ـ خوار ... أم ثقافة حوار ؟ .. ـ
التاريخ: الأثنين 18 تشرين الاول 2010
الموضوع: اخبار



وليد حاج عبدالقادر

بداهة قد يبدو العنوان غريبا نوعا ما .. ولعله الأغرب هو ما دون العنوان واستميح القراء عذرا وهذا السرد الذي قد يبدو مملا في حيثياته ولكنها ـ تراجيديا واقعية على أية حال ـ وبالتالي إفرازاتها ومجريات نقاش ـ إذا جاز التعبير ـ أن نسميها بنقاش حاد وليعذرني صديقي الكوجري القدير عمر واقتباس جزء من عنوان مقالته ـ ثقافة حقوق الإنسان ـ ولعله من مسلمات حرية الرأي والتعبير وبالتالي احترام الذات / المتكلمة قبل المتلقي حتى ... هو فن أو ثقافة الإصغاء .. هذه الثقافة التي ـ إن وجدت ـ قد تشكل الأرضية الأساسية لممارسة فعل حرية التعبير .. تلك الحرية المتبادلة إن في شرح الفكرة أو القناعة وطريقة طرحها وبأسلوب تضع المتلقي في إطار تقبل واستساغة الطرح مهما بدا مختلفا ـ الطرح ـ وقناعات المتلقي وبالتالي ووفق هذه المنهجية تتحدد معايير التلقي والنقاش وبمعنى اوضح الحوار والحوار المضاد ...


ولا أدري حقيقة إن كان ـ وعي ـ أو ـ ثقافة ـ شخوص البرج العاجي من القومويين .. ثقافة ـ نبلاء الأمة السائدة وبمنظورها المرضي ـ  قد يرضى ـ أو حتى ـ يتقبل هكذا حوار ... أن ـ البعض ـ من هؤلاء وهو يمارس سطوته !! النقاشية / الإستبدادية فيبدو متقمصا الى حد الثمالة وشخصية أي عنصر أمن سادي وهو يمارس سطوته وساديته في أية غرفة استجواب تتوافر فيها كل شروط وأدوات القهر الإرادي للمتلقي .. والتي ضاهت بكثرتها ـ تلك الغرف ـ عدد المدارس في بقاعنا البائسة !! .. وانت / نحن ..لا حول ولا قوة .. ما علينا سوى الإصغاء وإن بفعل الكرباج ..فهذا لا يهم ؟ ... أما دواعي هذا السرد : فقد جمعتني الصدفة ولبعض من الوقت وثلة ـ لا أجمعكم الله بمثل بعض منهم ؟ ـ فلسطيني .. وسوريان ـ واحد من الساحل ..وأنا الكردي الزاحف من أعماق تاريخ يصّر الآخرون على أن اعتبره منسيا أو مفقودا لأجل غيرمحدد .. وبضعة مصريين ... وبكل صدق .. لقد جعل منا ذلك الفلسطيني نكره حتى ذواتنا المقهورة مليون مرة ..ولست الكردي من ادعى فقط .. بل كل الحاضرين ... نتكلم في الدين : فإذا به ابن حنبل .. لا بل ويزيد .. وليته يفقه بما يفتي .. تتكلم في الماركسية !! .. لعنت نفسي وهجائي لذاك القيادي الكردي ـ احد مروجي نهج الخامس من آب !! ـ فإذا به أوعى من أخينا هذا أقله ـ القيادي الكردي ـ أوجد ما يوصل به ماركس بإنجلس وذاك بلينين .!! .. والديمقراطية !! .. اللعنة على الرئيس الأمريكي ويلسون ..نلسون ..لا يهم بالضبط ما هو اسمه .. فهي ـ الديمقراطية وحقوق الشعوب أو الإنسان ـ بدعة امبريالية بامتياز .. وفولتير .. كافر إبن كافر هذا الملحد على حد تعبيره ... فقط العصا .. العصا .. لمن عصا ولا يهم أيضا إن كانت ـ العصا ـ من علي مخلوف أو المتنبي ..لابل فأهلا بها ـ العصا من جديد ـ حتى وإن كانت مع كافور الأخشيدي ؟ ! ... فلتذهب جميع القيم .. العدالة .. المساواة .. حق البشر ..كلها الى الجحيم .. كل شيء يجب أن يسخّر من أجل القضية المركزية .. وموتوا أيها العرب أو أحييوا كما تشاؤون .. فقضيتنا ستبقى رغم أنف الجميع !! ..وانتم أيها الأكراد .. زبانية رب صهيون انتم .. اللعنة ثم اللعنة .. البرزاني .. صنيعة غولدا مائير .. الطالباني كان جنديا عند موشي دايان ..وهوشيار زيباري مقارع ـ الويسكي ـ مع شمعون بيريز ..