الجالية الكوردية في الأمارات بين الوهم والخيال ...
التاريخ: الأربعاء 09 كانون الثاني 2008
الموضوع: اخبار



دومام اشتي

أستهلال أول
ثمة أمور بالجملة نتغاطى عنها ونغض الطرف عليها ... أحياناً خجلاً وأحياناً مجبراً , وأحياناً ربما خوفاً وهذه الأخيرة نادراً ما نفعلها ...
عموماً مهما كانت الأمور معقدة , ومهما كانت الأمور على درجة كبيرة من الأحتقان والتسنج , ومهما كانت الأمور ذو تداعيات ولواحق ورواسب .... فأنه لربما كانت هناك أشاراتُ أو أيحائات ترمز الى أمكانية التعديل والتطوير أو التصليح حتى , وأحياناً التراجع , لكن حين يصعب على المرء فعل أي عمل من ذاك , وحين يصعب على المرء حتى مجرد الأعتراف بالخطأ فأن هذه هي الطامة الكبرى بلا أدنى شك ...


(( الوطن , الوطنية )) بلا أدنى شك أسما الصفات أذا ارتداها صاحبها في جسمه كما يكسو اللحم عظم صاحبه , لكن هيهات , هيهات أن تصبح تينك الأشياء رمزً وشرفاً لصاحبه ,وذاك لايحمل منها سوا الألفاظ والمرادفات فقط ...
أي تخيلوا معي لو أن كل فعل قمنا به قل عنه , وطن وطنية , أمر رائع بلا شك ,
لكن؟ أين تصرف هذه الكلمات وأين تنشر الوطنية حين تكون مجرد كلمات وعبارات لتوضع في الواجهة , ولتكون مجرد ألعوبة وأضحوكة ..
الوطنية ياسادة يا كرام والوطن أيها المناضلون ليست كلمات ولا عبارات , ليست مرادفات ولا ألفاظً ... الوطنية يا سادة يا كرام .. هي الفعل , هي التضحية , وهي الوطن بعينه ..... لن أطيل عليكم فأنا أتألم أيضا وأخشى أن يغدوا هذا المرض وهذا الوهم حقيقة لاخيال .

