خبر عن جعل النوروز عيد عالمي في الأمم المتحدة
التاريخ: السبت 20 اذار 2010
الموضوع: اخبار



محمد قاسم

(الجمعية العامة للأمم المتحدة تقرر جعل عيد نوروز عيداً عالمياً)

هذا الخبر أعلاه  منقول عن موقع "welateme" الكردي.. وفيه يتبين أن عيد النوروز قد
أصبح يوما دوليا للأسباب المذكورة في الخبر، ومنها أسباب  فلكية، وأسباب إنسانية بتجلياتها المختلفة؛ الاجتماعية والثقافية و السياسية.
لست على اطلاع تام بنتائج الخطوة العملية.. لكنني واثق أن هناك شيء سيضاف الى القيمة الثقافية لهذا اليوم.


لعله سيلفت انتباه الكثيرين الى يوم كان محصورا بمن يحتفل به فقط.. وربما ، منذ اليوم سيثير فضول الآخرين، وقد يستهوي الاحتفال به -كنوع من الإعجاب أو المشاركة -بعضَ الذين هم ليسوا من شعوب تحتفل به عادة. هذا سيضيف جديدا الى تلاقح الثقافات وتفاعل الشعوب.. على مستوى عالمي.. كما هو مقدّر، وللغاية نفسها كانت الخطوة الأممية.
ولعل الفكرة ذات معنى ومدى في حياة البشر.سواء لهذه المناسبة، أو المناسبات المماثلة الأخرى للشعوب عامة .
ويبقى السؤال: هل سيتقبل العروبيون هذه الفكرة كحالة معاشة ميدانيا -وعن طيب خاطر- في بلدانهم، وبالتحديد في سوريا.
ففي العراق المشكلة محلولة  ،والنوروز من نسيج ثقافة الدولة الرسمية -ومن باب أولى الشعبية- فنحن نشاهد العرب والمكونات الأخرى مشاركة في المناسبة لدوافع شخصية –استمتاع بالروعة الاجتماعية في تجل جميل. قبل أي أشيء آخر.وربما لدوافع المشاركة سياسيا  بالنسبة للبعض أيضا.
في سوريا لا يزال الكورد يحتفلون بنوع من الحذر، والاحتمالات المزاجية للسلطات في يوم النوروز، والذي يُحتفل به تحت غطاء مرسوم جمهوري بتعطيل اليوم باسم عيد الأم..
ومع أن الخطوة كانت كبداية مقبولة منذ سقوط أول شهيد كردي في مناسبة النوروز، في دمشق- سليمان آدي- ضمن مسيرة ضخمة، نحو القصر الجمهوري احتجاجا على منع السلطات، الكورد من الخروج الى الاحتفال .. وقد تدارك الرئيس الراحل- حافظ الأسد- ذلك، بمرسوم عالج المشكلة بحكمة.
 لكن المشروع لم يستكمل –بعد- بمرسوم آخر يحوّل اليوم الى تشارك في النوروز –رسميا –مع عيد الأم.. فيصبح العيد عيدين.
 ولم يحرّر الآخرين- مختلف مكوّنات الشعب -أو الأمة السورية- من الخوف؛ للمشاركة في الاحتفال كنزهة –على الأقل- بسب الغلالة السياسية التي تغطي احتفالات النوروز، وما يرافقها من مظاهر أمنية –على الرغم من أن الوجود الأمني – مادامت محتفظة بأدبيات التعامل القانوني- قد تكون ايجابية لا سلبية.
هل سيتعامل النظام مع الخبر بروح ايجابية، ويجد فيها فرصة لتجاوز بعض الحرج الثقافي-ربما- فيجعل من المناسبة ، هذا العام والأعوام القادمة مناسبة حرة مفتوحة ، وربما مساهمة فيه ببعض مساهمات كبناء منشآت، وتحديد مواقع، وتوفير مستلزمات تجعل من الاحتفال ذات بهجة على امتداد الوطن والشعب..-أو الأمة السورية-؟
هل سيصدر مرسوم يقرر يوم 21 من آذار عيدا للاحتفال بالنوروز، ويشترك في الاحتفال به –طوعا طبعا- وتشجيعا بلا آثار تترتب سلبا على المشاركة، فتحتفل كل الشرائح المختلفة الأخرى عرب، سريان، أرمن، شيشان، تركمان...الخ.؟
وذلك بدلا مما كان البعض يفعل. إذ يستغل الحالة غير الواضحة لمرسوم الاحتفال بالمناسبة؛ للتضييق على الطلاب والعمال والموظفين عموما ..عبر ممارسة مزاجية نفسية، تنبئ عن ما يسكن أعماقهم من سوء نية، وموقف نحو الكورد..!
