هل الثمن التضحية بالقضية الكوردية ؟
التاريخ: الخميس 02 تموز 2009
الموضوع: اخبار



دومام آشتي

فلنتوقف جميعاً هنا ملياً فالوقت كالسيف.. 
والمتغيرات باتت كثيرة , والوضع يزداد تعقيداً أو توضيحاً
الكورد ومنذ فجر التاريخ يتعرضون لانتكاسة تلوا الأخرى, أما بسبب الخيانات الكوردية الكوردية الداخلية , وأما بسبب الخيانات الخارجية من يُدعون بالدول الصديقة أو المتعاونة
ترى لماذا لا يوجد , حتى تاريخ اليوم جمعية , أو نادي , أو مركز , أو....الخ للتآخي العربي الكوردي , ولماذا دوماً تكون المبادرة من الطرف الكوردي والدعوة للحوار والتآخي الكوردي العربي
لو رجعنا بعجلة التاريخ إلى الوراء , سنجد الويلات والويلات , مئات المرات ومئات الدعوات ومئات المبادرات التي قام بها الكورد سواء لوقف القتال أو لطلب الصلح أو التحاور على أساس التعايش السلمي وكما يقول هيغل , في أحدى كتبه عن التاريخ , أن كل شيء سيحاكم في مملكة التاريخ , وكل شيء سيعود إلى التاريخ وحتى التاريخ نفسه سيحاكم ذات يوم في مملكة التاريخ وإذا ما سألنا ؟عن سبب ديباجتنا هذه سنردف قائلين : كي لا يعتب علينا أحد , كي لا يلومنا أحد , وكي لايتجرا أحد على تخويننا .... أو اتهامنا بقلب الحقائق والوقائع


فمنذ استلام أوباما لدفة القيادة الأمريكية وبات الشغل الشاغل للدنيا وما فيها من شعوب وقارات و..... بات شغلهم وهمهم الوحيد ( ربما) هو الحديث عن السياسة الأمريكية الجديدة في ظل التجديد والتحديث الحقيقي الذي طال الولايات الأمريكية من خلال استبدال أل(the gink) في البيت الأمريكي بل ربما تغيير كامل الأجندة وكامل الإستراتيجية الأمريكية , من خلال سيطرة الحزب الجمهوري على مقاليد السلطة والرئاسة في البيت الأبيض , ومع وجود شخصيات نافذة من الحزب الديمقراطي يترك الباب مفتحا على مصراعيه أمام احتمالات كثيرة ....

عموماً ما نحن بصدده الآن هو القضية الكوردية ودورها ومكانتها وقيمتها في اللعبة الأمريكية الجديدة خلال الأربع سنوات القادمة وربما تلاها أيضا أربع سنوات قادمات , خاصة وأنه باتت تثير بعض التساؤلات والمخاوف والشكوك حول أهمية القضية الكوردية ودورها في الأجندة الأمريكية سواء القديمة منها والمقبلة

وإذا بدأنا من العراق سنجد أن أهم القضايا العالقة والتي تعتبر وبحق قنبلة موقوتة أذا ما انفجرت فأنها ستجر المنطقة إلى ويلات وكوارث حقيقية والتي هي كركوك بتعددها ألاثني والقومي والعرقي والديني , فأننا نجد أن هذه القضية لما تحل بعد , بل يتعدى الأمر إلى أبعد من ذلك , ففي حال خروج القوات الأمريكية من العراق قبل حل هذه القضية الشائكة والمعقدة , فهل فعلاً ستنجر المنطقة إلى ويلات الحرب من جديد وهل فعلاً ستصيب تصريحات البرزاني بان حرباً أهلية بين العرب و الكورد ستندلع , أم أن الساسة الامريكان باتوا على وشك انجاز الحلم الكوردي الذي طال أمد

صحيح أنه بين لفينة والأخرى هناك مشاكل تتبلور وتظهر إلى السطح السياسي في المشهد العراقي , ألا أن المتابع للسياسة الكوردية في كوردستان العراق يلاحظ الوجهين المتناقضين

الوجه الأول : وجه حقوق الإنسان وحرية الرأي والمعتقد , والتقدم الحاصل في كافة المجالات وعلى اغلب الأصعدة , والمشاريع الخدمية والإنمائية الكثيرة والمتطورة وحرية الصحافة والإذاعات ووسائل الأعلام بكافة أشكالها المقروءة والمسموعة والفضائيات ومحطات التلفزة و....الخ حتى أكثر من بعض الدول المجاورة والتي لها أكثر من نصف قرن على الاستقلال بالرغم من تحالف جميع دول الجوار ضده من جهة والحرب الضروس التي يمارسها عرب العراق بين الفينة والآخرة وربما الأصعب عودة الجحوش إلى الظهور مجدداً

