مرحبا بنقاش الأستاذ وليد حاج عبد القادر
التاريخ: الخميس 14 كانون الثاني 2010
الموضوع: اخبار



مرشد اليوسف
m.yousef2@yahoo.com  

النقاش الهادئ يجمع ولا يفرق بل يفضي في معظم الأحيان إلى تفاهمات مفيدة ونتائج جيدة , والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .
الأستاذ الكريم وليد :
في البداية يجب أن نتفق على أن النقد البناء والضغوط و التجاذبات والسجالات والنقاشات السياسية الهادئة  والساخنة التي دارت على صفحات النيت من قبل المفكرين و الكتاب والمثقفين الأكراد طوال السنتين الماضيتين حول الوضع الكردي السوري بشكل عام وحول تقييم أداء الحركة السياسية الكردية بشكل خاص دفعت الأحزاب الكردية باتجاه الإصلاحات, والمجلس السياسي الكردي وغيره سيكون أول الغيث إذا أراد أن يهتدي برأي الشعب ورغبته وإرادته, وطالما قد اجتمعت إرادة الأحزاب الثمانية على خدمة الشعب الكردي السوري وتحقيق أمانيه (كما ورد في بيان التأسيس) فان من حق المواطنين الأكراد أن يكونوا شركاء في صياغة  الرؤية المشتركة لا أن يكون شهود فقط وهذا ما يؤخذ على المجلس الوليد.


  أريد أن أقول أن الشرعية تأتي من الشعب , لقد ولى زمن إبعاد المواطنين الأكراد عن القرارات التي تخص مصيرهم ومستقبلهم , وتكرار ما كان يحصل في الماضي من تهميش وإقصاء لرأي الشعب ( المفكرين والمثقفين والكتاب وأصحاب الاختصاص والفعاليات والمستقلين) يعني العودة إلى المربع الأول وهو تكرار من شأنه إنتاج سلوك سياسي مزيف يخدم مصلحة الجسم الحزبي دون مصلحة الشعب, و يهتم بالشكل علي حساب المحتوى‏,‏ ويحفل بالشعار أكثر من المعنى‏,‏ ويعزف عن الإحاطة بالواقع‏,‏ وينفر من المعرفة الضرورية لنجاح أي عمل‏,‏ ويستهين بتقييم الأداء وتحديد الأخطاء,‏ وينأى عن الدرس الموضوعي للتجارب سواء كانت بعيدة مرت عليها عقود أو قريبة لم يمض عليها سنوات‏.‏
عزيزي الأستاذ وليد :

إن إخفاق الأحزاب من عدمه موضوع يثير الجدل وتدخل فيه العواطف أكثر من اللازم , والخوض فيه لا يفيد في الوقت الحاضر, ولكن يجب أن لا نكون ملكيين أكثر من الملك , فالعقلانيون من أعضاء الأحزاب يعترفون بالإخفاق وان كانت اعترافاتهم خجولة , والأدلة كافية والغربال لا يحجب عين الشمس , فالأحزاب لم تحرك ساكنا يذكر ولم تغير واقعا يدرك ( الإحصاء.وأخواته............الخ ).
 ومعظم الكبار لا يقرون بالإخفاق وهو في الحقيقة إخفاق ساطع ولا يحتاج إلي الإقرار به ‏.
‏ ومادام الاعتراف بالأخطاء غائبا في القاموس السياسي الكردي السوري فان إغراق الحياة السياسية  الكردية بسجال العنف اللفظي (حين يقترن بفيض من المكاسب الحزبية  التي توفرها ادعاءات البطولة الزائفة‏),‏ والاتهامات الجائرة والخطاب السياسي الرنان والأسقف السياسية المستعارة والولاء للخارج ‏‏سيكون سيد الموقف‏ وسنظل نراوح في مكاننا ما لم يظهر بيننا سياسيون أذكياء وأصحاب ضمائر حية بكل معنى الكلمة.
عزيزي الأستاذ وليد:‏

