حقيقة ما جرى ويجري في قرية ديرونا آغي «الموضوعية هدف الصحافة وأساسها»
التاريخ: الأربعاء 07 كانون الثاني 2009
الموضوع: اخبار



  فرحان مرعي

        دأبت بعض الصحف كـ (جريدة صوت الشعب – وجريدة قاسيون) وخاصة بعد صدور قانون العلاقات الزراعية الجديد ذات الرقم/56/ للعام 2004م ودخوله حيز التنفيذ في العام 2008م على تحريض الفلاحين وحثهم ضد القانون المذكور, علماً أن القانون المذكور صُدق بالإجماع من البرلمان السوري, وهنا يمكن أن نضع إشارات الاستفهام حول الدوافع الحقيقية من وراء تلك الكتابات اللامسؤولة واللاموضوعية والذي أدى إلى خلق أجواء من التوتر والفوضى في كثير من المناطق والقرى الكردية ونخص بالذكر ما حدث في قرية ديرونا آغي إذ ركزت تلك الصحف حملتها على تلك القرية بالأخص أكثر من غيرها, بشكل غير طبيعي ويدعو للريبة ومثير للدهشة.


لا بل إن تلك الصحافة نشرت مقالات مضللة للحقيقة ومنافية للواقع كما في مادة" خورشيد أحمد-عادل معصوم عمر-مكتب قاسيون في الجزيرة" متحاملين على ملاكي القرية "آل مرعي" ملاكي القرية ديرونا آغي المعربة إلى دير الغصن في سعي حثيث ومفضوح للإساءة وسرد الأكاذيب والأضاليل وتشويه الحقائق والأحداث, منطلقين من أفكار مسبقة ومعلّبة وأفكار قديمة ترتكز على مقولة أن "الفلاح مظلوم حتى وإن ظَلمْ" والعودة لمقولة جاهلية "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" لأننا نعرف حق المعرفة إن الأحزاب التي تقف خلف هذه الصحف كفت عن العمل والحراك السياسي والدفاع عن الشعب السوري منذ أكثر من ثلاثين عاما وبالأخص بعد أن ارتضى البعض بالفتات التي ترمى لهم على أبواب الجبهة والبرلمان.
فقد ابتعد السيد خورشيد أحمد في مقالته التي عنونها "قرية دير غصن أول غيث قانون العلاقات الزراعية قطرات دم!" عن روح الكتابة الصحفية الموضوعية لذا جاءت مادته بنفس واحد ومضللة للواقع والحقيقة معتمداً في مصادره على أحد طرفي المشكلة وابتعد عن الحقيقة عبر كلماته ودون السؤال والتحقيق الصحفي وهو ما تقتضيه أصول المهنة, مشوها الوقائع والأحداث وبالإمكان محاسبته قضائيا على ما كتب, وكذلك الجريدة التي نشرت المادة دون التمهل والسؤال.
كما لا يفوتنا أن بعض أصحاب تلك المقالات كمقالة السيد عادل معصوم عمر لصوت الشعب إذ قام بدور الرقيب البعثي في الدفاع عن العروبة وقضايا التعريب التي يتعرض لها الشعب الكردي في سوريا يقول بالحرف في العدد/192/ عام 2008م :القرية اسمها دير الغصن وبلهجة أهل المنطقة اسمها ديرونا آغي "في الحقيقة لم نفهم ما يقصده هذا الـ"عادل" بلهجة أهل المنطقة, لأن أهل المنطقة يتكلمون الكردية فقط واسمها التاريخي "ديرونا آغي" أم أن صاحبنا من أنصار التعريب وتشويه المعالم التاريخية للمنطقة وعن عمد مبيت.
إن "أهل مكة أدرى بشعابها" يا أهل  الكهف, ونحن نقول كالمثل الكردي " المكان هو نفسه ولكن الربيع تغير " فموسكو الصغرى (ديرونا) كما كان يطلق عليها سابقاً لم تعد بل غاب الاسم في غياهب الظلام والشيوعيون السابقون صاروا في مكان أخر فالوقائع أثبتت للقاصي والداني للصديق والعدو أن قضية واضعي اليد في ديرونا أغا تجاوزت مسألة الدفاع عن الأرض تجاوزت حدود القرية الصغيرة جغرافياً لتصل إلى عتبات جهات أخرى ساهمت مادياً ومعنوياً في تأجيج حدة الصراع لأسباب لا تخفى على أحد سوى من أرادت كوامن نفوسهم ذلك بل تجاوزوا ذلك بتشبيه الأحداث بأحداث كركوك فأي كركوك يقصدون وما هي أوجه الشبه.. ونحن نريدها ديرونا أغا كردية تاريخية يعمها السلام والتآلف وهم يريدونها ديرغصن معربة يعمها الفساد والشقاق
سير الأحداث مختصراً :منذ أحالة القانون إلى القضاء من قبل الملاكين في ديرونا أغا وفق بنود المادة " 106 " منه لاسترداد أراضيهم المتعاقد عليها في ظل أحكام القانون "134 " 1958م
قام فلاحو ديرونا أغا وبتحريض من بعض الجهات الشيوعية بتجميع قواهم وإثارة القلاقل مما يدعو للتساؤل أين كان هؤلاء الفلاحون ومحرضوهم عندما طبقت المشاريع العنصرية بحق شعبنا وسلبت أراضيه الخصبة لتمنح للمستوطنين الغمر
أين كانوا حينها وهم الآن يشكلون اللجان ويجمعون التبرعات للوقوف بوجوه الملاكين الذين لا يمتلكون من الأراضي بمقدار ما يمتلك هؤلاء الذين يسمون أنفسهم الفلاحين
    
