أزمة أخلاق
التاريخ: الأربعاء 22 تموز 2009
الموضوع: اخبار



بقلم : دليار آمد

لا يخفى على أحد أننا نعيش أزمة اقتصاد وأزمة سياسة وأزمة علم وأزمة تحضر وأزمة مطر وأزمة ثقافة , ولكن هل نعيش أزمة أخلاق ؟!
قد يكون السؤال مركبا – معقدا – كثيرا , وبالتالي سيكون الجواب مركبا , إن أي مجتمع يعيش الأزمات السابقة لابد وأنه سيعيش أزمة أخلاق .
والأخلاق تعريفا هو كل فعل اجتماعي نسلكه تجاه الآخرين ابتداء من الأب والأم والأخوة مرورا بالأصدقاء والأقارب والجيران وانتهاء بكل أفراد المجتمع . وأما أزمة أخلاق تعريفا فهو الخلل في تطبيق تلك الأفعال الاجتماعية .


إذا رجعنا بالوراء إلى ما قبل خمسين عاما مضت لوجدنا تباينا وتفاضلا واضحا في المنظومة الأخلاقية آنذاك والمنظومة الأخلاقية الآن , ففي ذلك الوقت كانت الحياة بسيطة جدا مرتكزة على العملية الرياضية التالية :

1 + 1 = 2

ولم يكن هناك ثورة في الاتصالات والمواصلات , كما أن نسبة الفقر كانت منخفضة, فكان كل شيء آنذاك مرتبطا بالمبادئ والقيم والأخلاق والكرم وإغاثة الملهوف .... الخ .
أما الآن فأصبحت الحياة معقدة جدا حيث باتت تعتمد على العملية الرياضية التالية :
1+1 = [(1+4)*2]^2/[7^2+(7*2)-13] = 2

ونشهد كل يوم ثورة في الاتصالات والمواصلات , كما أن الفقر وصل إلى درجات مرعبة , وبات التشتت الاجتماعي والسياسي أمرا واقعا لا مفر منه , ونتيجة لهذه التغيرات القسرية شهدت المنظومة الأخلاقية تغيرات أيضا مابين قسري واختياري , وكانت تغيرات المنظومة الأخلاقية نحو السلب وليس الإيجاب , حيث انتشرت عمليات النصب والاحتيال والسرقة والربا , وانتشرت الدعارة والجنس , وأصبحت عمليات ترقيع وترميم غشاء البكارة تتم في عيادات الأطباء , وعمليات الربا تتم في بيوت رجال يصفون أنفسهم برجال دين , وفي الأوساط الطلابية باتت عمليات الغش في الامتحان مفخرة للكثيرين وتبتدع كل يوم طرق جديدة لذلك من بلوتوث وسماعات وأجوبة جاهزة .... الخ , ويتم ذلك بمساعدة المراقبين والمستخدمين والموظفين , وأصبح كثير من الدكاترة – الذين يعتبرون قدوة للكثيرين - يتاجرون بموادهم وعلى عينك يا تاجر , لا يمكنني حصر كل المشاكل والأزمات والصور الواقعية لمنظومتنا الأخلاقية فهي غير قابلة للحصر .
ومن الواضح للجميع أنه لا يمكن معالجة هذه الآفات بشكل كلي , فما أفسده الدهر لا يصلحه العطار. ولكن يبرز هنا الدور المحوري والتاريخي لفئة الشباب وخاصة الشباب الجامعي منهم , هذا الشباب الذي يفترض به بأنه يميز الإيجابي من السلبي , والصح من الخطأ , وعليه أن يكون قائدا لمجتمعه المحتضر , والمطلوب الآن أن يبدأ كل منا بذاته لعله وعساه يكون على قدر مسؤولياته التاريخية لتصحيح مسار منظومتنا الأخلاقية وتمتينها .








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=5853