أعتقد أن مبدأ المواطنة هو الفريضة الغائبة في واقعنا السياسي الكردي السوري في هذه المرحلة العصيبة والحاسمة من تاريخ وطننا وشعبنا , وإنني على يقين أن التقدم والاستقرار وترسيخ الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد يتطلب التسليم بمفهوم المواطنة حيث يستعيد الإنسان حقه وموقعه ودوره عن طريق كفاءته وقدراته ونزاهته لاعن طريق موقعه في الانتماء المذهبي والطائفي والقومي وهذا ينطبق على جميع مكونات سوريا بما فيها الأغلبية العربية, والنهج الذي يغيب أو يلغي مبدأ المواطنة لصالح ولاءات خاصة هو الذي يفاقم التوترات في المجتمع الكردي السوري سواء جاء من العرب أو الأكراد أو الفئات الأخرى , ويزيد  الاحتقان السياسي ويؤدي إلى هشاشة الاستقرار الاجتماعي والسياسي , ولا أتفق مع أولئك الذين يزعمون أن القضية الكردية في سوريا قضية أرض  وشعب........الخ  وإلا فماذا سنقول للعرب السوريين الذين يدعون أن سوريا وطن العرب دون غيرهم وماذا سنقول للسريان والأثوريين الذين يدعون أن سوريا بلد السريان والآثور وماذا سنقول لأولئك الذين ينادون بسوريا الكبرى وماذا سنقول للبعثيين الذين ينكرون على بقية المكونات السورية حقوقهم في وطنهم السوري .

وهذا يقودنا إلى السؤال الأول:
هل من الممكن الاندماج و التعايش و الاستقرار في وطن تتقاذفه تلك الدعوات.
لاشك أن الأكراد السوريون قلقون على مستقبلهم وأمنهم ومصالحهم الوطنية  ويعتقدون أن أوساطا في النظام السوري تقوم بتهميشهم وقمعهم وعزلهم عن الحياة السياسية والاقتصادية والتشارك وبشكل منهجي بحجة ودون حجة وهذا يقودنا إلى السؤال الثاني:
هل من الحكمة معاملة مكون أساسي من النسيج السوري بشكل تعسفي وحرمانه من حقوقه الوطنية دون وجه حق في حين أن العدل أساس الملك؟

 أعتقد أن مبدأ المواطنة الذي أدعو إليه يشكل العمود الفقري للنظريات الدستورية والسياسية المعاصرة و لا يعني بأي حال  من الأحوال إفناء الخصوصيات الثقافية الوطنية الكردية السورية أو إقصائها أو تهميشها أو إنكار الروابط القومية أو الدينية أو المذهبية أو الإنسانية التي تجمع أغلبية أو بعض المواطنين في القطر الواحد .
وحينما أدعو إلى مبدأ المواطنة فإنني أدعو إلى حركة تجديد شاملة في مفاهيمنا ولا أعمل ذلك تحت ضغط من أحد أو من جهة بل هو خياري الحر وخيار الكثيرين في سوريا سواء كانوا عربا أو أكرادا أو فئات أخرى , ويتطابق مع واقعنا وقوانين التطور مستلهمين ذلك من وحدتنا الوطنية السورية عبر التاريخ ولو حصل تقدم في هذا الاتجاه لما بلغ التردي والتعرية السياسية في المشهد السياسي الكردي السوري مبلغه الراهن‏.‏
أستاذي العزيز وليد:
 الدافع عندي لكتابة وتوثيق التاريخ الكردي وإحياؤه ليس من أجل تثبيت حق تاريخي وهمي إنما من أجل إنصاف الشعب الكردي وتأكيد دوره التاريخي وإسهاماته في الحضارة الإنسانية , ومن أجل تصحيح مفاهيم خاطئة من قبيل أن الأكراد أبناء الجن – الأكراد أتراك الجبال...الخ , و من أجل توضيح جانب مهمل من مسار التاريخ في الشرق الأوسط وهو التاريخ الكردي.
أستاذي العزيز وليد :
وفي الختام أشكر كم شكرا جزيلا على كلماتكم الرقيقة ومشاعركم الصادقة واهتمامكم.
أتابع باستمرار كتاباتكم وقرأت بإمعان وجهة نظركم حول ملحمة زمبيل فروش ومم وزين والعرس في منطقة بوطان ووجدت فيها أفكارا جديدة يمكن البناء عليها , وتابعت باستمتاع سلسلة ديركا حمكو
 و اللغة المحببة وخاصة لهجة أخواننا أهل ديريك.
أتمنى لكم التوفيق , وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=6570