أستهلال ثاني
منذو قدومي الى الأمارات وحتى ساعة مغادرتي لها لم أكن أسمع سوا بأسم الجالية الكوردية في الأمارات .... أستبشرت خيراً وفرحت كثيراً , ولاأخفيكم أسترسلت بمخيلتي الى النرويج والسويد والمانيا ,  كونهن يحوين على أكبر جالية هناك أضف الى ذلك ما نراه دوما من تلك الجاليات  من فعاليات ومن أستحقاقات ومن أنجازات على كافة الأصعدة
السويد لديها أكبر فيدراسيون كوردي قي العالم وهي بحق نخبة من نخب الوطنية وتحوي في صفوفها عدد كبير ممن يمتهنون الكتابة والفكر والأدب والثقافة والشعروال... الخ والذي أفتخر وبكل أعتزاز كوني عضواً في تلك المنظمة الكوردستانية .
النرويج , بات لنا فيها كوملة تدعى (( كوملة كورد سوريا في النروج)) وهي تعنى بالشأن الكوردستاني عامة ومنها وضع الكورد السوريين وما نسمعه من أخباراً ونشاطات وأعمال هذه المؤسسة لهو دليل على صدق مشاعرهم وهشاشة مايسمى بتصفية الحسابات بل لعمري هي معدومة لديهم
ولو لم يكن الكورد هناك كالنجم الساطع لما كان السيد بيكهس بيرواري عضواً في البرلمان ولما كان غيره كثراً في المناصب والبلديات وغيرها .
 جاليتنا الكوردية في المانيا حد ث ولاحرج في عرس لها قرص تقوم بأسمى الأعمال والبطولات
وعلى الدرب سائرون كل من كوملة النمسا وأيطاليا والحبل مايزال على الجرار مستمراً .
هكذا تكون الجاليات , وهكذا يكون العمل الوطني , هؤلاء وبحق لديهم كل الحق أن يتحدثوا وبأعلى صوتاً وبملأ الحناجر (( الوطن , الوطنية )) لآنهم وبحق فخراً للقومية الكوردية . لن أطيل عليكم أكثر , بل دعونا نخوض في غمار جاليتنا الكوردية في دولة الأمارات العربية المتحدة , هذه الدولة التي تصنف من أغرب وأعجب الدول فهي تحتوي على أكثر من 200جنسية وهذا بلا شك رقم مرعب في عالم الفكر والثقافة ونشر التراث والحضارة الكوردية الصحيحة البعيدة عن التشويه , هنا الخطأ ممنوع والأجتهاد بما يضمن سلامة العمل مسموح , العواقب تكون كارثية لو فشلنا , والنتائج مضمونة بل تكون عالمية لو نجحنا ....
لكن؟ وللأسف الشديد جاليتنا الكوردية هنا (( فعل , وعمل صغير بل ومعدوم على دولة كبيرة وضيعة مزدهرة بحق يمكن أن تدعى الكون الصغير))
قضيت في دبي فترة طويلة تعرفت على أناس من كافة الأشكال والأجناس , من كل بقاع العالم من أي دولة تخضر على بالك ز
 في دبي والامارات هناك اجناس وهناك أشخاص من كل بقاع الأرض  موجودين في الأمارات ,وقبل أن نضع بعضاً من النقاط على الحروف , أسمحوا لي أن أذكر ما حدث معي بالتفصيل ....
في كل مرة كنت أستقل بها ( تكسي ) لقضاء حاجتي وقضاء مشاويري , طبعً دوماً كان (( الشوفور )) من شرق وجنوب شرق أسيا . في كل مرة كنت أتحركش بهم وأسألهم عن مدى وحجم المعلومات التي كانوا يحملونها ويعرفونها عن الكورد , الكل كان يقول نعم نعرفهم هم من العراق  ؟؟!! , والكل كان يقول هم ليسوا مسلمون , هم كفرة , هم حلفاء مع أسرائيل ... في أخر مرة أستقليت بها , تاكسي, سألته :هل يوجد هنا في دبي أكراد قال: نعم ,ثم قال : هم كفرة ومرتدون ,وأستطرد قائلاً   هل أنت كوردي , ولكوني كوردي غيور على بلدي وقوميتي , أنا لااقول أنني لست كوردياً , لكن تذكرت مايسمى الدبلوماسية , فقلت : أنا أعرف الكثير من الأكراد وأعرف عدد منهم يقطنون في حينا , أنهم من خيرة البشر مسلمون ويصلون ويؤدون الذكاة ويحجون ويصومون وهم قارئوا قرأن ,,,...... الخ  فقال , لكن لما كل هذه الأقاويل عنهم أذاً وخاصة هنا في دبي هناك الكثير من ينعتهم بشتى التهم والصفات اللأخلاقية .
قلت : صديقي أنهم يشوهون سمعة الكورد لتمرير مصالحهم ومخطتاطهم ....
