حين يغدو اللغو والخلط مهنة العاجزين
التاريخ: الثلاثاء 22 تموز 2008
الموضوع: اخبار



أحمد زكريا / القاهرة

لقد هالني ما سطره الكاتب "قهار رمكو" على موقع باخرة الكرد تحت عنوان "المحاميين إيمرالي أوجلان قيادة ب ك ك والاختطاف والكرة ق1..!."
http://www.gemyakurda.net/modules.php?name=News&file=article&sid=12176
وذلك لعدة أسباب:
فضلاً عن ركاكة صياغة عنوان المقال، وعدم وضوح أي معنى له، فقد شاب المقال، من أول كلمة فيه وحتى آخر كلمة، عدم الوضوح في الصياغة، والتراكيب الإنشائية، فضلاً عن الأخطاء النحوية، واللغوية الفادحة، التي ترجع لتناقض الأفكار المطروحة، وركاكتها. فلا ينفصل تشتت الفكرة، وتشوشها كمضمون، عن ركاكة اللغة، والتراكيب الإنشائية، والصياغة، كشكلٍ، ووعاءٍ جامع.


امتلأ المقال بالمغالطات الفجة التي تقتضي مناقشتها بعقلٍ واعٍ، فقد اعتبر الكاتب احتجاز الألمان الثلاثة لدى المقاتلين الكورد في آغري "اختطافاً"، وهو ما ينافي الحقيقة، فلقد صرحت قوات الدفاع الشعبي الكوردستاني منذ بدء احتجاز السواح الثلاثة بأنه قد تم احتجازهم لأنهم "دخلوا منطقة عمليات عسكرية"، وعليه فإن عملية احتجازهم تكون منطقية، ومبررة من عدة وجوه، حيث لابد من التأكد والتحقق من هوياتهم، ومدى الهدف الذي جاءوا من أجله، هل حقاً لممارسة رياضة التسلق، أم لأغراضٍ أخرى، قد تكون استخبارية لأحد الأجهزة، هنا، أو هناك! خاصةً وأنه من غير المبرر أن يمارس متسلقوا الجبال هوايتهم في منطقة عمليات عسكرية مشتعلة، تنتشر فيها القنابل العنقودية، التي يقذفها الجيش التركي من طائراته المغيرة صبح مساء، كما أنه من اللافت أن تسمح السلطات المدنية، والعسكرية التركية، لسواح أجانب، بارتياد مناطق عمليات عسكرية، بما يحفها من مخاطر دون تحذير، أو إرشاد، أو إنذار لهؤلاء الزائرين الأجانب!
ومن جانبٍ آخر لو كان مقاتلوا قوات الدفاع الشعبي الكوردستاني يستهدفون اختطاف السواح الألمان لكانوا اختطفوا المجموعة بكاملها (عشرة أفراد) وليس ثلاثة فقط كما جرى الأمر، وهذا لم يكن عسيراً أو مستحيلاً. يضاف إلى ذلك، مواكبة دخول المجموعة الألمانية إلى آغري، وتزامنها مع تصعيد السلطات الألمانية (بقرار وزارة الداخلية تحديداً، المدعوم بتصريحات صادرة من وزارة الخارجية الألمانية) لسياستها العدائية ضد الشعب الكوردي، وأحد أبرز أجهزة إعلامه الثقافية، والفنية، "فضائية روج تي في"، بمنع ممارسة أنشطتها المعتادة فوق الأراضي الألمانية، تحت مبرر لم يثبت صحته قضائياً، ولم يصدر بشأنه حكم قضائي، بكون الفضائية موالية لحزب العمال الكوردستاني، وتبث دعايةً له، ما اعتبره حزب العمال الكوردستاني عملاً عدائياً ضد الكورد، وأنشطتهم الثقافية والإعلامية، وقد جاء موقف الحكومة الألمانية، على حساب الكورد، على خلفية تقاربها مع الحكومة التركية. وقد طور حزب العمال عملية الاحتجاز للتعبير عن استيائه من تصاعد السياسات الألمانية المتجاوزة في حق الكورد في الآونة الأخيرة، فطالب حزب العمال الحكومة الألمانية بالتخلي عن تلك السياسات، كما حاول الضغط على الحكومة التركية لوقف حملاتها العسكرية على جبل آغري خوفاً من حدوث إصابات للمحتجزين الألمان جراء القصف العشوائي، والعمليات العسكرية التركية في تلك المنطقة. وكان جل ما استهدفه حزب العمال هو لفت الأنظار لتفهم القضايا العادلة للشعب الكوردي، وتخفيف الأذى عن كاهله، ولو كان حزب العمل