وساطة برسم الاستثمار أم مقال برسم الاستثمار رد على اتهامات الكاتب محمد العبدالله للقيادات الكردستانية
التاريخ: الأربعاء 06 اب 2008
الموضوع: اخبار



بقلم : رودوست برزنجي

نشرت جريدة قاسيون الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوري فصيل  (قدري جميل) في العدد ( 365 )  وبتاريخ السبت 19 – تموز 2008 في الصفحة الثامنة مقالاًً تحت عنوان (وساطة برسم الاستثمار) لكاتبها محمد العبدالله يتحدث فيها عن المصافحة العلنية التي تمت بين الرئيس العراقي جلال الطالباني وباراك واصفاً إياها بوصمة العار التاريخية .
 ونظراً لوجود الكثير من المغالطات وبسبب التزييف التاريخي لعدد من الحقائق أود التوقف عند النقاط التالية:


1 – يقول كاتب المقال موضحاً حميمية العلاقة بين الرئيس الطالباني وباراك :(لكن المصافحة العلنية التي جمعت جلال الطالباني المسمى رئيس جمهورية العراق ومجرم الحرب الصهيوني باراك بترتيب مسبق من محمود عباس شكلت الحدث الأبرز الذي استقطب أنظار المهتمين بقضايا الصراع وتجاذباتها بالمنطقة)

