ملامح من الإمبراطورية الميدية (727 – 549) ق . م
التاريخ: الأحد 18 حزيران 2006
الموضوع:


بقلم: برادوست ميتاني

المقدمة :
تعد الإمبراطورية الميدية من إحدى الإمبراطوريات العظمى في التاريخ القديم التي أقيمت على أرض كردستان الحالية ولعبت دوراً كبيراً في نشوء الحضارة الإنسانية بصورة عامة في المنطقة التي كانت تعرف قديماً لدى اليونانيين باسم موزوبوتاميا التي أطلقت على الأراضي الواقعة بين النهرين دجلة والفرات هذه البقعة التي تعتبر صغيرة بالمقارنة مع الأراضي التي شملتها الإمبراطورية الميدية أو الأراضي التي يطلق عليها اسم كردستان منذ اليوم الأول من إطلاق التسمية عليها .


بناء الإمبراطورية :
 اللبنة الأولى من هذه الدولة كانت على يد الرجل الواعظ والناصح ديوك (1) عندما كان مقصداً لجميع الناس من مختلف القبائل الميدية لحل مشاكلهم الاجتماعية و الاقتصادية وغيرها مما حد بالقبائل أن تتفق على أن يكون عليها الرئيس و منذئذ بدأ الرجل بتوحيدها معاً ضمن بقعة أرض واحدة وواسعة تعيش عليها القبائل الكردية التالية : (بوسيون – آريزانتو – بارتاكتي – بوديون – موغ – ميتاني ) وذلك من سنة (727 – 675) ق . م أي فترة حكم دياكو أو ديوك أحياناً .
أهم الملوك : بعد دياكو تسلم فرائورتا الحكم في البلاد واستمر حتى 653 ق . م ولكن الدولة التي لم تتحمل أطماع دول الجوار ( القوى السياسية ) كالسيتيين (أسكيثيين) وكذلك أطماع الآشوريين وهجماتهم المتكررة فقد تمكن الآشوريون من القضاء على الملك الأول دياكو بخديعة عندما دعوه إلى وليمة وقتلوه فيها فأصبحت الدولة ضعيفة فتعرضت إلى احتلال السيتيين ولم يتمكن فرائورتا من الوقوف في وجههم فانتهت الدولة بينما الطفل كياأخسار الذي نستطيع القول عنه إنه كان مشاكساً ولا يهاب من أقرانه الأطفال وكان ترعرعه قائماً على حب الانتقام من الدخلاء وخاصة الآشوريين الذين اغتالوا جده دياكو وعندما أصبح شاباً نجح في تجميع الشباب حوله وكذلك بعض القبائل مستفيداً من الوضع المذري الذي وقع فيه السيتيون (الاسكثيون) بعد أن أصبحت دولتهم مترامية الأطراف ولا يقوون على إدارتها عندما امتدت حتى فلسطين فثار الشعوب في وجههم استفاد كياأخسار من هذا وأعلن ثورته عليهم ثم حرر بلاده منهم وقادها حتى 585 ق . م وفي حياته كان الحدثان الكبيران : الأول حربه مع الآشوريين والنصر العظيم الذي توصل إليه عندما تحالف مع البابليين ضد هم وأوجد مع البابليين علاقات طيبة جداً إذ يذكر التاريخ إن نبوخذ نصر ابن نابوبلاصر البابلي تزوج من ابنة الملك الميدي المدعوة أميتسا (أوميد) عندما كان يزور البلاد مع والده وقد أحبها حباً جماً ثم تزوجها وبعدها أقام لها حدائق بابل المعلقة عندما وجد أن طبيعة بابل لا تتناسب و أوميد لأن بلادها ميديا جميلة كحديقة فأراد لها التعويض ثم كان بين البلدين اتفاقيات سياسية وخاصة في وجه الدولة العظمى الطامعة بما حولها والمهددة لها باستمرار ألا وهي الدولة الآشورية التي ضاقت بها شعوب (2) المنطقة ذرعاً إلى درجة عدم تحملها وتحمل أعمالها التي نستطيع أن نقول عنها عندما نقرأ المصادر التاريخية بأنها كانت وحشية جداً فبات من المفيد لكل الشعوب التخلص منها لذا اتفقت الدولتان الميدية والبابلية على شن هجوم كاسح ضدها فكان على الميديين أن يهاجموا نينوى العاصمة من الأعلى والتقدم نحو ها وعلى البابليين الهجوم من الأسفل وعلى أن تكون الغنائم للبابليين بينما الإدارة السياسية للميديين فكان لهما ذلك بعد حرب ضروس إذ سقطت نينوى في شهر نوروز (آذار) 612 ق . م ومنذ ذلك اليوم فالكثير من الشعوب تحتفل كعيد قومي بذلك التاريخ.