الوجه الثاني : وبحسب الأخبار الواردة وما نلاحظه ونشاهده على شاشات التلفزة وصفحات الأنترينت , فأن ظاهرة الفساد الإداري والمالي المستشري هناك بات بحاجة  ماسة إلى معالجة جذرية , إضافة إلى عدم توحيد الوزارات حتى الآن , لكن الطامة الكبرى تكمن في مشكلة كركوك وعدم تطبيق المادة 140 وباقي المناطق الأخرى المستقطعة من كوردستان  فهل يا ترى سيتخلى الأمريكان عن كركوك وإلحاقها إلى حضن أمها كرما لعيون الأتاتركيون , ومغازلة للعرب, السنة والشيعة, في العراق بهدف تقريبهما أكثر من بعضهما البعض ,  وكلنا يعلم أن العائق الأكبر في عدم ضم كركوك حتى الآن هم الأمريكان وحساباتهم وسياستهم التي تضع مصالحها قبل راحة حلفائها , أم أن لعبة كسب الوقت والتوافق والرهان على مرونة القادة الكورد هي من ستجعل من كركوك ضمن الحرم الكوردستاني , خاصة وأن سياسة كوردستان النفطية تترك أكثر من اشارة استفهام حول رضا الحكومة الأمريكية عنها في ظل التوتر الحاصل بين الوزارتين النفطيتين في الإقليم والمركز وعدم تدخلها في فض النزاع , وابقاء كركوك بين السماء والأرض معلقة دون أن يقرر مصيرها , وهي العائمة على بحر من النفط , وباعتقادي أن الأمريكان يماطلون في إرجاعها إلى كوردستان لكسب المزيد من التنازلات من قبل العرب السنة خاصة والشيعة والتركمان عامة , لكنها في النهاية ستكون ضمن الحرم الكوردستاني وبرعاية أمريكية بحتة فيما إذا لو استطاع الساسة الكورد تفهم الرغبة الأمريكية في ذلك وباعتقادي هم قادرون فعلاً على هذا الشيء , خاصة وأن جون بايدين قد عين كوردية مستشارة له وهذا دليل كافي على مضيه قدماً في تقسيم الشرق الأوسط كله , أو على أقل تقدير تقسيم العراق إلى ثلاث أقاليم, نظراً لاستحالة التعايش السلمي بين مكونات وقوميات غير متجانسة وغير متفقة في المبدأ , مشتركة في عدم الاتفاق على سياسة واحدة , فهنا لابد من التقسيم لأنه لا يمكن التعايش الإجباري بين مكونات مختلفة تكن لبعضها البعض العداء أو على أقل تقدير لا يزال التاريخ ماثلاً أمام أعين البعض , والخوف من المستقبل يلوح في أفق البعض الأخر.

ولابد قبل كل شيء من نجاح القائمة الكوردستانية في الانتخابات القادمة للحفاظ على مكتسبات الشعب هناك وهي بادية للقاصي والداني

أما أذا انتقلنا إلى الدور الأمريكي والأوربي في موضوع وقضية الكورد في سوريا فسنجد وبكل تأكيد أن شوطاً كبير قد قطع في هذا المنبر , فأين كنا وأين أضحينا , أين كنا بالأمس وأين استقر بنا القدر اليوم ولنبدأ من حيث انتهت أخر مناسباتنا , (( النوروز)) وما حمله لنا هذا العام , بل وما بعثه لنا نوروز هذا العام , من ضيوف وممثلي سفارات وصحفيين أجانب وعرب ومهتمين بحقوق الإنسان و ناشطين في مجال الحريات و....الخ

فلأول مرة يجتمع هذا الكم الهائل من ممثلي سفارات (( الدنمارك , النروج , السويد , بريطانيا , امركيا , صحفيين من الصين , ممثل الأمم المتحدة للمشاريع الإنمائية , كندا وصحفيين وحقوقيين عرب )) حيث اجتمعوا جميعاً في قرية دريجيكي في منطقة تربسبي  وفي مسرح نارين الفلكلوري ,وجالوا في المنطقة وعبروا عن سعادتهم وشعورهم الطيب بهذا الشعب الأصيل وكانوا في صبيحة اليوم الذي سبق النوروز أي في يوم 20/ 3  قد اجتمعوا في مقبرة الهلالية في ذكرى استشهاد المحمدون الثلاثة , واقتنعوا بأن وجودهم كان حماية وسداً لإزهاق أرواح الأبرياء , ثم وبعد العيد بيومين او ثلاث أجتمع السفير السويسري والسفير السويدي وكل على حدة بالسيدين الدكتور عبد الحكيم بشار سكرتير البارتي والأستاذ فؤاد عليكو سكرتير حزب يكيتي تم خلال اللقاء شرح وإلقاء الضوء على الواقع الكوردي في سوريا

