التقرير السياسي الشهري لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا- يكيتي-
التاريخ: الأحد 05 كانون الأول 2010
الموضوع: اخبار



   يبدو أن المسعى التركي في مختلف المجالات يبقى حثيثا و متواصلا يتصف بدبلوماسية نشطة تنبذ الخطاب النافر أو الشعبوي الصاخب , لينصب في آخر المطاف في خدمة سياسة و مصالح إستراتيجية أجندة تركية محورها الاقتصاد و تحقيق المرتبة التاسعة على الصعيد العالمي في المدى المنظور , حيث أنها أي تركيا اليوم تتبوأ المركز السادسة عشر في سلم الدول المتمتعة باقتصاد غني و متطور , فالشركات التركية لا تنتشر في المجالين السوري و العراقي فحسب بل و كذلك في السعودية و مصر و دول الخليج ولبنان و الأردن , ناهيك عن إيران و بلدان شرق أوروبا وآسيا الوسطى و شمال إفريقيا وغيرها , ترافقاً مع جهود و مبادرات سياسية , و لعب أدوار , تارةً مباشرة تظهر على السطح الإعلامي , وأخرى خفية , سواء في الملفين العراقي و اللبناني أو الساحة  الفلسطينية و محور المفاوضات على المسار السوري – الإسرائيلي , و أيضا في الملف النووي الإيراني والأعمال القتالية في أفغانستان إلى جانب قوات الناتو .


 حيث يبقى التموضع التركي مندرجاً في إطار المنظومة الأمنية للغرب و حاضنته الأمريكية , فكانت موافقة تركيا مؤخراً في قمة حلف الناتو على خطة نشر منظومة الدرع الصاروخي على أراضيها , دليلا قوياً ورسالةً واضحة للجميع , مفادها بأن لتركيا المعاصرة هواجسها وتحسباتها الأمنية كما كانت لها تلك الهواجس على مدى عقودِ خلت .

 ما يهمنا في هذا السياق هو أن بلدنا سوريا تجمعها وتركيا حدوداً مباشرة بطول /822/كم و عشرات الاتفاقيات الثنائية , و أنها دولة مؤسسات و انتخاباتِ حرة , و قانون أحزاب وتنوع إعلامي كثيف - رغم كل التحفظات – وإصلاحات دستورية باتجاه تحقيق شروط الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي , ناهيك كونها أغنى بلد في الموارد المائية على صعيد الشرق الأوسط , مما تثير هذه العوامل مجتمعةً حفيظة و قلق إسرائيل المحتلة لأجزاء من الأراضي السورية و الطامعة إلى قضم المزيد من أراضي و حقوق الشعب الفلسطيني .
 إن تصعيد التوتر في العلاقات الدولية و المناخات السياسية في الشرق الأوسط و من بينها تسميم العلاقات اللبنانية السورية و دفع الملف الإيراني النووي باتجاه الحرب و اللعب على الوتر الطائفي وتهديد السلم الأهلي هنا وهناك , لا يتناسب مع المصالح الحيوية لدول و شعوب المنطقة برمتها ومنها الشعب الكردي التواق إلى السلم و الحرية و المساواة , و هنا تجدر الإشارة إلى الدور الايجابي الملحوظ للحضور السياسي الكردي في العراق الذي لطالما كان حريصاً على التآلف الوطني العراقي و نبذ العداوات بسبب الدين أو القومية , و الاحتكام  إلى مبدأ و لغة الحوار , مما يساهم في نزع فتيل التوترات و إدخال الطمأنينة في قلوب و عقول العراقيين .
    أما الريبة و المخاوف التي يشهدها جوارنا اللبناني جراء سيل الخطب و التصريحات المتعلقة بما سيصدره قاضي التحقيق بيلمار من قرارِ ظني يخص جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري و تبعاته , فيبدو أن استمرار التفاهم السوري السعودي يشكل عنصراً ايجابياً يشكل ضمانة لإبعاد شبح اقتتال لبناني داخلي و حربِ أهلية تهدد السلم الاجتماعي و تجلب المآسي .
   على الصعيد الوطني السوري لا تزال حملة السلطات بملاحقة و توقيف الآلاف من الجناة و المطلوبين للقضاء من مهربين و مجرمين و تجار و مروجي المخدرات و مسيئي الآداب العامة ......الخ تحظى بارتياح غالبية المواطنين في مختلف المدن و المحافظات , إلا أن ثمة تحفظات من الأهمية بمكان الوقوف عندها و خصوصاً توخي الحرص على حياة الأبرياء , و وجوب حماية حرمة المنازل و الممتلكات الشخصية , و ضرورة الإحالة إلى القضاء في اقرب وقت ممكن , فهذه أمور تشكل ألف باء كرامة الإنسان و حقوق المواطن التي لطالما نصت عليها كافة الدساتير و الشرائع .
    و تبقى الضرورة الملحة تكمن في وجوب البحث عن أسباب و مصادر الجريمة بأنواعها و مجالاتها و درجاتها , حيث أن اتساع الفقر و حجم البطالة و الفساد الإداري و قمع الرأي الأخر و الاستبداد عموما يبقى يولد الأزمات و ينخر في جسم الدولة و المجتمع .
    و في الشأن الكردي المحلي مؤخراً , شكلت مناسبة إحياء أربعينية رئيس حزبنا الفقيد إسماعيل عمر في قرية قره قوي حدثاً ملفتاً للإهتمام , و مثار حديث و إشادة من لدن الكثيرين ليس من أبناء محافظة الحسكة – الجزيرة – فحسب , بل و من أنحاء البلاد , و ذلك لما شكله الحضور المتميز لقيادات و مسؤولي الأحزاب و التنظيمات العربية و الكردية و الشيوعية و المنظمة الآثورية الديمقراطية والعديد من النخب الثقافية و المجتمعية و الفعاليات الدينية و محبي حقوق الإنسان , وكذلك فحوى الكلمات المعبرة التي ألقيت , و الوجه الحضاري الذي اتسم به الحفل , كما كان عليه الحال حفل الأربعينية التي أقامتها منظمات الحزب في كل من أوروبا و إقليم كردستان العراق و حازتا على ود واحترام الآلاف , حيث بدا جلياً مصداقية سياسة الحزب و توجهاته التي ستبقى مستمرة و متواصلة .
 
4/12/2010  
 اللجنة السياسية
لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا- يكيتي-








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=7637