 أما الملك الآشوري حليف الفرعون المصري بسامتيخ فقد هرب إلى حران ينتظر الفرصة للعودة والانتقام ولكنه لم يفلح إذ أن الميديين هاجموا حران وقضوا عليه .
أما الحدث الثاني الهام فكان حربه مع الليديين (3) هذه الحرب التي استمرت ستة سنوات دون أن يحقق أي طرف النصر على الآخر وكان إنهاؤها بسبب كسوف الشمس إذ أقتنع الطرفان بأنه لاحق لكليهما في إشعالها التي تكلفهم ضحايا أبرياء وذلك من سنة (590  - 585 ) ق .م .
كانت الدولة قوية جداً في عهد كياأخسار إلى درجة أصبحت مرهوبة الجانب وساهم ذلك في نشر الأمن في منطقة ميزوبوتاميا وحولها وعاشت الشعوب في أمن واستقرار بعيدين عن اعتداءات الآشوريين إذ يقول المؤرخون إن حرب ميديا ضد آشور لم تكن للأطماع أو التوسع وإنما حرب انتقام ودفع الاعتداءات وإن تلك الحرب أو ذلك النصر جاء لمصلحة جميع شعوب الشرق الأوسط حينذاك إذ تميز الآشوريون بروح العنجهية والعنف والقتل والدمار لكل شعوب المنطقة وكانوا قساة جداً وتسبب ذلك في وصولهم إلى نهايتهم إذ كانوا هكذا حتى مع أنفسهم حيث خلق المرء لديهم للحرب فقط ولم تكن للنساء قيمة لديهم والتي لم تلد الصبيان لا قيمة لها , والصبي المصاب بعاهة دائمة يكون في طي الإهمال وكثيراً ما كانوا يتخلصون منه , وهم الذين أوجدوا الحجاب للنساء وجعلوها حبيسة المنزل مكرسة للعمل داخلها وللإنجاب فقط .
بعد وفاة كياأخسار تسلم أستياك سدة الحكم ولم يكن بقوة سلفه وشخصيته السياسية , وأصبحت البلاد في عهده ضعيفة إذ أصبح القانون في البلاد بيد الأقوياء و المتنفذين وخاصة أبناء القبائل والإقطاعيين فانقسم المجتمع إلى طبقتين رئيسيتين الأشراف والأغنياء وإلى جانبهم الشريحة الاجتماعية الواسعة من الطبقة العامة ودبت الفوضى في صفوف الجيش وزاد الطين بلة عندما تغلغلت الشخصيات الغريبة صفوفه أمثال كورش الذي أصبح ضابطاً وكان لليهود يد حينذاك في إضعاف القصر الملكي في السيطرة على البلاد كما أن نهوض كورش وطمعه في حكم البلاد وجد الظروف الملائمة لانهيارها وأول الذين خان سيده كان رئيس الجيش هارباك بالتعاون مع اليهودي إيبار (4) والعديد من الضباط في الجيش ( كبار القادة ) وقد كشفت خطة الانقلاب السيدة مينا زوجة كبير كهنة الموغ , علماً أن كورش هو حفيد أستياك من ابنته ومن أب فارسي. عندما عرف أستياك بالمؤامرة لم يتمكن من مجابهتها إذ كانت مستشرية وأصبحت ذات قوة إذ أنقسم جيش البلاد إلى قسمين وثمة مجابهات عديدة بينهما ولكن كان النصر النهائي لكورش الذي قضى على حكم جده أستياك وأنهى حكم الإمبراطورية الميدية بإقامة إمبراطورية فارسية تحمل اسم الإمبراطورية الأخمينية (5) وذلك في سنة 549 ق . م ويذكر بأن أستياك مات في الصحراء عندما آثرها على الإقامة في القصر كرجل عادي لا سلطة له بناءً على رغبة كورش .
