حول مشروع المرجعية والمجلس السياسي الكردي (1) بالكرمانجية العارية ( bi kuranciya rotik )
التاريخ: الأثنين 27 تموز 2009
الموضوع: اخبار



خليل كالو

   لقد  لفت انتباهنا زاوية التصويت على المرجعية أو المجلس السياسي المنشور على الصفحة العربية من موقعكم المحترم welatê me وودنا المشاركة في التعليق عليها ولكن بطريقة كردية مباشرة وربما في عدة مقالات إذا لم تحجب إدارة الموقع عنا طريق الوصول إليه وتغلق الباب في وجهنا ولنا عندهم الأمل.
 مما لا شك فيه إن البحث عن سبل وأطر أكثر فعالية ونجاحاً  لجمع الكرد وتوحيدهم حتى في حدوده الدنيا ومن أي كان هو غاية نبيلة وهدف سامي لا يحتاج إلى أية فلسفة وسفسطة وكلام زائد وهو من بديهيات الأهداف السياسية والكرد الآن أحوج من أي وقت مضى إلى مثل هذه الروابط والهياكل التنظيمية الجامعة والحاضنة لكسر العزلة والجفاء بين بعضهم البعض


 وهذا شيء مرحب به ومطلوب وواجب ومسئولية ولا نقاش حوله كما أن تنفيذ أي مشروع وفكرة إلى واقع وحقيقة ملموسة يحتاج إلى العمل أكثر منه إلى القول وهذه أيضاً من مسلمات الحياة لا تحتاج إلى نقاش بل إلى شد الهمم والعزائم وبذل الجهود الخيرة كثر منه إلى القول أوالقيام بالعمل ولكن قبل البدء في الحديث عن أي مشروع سياسي أو ثقافي أو حتى اقتصادي على مستوى الأفراد او الجماعات لابد من توفر عدد من الشروط اللازمة  لنجاح وتنفيذ المشروع المزمع  حتى يقف على قدميه على الأقل ومن نواحي عدة منها تأهيل القائمين على التنفيذ ومدى صلاحيتهم والقدرة والمؤهل والأسباب الموجبة للمشروع ذاته حتى ينال الثقة للتأييد والمشاركة فيه . 