والتاريخ سيدوّن أسماء هؤلاء بالحبر الذي لا يمحى؛ كأناس يسخّرون القيم الكبرى لسلوكهم النفسي – المزاجي ذي النمط الذي لفظه المعنى الإنساني في تجليات القيم الكبرى.
وهل سيكون- من جهة أخرى- نوروز هذا العام ، مناسبة لدى الأحزاب الكردية؛ للتأمل بعمق في معناه، ومغزاه، ومن ثم المبادرة؛ كلٌ من طرفه، ليخطو خطوة أفضل نحو خدمة شعبهم الكوردي، والمواطنين الآخرين ضمن الوطن ككل ؟
دعونا نتفاءل..!
فالعالم، والأوطان فيه، قد أصبحت تحت الضوء..وعلى الجميع أن يدرك هذا. ومن لم يدرك فسيدفع الضريبة غاليا ، ليس وحده، وإنما كل الذين يقعون تحت تأثير إدراكه، وموقفه -خطأ كان أم صوابا-ولكل حالة- بالطبع- ثوابه ، أو عقابه ولنتعظ بما حولنا.
من ناحية أخرى، اعتاد الكورد أن يحتفلوا بالنوروز بسلوك لا يناسب طبيعة المعنى والمغزى ،فيكثرون من الاهتمام بالطعام على حساب الحركة، والسيران، والثياب المزركشة، وعادات التلاقي، والمصافحة، والتعارف..!
واختصر الاحتفال - للأسف- لدى الكثيرين، في الإكثار من مظاهر البذخ، والثراء تميزا عن الغير بمختلف مظاهر التعبير عن التميز؛ استنادا الى المال-ولا ندري هل هذا المال مشروع دائما أم لا..! وأحيانا ندري..!!!
وذلك بديلا عن سلوك راق هادف؛ يخدم الغايات الايجابية في حياة المجتمع؛ تواصلا، وتقديرا متبادلا، ورفعا لمستوى التفاعل وفقا لأفكار متمدينة...الخ.
ظاهرة مرضية تلازم المجتمعات المتخلفة ومنها الكورد- ظاهرة التباهي والتظاهر في مختلف المناسبات الاجتماعية- والوطنية والقومية: النوروز..العزاء..الأعراس..الأعياد.. وفي كلها البذخ والمظهر عنوان.. فيما المشاركة في الحاجات والمسائل المفيدة في ادني حالاتها.
وتلك –للأسف – قيم يكرسها الأغنياء بالدرجة الأولى، فيطبعون المناسبات ومعانيها بطابع المظاهر المقيتة والمتعبة ، ربما تعويضا عن سلوك متخلف ..!
فلو كان هؤلاء من أصحاب المشاريع الخيرية، أو مساعدة الحركة الثقافية، وذوي الحاجات من الجائعين والمرضى والطلاب الدارسين..الخ. لوجدوا في ذلك ما يعوّضهم عن سلوك استهلاكي خواء..!
ومما يؤسف له أن هناك الذين يتقمّصون الظاهرة من الفقراء والمثقفين –افتراضا- فبدلا من بذل الجهد لتكريس قيم أجمل، وأقل تكلفة، وأكثر حيوية؛ كزيادة الحركة، والرقص، وتنويع الأنشطة الترفيهية، والرياضية، والفنية، والثقافية.... والتفنن في تطوير حركة المسرح الخ. كما يحصل في المجتمعات الأخرى.
بدلا من ذلك يزداد لديهم الاتجاه بالاهتمام  بالأكل، والجلوس، وتخمة المعدة، وتربية مظاهر التميز استنادا الى المال ..ولأن الكثيرين ليس مصادر غناهم طبيعيا –مهما كانت- فإن القيمة التي يتخيلها من يظن نفسه ذو رتبة اجتماعية –آغا –باشا- مختار، مسؤول حزبي..الخ. لم تعد  رتبته هذه – مع عدم أهميتها في الثقافة المعاصرة- ذات معنى عبر هذا السلوك..!
فأي موظف مرتش –مهما كان صغيرا- وما أكثرهم في ظل ثقافة غابت فيها المحاسبة القانونية.. ..يمكنه أن يفعل ما يفعلون مادام المظهر هو هاجسهم ، ما لم يبتكروا سلوكا أكثر أصالة وإفادة اجتماعيا.
كل عام والجميع كردا وعربا وسريانا وارمنا وشيشانا وتركمانا . وكل الناس في الوطن، والعالم بخير.







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=6830