من ناحية أخرى فأن التظاهرات والإعتصامات التي تجري في اغلب دول أوربا تأتي بفعلها وما خروج أشخاص من فئة وزير أو موظف كبير في الخارجية أو مسئول العلاقات الخارجية أو مسئول الملف الكوردي في سوريا خروجهم لاستقبال المتظاهرين واستلام عرائضهم وطلباتهم ما هو إلا خير دليل على التقدم الرهيب الحاصل في السياسة الخارجية لأغلب دول الاتحاد الأوربي بشان القضية الكوردية في سوريا (( ويبقى لنا أن نعاتب الأخوة الكورد في أوربا على حالهم ووضعهم المتشرزم والمفكك في كثير من المفاصل , فإذا كانوا على هذه الحال ولهم من القوة ما يكفي لإجبار الرأي العام الأوربي لسماع مطالبهم فكيف بوضعهم فيما لو كانوا متحدين ومتفاهمين على اقل تقدير في البلدان التي تنشط فيها أكثر من منظمة لحزب واحد, هذه ندعها لهم للإجابة لعلهم أفضل من يجيب عليها))

أما أذا تحدثنا عن الواقع الكوردي في البيت الأبيض فسنجد تقدماً رهيباً قد طرأ على النظرة الأمريكية للواقع الكوردي وهذا يعود فضله بالدرجة الأولى وبرأيي الشخصي إلى حكومة إقليم كوردستان , والى المجلس الوطني الكوردستاني والذي بحق يعد من خيرة المجالس والجاليات أو الهيئات ...الخ من هذه التسميات , فلقد استطاعت أن تدخل إلى أعمق واخطر صالونات السياسة الأمريكية ونجحت في الظفر بلقاء اغلب المسؤلين هناك وما التقارير الصادرة عن الحكومة والبيت الأبيض إلا خير دليل على ذلك.

والمتابع للأحداث واللقاءات والاجتماعات التي تحصل سيدرك تماماً أن كلاً من المجلس الوطني الكوردستاني ( سوريا) برئاسة شيركو عباس, وجمعية كورد سورية في النروج برئاسة شيروان عمر قد قطعوا أميالا بعيدة في تعريف القضية الكوردية للرأي العام والعالمي ولا أبالغ أن قلت أن أعمالهم تغدوا أكثر صلابة وأكثر جدية وأكثر فائدة على صعيد النتائج حتى أكثر من التنظيمات الحزبية في الخارج وخاصة أذا علمنا أن هاتين المؤسستين يناضل ضمن صفوفهما مجموعة من الأشخاص الذي يعملون دون الانضواء تحت لواء الأحزاب أو على الأقل فأن عملهم هو ضمن سياق التشارك الجماعي والتفاهم الودي الذي تفتقده التنظيمات الحزبية في الخارج وعلى صعيد أخر فأن هاتين المؤسستين منذ إعلان عملهما وحتى اليوم هما في تقدم مستمر ومن اجتماع إلى اجتماع موسع أخر دون أي انشقاقات أو تصدعات , وباعتقادي أن هاتين المؤسستين ستتلقيان المتاعب والمشاكل قريباً جداً من بعض الأطراف التي لا يروق لها أن تجد الغير يعمل بجد ونشاط  بشعورها ((الأنوي)) خاصة أذا علمنا  أن المجلس الوطني كان  قد أرسل منذ برهة دعوة إلى مجمل الأحزاب الكوردية لعقد اجتماع موسع لبحث سبل تفعيل القضية الكوردية في الخارج , الآ أن معظم الأطراف الكوردية رفضت الجلوس مع المجلس ورفضت حتى التحاور مع المجلس , طبعاً وكل الأسباب واضحة ومفهومة , وبمقارنة صغيرة وبسيطة جداً نجد الفرق الشاسع والكبير بين المجلس الوطني و جمعية الكورد في النروج من جهة وبين باقي التنظيمات والتكتلات الحزبية من جهة ثانية ((وليعزني أصدقائي وأحبائي في تلك التنظيمات على هذه الصراحة , ونتمنى منهم رحابة صدراً وسعة أفق و تدارك الأمور قبل فوات أوانها أكثر ونتمنى منهم تفهم موقفنا فالاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية وما بالكم أن كان الرأي نفسه هو جزء من القضية))