وأوجلان انكشفت أوراقه بسرعة فهو ومناحيم بيغن كانا !! .. وإلا ما معنى الضربات الأخيرة خصوصا بعد أن تغيرت مواقف المؤمن المغوار رجب طيب أردوغان ـ حفظه الله ورعاه ـ وسفينته التي كانت قاب قوسين أو أدنى لتحرر ؟ !! .. بيت المقدس وعرين هنية !! .. الله .. ربي .. يا القدس .. يا صلاح الدين .. عار عليكم .. والله معيبة مواقفكم ـ يقصدنا نحن الكرد ـ تدّعون أن صلاح الدين كان كرديا !! ومنذ متى كانت ـ الفتوحات العربية الإسلامية ـ !!.ذات صبغة قومية ؟؟ ..وتسأله بفضول بعد جعجعة وألف مقاطعة واستئذان وماذا تقصد بالفتوحات العربية الإسلامية ؟ والجواب إن أردتموها ببلاهة .. ببلادة أو أية طريقة تشاؤونها فقد كانت ..نعم لقد أجاب وباختصار : إنا أنزلناه قرآنا عربيا ... و ـ كنتم خير أمة أخرجت للناس ..الخ ـ .. وأظنه ـ والكلام مازالت له ـ أن الله سبحانه وتعالى لم يكن يقصدكم انتم الأكراد بهذه الآية الكريمة !! .. واستمر يجأر كالطاغوت وهو يلهو ويتسلى بالعبارات ولأكثر من ساعتين .. أما أن يدعك ان تتكلم ؟ ..أوتكمل شيئا بدأته .. تخاطبه .. لطفا .. إذا سمحت .. دعني أكمل عبارتي ..ومهما تملكتك لغة الأدب فلكل شيء حدود وأولها الصبر الذي افتقدته وهو يعدد انتصارات القائد العروبي الفذ ..وريثة بختنصر وسليل المهلهل والقعقاع ورافع سيف سعد بن ابي وقاص ـ والله هي الأسماء التي رددها هو ـ هو من حمى العروبة وحدودها الشرقية .. تذكره بأن حدودك الشرقية هو احمدي نجاد .. فليكن ..لكل شيء ‘ذا ما تم نقصان ..هلا هلا ـ وباللهجة الحلبية المفخمة ..قلت له وشاعر أيضا انت ؟ ! ومع استمراره في ـ مديح الظل ـ المختفي لم تعد تتمالك  .. فتصرخ بوجهه وقد خرجت فعلا من طورك : .. اسمع ياهذا .. ايها المتاجر حتى بالمجازر ..ألم تسمع بحلبجة ..الأنفال .. قلعة دزة ..ويرد بكل صفاقة وبلغته المحكية ـ يستاهلوا ـ .. ومع هذا ـ تابع ـ المشروع الصهيوني لن يمر وإن لامسته بعض النجاحات المؤقتة : جنوب السودان في أعالي النيل ـ الصليبيون ـ سيعلنون انفصالها ..وانتم الأكراد الذين قدمتم معتلين الدبابات الأمريكية قاب قوسين أو أدنى ..يلزمكم كم حلبجة أخرى حينها قد ـ تتأدبون ـ ..وتصرخ من جديد ..تقول له لقد ابتلعت المقدس والدنيوي ومشكلتك هو عسر الفهم كما الهضم ..دعني أتكلم ..لا ..فالله هو الحق وكلماته هي المقدسة ..وقناعاته هي التي تجب أن تمارس وإلا فأن كل مياه العالم و ـ صابونه ـ لن تطهرك ـ وانت الكردي ـ من رجس الصهيونية ولا حتى كل سكاكين العالم ستستطيع بتر أو قطع صلتك ب ـ الموساد ـ .. مرات ومرات وانت تعمل المستحيل لتكظم غيظك .. ومع هذا تصرّ ، بعقليتك الكردية ـ أن تناقش فتقول له : نريد هوية ..انتماء ..لا كذابون انتم تريدون فقط أن تتشبثوا .. نريد أن نتعلم بلغتنا ..لغة القرآن هي العربية .. إذن لماذا لا يعتبرها حلفاؤكم الإيرانيين لغة الدولة الرسمية ؟ .. رجاءا لا تخلط الأمور .. وتابع : ..اليوم لغة المدارس وغدا اذاعة وتلفزيون وغدا علم .. و..قطعت النقاش مؤقتا وحاولت معرفة شيء عن ماضي هذا الفهلوي ..ولم أتفاجأ حينما علمت بأنه ابتدأ ماركسيا وتخرج مهندسا من جامعة باتريس لومومبا في موسكو وفور تخرجه غادر الى فرنسة قبل سقوط الإتحاد السوفياتي واستقر فيها ردحا من الزمن مالبث أن توجه الى امريكا ـ كاليفورنية ـ والتي يلطم وجهنا بها عشرات المرات وتزوج عجوز أمريكية ولكنها توفت قبل أن يستكمل إجراءات إقامته .. جاء الى الإمارات وهو مازال يسعى للعودة الى ـ كاليفورنيته ـ العزيزة خصوصا وأنه قد تخرج من مدرسة الإبتهال الى الإله الواحد القهار وأنهى دورات الركوع والسجود وآلية الشفع والوتر بالمسبحة ذات المئة وواحد حبة في أكاديميات حماس الجهادية ..