كيف نبني حواراً بناءً ؟
التاريخ: الثلاثاء 22 تموز 2008
الموضوع: اخبار



حسن برو 

 مادفعني إلى كتابة هذا الموضوع هو المناقشات التي أخوضها مع بعض الأصدقاء والسياسيين الكورد وعلى أكثر من صعيد سواء أكان  الشأن الوطني السوري أو الكردي إلا انني أصطدم في كثير من الأحيان بأن الحوار يتحول إلى جدل بدون معنى وندخل في حلقة مفرغة دون إرادة مني، وبما أنني في كثير من الأحيان لا أستطيع التكلم والاستمرار في الحديث إن قاطعني أحد الأشخاص في المجلس و(هذا ما يعتبره البعض من الأصدقاء نقطة ضعف بالنسبة لي إلا إنني اعتبره نقطة قوة)


وفي أحاديثي الأخيرة حاولت أن أبني نوع من الجسور في الاتصال معهم وبخاصة في الشأن الكردي حيث اتفقنا على أسس للتعامل والحوار يجب أن نتباه  وهو ما جعل الكثير من الأصدقاء ينضمون إلى مجالسنا الخاصة، وبذلك......و في كثير من الأحيان كنا نخرج بنتائج ايجابية من خلال حوارنا مع اختلافنا في بعض الأمور ومن هنا أحببت أن يكون موضوعي هذا عن الحوار البناء .....وبما أن عصرنا الحالي هو عصر الحوار وهي السمة التي لا يمكن الاستغناء عنها، و نظراً لأهمية الحوار في عملية الاتصال والتواصل الإنساني ونجاح هذه العلاقات بين الأطراف وفي غالب الأحيان يكون الحوار  أقوى من الأسلحة العسكرية كلها لأنه يعتمد على القناعات الداخلية الذاتية وفي كثير من الأحيان يحقق الحوار ما لا تستطيع الحروب تحقيقه ،وأن ما جرى مثلاً (بين حماس وفتح في الآونة الأخيرة ومن ثم لجوئهم إلى الحوار برعاية مصرية ) وأيضاً ما جرى سابقاً (مابين الحزبين الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني والاتحاد الوطني بزعامة جلال الطالبالني رئيس العراقي الحالي وماتخلل هذا الاقتتال من دماء فما كان منهمااللجوء إلى الحوار في النهاية ) .,
-كما أن الجدل الأخير بين الأحزاب الكردية في (التحالف الديمقراطي  ( الكردي في سورية وابتعاد الأطراف عن الحوار عطل عمل هذا التحالف حتى وصل في كثير من الأحيان إلى تخوين بعضهم البعض مبتعدين بذلك عن الحوار البناء الذي يبني جسور الثقة والتواصل وعطل التحالف الذي كان يجمع جهود أربع أحزاب كردية مع بعض الفعاليات الثقافية والاجتماعية إلى اشعار أخر........وخدمة لهذا الهدف الذي أتمنى أن يرجع إليه الكل (ليكون حوارنا بناءً ) ...... وعليه فإن للحوار أصولاً متبعة ، وللحديث قواعد ينبغي مراعاتها ، وعلى من يريد المشاركة في أي حوار يجب أن يكون على دراية تامة بأصول الحوار المتبعة ؛ لينجح ويحقق ما يرمي إليه
 ,ومن القواعد المتبعة في الحوار هي :-1- الحوار والتواصل :
هو القدرة على التفاعل المعرفي والعاطفي والسلوكي مع الآخرين، وهو ما يميز الإنسان عن غيره، مما يسهل تبادل الخبرات والمفاهيم بين الأجيال،ويتم التواصل من خلال عمليتين هما : (الإرسال والتحدث ) و(الاستقبال والاستماع)
2-أداب الاستماع : يعد حسن الاستماع من أهم شروط التواصل الناجح مع الآخرين ويفيد الطرفين في استمرار الحوار والتواصل وشعور المتحدث بارتياح واطمئنان وشعور المستمع بالفهم الجيد والإلمام بموضوع الحوار مما يمكنه من الرد المناسب.
 ولتحقيق الاستماع الجيد لا بد من توفر شروط منها (أ)-:  إقبال المستمع نحو المتحدث.)ب)-  عدم إظهار علامات الرفض والاستياء(جـ).  عدم الانفعال أو إعطاء ردود فعل سريعة ومباشرة قبل إنهاء المتحدث كلامه لكي يستمر المتحدث في الاسترسال ويستمر التواصل.
3- أدب الحديث : ويكون بالإقبال نحو المستمع، وعدم المبالغة في إظهار الانفعال وحركات الأيدي والتوسط في سرعة الرد ومما يؤثر على استمرار الحوار بإيجابية وموضوعية وجاذبية وتجلب الراحة للمستمع.