ووضعت هذه اللجنة برنامجا للعمل" تحريض واستفزاز ودعاية مغرضة" ضد الملاكين وبالتنسيق مع جهات أخرى لها مصلحة في تأجيج الصراع
فحدثت مناوشات واشتباكات تدخلت على أثرها جهات اجتماعية وحزبية كردية وبشكل مستمر وتوصلت بعد مناقشات مستفيضة إلى تهدئة أولية لمدة  ثلاثة أشهر ولكنها خُرقت من قبل الفلاحين "لأنه كانت هناك نيّة مبيتة بدفع الأهالي إلى المشاجرات والقتل وفي المرة الثانية أيضا توصل الطرفان إلى تهدئة ثانية طويلة الأمد لإيجاد حل وبوجود معظم قادة الحركة الكردية وفي كل مرة يؤكد ملاكو القرية على استعدادهم لأي حل واتفاق وتراضي ترتأيه تلك الجهات ولكن الفلاحين يقولون علناً نحن لن نتنازل عن شبر من الأرض راجعوا اللجنة المنبثقة عن الحركة الكردية المتشكلة نتيجة هذا الحدث
وبعد انتشار خبر التهدئة الثانية تحت مظلة الحركة الكردية قامت القيامة وكان الفلاحون هم المعارضون دائما رغم موافقتهم الشكلية ثم أيدهم الشيوعيون وجهات أخرى في السلطة وتم استدعاء أبناء القرية من الطرفين
من قبل الجهات الأمنية والوصائية في لفتة عدم الرضا لما تم الاتفاق عليه وكانت الدلائل على الأرض تشير إلى عدم استمرار التهدئة ثانيا وبالفعل تم ذلك ففي يوم عيد الأضحى المبارك 8/12/2008 قام فلاحو القرية بإقامة حفلة استفزازية احتفاءً بما أسموه" بالنصر العظيم" على الملاكين ورفعوا الشعارات والشتائم جهارةً وفي يوم 10/12/2008 العاشرة والنصف ليلا قاموا بإكمال استفزازاتهم بالهجوم مجدداً على ملاكي القرية مستخدمين العصي والحجارة إضافة للأسلحة النارية منتهكين حرمة البيوت ومحطمين زجاج السيارات ونهب وسلب محتويات البيوت والمحلات التجارية التي تعود عائديتها لملاكي القرية وهو ما أثبتته المحاضر الرسمية للشرطة وكما أصيب احد أبناء الملاكين بالرصاص الحي من قبل أحد الفلاحين الذي لا زال حتى تاريخه متواريا عن الأنظار مما دفع بالملاكين بالاستنجاد بأقربائهم من القرى المجاورة لحمايتهم و الذود عن أملاكهم إذ إنهم أي الملاكين لا يشكلون أكثر من 10% من سكان القرية
كما تملصت السلطات الأمنية من دورها في الحماية و واجبها تحت ذريعة "فلتحميكم الحركة الكردية" فكانت المشاجرة وعددا من المصابين من الطرفين ومما أدى إلى توقيف أعداد كبيرة من الطرفين من قبل قوى الأمن الداخلي وانتهت الأمور بتدخل العناصر الخّيرة من زعماء العشائر العربية والكردية والشخصيات الوطنية والذي أدى للتوصل إلى صلح أولي ينص على حل المشكلة استناداً للقانون وبالتراضي وكما يتم في الدعاوي المشابهة لها في المنطقة ووقع على الاتفاقية الطرفان والقائمون بالمصالحة







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=4961