الإعلام ما بعد الحداثي بين دورين متناقضين.. وسائل تواصل أم وسائل «تفاصل»؟!
التاريخ: الخميس 28 كانون الأول 2023
الموضوع: اخبار



إبراهيم اليوسف
  
"أن تضع بندقية في يد امرىء غير منضبط فإنك أنت القاتل"
أحدهم 

السلطة الموؤودة:
إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي قد استطاعت- بحق- أن تكسر سطوة الإعلام الذي كان يعدُّ السلطة الرابعة، وفق أحد تعريفاتها، ويغدو صوت كل فرد متعلّم أو غير متعلّم. أكاديمي أو متحرّر من أُميته أو حتى أمي، فإنَّ هذا الشكل من الإعلام  يتمتع بغواياته لدى أوساط واسعة، بعد أن أصبح الإعلام شأناً عاماً، من قبل جميعنا: صغاراً وكباراً، وعلى مختلف مواقعنا ومواقفنا، لطالما إنَّ- جهازاً بحجم الكفّ- بات القناة التي توصل المرء بالعالم كلِّه، ويؤدِّي وظائف متعدِّدة. ينشد إليه الطفل الذي يحبو وهو يجد فيه ضالته، كما المسنّ على سرير المرض والعجز، في آن، ناهيك عن سواهما، إلى الدرجة التي بات يؤثر على سلوكنا اليومي، وطريقة تفكيرنا، وعلاقاتنا، في المنزل. الشارع. المدرسة. المؤسسة. مكان العمل، ومن بين ذلك: إمكان توثيق العلاقات بين الأفراد، مقابل إمكان تدمير الروابط الآدمية، لاسيما إن كل فرد في صالة البيت  قد يتواصل مع العالم كله، وهو  منقطع عمن معه في صالة البيت ذاته، وهوما قد ينطبق على أفراد العائلة كلها: الأب- الأم- الأبناء والبنات، لتكون له بهذا آثار جدّ خطيرة على أهم روابط بناء الفرد وعلاقاته الأسرية، ناهيك عن علاقاته في محيط تفاعله اليومي.


إزاء ذلك كله، فإنَّه قد تمَّ توزيع السلطة الجديدة بين العوام، بعد أن احتلَّت ترتيباً جديداً، قد تكون الأولى، بل هي الأولى تحديداً، أنَّى استطاعوا الاستفادة من هذا العالم الافتراضي، بعد أن كانت حكراً على أفراد مؤسسة ما: المدير العام- رئيس التحرير- سكرتير التحرير- المحرر/ المذيع إلخ، وبات في إمكان أيِّ متفاعل في هذا الفضاء أن يحتلَّ أدوار كل هؤلاء، ويكون صاحب منبر نشري وكاتباً في آنٍ واحد، ليتخلَّص من أية رقابة مسبَّقة، وفي هذا ممارسة لحرية النشر في أعلى درجاتها، ما جعل الكثيرين يفكُّون ارتباطهم بأوعية الصحافة ووسائل الإعلام الحديثة  والتقليدية، من خلال انخراطهم في عالم وسائل الإعلام ما بعد الحداثية، وبات أمراً مألوفاً أن يخاطبك أمي:
هل تتابع حلقاتِ برنامجي على قناة كذا؟
لتغدو بهذا قناة الفيس بوك، كبديل عن القناة التلفزيونية التي تكبِّد مؤسستها ملايين الدولارات، بينما يمكن تأسيس البثِّ عبر هذه القناة في- نصف دقيقة- فحسب، بما في ذلك تأسيس الحساب الفيسبوكي، وفي هذا آثار كارثية، على صعيد آخر، لاسيما من قبل غير المنضبطين.
 
وسائل تواصل
لا وسائل" تفاصل"!
 
