الأيام القليلة الماضية ، وهم  : المناضل والسياسي البارز المربي رشيد حمو والعلامة الفقيه ملا عبدالله ملا رشيد ، والمحامي الشاعر ريوي ، والمناضل دارا حرسان .


وبعد ذلك نقرأ الفاتحة على أرواحهم الطاهرة راجين الله عز وجل أن يتغمدهم برحمته ويسكنهم فسيح جنانه ويلهمنا وأهلهم الصبر والسلوان . . . وبعد الوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة شكر الأستاذ أبو بروسك مرة أخرى الإخوة الحضور ، وخص إدارة الجالية الكردية بالشكر الجزيل لتبنيها تنظيم مجالس العزاء تكريماً لكل مناضل شريف تحلى بالقيم الوطنية والنضالية والإنسانية ، ثم قال : والآن سيلقي بعض الإخوة الحضور كلمات بهذه المناسبة وبداية مع كلمة الجالية ويلقيها رئيس الجالية الأستاذ خورشيد شوزي فليتفضل ...
● في كلمات مؤثرة عن المناضل الراحل رشيد حمو ألقاها الأستاذ أبو آلان ارتجالياً
تثمن دور الفقيد ونضاله ضمن الحركة الوطنية الكردية السورية ذاكراً مناقبه الشخصية والقيادية والإنسانية ، ومبيناً فيها دماثة أخلاقه ونظافة يده وقلبه ، وصدقه ووفائه وغير ذلك من الخصال التي اتسم بها الفقيد الراحل ، وكما عرفه وعاشره شخصياً خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي من خلال العمل الحزبي في البارتي . . .
ثم ألقى الأستاذ أبو آلان الكلمة التالية باسم الهيئة الإدارية للجالية الكردية جاء فيها :
باسم الجالية الكردية في الإمارات أرحب بالإخوة والأصدقاء الذين لبوا نداء الواجب  وحضروا مجلسنا هذا الذي أقمناه تكريماً لذكرى مناضلين شرفاء غادرونا في وقت واحد وكأن القدر ترصد بهم وأراد تغييبهم عن هذه الدنيا .. ولا راد لمشيئة الله .
غادرنا رجال كانوا في طليعة من دافعوا عن القيم الوطنية الكردية ضمن الوطن السوري رجال صقلتهم آمال وآلام شعبهم في الكفاح والنضال والتي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم وهم الآن يسلموا الأمانة إلى الجيل الخلف ليكملوا مسيرتهم النضالية في الدفاع عن القيم التي آمنوا بها وناضلوا في سبيل تحقيقها ... رحل عنا قبل فترة قصيرة المناضلان اسماعيل عمر والحاج دهام ميرو والآن التحق بهم أربعة مناضلين آخرين ... وكأن هذا العام هو عام الفواجع وذروة الآلام لشعبنا الكردي ... وبالله نستعين لتخفيف آلام هذا الشعب المظلوم   :
أول الراحلين المناضل الكبير رشيد حمو من مواليد 1925 م بقرية هوبكا ( Hopika ) ناحية راجو التابعة لمنطقة عفرين ... هذا المناضل الذي عرفناه رجلاً نبيلاً دمث الأخلاق واسع الصدر حسن المعشر ... المتحدث اللبق الذي يأسرك بحديثه الهادئ والمقنع ويجذبك للاستماع إليه بحنكته الثقافية والسياسية الواسعة ... فهو السياسي المخضرم ومن السبعة العظام الذين أسسوا حزب البارتي الديمقراطي السوري ... والكاتب البارع الذي ساهم عن طريق كتاباته باللغتين العربية والكردية بإغناء نشرات البارتي الديمقراطي السياسية والثقافية وتثقيف كوادره ... أيها المناضل الكبير عشت مناضلاً ورحلت مناضلاً في سبيل قضية شعبك العادلة والتي آمنت بها وقدمت لها كل الوفاء ... اعتقلت وسجنت مع رفاق دربك لكن هاماتكم لم تنحني بل ازددتم تمسكاً بقضيتكم وعدالتها ... تفرغ فقيدنا للعمل الثقافي في بداية التسعينات  من القرن الماضي ، وكتب العديد من المقالات الثقافية ... ومن أهم أعماله كتاب " حقوق الشعوب والأقليات في الميزان الدولي المعاصر"
= ثاني الراحلين العلامة والفقيه الملا عبدالله ملا رشيد الغرزي مناضل من الرعيل الأول انضم إلى البارتي العام 1959 م واعتقل العام 1961 م لفترة قصيرة ثم رحل إلى كردستان
والتحق بالثورة التي قادها الخالد الملا مصطفى البارزاني وأصبح قاضياً للثورة . . .