محاولات التحرر عبر الانتفاضات:
1-  انتفاضة كؤماتا سنة 522 ق . م : حمل هذا الرجل لواء الثورة ضد الملك الأخميني دارا الأول بدعم الفلاحين وعامة الشعب الميدي إذ من القلة وجود الأغنياء والمتنفذين في صفوف الثوار ولم يكتب له النجاح بسبب وشاية من إحدى النسوة الميديات عندما كشفت عنه للملك ومن الجدير ذكره هو إن دارا الأول بعد أن قضى على ثورته اضطر إلى إصلاح بعض الأمور للفقراء والفلاحين ليكسب ودهم , ما يمكن قوله في الوقت الحالي هو إنها كانت إصلاحات ديمقراطية .
2-  انتفاضة خشريتا(6) : ينتمي قائد هذه الثورة إلى عائلة الملك الميدي الأبرز كياأخسار وسعى إلى إعادة الإمبراطورية إلى الحكم الميدي ولكنه لم ينجح في ذلك , فقد كانت هزيمته في آخر معركة تحمل اسم كوندورا ,                فر خشريتا إلى مدينة ري الحالية ولحق به الجيش الأخميني ثم ألقي القبض عليه وكانت نهايته بشعة جداً تقشعر لها الأبدان إذ قطع الملك إذنه وجدع انفه وفقع عينه وقطع لسانه ثم ربطه بشجرة في مدينة أكباتانا ورمي بالسهام حتى مات , وهذا ما يفتخر به دارا مع ذلك المتمرد على حد تعبيره عندما دونه على نقش بهيستون  في أخبار انتصاراته
3-  انتفاضة جتران تخوما : كان سبب عدم نجاحه هو خيانة بعض الميديين له عندما قبضوا عليه وسلموه إلى الملك دارا في مدينة هولير ( أربيل ) , ثم كانت نهايته ليست أرحم من نهاية سلفه خشريتا من حيث التعذيب وقطع الأنف واللسان والإذن .....الخ .
أرض ميديا وإمبراطورية إسكندر المقدوني :
لم يكن إسكندر المقدوني متعصباً لجنسه أو لقوميته إلى درجة كبيرة كما يتصف به الاحتلال أو الاستعمار بل كان ليناً إلى حد ما إذ لم يقضي على ثقافة ولغة وحضارة منطقة الشرق الأوسط عندما وصل إليها بل أوجد حضارة ممزوجة تحمل اسم هلنستية (7) أي هيلين + ايست ( هيلين اسم جدة اليونانيين وايست معناها الشرق باليونانية ) لذا فيما يتعلق بأرض ميديا وضع عليها شخصاً ميدياً لا يونانياً يحمل اسم اكسودات في سنة 350 ق .م ومن بعده أتروبات سنة348 ق.م وفي هذا العهد أقيم حفل زفاف كبير ومشهور في التاريخ إذ أقام إسكندر حفلة زواج فخمة له و لمئة من قواده العساكر وتزوجوا من الشرقيات فكان نصيب إسكندر الميدية روكسانا وقائده المفضل سلوقس الفارسية أباما وهكذا لبقية القادة أما بالنسبة لمصير ميديا أو أرض التي يحكمها أتروبات فقد أخذت تحمل مع الوقت اسم أذربيجان .
بعض الملامح الحضارية لميديا :
1-الحدود : من الشرق أفغانستان( بل بعض أراضيها ) ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط ومن الشمال مناطق كادوس فيما وراء نهر آراس ومن الجنوب حتى الخليج العربي ,وقد ضمت داخلياً ما يلي : فارس – أرمينيا – آشور – عيلام هيركاني – جزء من باكستان على المحيط الهندي – شمالي شرقي سوريا وكانت تحمل سورميد (8) – هوريوناوراراتيونميتانيون (9).
2- العاصمة : جه مه زان في اللغة الكردية تعني مكان الاجتماع واستخدمت أحياناً اسم هيكمه تانا ولكنها اشتهرت باسم أكباتانا وهذه التسمية أطلق عليها اليونانيون وقد تم تثبيتها هكذا بصورة أكثر في المراجع لأن معظمها يونانية كما هي عند زينفون وهيرودوت وغيرهما ومكانها الآن قريبة من همدان الإيرانية وقد أخذت المدينة هذه اسمها من عاصمة الميديين وهي الآن لا تقع داخل حدود كردستان إذ على مقربة منها في إيران وقد نجح المنقبون في العثور عليها وتمكنوا من إزالة الأتربة وهي ضخمة جداً وتتميز بسورها النادر الذي يتألف من سبع جدران عالية وعريضة بجانب بعضها وهي تلتف حول المدينة فالجدار السابع أعلى من السادس والسادس أعلى من الخامس وبالتدرج هكذا حتى الوصول إلى المدينة .
