ريبورتاج خاص عن المحاضرة التي اقامتها مكتبة جلادت بدرخان للسيد (حميد درويش)
التاريخ: الأربعاء 16 كانون الثاني 2008
الموضوع: اخبار





(قامشلو – ولاتي مه – خاص) بتاريخ 10/1/2008, وبدعوة من مكتبة جلادت بدرخان في مدينة قامشلو, قدم سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا (الأستاذ عبدالحميد درويش) محاضرة بعنوان « لمحة موجزة عن تأسيس الحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا».


بعد الترحيب بالضيف والحضور ومراسلي المواقع الكوردية, تحدث المحاضر بشكلٍ مختصر عن بدايات إلمامه بالنشاط السياسي, في ريعان شبابه, عندما كان طالباً في الجامعة, وهو ابن الحادي والعشرين عاماً, وأكد بأنه لم يكن منتمياً للحزب, عندما كلف بإدارة الهيئات الحزبية في الجامعة من قبل قيادة الحزب ليصبح بعدها أحد القادة المؤسسين للبارتي.
وبسبب الحالة الصحية للأستاذ درويش, ألقى المحاضرة نيابةً عنه (السيد فارس), تحدث فيها باختصار عن المؤسسين الأوائل مادحاً الدكتور نورالدين زازا, الذي كان يحمل إجازة دكتوراة في علم الاجتماع من جامعة سويسرا, حيث لم يكن يضاهيه أحداً في التحليل السياسي, وأكد بأنه شحصيا كان أقلهم علماً وسياسةً, الا أنه كان أكثرهم نشاطاً, كما تحدث عن صفات ومناقب البقية كأوصمان صبري الذي كان سياسياً وشاعراً وكذلك جكرخوين, ورشيد حمو الذي وصفه بأحد أدهى السياسيين.
وبعد الانتهاء من قراءة المحاضرة, جرى النقاش حول مضمون المحاضرة بالاضافة الى جملة من الأمور السياسية وموقف التقدمي منها .
فيما يلي أهم النقاط التي اثيرت من قبل الحضور ورد الأستاذ حميد عليها:
 لم تشيروا في محاضرتكم إلى منظمة خويبون, ما أسباب ذلك؟
عند تأسيس البارتي, كانت منظمة خويبون قد انحلت, وبقي منهم فقط المسؤولين (قدري جميل باشا- حسن حاجو- د.نافذ- عارف عباس- سليم ممدوح), هؤلاء كانوا قادة خويبون, وكان موقفهم سلبياً من البارتي, وقادوا حملات دعائية ضدنا, لحين قدوم الأستاذ جلال طالباني من موسكو, وبتكليف من القائد الخالد ملا مصطفى البارزاني لإيقاف حملات خويبون ضدنا في البارتي, وبالفعل استطاع الأستاذ طالباني إقناعهم بالانضمام إلى البارتي وحسب توصية البارزاني الذي حمل الطالباني رسالة لهم تنصحهم بالوقوف مع هؤلاء الشباب, لكن بعد حملة الاعتقالات أثناء حكم عبدالناصر, انفك قادة خويبون عنا وتركوا النشاط السياسي.
حسب ما يقال: الخلاف في المعتقل كان بين نورالدين زازا وأوصمان صبري, حول تسمية الحزب (الكوردي) و(الكوردستاني), وكذلك حول شعار تحرير وتوحيد كوردستان, هل هذا كان حقيقة الخلاف؟
كنا نحن الثلاثة, أنا (كشاب) وأوصمان صبري (كسياسي ليس له دور جماهيري لأصوله من كوردستان تركيا) وحمزة نويران (كشخص ليس له دور سياسي), كان الدكتور نورالدين زازا وشيخ محمد عيسى يدعموننا من وراء الستار, و كانوا يتوقعون فشلنا, لكننا في الحقيقة نجحنا.