الكوردستاني ينتهج سياسات إرهابية، وفقاً لما يلمح إليه الكاتب، ماذا كان يمنع ذلك الحزب عن إنزال الأذى بالمحتجزين، بل على العكس فقد اعتبر حزب العمال المحتجزين الألمان ضيوفاً على الشعب الكوردي، فأحسن ضيافتهم، وحينما صار استمرار احتجازهم يمثل خطراً حقيقياً على سلامتهم وحياتهم قام بإطلاق سراحهم طوعاً ودون رضوخ لأي ضغوط، باستثناء تجنيب المحتجزين مخاطر القصف التركي، ولعل تعامل حزب العمال في مسألة الأسرى الثمانية عقب معركة أورمار، وتعامل الجيش التركي معهم بعد الإفراج عنهم، ويوضح بجلاء مدى التعامل الراقي والإنساني من جانب حزب العمال تجاه الأسرى، ومدى التعسف والقهر والاستعلاء التي مارسها الجيش التركي ضد الأسرى بعد الإفراج عنهم والذين يقضون الآن فترات سجن تتراوح محكوميتها من خمس سنوات إلى السجن المؤبد عقاباً لهم على سقوطهم في الأسر، كما لو كان الجيش التركي يحث جنوده على موقف من اثنين إما القتل، أو القتل! إما قتل الجنود للأكراد، وإما قتل الأكراد لهم، ولا موقف بين الاثنين، مما يشي بطبيعة توجهات الجيش التركي، كونه جيش من القتلة، عسكريون يحترفون ويستهدفون القتل، قتل خصومهم، الكورد بالطبع، لا مقاتلين شرفاء ينشدون تحقيق هدف دعم وفرض وانتصار موقف سياسي، بصرف النظر عن حجم خسائر الخصم، وشتان بين المنطقين، منطق القتلة، ومنطق أصحاب القضايا العادلة، وهذا ما يفسر الالتزام الحديدي لدى مقاتلو قوات الدفاع الشعبي بعدم التعرض للمدنيين، أو البيئة بتعمد الأذى، ومعاملة الأسرى والجرحى والمحتجزين وفق المعايير والمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية القانونية، فيما يستهدف جنود الجيش التركي وحماة القرى، المدنيين وقطعان الماشية والغابات، ويعمدون لتعذيب الأسرى بل وقتلهم واستباحة دم الجرحى من المقاتلين الكورد دون مراعاة حقوق الأسرى طبقاً للمواثيق الدولية.
وبالعودة لمقال السيد رمكو، فقد طلب المذكور من القيادة (يفهم من كلماته قيادة حزب العمال) مراجعة مواقفها لتدارك انتكاساتٍ لم يسردها، متجاهلاً انتصاراتٍ تحدث عنها العالم كله في أورامار أكتوبر ونوفمبر 2007، والزاب وقنديل 20 – 29 فبراير/ شباط 2008، بل وتحدثت عنها الصحافة التركية شبه الرسمية ذاتها، بل وانتصارات يحققها المقاتل الكوردي في طول كوردستان وعرضها، التي بات دخول الجيش التركي لها مغامرة محفوفةً بالمخاطر، وغير مضمونة العواقب والنتائج، ليس براً فحسب، بل وجواً أيضاً، حقيقةً من غير الواضح أي انتكاسات يقصدها السيد رمكو، إلا إذا كانت انتكاسات وهمية، في ذهنه خصب الخيال، أو أمنيات يتمنى حدوثها، وهو ما اندهشت له، فكيف لكاتبٍ كوردي أن يتمنى انتكاسات لأبناء قومه، ليثبت فشل الخط السياسي لخصومه السياسيين!
ثم يمارس "رمكو" لعبة طفولية ساذجة، بادعاء خوفة على سمعة، ونضالية البعض، من داخل حزب العمال، متوهماً، أو موهماً القارئ، بأن آخرين، من داخل حزب العمال أيضاً، يستهدفونها! "للتخلص منه ومن معه من كوردستان سوريا"! ما هذا الخيال الساذج غير السوي؟ فالكاتب يحاول أن يوهم القارئ بوجود انقسامات داخل حزب العمال الكوردستاني بين قياداته وعضويته، بين من جاء منهم من غرب كوردستان (كوردستان سوريا) ومن جاء من غيرها، وهو ما لا يقوم على صحته أي سند قاطع أو دليل دامغ، لا في مقال الكاتب سالف الذكر، ولا في مجريات ووقائع الكفاح اليومي لحزب العمال وقوات الدفاع الشعبي ومنظومة كوردستان.