3- اللغة : اللغة هي الكردية بدون جدال لأن أخوتنا الموكريانيين في شرق كردستان مازالوا يتحدثون بها وهي تعتبر الآن لهجة مصغرة (بالتقادم ) مع اللهجات الكردية الفرعية المحلية ,أما الكتابة فكانت المسمارية و أحياناً هيروغليفية واتخذت شكلاً مغايراً نسبياً عندما أصبحت الديانة الزرادشتية الرسمية في البلاد إذ استخدمت حروفاً مشابهة للمسمارية في كتابة زندافيستا  فأخذت تحمل اسم اللغة والكتابة الزندافستية ,ثم فيما بعد تحولت إلى الفهلوية حتى قبيل مجيء الإسلام وقد كان الكورد والفرس مشتركين في تلك الكتابة .
4 – المعتقد أو الديانة : قبل قيام الإمبراطورية كانت مبادئ أناهيتا أكثر انتشاراً التي تمثل نجم الزهرة ثم تلتها معتقدات ميترا التي تمثل القمر وبعدها اختلطتا بالديانة الزرادشتية التي تمنح الشمس الاحترام والتقديس ثم النور ضد الظلام ومنح النار مكانة مرموقة ومن الجدير ذكره هنا هو أن السيدة المعروفة في تاريخ الشرق الأوسط باسم نفرتيتي  (10) (ومعناها بالكردية نفرتي–تي أي المرأة الجميلة قادمة وقد قرأت هذا المعنى في أحد أعداد مجلة روز اليوسف المصرية قبل سنوات ) زوجة الفرعون المصري امنحوتب الرابع هي ابنة الملك الميتاني ملك الإمبراطورية الميتانية التي كانت عاصمتها واشوكاني (سري كانيه أي رأس العين قرب قامشلو ) تمتد بأصولها الدينية إلى أناهيتا و ميترا لذا عندما تزوجت الفرعون المصري جعلته أن يغير من معتقداته الدينية التي يعتبر فيها نفسه الإله الحي على الأرض بينما الإله الآخر في السماء أي آمون بهذا يكون اعتقاده بإله ثنائي ,فعاد يؤمن بإله واحد فقط في السماء واسمه آتون أي الشمس , ومن الجدير قوله إن كلمة آتون مازالت تستخدم في اللغة الكردية حنى وقتنا الحاضر بمعنى الحرارة الشديدة وربما كانت تعني الشمس قديماً ثم أعتبر الفرعون نفسه خادماً لآتون فقد غير من اسمه وجعله آخن- آتون  أي إخناتون ,وفي اللغة المصرية القديمة تعني خادم آتون أي خادم الله أو عبدالله كما هي التسمية الآن .
5- الفنون :عاش الميديون مرحلة متقدمة في الفن إذ شهد هذا العمل أنواعاً مختلفة ومجالات متعددة ,فقد كان على الألواح أو الجدران أو القبور أو الحجارة أو الحديد أو النسيج كما إنهم عرفوا خياطة الألبسة والغزل والنسيج والنقش على الخشب أو الحديد وأيضاً صنعوا التماثيل وخاصة للمشاهير منهم وللآلهة ,وقد دلت اكتشافات تل هسار على هذا الفن الرائع كما إنه تم في كهفين على نوع متقدم من الفن أولهما كهف شهرزور ( مناطق مدينة السليمانية في جنوب كردستان ) فقد كان عبارة عن قير للملك كياأخسار (بالإضافة إلى الرسومات العديدة له في مختلف مناح الحياة السياسية ) , كما وجد تمثال ذو أربعة أجنحة وهو لشخص محفور على حجر عليه صورة كوكب الزهرة التي تدل على الآلهة أناهيتا وللقمر الدال على الآلهة ميترا وللشمس الدالة على أهورامزدا إله الخير لدى زرادشت بالإضافة إلى صورة كاهن من الموغ أمام موقد نار (هنا نتذكر مواقد النار التي عبارة عن حفرة في حجرة أو صخرة , أي جرن وهي وجدت بكثرة في جنوب كردستان ضمن الكهوف والمغارات وقد أجرى ويجري عليها الأستاذ في التاريخ عبدالرقيب يوسف أبحاثه التاريخية ) .