أما بالنسبة لتسمية الحزب, فقد كان اسم الحزب (بارتي ديمقراطي كوردي سوري), وبعد انضمام رفاق حلب تم تغيير اسم الحزب إلى (بارتي ديمقراطي كردي في سوريا), وفي الحقيقة تسمية (كوردستاني) كان مشروعاً للسيد رشيد حمو, حيث كانت القيادة في السجن, وحصلت خلافات بيني وبينهم بعد الافراج عنهم, فالمنهاج الأول كتبه السادة: د.نورالدين وأوصمان ورشيد, ولم ترد تلك التسمية في المنهاج الأول.
 ما هو سبب عدم ورود اسم المناضل ملا محمد نيو في محاضرتك؟
لم يرد اسم الملا لأنني تناولت حقبة التأسيس, فلو وسعت المحاضرة لسمعتم أسماء الكثير من المناضلين أمثال ملا محمد نيو.
 كنت أتمنى عندما ألتقي سياسي قدير كالأستاذ درويش, أن نتناقش في مسائل أكثر أهمية على الرغم من أهمية الموضوع التاريخي, فأعضاء مجلس إعلان دمشق ورئيستهم لا زالوا معتقلين, وأنت كنائب رئيس للمجلس الوطني لإعلان دمشق, لم تتعرض للاعتقال, أتمنى أن تحدثنا عن هذا الموضوع لأهميته باعتقادي.
المكتبة طلبت مني أن تكون المحاضرة تاريخية, لكنني سأجيبك على تساؤلك. تم الإعلان عن تأسيس إعلان دمشق في 16/10/2005, في البداية طلبوا مني أن أترأس الإعلان, لكني رفضت, وحبذت أن يكون رئيس الإعلان من الأخوة العرب كونهم الأغلبية القومية في سوريا, وفي المؤتمر الأخير كرر ثانية طلبهم ورفضت, وطلبوا مني رئاسة جلسات المؤتمر لكوني أكبرهم سناً, وعندها أيضاً رفضت لوجود أعضاء أكبر مني سناً, وعند طلب ترشيح نائب للرئيس رشحت نفسي وفزت بالتزكية كنائب رئيس المجلس.
أما بالنسبة لانتقادك حول أسباب عدم اعتقالي هناك ثمانية رفاق لنا في الإعلان لا زالوا معتقلين بينهم المناضلة فداء الحوراني.
اشرتم أن أوصمان صبري كان يتصرف في لبنان بمعزل عن القيادة, هل كان يعمل خلافاً لمواقف ومنهاج الحزب ؟
رد على هذا السؤال - وبطلب من السيد حميد - السيد أحمد البرزنجي: كان يدعي أوصمان صبري ويتهم القيادة بالموالاة للأغوات والإقطاع, وكان على اتصال مع بعض الرفاق ويحرضهم ضد القيادة, وحصلت القيادة على (13) رسالة لأوصمان صبري موجهة للرفاق, تتضمن تلك الرسائل اتهامات باطلة للقيادة, وعلى إثر تلك الفوضى التي أحدثها أوصمان صبري في الحزب, حدثت اعتقالات لرفاقنا في حلب, وأثناء تحقيقاتنا مع رفاق حلب, أكدوا على أن سبب اعتقال هؤلاء الرفاق هي الفوضى التي أثارها أوصمان صبري, كما أصر أوصمان على رفضه لانعقاد المؤتمر بعد الإفراج عن رفاقنا المعتقلين, وحينها كان الأستاذ عبدالحميد درويش متوارياً عن الأنظار, ومختبئاً في دار عزيز أحمد شاكر.
