الثالوث الخطر: أدوار مختلفة و الهدف واحد
التاريخ: الأربعاء 01 تموز 2009
الموضوع: اخبار



زيور العمر

بدأت الأصوات , أخيرا ً, تتعالى , والنقاش يتسع , و ينضم مع مرور الوقت المزيد من الأخوة الى دائرة الحوار حول كيفية الخروج من النفق المظلم , و الإنطلاق الى المستقبل , بروح جديدة . فالحالة التي وصلت إليها الأحزاب الكردية في سوريا , بلغت درجة من الخطورة على الشعب الكردي , لم يسبق لها  مثيل , جراء إصرار قيادات تلك الأحزاب على الإستمرار في نهجها التآمري و التخريبي و التواطئي ضد مصالح الشعب الكردي , وقضيته القومية العادلة و المشروعة.
و قلنا في مناسبات سابقة, و نكرره هنا أيضا ً, ان المحاور الكردية , المتمثلة في التحالف و الجبهة و لجنة التنسيق , أضحت منعكسا ً لحالة الشقاق و التشرزم , و ترجمة لها على أرض الواقع . و هي ما تزال تحاول بكل الوسائل الممكنة, رغم إنكشاف أمرها , الإيحاء بأنها تشتغل على توحيد الصف الكردي و تأطير نضالات الشعب الكردي تحت مظلة سياسية شاملة لجميع الأحزاب و المنظمات السياسية الكردية الراهنة.


و لكن الوقائع تشير على أكثر من مستوى , و في مواقع متعددة , على أن هنالك ثلاثة أحزاب كردية رئيسية, تقود النهج التآمري , و تعمل على ترسيخه في ثقافة المجتمع الكردي , و كل منها تقود محورا ً من المحاور السالفة الذكر, و البقية الباقية تدور في فلكها, و تتفيأ بظلالها و هي : حزب يكيتي عن لجنة التنسيق , و البارتي (حكيم) عن الجبهة , و التقدمي (حميد) عن التحالف. فالأحزاب الثلاثة , و بالرغم من إدعاءات الإختلاف فيما بينها في أمور سياسية و أخرى , من قبيل أن يكيتي يقود النهج التصعيدي ضد النظام , و البارتي من أنه يجسد نهج البارزاني في كردستان سوريا , و التقدمي على أنه يصون الشعب الكردي , و يحميه من آثار و نتائج التطرف و المغالاة الكرديين, إلا أنها تشترك فيما بينها بقاسم مشترك , يكاد يكون الأخطر الآن و هو محاربة تطلعات الشعب الكردي , من خلال بث الفرقة في صفوفه , و تأليب أبناءه على بعضهم البعض , تحت عناوين مزيفة.
  الإدعاءات و الإختلافات بين الأحزاب الأنفة الذكر و التي قد تبدو حقيقية في نظر البسطاء , من منطلق أنها تعكس التنوع السياسي و الإجتماعي , إلا أن الأيام  و التجارب المتكررة  كشفت عن زيفها , و بطلانها. فيكيتي لم يعد ذلك الحزب الذي راهن عليه أوساط واسعة بين صفوف الجمهور الكردي , حيث أن نشاطاته تقلصت , و تنظيماته تهالكت , و عناصره يتربصون ببعضهم البعض , في إنتظار أدنى فرصة , لقيام طرف بالإجهاز على الطرف الأخر , و لعل أوضح مظاهر إنتكاسة تجربة يكيتي تتمثل في نهج المزاودة الذي يتبناه قيادة الحزب في إدارة صراعه مع الأحزاب الكردية الأخرى , و صلت إلى درجة التشكيك في وطنية جماهير الأحزاب الأخرى , كما صرح سكرتيره في إحدى المرات. و بعد أن قلص الحزب من تحركاته , و وصالت الى حد التجمع على المقابر , التي بدورها إختفت و تلاشت , كما حدث في ذكرى الشهيد معشوق الخزنوي , و الذكرى السنوية لتطبيق الحزام العربي ,  شاهدنا كيف عاد الحزب الى النهج القديم الذي رسخته الأحزاب الكردية على إمتداد عقود و القائم على تقديم الذرائع و الحجج الكاذبة عن عدم إمكانية القيام بأي عمل سياسي في الوقت الحاضر بسبب تربص السلطة من جهة , و عدم قدرة تلك الأحزاب عن تحمل مسؤولية المعتقلين السياسيين.
كل حزب من الأحزاب الثلاثة تحاول أن تقدم الذرائع , و تبرير تهربها من مواجهة الإستحقاقات , و تتفق فيما بينها , على عدم الصراحة و المكاشفة أمام الجمهور الكردي . فؤاد, بدأ أخيرا ً يغير من موقفه , فبعد أن كانت الساحة الداخلية في نظر حزبه هي الأهم و المحرك ألأساسي, ها هو يقول الآن أن الخارج هو الأهم , و يدعو الكتاب , بدلا ً من توجيه النقد الى الحركة الكردية , الى توظيف طاقاتهم في خطوات عملية من قبيل الإتصال ببرلمانيين أوروبيين, لحشد الدعم للداخل !! أما حكيم فهو ما يزال يبحث و يجهد في سبيل الوصول الى أسباب و مبررات التصعيد الأمني ضد الشعب الكردي في سوريا , حتى يعد العدة و العتاد لمواجهته , و ينبش في ميراث البارزاني الخالد لعله يجد ما يعينه على إيجاد حل أو مخرج !! أما حميد الذي ربما شعر أن أيامه الأخيرة بدأت تقترب , ما زال يصر على أنه جنب الشعب الكردي المزيد من الإجراءات و السياسات العنصرية , و لولا حكمته التي قادته الى الحوار و الإتصال مع دوائر الأمن , من أجل تهدئتهم , و إقناعهم بإن الكرد يشكلون الحصن الخلفي للنظام و سلطته , لما كان الوضع على ما هو عليه رغم سوءه !!!
الأحزاب الثلاثة (يكيتي فؤاد , بارتي حكيم , تقدمي حميد) أصبحت حجرة عثرة في طريق الشعب الكردي صوب تحقيق ذاته , و تأمين حقوقه , و حان الوقت للوقوف على هذه الحقائق المؤلمة , بجرأة و شجاعة, و لعلى أولى الخطوات الواجب القيام بها , هو القول لهم بكل صراحة : أنتم .... , .... , متواطئون , تدعون الإختلاف فيما بينكم , فيما تشير أفعالكم إلى وحدة أهدافكم في إضعاف شعبنا , و شل إرادته , و إبقاءه عاجزا ً , لا حول له , و لاقوة .

1/7/2009







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=5797