وداعا ايها الحي الباقي
التاريخ: الجمعة 02 تشرين الاول 2009
الموضوع: اخبار



بدرالدين عرفات

المناضل السياسي البار محمد ملا أحمد ابن كردستان سوريا رحل الى مثواه الأخير, و لكن يستحيل علينا ان ننسى كل الأعمال التي قدمها الى ابناء شعبه الكردي في كردستان سوريا هو, و كافة افراد عائلته المشهودة لهم بكفاحهم و نضالهم القومي و الثقافي من اجل الحقوق المشروعة للشعب الكردي في كردستان سوريا . رحل الفقيد بقلب مطمئن الى داره الأخيرة بعد مسيرة حافلة بالعطاءات السياسية و الأدبية و الفكرية في تاريخ شعبه الأبي . لقد ترك لنا و لأبناء شعبه أرثا ثقافيا لا يستهان به نظرا لخبرته الطويلة في مسيرة الحركة الكردية في سوريا و معايشته الشخصية لها ,لقد عانى الجوع و الحرمان و الملاحقة و السجن و كان محطته الأخيرة بلا شك من احلك و اصعب مراحل حياته في ديار الغربة حيث المنفى الأختياري و الغربة القاسية القاتلة و التي بدورها لم ترحمه و اخد منه ما كل ما يتمناه الأنسان ألا وهو الحياة الرغيدة الهانئة و الصحة الممتازة .


 لقد خطفه غدر هذه الغربة المتوحشة على حين غرة و نهشت في روحه و جسده و وجدان مئات لا بل آلاف مؤلفة من ابناء شعبنا الكردي في المنافي الأختيارية القاسية بعد ان عجز الوطن و جلاوزتهم عن احتضانهم , لقد كان الحي الباقي محمد ملا أحمد مثالا للأخلاص, و الشهامة و الوفاء ولم يبخل في اية لحظة من لحظات عمره في تقديم الغالي و الرخيص من اجل عزة و رفعة كردستان و كانت محطات حياة المغفور له حافلة و شاهدة على عطاءته الكثيرة لقد كان متواضع الخلق و رابط الجأش و مخلصا الى ابعد الحدود و كان مستشارا من الدرجة الأولى عندما كنت تود الأقتراب منه بغية النصح و الأرشاد و خاصة اذا كان الآمر متعلق بتاريخ و مسيرة و كفاح الشعب الكردي في كردستان سوريا و حركته القومية . لقد كان للراحل مسيرة حافلة في تاريخ الحركة الكردية و من النخبة الممتازة و من اكثر الشخصيات نزاهة و أخلاصا و تواضعا و كان هذا رصيدا و سندا قويا له خلال كفاحه ضمن صفوف الحركة الكردية و خلال مسيرته في كتابة الصفحات المشرقة و المشرفة للحركة الكردية في سوريا .

 حيث يشهد له التاريخ بأنه كان دقيق الوصف و التحليل و شديد الذكاء في الذاكرة رغم مرور حقبة لا يستهان بها, لقد و ضع كل النقاط على حروفها ووصف ادوية مناسبة للعل التي كانت قد اصابت كافة اطراف الحركة الكردية خلال مراحل نضالاها مع القوى الشوفينية و العنصرية و قطعان البعث التي قطعت أوصال وطنه اربا أربا, لقد كان الفقيد و رغم قدمه في السن دائم القراءة و الكتابة وكان اوضاع شعبه الكردي في كردستان سوريا و ما آلت اليها شغله الشاغل و كان مشاركا و ناشطا سياسيا من الدرجة الأولى و كان شخصية أجتماعية محبوبة في محيط الجالية الكردية في المانيا و الدول الأوربية المجاورة و يشهد الجميع للفقيد الغالي و حتى آخر رمق في عمره انخراطه في العمل السياسي المتواصل و دون أي كلل أو ملل .
 لقد ارسى دعائم هيئة العمل المشترك للكرد السوريين في المانيا, رغم ظروف المرض اللعين الذي كان ينهش في جسده و كان احد المساهمين الأسساسيين على انشائها, و دعم اسباب صمودها و يندر ان غاب عن اجتماعات الهيئة ,الا ما ندر رغم اوضاعه الصحية الغير جيدة و كان مستشارا من النخبة الأولى في هيئة العمل المشترك للكرد السوريين في المانيا و كان في الحققية شخصية محترمة و مرموقة و وفية الى ابعد الحدود في كافة اوساط الهيئة, و صوته الجهوري القوي خلال أجتماعات الهيئة و قد كان المدافع الأمين عن ولادة هيئة العمل و صون كيانها و ذلك الصوت الجهوري ستبقى بلا شك في وجدان و ضمائر تلك الشخصيات التي عاشرته عن قرب فهنيئا لك ايها الفيقد الغالي, لمن يتحلى بتلك الصفات و نم قرير العينين و لينثر عليك رفاقك و اخوتك و ابناء شعبك على جسدك الطاهر تربة وطنك كردستان التي احببتها و رحلت و انت بعيدا عنها نم هادئا ايها الوفي المخلص في تراب وطنك و تنشق من عبيرها الى ابد الآبدين بعد ان حرمك اعداء الله و الوطن و الأنسانية من التمتع بتلك الأرض الغالية و المقدسة تغمدك الله بواسع رحمته و ستبقى نبراسا و مشعلا ينير لنا طريق ليلنا المظلم.








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=6140