هناك من يقول أن البارزاني ومعه قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني- العراق,  كان على اتفاق مع اليسار, وكان موقفه سلبياً منكم كيمين, وتفيد بعض المعلومات على وجود اتصال بينكم وبين الكورد الموالين للنظام العراقي آنذاك بقيادة عزيز عقراوي, وكذلك تتناول بعض الأوساط وجود برقية باسمكم للنظام العراقي, تحييون فيها انتصار النظام العراقي على الجيب العميل في الشمال الحبيب, وتؤكدون أن أن تلك الانتصارات أثلجت صدوركم, ماهي صحة هذه البرقية؟
 أثناء الخلافات والانشقاق الأول, وصل قيادي من الحزب الديمقراطي الكردستاني - العراق, وبتكليف من الخالد البارزاني, ويدعى نعمان عيسى, حاول جاهداً عقد كونفرانس بدلاً من المؤتمر, وحسب توصيات البارزاني, إلا أن أوصمان رفض ذلك بشدة, كما كان موقف أوصمان سلبياً من قيادة ب د ك, حيث أكد لي ذلك مراراً, وكان ينعتها بالرجعية والإقطاعية, أما موقفي كان التالي: ضرورة أن نحل مشاكلنا نحن مع بعضنا دون تدخلات خارجية, ولقد عانينا كثيراً من التعامل السيئ تجاهنا من أشقاءنا في كوردستان العراق, وعندما نتوجه إليهم كانوا يستهزؤون منا, وينظرون إلينا باحتقار. أيها الأخوة فنحن أيضاً مناضلون وسياسيون, لماذا نستصغر أمام غيرنا, لقد ضحينا بآلاف الأرواح من أجل كوردستان العراق وكذلك كوردستان تركيا, نحن رأينا في الحزب هو النضال على ساحة كوردستان سوريا, وسنستمر في هذا الموقف اليوم وغداً أيضاً.
- أضاف الأستاذ فارس: بالنسبة لتك البرقية فلا أساس لها من الصحة.
- تدخل الأستاذ درويش قائلاً: "سأتلو عليكم قصة, التقى عابرا سبيل, فلعن أحدهما الشيطان ورجمه, فقال له الآخر: هل رأيت الشيطان؟ فقال: لا, فسأله: وكيف تراني؟ فقال: شاب جميل ووسيم, ففاجأه وقال له: أنا هو الشيطان. كنت أتمنى أن تكون 1٪ من تلك الدعايات والأكاذيب صحيحة, مضمون تلك البرقية, كانت تدعو إلى وقف الاقتتال والحرب, ووجهناها حينها إلى أحمد حسن بكر وعزيز محمد سكرتير الشيوعي العراقي, والخالد ملا مصطفى البارزاني".
لم تواجهوا تطبيق الحزام العربي, والآن هناك حزام آخر قيد التطبيق والتجديد, هل ستواجهونه هذه المرة؟ ولدي سؤال آخر, لماذا لا تقرون بوجود جزء من كوردستان داخل الأراضي السورية؟
عند تنفيذ الحزام العربي, قامت السلطات باعتقال القيادة الكوردية والأغوات ووجهاء المنطقة لضمان تنفيذ المشروع, وأثناء اعتقالنا كانت تطلب منا أن نقول: يسقط البارزاني ويسقط البارتي, ويسقط الشعب الكوردي, البارتي والبارزاني لم تكن مشكلة, فالذي لا يحتمل التعذيب, من الممكن أن يقول: يسقط البارزاني ويسقط البارتي, لكن إسقاط الشعب الكوردي, هو أمر في غاية الخطورة.
* تدخل أحد الحضور وقال: (لكن أوصمان صبري طالب بالمواجهة)
أوصمان طالب بالمواجهة, وأكد على وجود جهة خارجية, ستقدم الدعم لنا.
أما بالنسبة لوجود جزء من كوردستان داخل الأراضي السورية, فان كل برامجنا تقر بذلك, فالكورد لم يقدموا من المريخ, وهم يعيشون على أرضهم التاريخية, وقد جزء وطننا بين أربعة دول (تركيا, العراق, إيران وسوريا), لكننا نختلف مع باقي الأحزاب الكوردية في الشعارات فقط.
 أتمنى أن تتحدث لنا عن وضع الحركة الكوردية في الوقت الراهن, كما أتمنى توضيح التكتلات التي حدثت في 1963, فلقد أشرتم لها فقط دون الحديث عنها.