الفقيد الراحل الملا عبدالله علامة ، ومرجع ديني ، ومثقف رائد ، وخطيب مفوه في شؤون الدين والدنيا ، ولم يأل جهداً من أجل قضية شعبه ودينه سواءً بالنضال والكفاح العملي أو بالقلم ، فقد ترجم كتاب  ً كليلة ودمنة ً إلى الكردية ، وله ديوان ً ثورات الكرد ً من العام 1770 م إلى وقتنا الحاضر ، وله مساهمات شعرية جميلة وأعمال أدبية ودينية .
ثالث الراحلين المحامي والأديب محمد خلف (ريوي Réwî) تولد 1955 م بقرية Kejé
  التابعة لناحية عامودا ... الفقيد يحمل إجازة الحقوق من جامعة حلب ، ومارس مهنة المحاماة ابتداءً من العام 1996 م ... وهو شخصية وطنية وكاتب وشاعر منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي ، له العديد من المؤلفات والمطبوعات منها : 
   Paytexta derdan العام 1987 م  دراسة لـ سالار وميديا للأديب الكبير الشاعر جكرخوين  تاريخ الأدب الكردي في سوريا ( ج 1 )  اختطاف أوجلان والقانون الدولي   تاريخ الصحافة الكردية 2003 م  .
- رابع الراحلين دارا أوسي حرسان من مواليد عامودا العام 1950 م ... انخرط فقيدنا في النضال ضمن صفوف الحزب الديمقراطي الكردي (اليساري) ... التحق بالثورة في كردستان العام 1970 م ، وبعد الانتكاسة انضم إلى صفوف الإتحاد الوطني الكردستاني  ، ثم التجأ إلى السويد ، وظل وفياً لقضيته ، فكان جسراً وعوناً للكثيرين من أبناء شعبه .
في الختام نرسل من هذا المجلس نداءً حاراً بحرارة ألم الفاجعة في رحيل قادتنا ؛ أن تهتم حركتنا الوطنية بمجموع أحزابها وتحاول قدر مستطاعها أرشفة إرث المناضلين الذين رحلوا عنا الآن وقبل الآن ، والمبادرة في الالتقاء مع الأحياء ـ أطال الله في أعمارهم ـ لتوثيق تجربتهم بغض النظر عن الاتجاه أو الانتماء ....
أجل أيها الراحلون ... مناضلين ابتدأتم ومناضلين رحلتم ... فطوبى لتاريخكم المشرف طوبى لصمودكم وصبركم ونضالكم ... طوبى للأمة التي وأنتم تغمضون عيونكم إلى الأبد  وأنتم تحلمون بمجدها ... طوبى لأجسادكم الطاهرة وهي توارى الثرى ، فأنتم ضيوف الرحمن  ، ومكانكم جنات الخلد بإذن الله    . . . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته  .
نص الكلمة التي ألقاها الكاتب وليد حاج عبد القادر في مجلس العزاء والتي جاء فيها :
الأخوة الحضور .... أسعدتم مساءا .... : قبل كل شيء لابد من كلمة شكر لإدارة الجالية على رعايتها لمراسم عزاء المناضلين من أبناء شعبنا الكردي الذين يودعوننا الواحد تلو الآخر ونحن في غربتنا هذه نتلمس شعاعات تلكم الكواكب والنجوم كذلك الراعي المسكين وهو يقتعد الصخرة فوق قمة الجبل يتأمل بصيص النور الخافت لربما لنار متقدة أو ما شابه أيها الأخوة : ... حتى مساء الأمس كان عزاءنا لمناضلين ثلاث وفوجئنا منتصف الليل الفائت برحيل مناضل آخر وهو المرحوم دارا حرسان ... حقا أن هذا العام عام2010  هو عام الفجيعة والألم أيها الأخوة الأعزاء سواء على الصعيد الشخصي لكثيرين منّا نحن المتواجدين هنا أو على صعيد شعبنا الكردي في سورية .. رجال كبار .. هامات عالية .. قيادات من الرعيل الأول والطراز المتقدم ترجلوا وقد تركوا في القلب غصة مؤلمة .. اسماعيل عمر .. دهام ميرو .. وهاهو الراحل الكبير ومن السبعة المؤسسين وقد ترجّل بعد منافحة ونضال حتى اللحظات الأخيرة من حياته ...