هذه الشروط والعوامل هي عامة وأساسية ومبدئية غير قابلة للانتقاص لأي خطوة تتخذ ولا يمكن التغاضي عنها ويستوجب توفرها مهما كانت الظروف والأحوال وإلا الحديث عن أي مشروع أو عمل سوف لن يولد أصلاً وإذا حصل سوف ينتظره الإفلاس والفشل ليس هذا وحسب بل سوف يترتب عليه تبعات أخرى يزيد من الوضع سوءاً بدلاً من التحسن . 
      إذن إن طرح مثل هكذا مشاريع إذا جاز التعبير في ظاهرها أمر جميل ومطلوب وواجب وكان يستوجب التنفيذ بالسرعة الممكنة منذ زمن بعيد وقد طال الانتظار ونفذ الوقت ولم تولد ولكن نظرة سريعة إلى  الوضع السياسي الكردي  في سوريا بعد الثمانينات من القرن الماضي وحتى الآن تبرر سبب عدم قيام مثل هذه الأعمال الضرورية حيث لا يجد فيه المراقب السياسي والمتتبع لشؤون الكرد ما يسر القلب ولا يبشر بالتفاؤل وبمستقبل مشرق وإن طرح مثل هذه المشاريع لن تجد لها الحياة والنور (كما يقال أحياناً بالكرمانجية العارية) لذا نحيل ملف هذه المشاريع إلى من يهمهم الأمر للمراجعة والرد والتصحيح بروح الكردايتي ومسؤولية ورحابة صدر بسبب الأسباب الواردة أدناه ومن أهمها :
  1ـ غياب النظرية الفكرية والثقافية ذات الهوية الخاصة المتمايزة والبعيدة من شخصية الكردايتي وعيش السياسة الكردية في فوضى المفاهيم والمصطلحات واستيرادها من الخارج ومنها اسم المرجعية الكردية والمجلس السياسي أيضاً فهي مفاهيم وأطر تنظيمية موطنها الأصلي هي عراق الفوضى الآن لم يسمع بها الكرد إلا بعد العهد الجديد في العراق وإن الطبقة السياسية الكردية مصرة على الاستيراد ونبذ الفكر المحلي وعدم الإبداع في صنع أي جديد وقد تعود عليها منذ القرن الماضي من جلب الأفكار وإسقاطها على المجتمع الكردي مستغلين ربما جهل الناس أو عدم مبالاتهم بما يجري بسبب فقدان وتشويش الرؤية وتضليل الهدف لديهم كما أن الأفكار والثقافة والرؤى والتحليلات والخطب السياسية المطروحة على الساحة الكردية هي ارتجالية مستقاة أغلبها من فضلات تجارب الشعوب الأخرى التي انتهت مدة صلاحيتها في زمن الحرب الباردة ولم ينجب الكرد منذ بدايات النضال القومي تلك الشخصية المبدعة المفكرة القيادية لتغيير وتطوير المفاهيم القومية والسياسية ولا تلك الشخصيات الثقافية المبدعة التي تلتزم بالقضايا القومية ضد الأفكار والثقافات المعادية والدخيلة إلى المجتمع الكردي سوى عدد قليل اتهموا من قبل الانتهازيين بالتطرف والمغامرة و تصرفت الطبقة السياسية إذا جازت التسمية حسب أهوائها  وفرديتها ومعرفتهما الذاتية الضحلة لمعالجة المسائل الخاصة بالكرد  دون دليل ومرشد فكري وثقافي جامع.
  2ـ نتيجة للسبب الأول وأسباب شخصية أنانية والذهنية القبلية تشكل في المجتمع الكردي بؤر وجزر أنانية معزولة لا علاقة لها بالكرد والكردايتي واتخذت كل جزيرة من حقوق الكرد موضوعاً ومادة للدعاية لها بقصد أو غير قصد بهدف التعويم والتجميل وأحياناً المنافع الذاتية دون عمل وفعل خلاق لعلها تطفو على السطح على حساب حقوق الناس وعلى أساس الذهنية الموروثة من القرون الوسطى والمنبت العائلي  وأكبر دليل على قولنا هو ما وصل إليه الوضع الكردي العام و قامت كل بؤرة بزرع بذور الشقاق والنفاق والصراع بين ثنايا المجتمع مما حدا بأعداء الكرد التفرد بهم وتشطيرهم إلى أجزاء غير قابلة للالتحام من جديد على الأقل في الوقت الحاضر ومن خلال هذا الكادر العامل على الساحة.  لأن أغلبها أدارت ظهرها من المسألة برمتها واقتصرت نشاطها على الحفاظ على الذات خشية التفكك والانشقاق.