لكن للأسف مازالت الحركة الكوردية في الداخل تصر على التعامل مع المعطيات كالنعام حين يهرب ويختبأ من العدو ومازال الشعب الكوردي في سوريا بحاجة إلى قائد فذ يلم شمل الجماهير ويرشدهم ويبحر بهم إلى بر الأمان , حتى الانتفاضة الوحيدة للكورد السوريين فقد تم تفريغها من محتواها من قبل بعض الأشخاص الذين يشكلون الداء الحقيقي للجسم الكوردي, ناهيك عن العمليات الاستبدادية التي تحدث داخل الجسم الكوردي من خلال التنظيمات الهرمية المملة والمعتمدة على شدة الولاء لشخص ال..... دون الاكتراث لمجهوده الحزبي والوطني ((ولعلنا نتحدث عن هذه الأخيرة في مقالة أخرى بإسهاب أكثر))

تركيا : وهذه لوحدها قصة فريدة من نوعها حوالي 70% من الأصوات في الانتخابات المحلية والبلدية كانت من حصة الأكراد وحزب التجمع الديمقراطي بقيادة المناضل احمد ترك والذي لقن الآخرين درساً في كيفية التعاطي مع الأزمات والتدليل على أن قوة السلاح وحدها لا تحل الأمور , ورغبة اوباما في لقاء أعضاء وقادة هذا الحزب ما هو إلا خير دليل على الانفتاح الكبير تجاه القضية الكوردية وما إلحاح الاتحاد الأوربي على تركيا في حل القضية الكوردية الا خير دليل على ما أوردناه من انفتاح خارجي أوربي أمريكي على القضية الكوردية في كافة الأجزاء.

صحيح أنني ما ارمي إليه هو أنهم لن يتخلوا عنا  ومقتنعين جداً بعدالة القضية الكوردية ألا انه لا ينبغي الوقوف مكتوفي الأيدي حيال ما يجري والاكتفاء بالتفرج على ما قد يمنحونه لنا أو قد يغدروا بنا كما فعلوا في اتفاقية الجزائر و القضاء على مهابات الدولة الفتية في مهدها

عموماً: برأي على PPK التخلي عن العنف والقتال, مع بقاء السلاح او إيجاد تسوية أو حل لقضية سلاح البيكك لأنه مجرد وجود سلاح الكردستاني يعتبر العمق الاستراتيجي واللوجستي لحكومة الإقليم كورقة ضغط ضد دول الجوار , صحيح أن الترك هم من بدأ وان الكورد في تركيا كانوا مظلومين ومغلوباً على أمرهم , الا أن الوقت قد تغير وآن أوان الكف عن إراقة الدماء وسياسة القتل والنار , وهذه (( وقف اطلاق النار)) يجب أن تأتي بعد ضمانات و تعهدات دولية واتفاقيات برعاية الأمم المتحدة وكبرى منظمات حقوق الإنسان .

وفي سياق أخر قد يقول قائل أن المناورات السياسة التي تحصل حالياً بين أمريكا وسوريا من جهة , وامركيا وتركيا من جهة أخرى وهذه الأخيرة لإعادة العلاقات إلى سابق عهدها , وان من نتائج الحوار الأمريكي السوري التركي سيجلب الويلات للواقع الكوردي فأنا أخالفهم الرأي , بل أنني اذهب أبعد من ذلك لأقول أنها ستجلب الأمان للكورد وقضيتهم العادلة فقط علينا التخلي عن ترهاتنا وحالة التشرذم التي نعيشها , فلو كنا في مجلس سياسي أو كنا نملك مرجعية كوردية لما كنا ننتظر معونة ومساعدة الآخرين وكأننا نشحذ أمام جامع قاسمو

إيران : الكورد في إيران بالتحديد يعتبرون من اشد الشعوب ظلماً واضطهاداً سواء على صعيد باقي الأجزاء أو على الصعيد الداخلي , وهم الشعب الأكثر تخلفاً ((وهذه زرعت فيهم)) مقارنة بكل دول الجوار بسبب السياسات الشوفينية والحصار المفروض عليهم من جهة , ومن جهة أخرى فأن قضية الكورد في إيران لم تفعل حتى الآن كما يجب على الساحة الأوربية كباقي الأجزاء







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=5801