 رشيد حمو : ياالكرداغي النبيل ... قيل أن الزيتون لا يجبل بالماء ولكنها الماء لولاها ما كان الشجر ولا الزيتون ولا حتى عصارتها الزيت .. صفحة مشرقة ملؤها معترك النضال السياسي في سورية بعيد ـ لا بل ـ مع تباشير دخول سايكس بيكو و مفرزات خارطة سورية   ـ المحدثة ـ ولمساتها الأخيرة ... رشيد حمو : بانوراما متكاملة ... رجل .. قامة .. لخّص في سيرة حياته بارمو متر النضال السياسي بإطارها العام في سورية فتتلمّس بمحاذاة اسمه خطوط ومنحنيات تطور الحركة السياسية في سورية وبأدق تفاصيلها وتطورها .. باكورة العمل السياسي المنظم .. تجليات الثورات المتعثرة في أجزاء كردستان وانعكاساتها .. الهاجس الثقافي .. الحزب الشيوعي .. ولكن بالرغم من كل ذلك البريق الثوري والشعارات عن المساواة وحق الشعوب وقضايا الأمم ما أن أحسّ باغترابه عن برامج ذلك الحزب ـ الشيوعي السوري ـ حتى تمرد مع مجموعة من رفاقه .. أجل إنه الهاجس القومي وهاجسه كان هذا الوطن الذي جزّء إلى أربعة أجزاء ، وتشتت شعبه معها لا بل حتى العائلات تفرقت !! .. فيتدرج نشاطه مع مجموعة من الشباب الرواد .. منظمات شبابية  ثقافية ، طلابية ... حراك ثقافي / سياسي نشط وحتمي أن يرافقها سيل الاستجوابات والملاحقات وبالتالي الاعتقالات الوقتية ، ومشاركات انتخابية نشطة للدورات البرلمانية  وبالتالي أصبح الراحل أيضا نقطة ارتكاز ثقافية وسياسية نشطة لثورة كردستان العراق وما تلاها من حراك في كردستان تركيا ... اعتقل وزجّ في السجن فترة طويلة مع مناضلي الحزب الديمقراطي الكردستاني / سورية وعلى رأسهم الراحلين د . نورالدين ظاظا والمرحوم عثمان صبري وقيادات وكوادر أخرى ، وساهم بفاعلية في مجال النشاطات السياسية الكردية .. وحتى لحظاته الأخيرة أبى إلا أن يوشج أطر التلاحم الأزلي بين قامشلو وعفرين . . فتتلقى الأولى قطرات دمه الطاهرة والثانية يسجّى في تربتها جسده الطاهر
  2 ـ  وفجيعتنا الثانية أيها الأخوة هي فقداننا للعلامة المناضل ملا عبد الله .. فمن عمق ظلامات الجهل والأمية التي كانت محدقة بشعبنا ، ومن صميم آلام وأنين جراحاته كان بين الفينة والأخرى يصدف أن يظهر هامة ما .. شخص ما وقد أخذ على عاتقه أن يعمل وقدر طاقته لينير الطريق عساه يخفف من هذه الآلام المتراكمة ... أيها العلامة .. الشيخ الجليل : هكذا فهمنا الدين ... أي دين .. وهكذا أحسسنا من هم ، وكم هم كانوا قانعين ومقنعين .. منارة للمعرفة ... الواقع منه والمستقبل وحتماً الماضي ... ذاك الماضي بتفرعاته وتشعباته القلة منكم ـ رجال الدين ـ التي فرضت فيما فرضت ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ  ولعلها أشد علامات المنكر : النفاق وبالتالي الظلم ... الظلم المحدق بأبناء شعبنا الكردي ... جريح كنت أيها الشيخ الجليل وكالطير ترفرف مغرّداً لأقاليمك الأربعة .. ولكنها الصرخة أيضاً أيها العلامة ذخر من المعلومات كنت .. ولكنها الحقيقة أيضاً مولانا : ما هكذا علمتمونا !! .. ولا لهذا اعتمرتم العمامة وامتشقتم الرايات وهي تصرخ منادية للسلم والمساواة وصعدّتم الجبال محتمين بالكهوف والصخور .. أجل !! .. ما هكذا علمتمونا وما هكذا ينبغي أن ندّعي العلم ونحن فيه عالمون !! .. أنطعن في ذاتنا وانتماءنا ؟ .. فنبستر ونجتزئ تاريخنا ونصبح كذلك الجاهلي وقد ابتلع إلهه التمري بعد أن أشفى غليله فنرمي من هنا ونقطع من هناك ونفصّل عمامة أو جلبابا من ذاك ؟؟ .. أنشكك لا بل وقد نلغي ذواتنا من خلال شطبنا لتاريخنا ؟ ! .. لا .. أيها الراحل .. والله ما هكذا دعوت فينا ولا وجهتنا أبداً ... أيها الراحل : .. لقد كنت معلماً بارزاً في تلك السلسلة المتعاقدة والمتتابعة من رجالات الدنيا والدين .. أئمة كنتم في المساجد .. قادة في المعارك .. مبشرون وعلماء في السجالات .. مدونون رائعون لما اختزنته الذاكرة الشعبية من سير ومصائر عظماء لا بل ومجمل تاريخ هذا الشعب العظيم .. هذا التاريخ الذي يأبى أن يهان حتى ولو على يديّ بعض من أدعياء بنوّتها !!..منكم عرفنا مم وزين وأنتم من صنتم خاتونا زمبيل فروش .. خجي ياسيامند .. زينا ممو .. أيها العلاّمة الراحل : أنحني بخشوع أمام جثمانك الطاهر وتاريخك المشعّ علماً وتجارباً .