ثم ينحى الكاتب خصب الخيال ليلقى عظته على البعض من قادة حزب العمال قائلاً: "ومن جهة أخرى هذه هي نهاية كل من يخرج من ساحته, ويعمل لصالح من لا يهمهم أمره"، وحقيقةً بحثت عما قصده بـكلمة "نهاية كل من ... إلخ" فلم أجد نهايةً حدثت لأحد، كي يستشهد الكاتب المذكور بها! فبدت كلماته بلا سياق، كما لو كانت نتائج جاءت بدون مقدمات! ومن المخزي أن يستهدف الكاتب دق إسفين خلاف ساذج بين قيادات حزب العمال وقوات الدفاع الشعبي، وهو ما يخدم أولاً وأخيراً خصوم الشعب الكوردي، وقادة الحكم الفاشي العنصري في أنقرة واستانبول!
يتحدث "رمكو" عن ديكتاتورية داخل حزب العمال، لم يقم عليها دليلاً، ولم يسق بصددها قرينةً، ويخرج منها باستفسار استنكاري، متسائلاً عن ازدواجيةٍ يتوهمها، حين يسوق عبارة مفككةً، وغير ذات دلالة، نسبها للموقع الرسمي لقوات الدفاع الشعبي "الالتحاق من الاكراد المراهقين في أوروبا معهم"، وحقيقةً فقد بحثت عن هذه الجملة، في الموقع الرسمي لقوات الدفاع الشعبي، ولم أجدها مطلقاً، وأتمنى على كاتبنا لو أدرج الرابط الذي يوصل لهذه الجملة، على الموقع الأليكتروني المذكور، لتجنب نعت الكاتب بافتراء عباراتٍ "كاذبة وملفقة بقصد الإساءة" ينسبها لقوات الدفاع الشعبي بدون دليل أو بينة. ومن المعلوم إن قوانين الحرب التي تطبقها قوات الدفاع الشعبي الكوردستاني، تحظر انخراط الأطفال والمراهقين دون الثامنة عشر في العمل المسلح، بحسم.
ثم يسهب الكاتب بكلماتٍ مبهمة، ومفككة، وغير متناسقة، يكتب في نهايتها، بصيغة الجمع، نيابةً عن جماعةٍ لم يذكر اسمها، أشار إليها بكونها "المخلصين الأحرار!" داعياً حزب العمال بالإقلاع عن سياساتٍ ادعى أنه يمارسها، بدعوة، واستجلاب خيرة شباب الكورد من أوروبا، للزج بهم إلى الحياة القاسية في الجبال، إلى حيث نهايتهم، كما ادعى الكاتب، و"من يتبقى منهم"، هكذا قال: "سوف يصابون بالأمراض والعقد النفسية" على حد تعبيره! حقيقةً عند هذه النقطة توقفت، وشككت أنني أقرأ مقالاً كتبه كاتب تركي، موالٍ للجيش التركي، إلا أنني تأكدت من أن كاتب المقال هو الكاتب الكوردي "قهار رمكو"! ياللعجب! ثم يوحي الكاتب للقراء بأن حزب العمال يدفع الشباب رغماً عنهم إلى الجبال، وأتون المعارك رغماً عن إرادتهم، منتزعاً إياهم من مقاعد الدراسة قسراً، وهو ما لم يقل به الأتراك أو الإيرانيين وأبواق دعاياتهم نفسها، فمن المعلوم أن سياسة حزب العمال المعلنة، هي الانضمام الطوعي للمنظمات الحزبية، والتطوع الاختياري لقوات الدفاع الشعبي، دون إرغام أو ضغط، فمن غير المنطقي، أو العقلاني، أو الممكن، أن يتم إجبار أحد على الانضمام قسراً لقوات مسلحة، ويحمل سلاح!
ثم يحدثنا الكاتب عن تغير الأوضاع بعد 11 سبتمبر/ أيلول 2001. وعن دعوات السلام من قبل قادة الـ(بي كي كي)، ومن آبو شخصياً، ويصور الأمر على أنه تناقض في الطرح بن تلك الدعوة وممارسة الكفاح المسلح من جانب قوات الدفاع الشعبي، وحقيقة الأمر أن الكاتب يخلط عمداً بين أمرين، فحزب العمال الكوردستاني يدعو لحل القضية الكوردية حلاً عادلاً عن طريق التفاوض السلمي، ويكرر هذه الدعوة بوصفها توجهاً سياسياً ثابتاً ويقينياً وليست كلمات للمراوغة والخداع والاستهلاك المحلي أو الدولي، ولا يعني انتهاج هذه السياسة نبذ الكفاح المسلح، فهناك فرق بين الاستسلام لقوى البغي العنصري الفاشي التركي والإيراني، والرضوخ لها تحت دعوى (تغير الأوضاع ما بعد 11 سبتمبر)، وما بين الدعوة لحل القضية الكوردية حلاً سلمياً، عبر مائدة تفاوض، يجلس إليها طرفان متكافئان ينشدان حلاً حقيقياً قائماً، على التوازن في القوى، قائماً على الحقوق العادلة لكلا الطرفين.