 3- فقدان أغلب السياسات أو كلها الثقة من الشعب الكردي كونها هي التي قامت بعملية التفتت وتجزئة المجزأ وتقسيم المقسم لم تحترم مشاعره وعواطفه فهي تطلب ممن المرجعية أو المجلس ناهيك عن عدم تحقيقها الوحدة في الخطاب والتفكير والوعي الجمعي بين الأفراد والطبقات إزاء حقوقه القومية المشروعة وأعلنت إفلاسها من تلقاء ذاتها وهذا الأمر غير خفي على الشعب الكردي  ولا يحتاج إلى إثبات وحجج قوية كما إن الحديث عن الانجازات وتحقيق الأهداف خلال المسيرة الطويلة من نشوء تلك السياسات هو أمر على لسان كل الأفراد ولا مجال لذكرها وإحصائها ولا حاجة بالتذكير بها لكثرتها !  
4ـ الانشطار الرهيب في الفكر والثقافة والتنظيم والقدرات وهدر الطاقات والصراع على طريقة السلف وعدم أهلية العنصر الحزبي في أداء واجبه التنظيمي ناهيك عن العمل النضالي ومن كافة الدرجات والمستويات مع إثبات الوقائع والسنوات والتجربة والواقع والعمل الميداني عدم استطاعة أياً من هذه الأحزاب منفردة أو حتى مجتمعة من فعل شيء مفيد بل نجم عن كل حركة انفرادية وارتجالية حزبوية إساءة للحقوق ونضال الكرد وزادت من الطين بلة بدلاً من إيجاد مخارج عملية وايجابية له مما زاد من ابتعاد الشعب والتقوقع والانشغال بطرق معيشته.
5 ـ  العمل بذهنية فجة من موروث السلفية البالية التي تتعارض مع روح العصر والحداثة في الفكر والثقافة والمبادرة في تطوير ذاتها على المستوى الثقافي والفكري وبناء شخصية الكردايتي وتعيش أغلبها الأمية المقنعة  ولا نعتقد إن باستطاعة مثل هذه العقول أن تبدع في إيجاد طرق وأساليب فعالة لإخراج المجتمع الكردي من الشلل أو حتى دب الروح فيه دون المراجعة الذاتية والنقد البناء وتثقيف الذات.
6 ـ الشكل التنظيمي والأطر التي تعمل فيها السياسية الكردية هي بدائية هاوية غير محترفة للسياسة وتقليدية أي غير جدية في عملها ولا تمتلك مقومات الحزب الحقيقي وهي أقرب إلى المنتديات والجمعيات منه إلى الحزب في وقتنا الحالي.  
7 ـ الوضع الاقتصادي والمالي لتلك الأحزاب يرثى لها ولا تمتلك مصادر تمويل مالية ثابتة وقوية بل تمول من العطايا والإحسان ومن غرائب الأمور أن ميزانية كل حزب لا تستطيع تمويل مناسبة أو فعالية على مستوى صغير.
8 ـ المستوى الثقافي والإعلامي ما زالت تعيش حقبة الستينات ولم تتطور بالمستوى التي تساير الظروف والتطور في وسائل الإعلام والتثقيف الداخلي والشعبي والتأثير على الرأي العام المحلي والخارجي عند كل الظروف وما زالت تعمل بوسائل بداية مقارنة مع الثورة المعلوماتية العالمية وهي تعكس الحالة المشلولة المعاشة وبالإضافة إلى أنها ذات نزعة وسلوك متشظي ومبعثر في مجال الثقافة وتكوين الرأي العام والخطاب والرؤى والأهداف ولم تخرج من إطارها التحزبي الممل والمقيت وهي تزيد من التفرقة بدلا من لم الشمل وتحفيز الوعي الجمعي.
    إزاء هذا الوضع وما طرح من قبل وما جرى سابقاً وما سوف يجري دون الخوض في التفاصيل هل هو كسب للوقت فرصة جديدة للبقاء إلى أن يفرجه الباري والرفيق الأعلى أم هو (أدفانتج كما يقال في لغة الرياضة) وهذا ما يعلمه الجميع من أبناء الكرد أصول اللعبة لدى أصحاب المشاريع والرؤى والتجديد المزعوم ويعرفه الشعب الكردي أيضاً بعدم توفر الشروط والمؤهلات والعوامل في شخص القائمين عليها في تنفيذ أي مشروع مفيد ومجدي على الأقل في الوقت الحاضر دون مراجعة الجميع للذات والنقد والتخلص من الأوهام  والشخصية المزيفة وثقافة الاحتماء والأنانية المفرطة والفردية في العمل وبناء المؤسسة التنظيمية الجامعة على أسس عملية وعلمية هادفة ومسئولة والاتعاظ من التجارب السابقة مع التصالح مع الذات والثقة بالنفس. وما كل الأسباب والعوامل التي ذكرناها آنفاً هي من صفات الضعفاء وكل ضعيف لا يصلح لشيء كما قاله نبينا زرادشت.  
  







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=5880