لا أتصورأن التفكك الاجتماعي قد وصل في يوم ما، عبر التاريخ، وتحت ظلِّ وطأة الحروب الأشد بشاعة في العالم، كما حدث له اليوم، إذ إنه مقابل إمكان تجسير العلاقات بين الأفراد، وحتى المؤسسات، عبر العالم كله، بعد أن تمَّ كسر حاجز الرقابة، وإمحاء الحدود، فإنَّ ثقافة الكراهية والبغضاء قد انتشرت على نحو جدِّ واسع، وإذا كان الفرد البسيط العادي الذي يحرصُ على حسن علاقاته مع الآخرين، ويكاد لا يجد عبر عقود من حياته، ما قبل زمن التواصل الاجتماعي شخصاً مختلفاً معه، إلا إنه قد يتعرض لأذى العشرات أو المئات، من دون أن تبدر من قبله أية إساءة، إذ انتشرت دائرة الأحقاد، وبات هناك من يكادون يتفرغون لإلحاق الأذى بسواهم، ممارسين بذلك سادية من دون أي مسوِّغ!
ولنا، أمام هذه الحالة أن نتصور حجم انتشار ثقافة الكراهية، ناهيك عن إمكان استغلال هذه الوسائل، في ممارسة العنف، بل الإرهاب، وفي هذا ما يخلخل البنيان الاجتماعي، إذ إنَّني أكاد لا أتصور أحداً مبحراً في هذا الفضاء، إلا وكان هناك من تطوعوا ليناصبوه العداء، ولو في الإطار اللفظي/ الكتابي، فحسب، إلى درجة التهديد، من دون أي سبب، لاسيما إذا كان ممن يبدون موقفهم أمام موقفين متناقضين. أمام جريمة ما، إذ يستهدفه المجرم طالما إنه أبدى موقفه الإنساني تجاهه و الضَّحية، بل إن من يغضُّ النظر، وينأى بنفسه عن اتخاذ موقفه الأخلاقي، قد يغدو مستهدفاً هو الآخر، في هذه الحرب الدائرة حامية الوطيس، وكأنها جهنم أرضية!  
وزارتا إعلام وحرب دمار شامل:
يمكن تشبيه وسائل التواصل الاجتماعي بأنها أشبه بوزارة إعلام متوافرة بين أيدي كل مبحر في هذا الفضاء الافتراضي، يمكنه من خلالها إيصال صوته. رؤاه، إلى مشارق الكون ومغاربه، غير مكترث للحدود التي كانت تضرب- من قبل- في مواجهة وسائل الإعلام. الكتاب، وفي هذا ذروة الحرية التي يجب أن تمارس ضمن إطارها الصحيح، بعيداً عن الاستخدام المؤذي للآخرين، لأن هذه الوسائل ذاتها تشبه في الوقت ذاته وزارة حرب، بالعتاد والعدة  الكاملين.
وإذا كان من حق أي منا أن يستخدم هذا الفضاء، لأجل إيصال صوته، فإنه لابد من الحذر من الاستخدام الخاطىء لهذه الوسائل، إذ إن عدم ضبط العلاقات الناظمة في هذا الفضاء بمثابة وضح أسلحة الدمار بين أيدي بعضهم. أجل. إن توافر هذه الوسائل بين أيدي العابثين، وغير الأكفياء يشكل خطراً جد كبير، ليس على محيطهم، والعالم الافتراضي كله، وإنما على حضور شخصياتهم، في الوقت ذاته. 
 
الرِّقابة النائمة:
 
