ملا بختيار: انا معارض للاتحاد الوطني.. ومام جلال ندم لانشقاقه عن الديمقراطي
التاريخ: الثلاثاء 30 نيسان 2024
الموضوع: اخبار



يُعد السياسي الكوردي ملا بختيار من المهتمين بعمق بالثقافة، فهو يرعى المهرجانات الثقافية والمعارض التشكيلية وغالبية اصدقائه والمقربين منه اليوم هم المثقفون العرب والكورد، بل يؤكد قائلا: "انا مثقف قبل ان اكون سياسيا.. بالتأكيد انا افضل الثقافة على السياسية، ومنذ اكثر من 15 سنة اشعر بان قلة الاهتمام الثقافي عند السياسيين كان سببا في انتكاسات السياسي". واعتبر ان:" للسلطة دور مؤثر سلبي جدا..جدا على الثقافة ، وهي السبب في هذا الانغلاق الثقافي.. منغلقون نحن على الامور الطائفية والامور الجانبية المضرة".
 ملا بختيار، المثقف والناقد و"السياسي المعارض"، حسب وصفه هو، خص رووداو بحوار خلال فعاليات معرض اربيل الدولي للكتاب حيث كان يتجول ويقتني الكتب الكوردية والعربية:" الادبية والفلسفية والتاريخية والسياسية"، مشيرا الى انه يقرأ بثلاث لغات هي الكوردية والعربية والفارسية". 


وفيما يلي نص الحوار:


هل القراءة مهمة في حياتك؟
 
انا أتساءل.. ما هو الانسان اذا لم يقرأ؟ وكيف يعيش؟ ومن اين ياتي الادراك والمعرفة ؟ بالتاكيد من الكتب وتنوع المصادر .. لا نعرف ماذا حدث لنا في اقليم كوردستان والعراق؟ قديما كانت هناك مقولة مشهورة ان الكتاب يؤلف في مصر ويطبع في لبنان ويُقرأ في العراق، فماذا حل بنا؟. مبيعات الكتب لا تتجاوز الثلاثة الاف كتاب وفي العراق هناك ما لا يقل عن 200 الف استاذ جامعي، والكتب لا تياع في المكتبات! لماذا هذا الاحباط الفكري او المعرفي او السايكولوجي؟.
 
من هو المتسبب بهذه الاوضاع في اعتقادك؟

للسلطة دور مؤثر سلبي جدا.. جدا لهذا الانغلاق الثقافي. نحن منغلقون على الامور الطائفية والامور الجانبية المضرة..انا هنا لا اتطرق الى الدين والمذهب والعقيدة والمدارس الدينية، لا انفي وجود هذه لكن قيامها يجب ان لا يكون على حساب المعارف الاخرى، ليس على حساب العلم والفلسفة والادب والفن والابداع، الامة التي تترك المعرفة والقراءة والفن والابداع هذه امة مصيرها الخروج من دائرة الحضارة والتاريخ في حين العراق كان في مقدمة الدول الحضارية بل هنا قامت اول الحضارات، واول كلمة في التاريخ كتبت في أور ببلاد سومر.
 
هل يفضل ملا بختيار الثقافة على السياسة؟

بالتأكيد انا افضل الثقافة على السياسية. ومنذ اكثر من 15 سنة اشعر بان قلة الثقافة عند السياسيين كان سببا في انتكاسات السياسي..المثقف يعطي آراء، ينتقد، يخطط لمشاريع، وعلى القادة السياسيين ان يدرسوا هذه المشاريع والافكار وان يكون صدرهم واسع لكل هذه الامور لكن مع الاسف قلة من المسؤولين لهم علاقة بالثقافة او يدركوا اهميتها، مع احتراماتي لهم فهم اصدقائي واعرفهم جيدا، وقلة من اصدقائي يقرأون .. الذين كانوا مثقفين في الاحزاب الكوردية باقليم كوردستان تم تهميشهم ..المثقف تهمش وحل مكانه السياسي الذي يعرف السياسة باعتبارها سلطة والسلطة تعني السياسة، هكذا يفهمون السياسة.
 
تجتمع الثقافة والسياسة في شخصكم، لماذا لا تساهمون بحل الازمات السياسية؟

بالتاكيد انا فعال من هذه اناحية، التقي بالمسؤولين واطرح عليهم الافكار، اكتب، انتقد، اختلف معهم باستمرار عندي ندوات، محاضرات، مقابلات، انا لا اجامل، بل اقول الحقيقة واقول للسياسيين ان يقولوا الحقيقة ، اخفاء الحقائق جريمة.
 
هل ممكن للثقافة ان تنقذ الاوضاع السياسية المتأزمة؟

السياسة هي الثقافة او يجب ان تكون هكذا..انا استغرب ان سياسي يتبوأ منصب قيادي ولا يعرف عن الادب او الفن اي شيء او عن الفلسفة..السلطة اصبحت نهب وكسب وكم تحقق من مكاسب مادية والذي همه الفساد لا تهمه الثقافة. 
 