نحن كنا (اليمين) والأخوة في الطرف الآخر كانوا (اليسار), لقد انقلبوا مرات عديدة من الماركسية إلى البارزانية إلى اليسارية إلى....؟, والأمر الغريب أنه كان الأغوات والمخاتير ورجال الدين مع هؤلاء اليساريين, وفي الحقيقة لم نكن يمينيين, وكنا نتجنب السياسات المتهورة والمغامرة, لكي لا نسيء لشعبنا ونضعه في المتاهات, كنا نهدف إلى سياسات عقلانية وموضوعية, ونهدف إلى سياسة مستقلة للحركة الكوردية السورية, فالبارزاني بالذات طلب مني وبحضور القادة اليساريين: أن نتجنب المواجهة مع النظام كون الوضع عندنا مختلف عن الأجزاء الأخرى من كوردستان, فيجب ألا نتصرف مثل الطفل الذي يمد يده إلى النار ثم يبكي ويندم.
والسيد محمد طلب هلال أكد لقيادة النظام على أنهم صرفوا ملايين الليرات على وقود السيارات للقضاء علينا, فلم يفلحوا, واقترح عليهم بالقضاء علينا عن طريق التغلغل في صفوفنا وتشتيتنا.
أستغرب وأتعجب من وضع الحركة الكوردية, ففي التأسيس كان يقودها شخص أكاديمي يحمل شهادة دكتوراة في علم الاجتماع, أما الآن فانظروا لقادة الحركة, أما سؤالي: فقد جاءت في المحاضرة, على أن الذين عقدوا كونفرانس 5 آب, كانوا مجموعة من المتكتلين والمعاقبين في الحزب, وبعدها وردت أنه بعد انعقاد كونفرانس آب الانشقاقي, تمت ملئ الشواغر في القيادة, وكيف ذلك ألا تتناقض الجملتين معاً؟ وحول تسمية الحزب (كوردي) و(كوردستاني), هل أقره مؤتمر حزبي أو كونفرانس أو محطة حزبية محددة؟
أنني لم أكن من المؤسسين والسيد أوصمان صبري هو المؤسس الحقيقي للبارتي, وفي تلك الفترة لم يكن لي أي علاقة بالسياسة وكنت حينها طالباً في الجامعة. أما بالنسبة للمتكتلين فقصدنا فقط أوصمان صبري, لأنه الوحيد الذي كان في القيادة, وبالنسبة لتسمية الحزب فالسيد أوصمان صبري لم يكن على علم بتسمية (كوردستاني), فقد كان عبارة عن مشروع أعده السيد رشيد حمو, ولم يتم إقراره في أي اجتماع حزبي, ولم نناقش الاقتراح وبقي هذا الاسم وكان في عام 1959 بالتحديد وكانت القيادة في المعتقل.
الأستاذ حميد, هل بقيتم متفرجين إزاء حملات الطرف الآخر بحقكم؟
أثناء الخلافات طلبنا أن يتم الحل بيننا نحن ودون تدخلات الأشقاء في الجزء الجنوبي, وسمعت ان هناك مبادرة من الخالد البارزاني, حيث طلبوا تمثيل كل طرف بـ (25) عضو, والمستقلين بـ (70) عضو, وقمنا بطلب اجتماع مع رفاق الطرف الآخر, وتم بالفعل في منزل والد عزيز أومري, طرح وفدنا على الرفاق من الطرف الآخر مبادرتنا لحل الأزمة, والتي تتلخص في إبعادي ود. نورالدين ورشيد حمو, وأن يتسلم منصب السكرتير الأستاذ صلاح بدرالدين, وذكر الأستاذ صلاح مبادرتي هذه في كتابه, ويصفها بأنها كانت مناورة سياسية, وللأسف فإن الرفاق في اليساري رفضوا مبادرتنا بعد مشاوراتهم.
أنتم تطالبون بتوجيه النضال نحو ساحة هذا الجزء, ولم نرى لكم أي مشاركات في الفعاليات والنشاطات العملية؟
لا أود الخوض في تفاصيل الخلافات التي جرت بيننا, وأوصلتنا لنحو أربعة عشر حزباً, ونتمنى ان لا تزيد عن ذلك, ونحن لم ننشق بغضب من الله. أؤكد على أن أي انشقاق يتم, سيكون خلفه أيادي خفية وأمنية.