إنه لمن المؤكد، أن وسائل التواصل الاجتماعي، لم تطلق، قبل أن يتمَّ الاشتغال على ضبطها، ووضعها تحت الرقابة، باعتبار أن أية إساءة تبدر من قبل أي حساب افتراضي فإن هوية المسيء. مكانه. بياناته. معروفة- تماماً- لدى القائمين على هذا العالم الافتراضي، مركزياً، وفرعياً، إلا إن غضَّ النظر من قبل الجهات المعنية على الإساءات التي تتمُّ، تحت أعين رقابتها، من قبل بعضهم بحق ضحاياهم مدعاة استغراب، إذ إن هناك من يدأبون على الفتك بسواهم، من خلال شتمهم. تهديدهم. محاولة تشويه صورهم كذباً، بسبب أمزجتهم، أو عدوانيتهم، أو لربما نتيجة عمل منظم في هذا المجال!؟
صحيحٌ، أن الرَّقع اتسعَ على الرَّاقع، وهناك في كل بلد. كل مدينة.  ولربما في كل قرية. كل حي. كل شارع، ثمة سوء استخدام، بهذه الدرجة أو تلك لوسائل التواصل، وبات الفيس بوك- مثلاً- بحاجة إلى الآلاف من الموظفين- في كل بلد- لمحاولة ضبط إيقاع رسالة هذا الفضاء، ناهيك عما يمارسه الفيس آلياً، بحق التجاوزات، ضد الآخرين: أفراداً وجماعات، إلا الاستخدام السيء للاسم المستعار، أو حتى الاسم الصحيح ما يؤدي إلى بث السموم في البنيان الاجتماعي، إلا إنه- أية كانت ذرائع الرِّقابة الافتراضية أو الرسمية- فإنه لابدَّ من حماية المجتمع الافتراضي من محاولات إلحاق الأذى به، وتنفيذ القوانين الموضوعة- بهذا الصدد- و إحالة مسيئي الاستخدام، ومهددي أمن وأمان وراحة الناس إلى المحاكم.
إن التهاون، في متابعة المخالفات الإلكترونية له تأثير جدّ خطير، في خلق حالة تنابذ، لها آثار على المديين: القريب والبعيد، في آن، لاسيما في حالات الانتهاكات العظمى، وفق رؤاي، ومنها: مسّ أعراض الناس. ممارسة الإعدام المعنوي بحق بعضهم، وهذا ما يجب أن يعاد النظر إليه، في كل بلد ودولة، لأن انتشار سموم الكراهية من أخطر الأمراض الراهنة التي نشهدها؟
 
تجارة الكراهية:

أمام استفحال هذا الوباء- ما بعد الحداثي- عبر أعظم منجز مكتشف، وفي الإمكان استثماره في خدمة الإنسان، وسكان العمارة الكونية، فإن التراخي في أداء الرقابة دورها في نبذ الكراهية. العداء، فإن هناك من باتوا يستمرئون في ممارسة الأذى ضد سواهم، بالإضافة إلى أن هناك من بات يرهن حسابه الفيسبوكي- أو قناته عبر هذه الخدمة، لإطلاق نيرانه حتى على من لا يعرفهم، أو من يختلف معهم، ناهيك عن أن هناك من يحرِّض بعضهم ضد خصومه، كفرد، أو كمؤسسة، وما الحملات المنظمة ضد بعضهم إلا ضرب من التحريض الذي يتمَّ أمام أعيننا جميعاً. لقد روى لي شخص ثقة أن هناك من حرَّضوه ضدي- أنا- ملوحين بإغراءات مالية، بعد أن حدثوه- كذباً وتأليباً- بأنني معاد لما يؤمن به، فنهرهم، ووبخهم، لاسيما بعد أن استعان بذاكرة أحد جيرانه الذين شرحوا له هوية أحد محرضيه الذين ظهروا شخصياً، وأساؤوا إلي، فيما بعد، وفي أكثر من حالة موصوفة، وهناك من اشتغل على أكثر من جبهة تحريضية، في هذا المجال: من خلال دفع أناس غير منضبطين، أو يعانون من اختلالات أو مشاكل نفسية، واستغلالهم، للإساءة إلي، وهذا غيض من فيض، وهنا أبين أن أكثر حالات الإساءة إلي بدرت من قبل أناس يعانون أزمات  ذاتية عاصفة، وهذا ما يمكن للباحث المختص استقراؤه، أثناء تناوله أبعاد مساوىء هذا العالم الافتراضي، ومفاقمته الوساوس، وتضخيمها، وقنبلتها، لتؤذي صاحبها قبل سواه، بعد إماتة روح المسامحة، ووأد التوادد.
 
التفاعل الإلكتروني:
1-اللايك وما اللايك؟!