وصفت نفسك باعتبارك سياسي معارض..معارض لمن؟ 

انا معارض للحكومة التي تسببت بالازمات، معارض لحزبي (الاتحاد الوطني الكوردستاني)، وللمؤتمرات التي عقدها حيث صممت قبل المؤتمر واخرجت بعده ، المؤتمرين الرابع والخامس للاتحاد الوطني الكوردستاني كان تخريجها خطير جدا على الفكر والايدولوجية والحياة الحزبية.
 
المعروف عن مام جلال. مؤسس الاتحاد الوطني الكوردستاني انه كان من السياسيين النادرين الذي جمع بين الثقافة والسياسة؟

هذا صحيح جدا.. في كل مكان كانت عنده مكتبة، في قلعة جولان، في دبشان، في اربيل في السليمانية وفي دوكان وبغداد، وفي كركوك، كان يشتري عدة نسخ من الكتاب الواحد ويوزعه على مكتباته. مام جلال كان يعرفني باني من القراء واقرأ بشغف، كل مرة كان يحتاج لكتاب معين لكتابة دراسة او تقرير لمؤتمر يتصل بي ويطلب مني مثلا كتب عن العولمة او عن الفلسفة او الاقتصاد.
 
على ذكر مام جلال.. عرفت من قياديين في الاتحاد بانه اوصى في آخر لقاء له بقيادة الاتحاد في  مقره باربيل بأهمية الحفاظ على الاتفاق الاستراتيجي مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني كضمانة للقضية الكوردية ومصلحة الكورد واقليم كوردستان، هل حققتم ذلك بعد رحيله؟ 

مام جلال بعد اتفاقية عام 1998 في واشنطن ادرك بان اخطر ما يمكن حدوثه على الحركة الكوردية هو الاخلال بالاتفاقية مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني، واعترف اعترافا واضحا دون لبس بانه اخطأ في الستينيات عندما انشق عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني، هذا اعتراف واضح، وكان يستند في قناعاته السياسية والادارية بانه يجب ان نحافظ على التوازن بين الاتحاد والديمقراطي، طبعا هو كان اتحادي حتى النخاع وكذلك نحن معه. ما يميزنا عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو الناحية الايدولوجية وفلسفة العمل السياسي القائم على الفلسفة الاشتراكية الديمقراطية، وهذه الامور باقية في اذهاننا وفي قناعاتنا، لكن هذا لا يعيق في انه يجب، يجب ان تكون لنا افضل العلاقات مع الاحزاب الرئيسية الكوردية في اقليم كوردستان وفي مقدمتها الحزب الديمقراطي الكوردستاني. 
 
لكن لماذا لم يتم تنفيذ ما اراده مام جلال بعد رحيله بعد كل ما انجزه وناضل من اجله؟

هناك اكثر من خطأ، وليس خطئا واحدا، وانا اكدت على هذه النقطة لمرات عديدة، الاول هو ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني ينظر الى العلاقات مع الاتحاد من فوقية سلطوية باعتباره الحزب الحاكم كونه حاصل على اصوات اكثر، هذا باعتقادي خطأ بالكوردايتي، يعني في اصطفاف الاحزاب الكوردية داخل الحركة الوطنية التحررية الكوردستانية، وهو النظر الى بقية الاحزاب من وجهة سلطوية، وحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني هو في السلطة ويعتبر نفسه معارضا حتى (يدغدغ) عواطف الناس، وهذا خطأ ايضا، يجب على الديمقراطي الكوردستاني ان يتواضع قليلا، وعلى الاتحاد الوطني ان يضطلع بمسؤولياته اكثر.
 
ماذا يقرأ ملا بختيار وباية لغات غير الكوردية؟

انا اقرأ بثلاث لغات كوردي وعربي وفارسي، وافضل الكتب السياسية والتاريخ والنقد والفلسفة. انا منذ العام الماضي اراجع مسالتين مهمتين في التاريخ السياسي، اولا اراجع التاريخ السياسي الكوردي، وقرأت 60 كتاب في هذا المجال، بنظرة انتقادية ، العواطف التي كانت طاغية علي في التاريخ الكوردي انتهت عندي. وساراجع فلسفة اليسار فالقناعات الايدولوجية السابقة، لم تجعلنا نراجع انفسنا ولم يسمحوا لنا ان نراجع الايدولوجية التي كنا مؤمنين بها، مثلا  كنا نعتقد ان تروتسكي خائن، الان ظهر بانه من عباقرة السياسة. نحن تربينا خطأ حول هؤلاء الكبار في التاريخ، اليسار المتطرف ترجم المراجعة بالانحراف وهناك فرق شاسع بين المراجعة والانحراف.
------------ 
المصدر: رووداو







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=30034