 أنتم من المؤسسين (درويش: عفواً أوصمان هو الذي أسس الحزب), فليكن, لكن كل هذه الانشقاقات والتشرذمات ألم يسمع بها القيادة والشعب الكوردي, لماذا لم يتم وضع حد لذلك الانفراط؟
لم أكن أعلم من السياسة شيء واقتراح تأسيس حزب سياسي كان للسيد أوصمان صبري, لكن هو شرف كبير لي أن أدخل التاريخ كمؤسس, وخلال عام واحد استطعنا أن نكون بحق ممثلي الشعب الكوردي في هذا الجزء, على الرغم من الحملة المعادية من قبل الشيوعي السوري ومنظمة خويبون ورابطة علماء المسلمين والتي كانت يترأسها المرحوم الشيخ عزالدين الخزنوي, وتعرضنا بسبب قول الحقيقة لهجمة من قبل الشيخ معشوق الخزنوي, ولانزال نتعرض لها من قبل أولاد الشيخ معشوق, فلم نقل سوى الحقيقة.
هذا التمثيل الحقيقي الذي حظي به البارتي خلال فترة قصيرة, كان السبب الرئيسي في الهجمة الشرسة للنظام, ولم ينجوا في القضاء علينا بالاعتقال والملاحقة, لكنهم نجحوا من خلال دس العملاء وأزلامهم في صفوف البارتي, إلى أن أصبح عددنا أكثر من أربعة عشر حزباً سياسياً, البعض من هذه الأحزاب عددهم لا تعادل عدد الحاضرين في هذه الجلسة, وهذا التشتت لن يتوقف إلا عند تحقيق الديمقراطية في سوريا. سابقاً كنا نلتقي رؤوساء الجمهورية, والآن لا أحد يقابلنا بسبب تشتتنا.
الشعب الكوردي, يئس من هذا التعدد الذي لا مبرر له, وباعتقادي أن كونفرانس باريس حضره ممثلي كافة الفصائل الكوردية, وتم الاتفاق فيه على بناء مرجعية كوردية, وحددوا مهلة ستة أشهر لإعلان المرجعية, برأيكم من يقف وراء عدم تنفيذ مقررات كونفرانس باريس؟
لن أعلن من أعاق تنفيذ مقررات كونفرانس باريس, لكن أية مرجعية برأينا يجب أن تتضمن ممثلي الأحزاب الكوردية وممثلي كافة الفئات الشعبية أطباء- محامين- مهندسين- رؤوساء عشائر وما إلى ذلك, أي أن يكون ممثل حقيقي للشعب الكوردي, بمعنى أن لا يقصى أي طرف من المعادلة, وفي المجلس العام للتحالف نجحنا في هذه التجربة, وهناك أناس مستقلين وممثلين عن أغلب الفئات الشعبية داخل المجلس.
تحدثتم عن الضحايا التي قدمتموها للأجزاء الأخرى, ألا تتحمل الحركة الكوردية مسؤولية ما آلت إليه الأمور في هذا الجزء وتوجهها إلى الأجزاء الأخرى من كوردستان على الرغم من صغر حجم هذا الجزء عدداً ومساحةً؟
نحن نتحمل جزء من المسؤولية, لكن حجم تلك التوجهات كانت فوق طاقاتنا, فعائلتي تعرضت للممارسات المشينة للأشقاء في PKK , فقد قطع آذان اثنين من أبناء عمومتي, وكنت أتمنى أن يقتلوهم, لا أن يقطعوا آذانهم, ليبقى عيباً مدى الحياة فيهم, لقد مارسوا أخطاء قاتلة بحق الكثيرين من أبناء الشعب الكوردي في هذا الجزء, كما كانوا يفرضون أتاوات على الناس بالتهديد, ويجبرونهم على الدفع.