يتيح تطبيق الفيس بوك لأي متابع ترك أثره: إعجاباً، باللون الأزرق، أو ترك- قلب- كدليل على الحب، أو عيناً دامعة كدليل على الحزن، ناهيك عن إشارات الدعم والإعجاب المضاعف. حيث استطاعت هذه الإشارات إشغال الملايين، إن لم أقل المليارات من مستخدمي الفيس بوك، إذ ثمة كثيرون يعنون بحصيدهم من الجنى الإلكترونية، الوهمية، التي لاتسمن ولا تغني، إلا إن وراءها: محب ومستفز ومتضرِّر وغاضب، قد يكون هؤلاء معروفين أو أصحاب حسابات وهمية.
ولابدَّ من الإشارة إلى إن هناك من لا يميلون إلى ترك أثرهم على ما يقرؤون ويتابعون عبر وسائل التواصل، لهذا السبب أو ذاك، فهناك من يؤثر أن يكون مجرد مبحر متوار. مجهول الهوية، غير متحمس لأي أثر يتركه خلفه، وهناك من يريد ترك إشارة إعجاب وتشجيع، كما إن هناك من يريد ترك رسالة استفزاز وراءه، لهذا السبب أو ذاك.
 
2-التعليقات في وجوهها المتعددة:

تعدُّ التعليقات- التفاعلية- التي ترافق أي منشور جد مهمة، فمن شأنها أن تغني المنشور، وتعطيه أبعاداً معرفية أخرى، ولعلنا نجد- أحياناً- تعليقات على أحد منشوراتنا هي أكثر أهمية منها، إلا إن هذه الفسحة الجمالية قد تتشوه، من خلال التعليقات المؤذية من قبل بعضهم، إذ إن هناك من قد يلجأ إلى الكتابة- بتواقيع مستعارة- أو حقيقية، للإساءة إلى المنشور، وصاحبه، أو إلى آخرين، ناهيك عن إن هناك من قد يكتب منشوراً ما، محرِّضاً سواه لكتابة تعليقات ملفقة، أو مسيئة بحق من يستهدفه، مبدياً إعجابه بها، أو مدعياً غض النظر عنها، وهي في كل الأحوال مسؤوليته، لاسيما عندما يكون المنشور غارة" انتحارية" بحق المستهدف، من دون أية إساءة مقابلة، تبدر من لدن هذا الأخير، وهوما يتمُّ لأسباب كثيرة، نتيجة روح عدوانية من قبل صاحب المنشور، ومن قبل المسيء ذاته، أو من قبل محرض يستغل شخصاً هشاً ضعيفاً يشفي غليله من المستهدف، متوارياً خلف إصبعه، ولعله لا يقطع الخيط الرابط بينه وبين هذا المستهدف، مدعياً قربه منه.
إذ إن هناك من لا يتورع حتى عن الاستعانة بأي- بلطجي- أو هكر، من أجل النيل من أحدهم، من خلال مقابل ما، أو حتى من دونه، وهناك من هو مستعد لأداء هذا الدور العدواني، من دون أي مسوغ، ومن بين هذه النماذج من يستدر الشفقة، رأفة بهشاشته، وسذاجته، وتبعيته، لتنفيذ أوامر مملاة عليه، لا يتفذها إلا امرؤ عديم الشخصية.
لقد بتنا نجد بعضهم وقد غدوا، وكأن لا عمل لهم سوى التعليقات البائسة ضد أي شخص، سواء أكانوا يعرفونه أم لا يعرفونه، من دون أي داع إلا: إشباع غريزة العدوانية والانتقام، ما يلوح بخطر مقبل كبير، يهدَّد أواصر المحبة بين الناس، متجاورين، أو متباعدين، بعد تهيئة أسباب ذلك.
 