أما الكهف الثاني فقد يقع في منطقة دوكان (11) وقد عثر فيه على قبر الملك الميدي أسيتاك , بالإضافة إلى تلك الفنون فقد رسم الميديون ألواناً عن الطبيعة , وأشكالاً لها على الصحون والكؤوس عن طريق الزخرفة وهي في ذلك موضع الاستغراب بالنسبة للزمن الذي تنتمي إليه ميديا ,وقد عرف الميديون الزراعة وتربية الحيوان وتدجينه وبالأخص الحصان .
بعض الكلمات الميدية : ساخو : كانت تطلق على اسم منطقة وهي شبيهة باسم زاخو الحالية . كيا : تطلق هذه التسمية حتى الآن على رئيس القبيلة أو سواه في مناطق من شرقي وجنوب كردستان . آرتا : الفرن , أسب : الحصان . آري : ما لها صلة بالشمس (ناري) . نان : الخبز . تيغر = تير (12)لأن في اللغات اللاتينية لا تلفظ حرف الغين وبذلك فهي تعني السهم وقد أستمد نهر دجلة اسمه منها كونه يجري كالسهم و كان يسمى تيغلات . خراسان : منطقة من ميديا ويعيش فيها الكورد بكثرة وهي تقع خارج حدود كردستان الحالية . شير : مرتبة دينية زرداشتية ومازالت تستعمل لدى أخوتنا الإيزيدين .         ميرتا ( مارتا) (13) : شجاع متمرد ثائر وهي تسمية يطلقها كتاب زندافيستا على ميديا . زير : الذهب . نوروز : اسم شهر آذار .  أسبجي : مربي الحصان .               
قبل الختام نقول إن مشير الدولة يؤكد في كتابه إيران قديم على إن لغة ميديا كانت الأساس للكورد وللغة الكوردية الحالية كما ورده العلامة محمد أمين زكي في كتابه كورد و كردستان الجزء الأول صفحة 59 .
 وإن السير ولسون يقول في كتابه ميزوبوتاميا إن الأكراد هم أحفاد الميديين أيضاً عن كتاب كورد وكردستان صفحة 127 , وإن المؤرخ الروسي دياكونوف يورد في كتابه ميديا قولاً على إن التمثال الذي عثر عليه في تل هسار لشخص عيناه لوزيتان تشبهان سكان زاغروس و ديالا الحاليين .
ختاماً : إن التاريخ الكوردي غني جداً ولا يمكن لأحد الانتقاص منه بالرغم من محاولاتهم العنيفة هنا وهناك فقد لا يمكن إخفاء الشمس بالغربال وثمة أقلام جادة محايدة تبذل جهوداً حثيثة لأمانة المهنة إنسانياً وهي كثيرة وإذا صادفتنا عوائق مهما كان حجمها يجب أن نتخطاها كوننا بحاجة ماسة للوصول إلى المعلومة السليمة كما كنا دائماً والآن حيث يتطلب منا عدم التراخي فمن لا ماضي له لا حاضر له ولإظهار عراقة ماضينا واجب قومي ووطني بل وإنساني .
المراجع :
1-    كتاب ميديا للمؤرخ الروسي دياكونوف – صفحة 170 .
2-    المصدر السابق صفحة 187.
3-    كتاب كورد كوردستان الجزء الثاني للعلامة محمد أمين زكي صفحة 15 .
4-    مجلة الحوار العددان 26 – 27 مسرحية كورش وأستياك للدكتورة وهبية شوكت محمد صفحة 130 .
5-    كتاب زرادشت والديانة الزرادشتية للأستاذ فارس عثمان صفحة 12 .
6-    كتاب ميديا – دياكونوف صفحة 250 .
7-    مدخل إلى تاريخ فارس وحضاراتها القديمة قبل الإسلام للدكتور محمد حرب فرزات صفحة 109 .
8-    كتاب ميديا دياكونوف صفحة 319 .
9-    المصدر السابق صفحة 173 .
10-كتاب سلسلة العلاقات السورية المصرية عبر التاريخ الجزء الأول للدكتور محمود عبد الحميد أحمد صفحة 154 .
11- ميديا دياكونوف صفحة383.
12- المصدر السابق صفحة 68 .
13 – المصدر السابق 146 .





أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=442