كذبة نيسان أم إشراقة نيسان...؟!
التاريخ: الجمعة 02 نيسان 2010
الموضوع: اخبار



م . بافي ژيـــن
bavejin@hotmail.com

  نيسان عروس السنة في بلادنا؛ وضحكته المشرقة ترسم الأمل في صباحات الوطن المثقل بهموم الحياة, وتغدو الأرض في حلة خضراء جميلة, تعانق الفراشات الأزاهير, لترشف من خدها ماء الوجود, أما البلابل فتنتفض من رقادها الطويل, مغردة على خصلات الأشجار الطرية, والنسيم تداعب ريشها الجميل....
ما دفعني الحديث عن هذا الشهر الربيعي, ليس مناخه المعتدل المنعش, وطبيعة أرض الكرد الخلابة, ولا خروج الناس في أيام العطل والأعياد إلى أحضانها, لأخذ قسطاً من الراحة بعد عناء الشتاء, وإنما قصة بسيطة أثارت فيّ الحزن والفرح معاً, ففي ظهيرة الأول من نيسان وأنا عائد إلى منزلي لفتتني منظر امرأة متوسطة العمر تركض مذعورة، حافية القدمين حاسرة الرأس, تلوح بيديها للسيارات المارة رغبة في إيقاف إحداها, تصرخ وتنوح (ولدي جوان...ابنييييييييّ....ضنايا....)


 دفعني الفضول للاقتراب والاستفسار ومعرفة الذي يجري؛ فكم كانت دهشتي كبيرة عندما شاهدت جارتي في حال يرثى له، وأن ابنها البكر جوان، تعرض لحادث سير مفجع في المدخل الشرقي لمدينة القامشلي حسب زعم جارتها, لذا حاولت أن استوقفها، وأخفف من روعها  بتكذيب الخبر و....، وما هي إلا لحظات قليلة وأحاط بنا جمع من أهل النخوة من الكرد، وكل يحاول المساعدة بطريقته... ونحن في هذه الدوامة، وإذ بفتاة صغيرة لم تبلغ السادسة من العمر، تركض نحونا وهي تصيح (ماما ماما... لقد عاد أخي جوان إلى البيت وهو بخير.....) كم كانت فرحتنا كبيرة عند سماعنا النبأ، وعدنا برفقة الجارة وهي شبه منهارة إلى المنزل، للاطمئنان على صحة الشاب جوان بينما ونحن في طريق العودة، أدركنا من الطفلة بأن العملية برمتها, لا تعدو كذبة ثقيلة (كذبة نيسان) فبركتها إحدى جارات أم جوان، لتتباهى فيما بعد بأنها أوقعت صديقتها المسكينة في شرك محكم، أو كذبة نيسان كما يقال!! والتي تخرج في كثير من الأحيان عن طبيعة المنطق ولغته المألوفة، بل تتحول إلى نكد لا يزول آثاره سريعاً.
لا أخفيكم سراً بان شعوراً غريباً انتابني، امتزج فيه (الفرح بالألم) بعودة الشاب جوان إلى ذويه سالماً معافى من جهة، واستخفاف الناس بعقول ومشاعر بعضهم بعضاً وعدم تقدير النتائج السيئة المترتبة في مثل هذه الحالات من جهة أخرى، ... وحينها بدأت أتذكر بعض الكوارث المفجعة (حلبجة, شهداء الكرد, كارثة تسونامي, زلزال هاييتي,....) وتمنيت أن تنتهي في حينها كقصة الشاب جوان إلى أكذوبة نيسان بدلاً من الحقيقة...!!!
 وكل نيسان والبشرية في صدق وسلام.







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=6915