ثم أن الطرف التركي والإيراني لم يقدم أيً منهما أي بادرة حسن نيه مع الشعب الكوردي، تكون مبرراً لنبذ الكفاح المسلح، فكل ممارسات الدول المسيطرة على أراضي كوردستان، قائمة على القمع والعنف الهمجي والقهر ضد الكورد، ولنراجع ما حدث من أجهزة القمع المختلفة ضد الجماهير الكوردية المحتفلة بأعياد النوروز 2008، ولنراجع إجراءات الاعتقال والتوقيف المتتالية، ولنراجع قصف القرويين البسطاء، وتحطيم بيوتهم المتواضعة، وقتل مواشيهم، وأغنامهم، وتدمير زراعاتهم، ومراعيهم، والغابات المحيطة بهم، والتي يعتاشون منها، ولنتابع نثر القنابل العنقودية في أرجاء كوردستان، خلف كل حجر، وتحت كل شجرة، تحصد أرواح الأبرياء، وتبتر أطرافهم، ولنراجع تاريخ ممارسات الجيش التركي منذ سنوات، حين كان يقتحم القرى، ويستبيح حرمة منازلها، وأعراض أبنائها، دون رادع، ولنتابع أحكام الإعدام الجائرة التي يطبقها النظام العنصري الإيراني ضد الكورد وآخرها الإعدام العلني لخمسة أكراد يوم 21/7/2008 أحدهم عمره خمسة عشر عاماً اتهمتهم السلطات الفاشية بمعاونة والاتصال بـ"حزب الحياة الحرة"، ما الذي يدفع قوات الدفاع لإلقاء السلاح، ونبذ الكفاح المسلح، بل أن الجيش التركي لم يكتفِ بطغيانه، فاستقدم خبراء القمع الدمويين من إسرائيل، ليصب مزيداً من التنكيل والقهر على رؤوس الكورد البسطاء، في مشهد تحالفي من الطراز الرفيع بين كل قوى القهر والظلم العنصري الدموي في منطقة الشرق الأوسط، لقد شكلت أنظمة الحكم العنصري المختلفة مع إسرائيل منظومة متفاهمة متوافقة متآلفة، اجتمعت على قلب رجلٍ واحد، يستهدف قمع الكوردي وقهره، ولنراجع موقف البعثة العسكرية الإسرائيلية في باتمان منذ أكتوبر 2007 وحتى الآن، ماذا تفعل هناك لخدمة الجيش التركي ضد الكورد، وماذا يفعل الطيارون الإسرائيليون بقيادة طائرات الكوبرا وقصف القرى الكوردية؟ أم أنهم في نزهة جوية!.
وأخيراً يتطوع السيد "رمكو" باقتراح برنامج "المخلصين الأحرار" على الـ(بي كي كي) بتغيير نهجهم والتوجه نحو الاستسلام، بل ومحاسبة وإدانة محتجزي الألمان الثلاثة، ولي أن أسأل السيد "رمكو" ماذا فعلت عشرات الأحزاب الكوردية التقليدية المستسلمة دفاعاً عن كرامة الكورد وحرية كوردستان على مدار عشرات السنين المنصرمة؟ ماذا جنى الكورد تحت قيادتها المترددة والانتهازية والمساومة والمهاودة سوى مزيد من القهر والسحق وانتهاك الحقوق والتفرقة العنصرية وتمكن الفاشيين والعنصريين من رقاب الكورد وأرزاقهم؟
وأتساءل متعجباً: لماذا الآن بالذات بعد أن رفعت قوات الدفاع الشعبي أعلام النصر معركةً تلو معركة؟ لماذا الآن بعد أن حقق حزب العمال انتشاراً جماهيراياً، في كوردستان وخارجها، لم يسبق له مثيل منذ ثلاثين عاماً؟ لماذا الآن بالذات بعد أن شاهدنا الشعب الكوردي في كل أجزاء كوردستان يرفع رأسه بلا خجل وبلا خوف؟ يرفع أعلام كوردستان في كل مناسبة ويغني بالكوردي بأعلى صوت متحدياً القهر والإنكار؟ لماذا الآن تهدي نصائحك الثمينة ولحزب العمال بالذات بالكف عن الكفاح؟ ألأنه أحرز انتصارات للشعب الكوردي أسطع من أن يتم تجاهلها؟ ألأنه أصبح رقماً أساسيأ في المعادلة السياسية للشرق الأوسط؟ ألأنه يبشر ببزوغ شمس الحرية والعدالة والحق والمساواة لكل شعوب الشرق الأوسط؟ أسئلة تحتاج إلى إجابات حقيقية.


أحمد زكريا
22/7/2008
ملحوظة: كتبت هذا الرد لأنني شعرت بضيق شديد مما قرأت في المقال المشار إليه فهو مليء بالمغالطات والإفك والافتراء، فأردت أن أطلع القراء على آرائي .








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=4199