وتعود وبسذاجتك وعفويتك لتسأله ..والكرد .. الكرد يا أخا الإسلام أنهم أربعون مليون ونيف ... فلينتظروا ..الى حين ..لا حل لنا جميعا سوى الدولة الإسلامية ..وانتظرنا قبلها ..وقبلها ..وما بعد قبلها ..حتى نار الأممية وانتظار نجاحات الثورة العالمية  اكتوينا بها وما اكتوت أيادينا وتابع محدثي وقد غشته شهوة الإنتصار المهم هو تحرير ثاني القبلتين .. و .. و .. و .. رباه ياالوطن المسجى ألما ..يا لثقافة اللامعنى وحوار اللاحوار .. كم مرة أرقدتك أيتها الأرض المسكينة ومن بني قومك ينادون : فلنؤجل مالنا ولنخطو صوب ما لهم .. خوار في خوار وانت لا تكد حتى ولا تمل وهو يصول ويجول وآداب المجلس تفرض عليك أن لا تنسحب وأسعفني ذاك المصري بكدعنة أهل الصعيد خصوصا وقد تملكه غضب شديد عندما اتهم ـ مناضلنا ـ  المصريين .. كل المصريين بالخيانة وبيعهم لفلسطين فرد عليه الصعيدي وبلهجته : أسكت ياراجل والله كرهتنا بنفسك وبكل فلسطين والياسين وهنية ومشعلهم الى يوم الدين ..ندخل في حطين فإذا بك أنت من خططت لصلاح الدين !! نتكلم في الملل والنحل فإذا بك انت من أملى على إبن خلدون وما كتبه ؟ .. يجادلك الأخ الكردي في سايكس بيكو فتقول له وعد بلفور يقول لك سيفر فتغني انت موالك القديم الجديد ـ بلاد العرب أوطاني ـ هي .. هي قواميسنا ـ القومجية /العرضحالجية وما تغيرت ..أرضنا من المحيط الى المحيط ..الى ..الى ما شاء الله وقدّر فبالله عليك أيها المناضل من أين انت ؟ .. من حيفا أجاب ..داركم ..بياراتكم وبساتينكم ؟؟ .. لقد بعناها ودخلنا في مشروع تجاري .... تعملون بالتجارة وقد بعتم دوركم وبساتينكم ..يا عالم ..ياهو ..وتتهمون العالم وأمة الدنيا بخيانتكم ..والحوار قد أخذ منحاه المهذب جدا وشيئا فشيئا سادت السوقية منطقا ولفظا وتحول الحوار الى خوار كنت تتمنى لو أنك فعلا لا تفهم فحوى الكلام المقال .. ووقفت  ـ أتأمل ـ المنظر وإحمرار الحيفاوي وهويتثاءب ويرغد .. أنطلب نحن من هكذا عينات أن يحترم حقوق الإنسان ؟ وأن يعترف بحق الشعوب ؟ ومن ثم هدأ الحيفاوي وكمن تذكر شيئا مهما وخاطب الصعيدي قائلا : مهلا ..مهلا .. ألستم أنتم ـأهل مصر ـ القائلين أنا وابن عمي على الغريب هؤلاء الأكراد ..ولعلها المرة الأولى التي أقاطعه فيها بروح فتونة العنترية والهلالية وقلت له : حق الكرد سنقتلعها من عينيك هكذا واحذر التطاول ؟ .. ومن ثم بالله علينا جميعا من منا لم يصدف المئات من هكذا نماذج .. وهذه ليست دراما أو حكاية محبوكة وإنما نقل شبه دقيق لحالة نقاشية حصلت بالأمس وستحصل غدا وبعدها .. فهل كفر ـ سيلفاكير ـ في طرحه لمسألة حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان ؟.. جملة من الأسئلة والأسئلة المضادة وتبقى الحقيقة ... حقيقة الحوار وآلياتها وبمواقفها المطروحة كنموذج يكاد يهيمن على العقلية العروبية الشوفينية ..تلك العقلية التي تدعي بأنها ـ المقاومة ـ ولكن !! لكل فعل إنساني نبيل .. مع يقيني بأن هذا الشعب وإن وجد بينه أمثال الحيفاوي وعبد الباري عطوان ..إلا أن أقلاما رائعة أخرى ستبقى خالدة في أذهاننا وحتما ستزدان كراريسنا بتلك الأحرف المضيئة التي ينثرها رائعون مثل أحمد المطر ..على سبيل الذكر .. لا الحصر ... !! ..







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=7486