وهنا أريد أن أذكّر السيد عبدالله أن الرئيس جلال الطالباني هو الرئيس الشرعي للعراق وليس (كما يسمى) فقد أختاره الشعب العراقي بمختلف أطيافه وتنويعاته من خلال انتخابات حرة ونزيهة اعترفت بنزاهتها جهات دولية عديدة وهي ليست كانتخابات ال 99,99 % التي تجري في معظم دولك العربية من المحيط إلى الخليج فحبذا لو تكتب في هذه الانتخابات جزاك الله الخير.
2 – يتحدث الكاتب عن العلاقة التاريخية بين الحزبين الكرديين الرئيسيين في شمال العراق مع حكومات إسرائيل المتعاقبة واصفاً الحزبين ب(المتسلطين) على حكم شمال العراق مستشهداً في حقائقه بما قاله كاتب صهيوني هو شلومو نكديمون وهنا أقول للسيد العبدالله :
لقد تحدث أكثر من كاتب عن وجود علاقات بين الحزبيين الكرديين وعدد من القيادات الكردية  مع إسرائيل غير كاتبك الصهيوني ولكن لم يستطع أحد حتى الآن أن يقول عن تلك العلاقات أنها كانت على حساب أي قضية عربية وبخاصة القضية الفلسطينية والتي كانت للأحزاب الكردية مواقف مشرفة في الدفاع عنها ويبدو أنك نسيت أو تناسيت أن عدداً كبيراً من شبابنا الكرد استشهدوا في سبيل الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني ولا تزال الأحزاب الكردية حتى الآن تؤمن بعدالة هذه القضية وأحقية الشعب الفلسطيني في استرجاع أراضيه المحتلة
وإذا صحّ الادعاء بوجود تلك العلاقات فإنها كانت في وقتٍ كان الكرد مستعدون لتكوين علاقات حتى مع الشياطين بعد أن خذلتهم معظم الأنظمة العربية وحتى الكثير من مثقفيها وشعوبها
لقد كان الشعب الكردي يتعرض لأبشع ما عرفته البشرية من ظلم وقهر وقتل وتنكيل وتهجير و .......وكان ينتظر موقفاً مؤيداً من أي أحد أو حتى صحفياً يزور مناطقهم ويشاهد مأساتهم
يقول جرجيس فتح الله على هامش ترجمته لكتاب ديفيد ادامسن : الحرب الكردية وانشقاق 64 ص7 (إن أحدهم كتب إلى قيادة الحركة الكردية ينبئ بإنفاق مبلغ طائل على دعوة للصحفيين في واحد من أكبر فنادق نيويورك كانت الحركة في أمسّ الحاجة إلى كل فلس منه ، عله يغري الصحفيين بشد الرحال إلى منطقة العمليات والكتابة عن الحرب .)
إذاً فتحت الأحزاب الكردية مناطقها أمام الجميع أمريكيين وبريطانيين وسوفييت وفرنسيين وإسرائيليين وعرب لعلهم يخرجون قضيتهم من الظلام إلى النور فاتهموا بالعمالة تارةً لإسرائيل وتارةً لأمريكا وتارةً للسوفييت
لقد أوقف الملا مصطفى البرزاني القتال مع الجيش العراقي ليتسنى للأخير المشاركة في حرب تشرين عام 1973وهذه واقعة يعرفها الساسة العرب قبل الكرد
إذاً العلاقة مع إسرائيل كانت تحت ظروف القهر ولم تكن على حساب أيٍ من القضايا العربية أما في الوقت الحاضر فإن الإدعاء بوجود الموساد الإسرائيلي وبعلم من البشمركة الكردية أمر نفاه  - في أكثر من مناسبة - المسؤولون الكرد في حكومة إقليم كردستان أما وجود شركات إسرائيلية اقتصادية بأسماء مستعارة فهذا شأن آخر على الرغم أن المسؤولين الكرد ومن بينهم السيد مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان والسيد نيجيرفان البرزاني رئيس حكومة إقليم كردستان أكدا في أكثر من لقاء في الفضائيات العربية أو العالمية عدم استبعاد أن يكون لحكومة إقليم كردستان علاقات مع إسرائيل في المستقبل أسوة بباقي الدول العربية أو الدول الإسلامية مثل مصر والأردن وقطر وتركيا و ......
في أواسط الستينات طرح الراحل حبيب بورقيبة فكرة التفاوض مع إسرائيل بعد أن فشلت الدول العربية في انهاء الصراع لصالحها بسبب عدم جدوى الحل العسكري فاتهم آنذاك بالخيانة والتآمر وقام بعده الرئيس المصري أنور السادات في الثمانينات بعقد اتفاقية السلام مع إسرائيل فاتهم أيضا بالخيانة واغتيل ثم أدركت معظم الدول العربية أن الحل الوحيد الذي قد يعيد الأرض لأصحابها هو عبر السلام مع إسرائيل من خلال المفاوضات و العلاقات وبعد أن تبادلت بعض الدول السفارات مع إسرائيل وعقدت أفضل العلاقات معها لا زال كاتبنا يتحدث عن العلاقات التاريخية التي جمعت بين الأحزاب الكردية وإسرائيل
الأجدر بك يا عزيزي أن تتحدث عن العلاقات الوطيدة بين عدد كبير من الدول العربية مع إسرائيل وكيف أن العلم الإسرائيلي يرفرف في سماء تلك الدول العربية وكيف إن أنظمتها قد باعت القضية الفلسطينية مقابل أطنان من الطحين لتسد رمق شعوبها ابحث عن مصير القضية الفلسطينية الذي تاه بين نظريات المؤامرة ومصالح الأحزاب والأنظمة هل سمعت نشرة الأخبار اليوم هل سمعت كيف يفر الفلسطينيون من بطش أحزابهم ويلتجئون لأسرائيل عدوتهم أليس من الغريب أن يفر الأخ من أخيه ويلجأ إلى عدوه