هذه القصة هي جزء يسير من ما ساطفته هنا ومن ما لقيته , ولاأخشى على شعري من الشيب لانني وبكل أسف أحمل الجالية الكوردية مغبة هذه النتائج , تصوروا معي أن عدد سكان باكستان 260مليون نسمة ومعظمهم متشدد وربما متطرف دينياً هؤلاء غرس في عقولهم أننا كفرة ومرتدون وحاقدون و.... أيتصور أي شخص منكم ماذا يمكن أن يحدث لو أن أي جهة أو اي منظمة أرهابية أستخدمتهم  لقضاء حاجاتها وتمرير مصالحها , أخبركم أنا سنزول من على وجه الأرض في غضون أيام لو فجر فقط كم ألف ليس فقط من الباكستان بل هناك الأفغاني الذي رفض توظيفي في محله لكوني كوردي , وهناك العديد منهم لو فجر عددة آلآف منهم أنفسهم في أي منطقة كوردية ستحل بنا كارثة أنسانية وبشرية وأقتصادية .
مجرد وجود جالية كوردية في دولة عربية هذا مدعة فخر وأعتزاز , ومجرد وجود أشخاص يمدون اليك يد العوم وبلسان كوردي هنا مكمن الفرح والسعادة , لكن ؟
الجالية قبل كل شيء هي فعل , هي جهد , هي مسؤلية لا منصب؟؟!!
الكل يدرك حجم المصاعب والمخاطر والتشويه والتحريف الذي لحق  بالقومية الكوردية والكل يعرف الحلول؟!
لكن أين هو ذلك الفارس الشجاع الشهم الذي يرمي بنباله ليصيب الهدف , في عينه,
أن التفرد بالقيام بالعمل الوطني لهو أمر في غاية الروعة , لكن أن تحول الى مرض أسمه التسلط والتفرد في القرار وتصفية الحسابات الشخصية هنا تكمن الخطورة .
المبادرة , سواء للعمل الوطني , للنضال , أو حتى للتصالح مع باقي الأطراف الأخرى هو أمر في بالغ الأهمية وذو نتائج جدوا كبيرة . وهي ما تميز المرء عن قرينه, فكل شيء في سبيل العمل الجاد يهون .
أثناء قضائي لفترة في الأمارت رأيت الويل والعجب من الكل , الكل ينعت الأخر والكل يكيل السباب والشتائم للأخر , والكل يسحب بساط الوطنية والعمل الخيري من تحت أقدام الأخرين ليلبسها هو ..؟؟؟!!!!!!!!
أن الأمارات بما تحتويه من جنسيات وأشكال وألون من البشر والعالم المختلف يمكن أن تغدوا محطة مهمة في تاريخ النضال الكوردي لانه وبحق خير مكان ننشر فيه تراثنا وثقافتنا وحضارتنا وميراثنا الفلكلوري القيم الصحيح , لاأعتقد أن الأهمية تكمن في شخص من يقوم بهذه المهمة بقدر ما تكمن الأهمية في الأنجاز نفسه
لما لايقولونها بصراحة ,الجالية الكوردية في دولة الأمارات تعاني من تصدعات وتشققات وترهلات وربما ؟! تكتلات أيضاً , تعرفت على جل أعضائهم وعاشرت جل أعضائهم دون أن يعرفونني جيداً وها أنا ذا خارجاً من تينك الدولة دون أن يتعرفوا بي أيضا ,
وما يزيد من الطين بلة أن بعض الأطراف الكوردية السورية  شكلت جاليةخاصة بها (( بمنطقتها))
أن ما تقوم به بعض الجهات من نشر للثقافة والتراث والفن الكوردي وعلى نفقتهم الخاصة هو ما يجدر ذكره وهو ما يجدر أن يلتف الجميع حوله ودعمه ومسانتده , طبعاً دون التفرد بالقرار من أي جهة ....
لذا أعزائي أعضاء الجالية الكوردية , أنتم في مرحلة عمرية تسمى النضج التام , وتسمى مرحلة الرجولة الكاملة , أتمنى منكم الألتفاف حول بعضكم البعض , وأيضاً التعرف على أخطاء الماضي وتجاوزها بسرعة , لأن الوقت بات يداهمنا والوقت بدل الضائع يمكن الأستفادة منه ملياً ...
ودد لو أظل فترة أطول في الأمارات لكن لغلاء المعيشة ولغلاء الحياة هناك ولعدم  رغبتي في المكوث هناك , وخاصة في ظل التجاذبات الشخصية ..
قررت الأنتقال الى بلد أخر لعلني أستريح ملياً
لكم مني كل الحب والأحترام
لكم مني كل التقدير والرغبة في الأتحاد وتجاوز المصالح الشخصية
ولي أملً فيكم أن أعود بعد حيناً وأرى جاليتنا تزدهر وترتفع الى الأعلى  على أقل تقدير أحبذ المكوث هناك والأستقرار.
أقولها ثانية ليس لي أي مشكلة شخصية مع أي شخص هناك ولم أذكر أي أسم كي لاأخلق حساسيات أنا بمنئاً عنها .







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=3245