ما هو سبب تغيير الاسم الى الحزب الديمقراطي التقدمي في عام 1966؟
كنا حزبين باسم واحد, وكذلك نصدر جريدتين باسم واحد, وللتفريق بين الاثنين ارتأينا تغيير اسم الحزب ليكون الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي, وحملت الجريدة اسم الديمقراطي, وللأسف لدينا أحزاب عدة تحمل اسم واحد, ولا نستطيع التفريق بينهم إلا باسم سكرتيريها وباتت معروفة بذلك جماعة فلان وجماعة علان, وهذه تثير مشكلة لنا أثناء الاجتماعات المشتركة بين الفصائل الكوردية.
نحن نحتفل بيوم تأسيس الحزب في 14حزيران, وكان ممثلي باقي الفصائل يشاركوننا احتفالاتنا في السابق ولدينا أشرطة فيديو بتلك المناسبات, وشارك المرحوم كمال درويش وألقى الكلمة باسم حزبه في تلك المناسبة, أما الآن فكلهم يحتفلون بالمناسبة, وهذا استخفاف بعقول الناس, أيعقل أن تأسس أربعة عشر حزباً في يومٍ واحد, هذه إساءة لتاريخ الحركة الكوردية.
في البداية كنتم ثلاثة وثم سبعة وبعدها تسعة أشخاص, هل اختلفت بنود منهاجكم بعد التحاق أعضاء آخرين؟, ومرت في دراستكم عن محافظة الجزيرة كلمة (الانفراج في عهد حافظ الأسد), كيف ذلك وتعلم أن الممارسات العنصرية اشتدت أكثر من فصل للطلاب والعمال, واعتقال الكورد وغيرها من السياسات الشوفينية؟
أنني كنت أصغرهم وأنشطهم, والمنهاج والنظام الداخلي كتبه أصمان ود. نورالدين, وكان للدكتور الحصة الأكبر في الكتابة, ولم نستطع الحفاظ على هذا السياسي القدير, وبعد انضمام رشيد حمو ورفاقه من حلب, أصبح رشيد هو السكرتير ولم يكن أوصمان, على الرغم من أنني طلبت من أوصمان أن يستلم هو منصب السكرتير, لكنه رفض وقال لي: إن استلام رشيد للسكرتارية, سيدفعه أكثر للنشاط والعمل.
وبالنسبة للوضع في سوريا قبل عهد حافظ الأسد, كنا نعيش في جهنم, فلم يكن بمقدورنا بناء دار دون موافقة الأمن, وحتى رخصة وتثبيت الزواج كان من الأمن, وأنا شخصياً لم يثبتوا زواجي حيث جلبت لهم موافقة الأمن, وفي عهد حافظ الأسد تغيرت الأحوال كثيراً على الرغم من بقاء العديد من الممارسات الشوفينية, فقد مارس أبناء الشعب الكوردي عاداته القومية في الحفلات, وبدأنا نسمع الأغاني ونرى الدبكات الكوردية التي كانت غائبة قبل عهد حافظ الأسد, فلقد كانوا سابقاً ينصتون على الأبواب, وفي إحدى المرات سمعوا صوت أغنية كوردية من أحد البيوت, فداهموا البيت وضربوا ذاك الشخص في الشارع, بقساوة كانت تقشعر لها الأبدان.
ففي عهد الأسد مارست الأحزاب الكوردية نشاطها بشكلٍ شبه علني, وتوظف الآلاف من الكورد في دوائر ومؤسسات الدولة, وخفت قليلاً الحملات الشوفينية بحق الكورد.
ذات مرة سألني الأستاذ ميشيل كيلو, كيف تقر بالانفراج السياسي في سوريا, ونعاني كل هذه الويلات؟, فأجبته مازحاً: وما علاقتنا بكم, فضحك الجميع, عل كل حال نحن نرى بحدوث انفراج في الوضع الكوردي, وهذا هو موقفنا.
وبعد رحيل حافظ الأسد, ازدادت الأوضاع أكثر سوءاً, صحيح أن الرئيس هو ابن حافظ الأسد, لكنه ليس كوالده.