دفاعاً عن فن السخرية:

لقد كشف لنا الفيس بوك، على نحو خاص، مواهب مهمة في عالم السخرية، بعد أن كان الوصول إلى عالم النشر محفوفاً بالمصاعب والتحديات، وبتنا، على نحو عفوي نتتبع ما يتركه بعض الساخرين المجيدين في صفحاتهم، لما لديهم من روح الدعابة العالية، بل السخرية، ضمن حدود احترام الآخر، إلا إن هناك من راحوا يستغلون السخرية- بدعوى ممارسة النقد- بحقِّ مستهدفين، لتقطر متون منشوراتهم ضغائن وإساءات، بل أكاذيب، وافتراءات، وقد يسوغ بعض هؤلاء ما يقومون به بأن- نقد- الشخصيات العامة- مباح، من دون أن يدركوا أن هذا النقد إنما له شروطه وحدوده، ضمن عالم النقد، وليس من قبل من لا يفقه ثقافة النَّقد ويمارس الثأر الاعتباطي، أو لربما المخطط من لدنه بحق غيره. إن فن السخرية الذي يتم من خلال المبالغة في تناول الحدث يؤدي أكثر من دور: تنبيه من يتم تناوله لإعادة النظر في ذاته، ونشر روح الدعابة، بما يكفل احترام المتناوَلين- بفتح الواو- وعدم المسّ بشخصياتهم، والابتعاد عن النيل منهم، وهذا ما يذكرني بمحاولة رامي المدفعية استبدال الطلقات الخلبية الصوتية في سلاحه بأخرى حقيقية، محشوة بالبارود، واستهداف الجمهور، بدلاً من توجيهها إلى الفضاء!
لابد على من يمارس فن السخرية معرفة أصول وقوانين وشروط النقد الذي لا يهدف إلا إلى إصلاح المخطىء، أو المقصر، لا إلى تنفيذ حكم الإعدام به، خادعاً ذاته وجمهوره، وحتى القانون، بغرض الالتفاف عليه، وفي هذا شكل من أشكال نشر ثقافة العداء صوب الآخرين، بما يتضاد مع رسالة الفن: كاريكاتيراً بالرسم كان أم بالكلمات، لا فرق بين هذا الصنف أو ذاك، لطالما منبعهما الحب، وهدفهما الجمال والحب وخدمة رسالة الآدمي!
لابدَّ من الاعتراف أن وسائل التواصل الاجتماعي قد غيرت الحياة رأساً على عقب، وباتت تترك وراءها آثاراً سلبية، في البيت، المعمل، المدرسة، تؤثر على سوية الإنتاج، وتثير القلاقل والخلافات، ما لم تستخدم في مجالها الصحيح، بل إن أصحاب العقد النفسية. المرضى. الساديين، وجدوا فيها ضالاتهم لممارسة ثأرهم الشخصي من خصوم حقيقيين أو افتراضيين، سواء أكان ثمة مسوغ لذلك أو لم يكن، لذلك لابد من إعادة ضبط العلاقات الناظمة في وسائل التواصل هذه، ومحاولة قوننتها، لما لها من خطر كبير يطرق الأبواب.

ثقافة التفاهة مدخلاً للدمار:

إن ترك حبل هذا العالم الافتراضي على غاربه يدعو الغيارى، في العالم، للتحرك، سريعاً، من أجل توجيه وسائل التواصل الاجتماعي ما بعد الحداثي، ووضع قوانين صارمة تخصُّ استخدامها اليومي، في اتجاهها الصحيح، في هذا الزمن الذي أصبح العالم مهدداً فيه بأكثر من وسيلة- دمار شامل- تترك كرتنا الأرضية أثراً بعد عين، ولعل معادل هذه الأسلحة ما بعد الحداثية يكمن في هذا العالم الافتراضي غير المقونن، كي يتم استكمال نشر الفوضى و-ثقافة التفاهة- وكل ما قرأنا عنه، في أواخر القرن الماضي من رسائل إنذار استشرافية، فيما يخص الدعوة إلى التفتت. التفكك. الدمار، ونشر وباء الكراهية الكارثي، والحروب، في الزمن المعولم، عبر الاستخدام الخاطىء للمعلوماتية، والدعوة إلى- مجتمع الثلث، أو الربع، أو العشر الأكثر رقياً، وفي مثل هذه الحالة من الثقافة المدمرة أعظم وقود للدمار الشامل، بعد أن دمرت وسائل التواصل الكثيرين، في بيوتهم، وفي ذواتهم، ضمن مخطط يستهدف القيم الإنسانية العليا المتفق عليها، على مختلف العصور والأمكنة     
والثقافات الأصيلة!؟







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=29720