 3 -  أترى كم أنت قاس أيها القدر ؟ .. كثيرة هي اللحظات التي تكون فيها صلداً كقساوة الصخرة تحطّم ولا تتحطّم .. همسات رائعة .. كلمات .. جمل كألحان ذاك الجبلي وهو يسرد فيما يسرد مأساة ذاك ـ اللاوك ـ بنايه وهو يسترسل نطقاً بحروف .. بأبجدية مشعة ناطقة ..  رتّبها أيها الشاعر المرتحل أبدا .. ريوي .. أيها الحزين ؛ هاهي الأرض تموج وتموج لتحتضنك وجسدك يسجّى في ترابها بكبرياء ... أيها القدر : أما كان في الإمكان أن تنتظر قليلاً !! ... أقله حتى يكمّل ـ ريوب ـ القصيدة ... لك الخلود خلود كلمات المحبة والحرية والسلام .. وأبداً كما هي دائماً المساواة ...  
4 -  أيها الأخوة : حتى أواخر ليلة أمس كان مجلسنا هذا عزاء لراحلين ثلاث ، ونتفاجأ برحيل المناضل دارا حرسان .. ذلك الفارس الذي امتشق صهوة النضال شاباً يزود عن قضية شعبه في صفوف البيشمركة ... دارا حرسان .. ذلك الجندي المجهول الذي ما بخل في النضال حتى بعد أن خذلتنا ككرد السلاح ، فتوجه الى الكلمة الصادقة ونضالها السياسي ...
دارا  حرسان .. ذاك الاسم الذي هبّ وكان العون للكثيرين ... الراحل دارا :  نعلم كم تعذبت ونعلم كم تألمت ، وندري أيضاً كم صمدت ، ومع هذا فها أنت تغادرنا إلى دنيا الخلود          وقد ـ أقلها ـ تكحلت عيناك برؤية جزء من كردستان يصبو نحو تقرير مصيره .. ونعلم أنها الغصة المؤلمة وقد تراكمت بألم حاد وأنت كنت تتابع شعبك الكردي في سورية وجموع  المعتقلين والمشردين حتى في دورهم ... لك الراحة الأبدية والى جنات الخلد .... أيها الأخوة الحضور .. أشكركم .. وعذرا للإطالة .. والسلام  
وهذه ترجمة للكلمة الإرتجالية التي ألقاها الكاتب سيامند ميرزو باللغة الكردية في مجلس العزاء ، والتي جاء فيها : مساء الخير أيها الحضور الكريم ... شهد عام 2010 رحيل كوكبة من الرجال حيث كان القدر لهم بالمرصاد ، والجدير بالذكر في هذه الفترة من بداية نهاية كل عام أن تلجأ الشعوب إلى التقييم والتقويم ... ولذلك يجدر بنا أن نطلق على سنة 2010 بسنة الرحيل... واعترافاً بأحقية الراحلين بالتكريم - وهم أهل له قبل رحيلهم وبعده - والراحلون مكرمون قبل أن نقوم بتكريمهم ، ولو أن ثمة شيئا فوق التكريم لقدمناها إليهم ، وما أن ننتهي من فجيعة وفاة إلا تليها وفاة أخرى ... وبالتأكيد هناك أسماء رحلت من بيننا ولم يهتم الإعلام برحيلهم وذاك لا ينقص من قيمتهم ... وفي الوقت الذي تم التحضير لمجلس العزاء هذا بالراحلين الثلاثة : المناضل والمربي رشيد حمو والعلامة الفقيه والكاتب ملا عبد الله ملا رشيد والكاتب الشاعر (ريوي) المحامي محمد خلف ... لم يكن في الحسبان أن آل حرسان في عامودا ينعون وفاة فقيدهم الشاب دارا حرسان الذي وافته المنية في السويد   ووفاء من أبناء الجالية الكردية وهيئتها الإدارية ... كان لهم هذا التكريم حفاظاً على إرثهم النضالي والفكري والأدبي ، وذلك من حيث التدوين والتوثيق ، والترديد بأفضالهم في المناسبات العامة والاجتماعية ..... وشكراً لكم مرة أخرى .