 سؤالي لا يتعلق بموضوع المحاضرة.
 بعد أحداث قامشلو, وعند تبديل المحافظ, حضر حفل الوداع أحد القياديين من حزبكم, وبرأ ذمة كبول من الجرائم التي ارتكبت بحق الكورد, في الحقيقة أنني مستاء جداً من هذا التصرف, هل كان يمثل موقف حزبكم؟
الأحداث لم يكن مسؤولاً عنها سليم كبول, فلا يمكن لسليم كبول وأبوه أن يتصرف دون علم القيادة, المسؤول الحقيقي لتلك الجرائم وتلك الفتنة كانت الأجهزة الأمنية وقاداتها. يقولون قديماً: من ارتكب الفعل المشين, فيقولون: الذي لا أب ولا أم له, فسليم كبول لا أب له ولا أم, وهو شخص درزي ومضطهد مثلنا, ولا يمكن أن يفعل شيء دون أوامر عليا, الأجهزة الأمنية هي التي جلبت النار وأشعلته في الأخضر واليابس.
وبالنسبة لحفلة وداع كبول, فنحن لم نصدر أي بيان, ورفيقنا الذي حضر الحفلة, كان من دون علم القيادة, واتخذنا بحقه العقوبة لتصرفه الخاطئ.
وعودةً للأحداث فقد كان النظام يبتغي كارثة كبيرة ضد الشعب الكوردي, ولم يكن ليقف عند ذاك الحد, لكننا استطعنا تطويق الفتنة, وطالبنا مرات عدة التحقيق في الأمر من قبل قضاة حياديين وعادلين, لكنهم لم يحققوا مطالبنا, فأي جرائم بهذا الحجم لا يمكن أن تحدث في دولة وأمام أجهزتها الأمنية, فقد قاموا بالاعتداء على النساء والأطفال ونهبوا المحلات التجارية ومنازل الكورد, كيف يحدث هذا في ظل وجود دولة؟
* تدخل أحد الحضور قائلاً: كنت على باب الملعب عند وصول سيارة سليم كبول, وأطلق سائقه أول رصاصة واستشهد على إثرها أحد الشباب الكورد, ورأيت ذلك بأم عيني, حيث سمعت صوت المحافظ وهو يطلب منه إطلاق النار.
على كل حال, أنا ونصرالدين وإسماعيل ومحمد موسى, توجهنا لمبنى مديرية المنطقة بعد ان طلبنا المحافظ سليم كبول, التقينا على باب المديرية بالعميد خليل الخالد, وكان مرتدياً اللباس العسكري, وتوجه إلي قائلاً: عجبك يا حميد قتل العالم, فأجبته: لا ما عجبني. وعندها ناداني المحافظ وقال: اصعدوا للأعلى هنا ليس مكان الحديث, والتحق بنا إلى الغرفة عند المحافظ, وأخرج ورقة, وطلب من المحافظ أن يكتب أسماءنا.
 تقول: بأن المحافظ لا ذنب له.
هل رأيتم في أي دولة في العالم, أن يتم قتل الناس على مرأى ومسمع أجهزة الدولة, وأن يتم نهب البيوت والمحلات, دون أن تتدخل الشرطة والأمن لإيقاف هذه الحملات؟

تحدثتم عن تصرفات أوصمان صبري التي أضرت بالحزب, كما كان يشتكي د. نورالدين زازا كثيراً من تصرفاته, إلى ان انهار تقريباً لعدم اتخاذكم أي إجراء بحق أوصمان, لماذا لم تضعوا حداً لتصرفات أوصمان؟
في الحقيقة إننا وقفنا على الأمور, وكلفت بالتحقيق مع د. نورالدين, وعندما ذهبت إليه, رحب بي ترحاباً جميلاً, ولكنه أكد. بأن القيادة اتخذت إجراء ضدي, فما معنى هذا التحقيق, وامتنع عن إجراء التحقيق.



























أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=3278