مواصفات الحوار الإيجابي (أ)  حوار متفائل (بعيد عن مبالغة طفلية ساذجة) (ب)- حوار صادق عميق وواضح الكلمات ومدلولاتها. (جـ) حوار متكافئ يعطي لكلا الطرفين فرصة التعبير والإبداع الحقيقي ويحترم الرأي الآخر ويعرف حتمية الخلاف في الرأي بين البشر وآداب الخلاف وتقبله)د) حوار واقعي يتصل إيجابيا بالحياة اليومية الواقعية واتصاله هذا ليس اتصال قبول ورضوخ للأمر الواقع بل اتصال تفهم وتغيير وإصلاح. (هـ)- حوار موافقة الهدف النهائي له هو إثبات الحقيقة حيث هي لا حيث نراها بأهوائنا وهو فوق كل هذا حوار تسوده المحبة والمسئولية والرعاية وإنكار الذات )س)-  حوار تسوده المحبة والمسؤولية والرعايةوإنكارذات .
صفات المحاور أولاً: جودة الإلقاء، وحسن العرض، وسلاسة العبارة:  : أن يكون في الإلقاء تسلسل منطقي  ويحيط بالجوانب كافة  في الموضوع المطروح للحوار وأن لايترك المحاور جوانب مظلمة في الموضع تفسر على أنها ضعف.
 ثانيًا: حسن التصور: والمقصود من حسن التصور، ألاَّ تكون الأفكار عند المتحدث مشوشة أو متداخلة أو متضاربة، فبعض الناس -لضعف تصوره- ربما يطرح فكرة أثناء النقاش، وبعدما ينتصف في شرحها يتبيَّن له أنها غير صالحة، ولا تخدم الغرض، فينتبه في منتصف الطريق بعدما يكون قد تورَّط في ذلك.
ثالثًا: ترتيب الأفكار: فالقدرة على ترتيب الأفكار،وتسلسلها، وارتباط بعضها ببعض وعدم تداخلها، أو اضطرابها، مما يثبت حجة المحاور ويقويها.
 رابعًا: العلم: ينبغي أن يكون المحاور ذا علم وقوة وقدرة، فإن بعض المحاورين قد يخذل الحق بضعف علمه، فرغم أن الحق معه، إلا أنه لم يدعمه بالعلم القوي، فيضع نفسه في غير موضعه. لذلك فليس كل إنسان مهيأ للحوار، حتى وإن كان صاحب حق، فإنه ربما حاور بهدف نصر الحق فيخذل الحق؛ لضعف علمه وبصيرته، وربما حاور بجهل فيقتنع بالباطل الذي مع خصمه، وربما احتج بحجج باطلة، مثلما يحدث في بعض المناظرات والمحاورات التي تعقد، فلا يقتنع الناس بالحق الذي يحمله.
 خامسًا: الفهم مع العلم: لابد من الفهم وقوة العقل؛ ليدرك المتحدث حجج الخصم، ويتمكن من فهمها، ويعرف نقاط الضعف والقوة فيها، فيقبل ما فيها من حق، ويرد ما فيها من باطل.
سادسًا: الإخلاص: فينبغي التجرد في طلب الحق وتوصيله إلى الآخرين، بحيث لا يكون همُّ المرء الانتصار لرأيه، وإنما همه طلب الحق وإيصاله للآخرين.
سابعًا: التواضع: فالتواضع أثناء المناقشة أو بعد الانتصار على الخصم في الحوار يعتبر على أن الأمر ليس شخصياً بقدر ما يخدم الموضوع المطروح ( التركيز على الموضوع والابتعاد عن الشخصنة ).
- من أهم ما ينبغي أن يتحلى به المحاور. ومن أجل أن يكون الحديث بنّاءً لابد لنا من أن نتواصل مع الطرف الآخر( أولاً) ونتفاهم معه بشكل واضح ومثمر (ثانياً) ..إن الكل منّا يمتلك قدرات فردية ومهارات أخلاقية يدير بها علاقاته مع الآخرين ويستخدمها في العديد من مواقف المساومة والتفاوض.. إلاّ أن في مواقف الاختلاف أو النزاع التي في الغالب تثير شحنة قوية من الانفعالات فإننا أحياناً ننسى القواعد الأساسية للتواصل والحوار الهادئ
وهنا أهمس في أذان بعض الأصدقاء الذين تجادلنا ولن أقول تحاورنا ....وأسألهم هل كان جدلنا يعتمد على ماكتبته سابقاً ؟ وهل أعتمد أطراف التحالف الديمقراطي الكردي في سورية (الحوار لغة) في جلساتهم الأخيرة ؟ ما كان الهدف ....في الجلسات الأخيرة للتحالف ؟ وماهي النقاط التي أعتمدها الأصدقاء للحوار في المجلس العام للتحالف ؟ وهل وضعوا نصب أعينهم الأهداف التي وضعها البرنامج السياسي للتحالف..أم أنهم تناسوا وانفعلوا وتفاعلوا مع الجدل الآني ؟
كلنا شركاء-19/7/2008








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=4198