نص الكلمة التي ألقاها الأستاذ كمال احمد في مجلس العزاء والتي جاء فيها : إنّ من سنن هذا العالم وهذا الكون التجدد والاستمرارية ، وإذا كان الخلود المطلق لكائننا البشري بعيد المنال ويستحيل إدراكه إلاّ أن الخلود النسبي للإنسان أو ما يسمى بالبقاء المعنوي في نفوس وضمائر الناس بعد رحيله المادي والجسدي أمر ممكن وبمدد ومهل متفاوتة تتناسب بما يتركه هذا الإنسان من أعمال وتضحيات وخدمات ومآثر على مساره النضالي ، وفي سبيل قضايا ومصالح  أناس آمن بهم ، تبدأ بالعائلة الصغيرة لتمتد وتتسع وتهدف المحيط والإقليم ليقارب ويلامس شغاف شعب بكامل أبعاده ، وبهذا المعنى فإن الشخصية الوطنية التي ودعتنا بالأمس القريب الأستاذ المناضل رشيد حمو ، والتي تعتبر من القامات الشامخة التي لم تبخل بجهدها ودمها ودمعها وحتى نبضها الأخير في سبيل قضية آمن بها ، وسخّر عمراً وحياة مترامية لتحقيقها وفق رؤيته ، لذلك يمكن القول أن المآثر والإرث الذي خلفه المرحوم وما زرعه في حقل هذا الشعب هو ما يمنحه خلوداً معنوياً نسبياً بمقياس ما ذكرناه سابقاً ، ولابد من الاشارة الى محطات ومنعطفات في مسيرته ومساره . . لقد أبصر النور في عام 1925 في قرية هوبكا التابعة لناحية راجو – منطقة عفرين وبدأ تعليمه في مدارس راجو واعزاز ثم المدرسة الخسروية في حلب ، تكوّن لديه الشعور المبكر بالحيف الطبقي والقومي الذي يعاني منه الشعب الكردي فنذرنفسه لقضية هذا الشعب ؛ لذلك كان أول ما بدأ به هو التعليم والتنوير فعمل معلماً استطاع بجهده وعزيمته وايمانه بقضيته أن يخلق جيلا من المتعلمين من كافة قرى المنطقة أما على الصعيد السياسي فقد انتسب الى الحزب في الشيوعي أوائل خمسينات القرن الماضي وأصبح من الكوادر المهمة فيه ، ولكن بحلول عام 1956 وعندما طرح على رفاقه ضرورة اصدار منشورات الحزب باللغة الكردية في مناطق سكن الرفاق الأكراد بغية ايصال وافهام سياسات وأدبيات الحزب الى الذين لايجيدون اللغة العربية  وعندما أنكر عليه رفاق الدرب ذلك  فكانت الانعطافة الأولى في مسيرته النضالية حيث عمل بعد ذلك وبالاشتراك مع المؤسسين الآخرين على وضع الأسس واللبنات الأولى لحزب البارتي في سوريا ؛ كما كان له اسهاماته في النضال القومي في أجزاء كردستان المختلفة ، وكان حريصاً في نضاله على نهجه وخطه السلمي بعيداً عن دعوات العنف ، ولم تغريه إغراءات على أنواعها ، ورحل مناضلنا نظيف اليد حاملاً قضية شعبه وهمومه إلى مثواه الأخير،  فإلى الخلود سنديانة في ذاكرة الأجيال .
●  اختتم السيد أبو بروسك المجلس بالقول: أيها الحضور الكريم إن الخسارة لكبيرة و الألم لعميق والفاجعة لشديدة فلهم جنان الخلد و لنا الصبر و السلوان .































































أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=7701