3 – بالنسبة لادعائك أن الحزبين الرئيسيين (الديمقراطي والإتحاد الوطني) الكردستانيين بالتسلط على الحكم فإنني أود أن ألفت نظرك إلى أن الحزبين المذكورين هما من أكبر الأحزاب الكردستانية الموجود على الساحة الكردستانية من حيث العدد والإمكانات وليس هذا فحسب فهما يمتلكان تاريخاً نضالياً مشرفاً ضد ظلم وعدوان الحكومات والأنظمة المستبدة المتعاقبة على الحكم في العراق كما كان لهما دور بارز ومهم في تحرير العراق من النظام السابق الذي فتك بالعراق بكرده وعربه وباقي أطيافه وهما صماما الأمان في الحفاظ على وحدة العراق  (وليس كما تدّعي أنهما انفصاليان) من خلال حكم ديمقراطي فيدرالي أقره الدستور العراقي ومن هنا ووفق معايير الديمقراطية التي لا أعلم مدى إيمانك بها فهما يمتلكان الحق في الحكم أسوة بكل الأنظمة الديمقراطية.
4 - صدر بيان رئاسي يقول: خلال حضور رئيس الجمهورية جلال الطالباني مؤتمر الاشتراكية الدولية المنعقد حالياً في العاصمة اليونانية أثينا، وفي اليوم الثاني للمؤتمر حيث ألقى خطابه، بادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتقديم إيهود باراك رئيس حزب العمل الإسرائيلي لمصافحة الرئيس طالباني.
وأوضح البيان أن (الرئيس الطالباني الذي استجاب لطلب الرئيس الفلسطيني، تعامل مع الأمر بصفته الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني ونائب رئيس الاشتراكية الدولية، وليس بصفته رئيس جمهورية العراق) واعتبر البيان أنّ (ما جرى لم يكن سوى سلوك اجتماعي حضاري لا ينطوي على أي معنى أو تداعيات أخرى، ولا يحمّل العراق أي التزامات، كما أنه لا يؤسس لأي موقفٍ مغايرٍ لسياسات جمهورية العراق وتوجهاتها ومواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية)
ومن هنا فإن هذا البيان أزال كل اللغط والمهاترات والاجتهادات والتحليلات العقيمة وهو واضح وليس فيه ما يحتاج إلى تلك الضجة التي إما  تنم عن  سذاجة وجهل أو تنم عن حقد مزمن أو عن فكر قومجي عاف عليه الزمان.
5 – لا أعلم على أي حقائق اعتمد كاتبنا عندما قال : (أما يد مام جلال فيعرف دورها ولونها الأحمر أبناء الشعب العراقي بأكراده أولاً وعربه ثانياً .....)
ربما لا يميز كاتبنا بعد بين صدام حسين وجلال الطالباني أو التبس عليه الأمر
الشعب العراقي بعربه أولاً و بكرده ثانياً يعلم أن من كانت يداه ملوثتان بالدم العراقي هو صدام حسين ولم أسمع عراقياً أو أقرأ لكاتب عربي أو أجنبي بعد (باستثناء كاتبنا المبتكر ) عن اشتراك الرئيس جلال الطالباني بعمليات لقتل العراقيين حتى أنه لم يصادق على حكم الإعدام الذي صدر بحق الدكتاتور السابق صدام حسين على الرغم أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان قد أصدر في فترة رئاسته عفواً عاماً عن جميع المعتقلين العراقيين واستثنى منهم السيد جلال الطالباني.
6 – ما أود أن تعرفه أخيراً يا سيد محمد إنني لستُ هنا في موقف الدفاع عن شخص الرئيس جلال الطالباني فانا لم ألتق به في حياتي ولا تربطني بحزبه أية علاقة أو رابطة لكنني أردت أن أبين للقراء حقيقة أن الكرد والذي أنتمي إليهم أصحاب قضية عادلة تعرضوا ولا زالوا يتعرضون للظلم والحرمان وهم من أجل ذلك لا يمكنهم أن يسيئوا لقضية شعبٍ يشابههم إلى حدٍ ما في ما تعرضوا له
والرئيس جلال الطالباني وبفضل خبرته الطويلة وعلاقاته المتشعبة استطاع أن يستحوذ على احترام شخصيا ت لها مكانتها في المعادلات السياسية سواءً في أوربا أو أمريكا أو في الدول العربية ولذلك استحق بجدارة أن يكون رئيساً لجمهورية العراق ونائباً لرئيس الاشتراكية الدولية
أما كونه كردياً فهذا لا يقف حجر عثرة في أن يكون ما يجب أن يكون فلقد ولى هذا الزمن إلى غير رجعة في العراق ونتمنى أن يولي في باقي الدول في شرقنا الأوسط وأتمنى أن لا تنكر أن القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي قد حرر القدس في يومٍ من الأيام من الصليبيين
ورسم خارطة المنطقة التي نعيش فيها وإنه لو أراد لكان قادراً على تأسيس أكبر إمبراطورية كردية لكنه كان يحمل في ذاته قيماً أسمى مما يفكر به الكثير من القومجيين والذين ما زالوا يحلمون كما كان يحلم أدولف هتلرو أتباعه النازيون.








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=4281