البرلمان التركي ....ما بين الدهماوية والديماغوجية
التاريخ: الثلاثاء 23 تشرين الاول 2007
الموضوع: اخبار



لقد بات من الأكيد , ان منطقة الشرق الأوسط أمست فريسة للأيادي القذرة القميئة التي ما برحت تمقت أن تراها , منطقة حرة ديمفراطية  , تتآلف فيها شعوب المنطقة ضمن وحدة أجتماعية – أقتصادية متطورة راقية تناسب البعد التاريخي لهذه الشعوب ... ولاسيما , حينما برزت كوردستان – العراق كجوهر ماسي فريد في تطلعاته , في آماله  , في اصراره المنقطع النظير على البعد الحضاري , على البعد المدني , ضمن منظور ديمقراطي أكيد ..


ان هذه الأيادي الجرثومية هنا وهناك , وعلى صعيد أكثر من أدارة في دول المنطقة , تكالبت و تآلبت في السر والخفاء , في الجهر والعلانية , لتوجيه ضربة – لن يتحقق لها النجاح , ولن تحدث كما يتوهم أصحاب تلك النفوس المريضة – غادرة أليمة الى كوردستاننا المقدسة , من خلال قرار البرلمان التركي القاضي بالسماح للجيش التركي – المطعون في صلاحيته – بالتوغل في كوردستان – العراق تحت ذريعة واهية وقديمة وأضحت سخيفة ومردودة على أصحابها , وهي القضاء على الحزب العمال الكوردستاني ومطاردة عناصره هناك وتدمير مراكزه ...
نحن من جانبنا لن نقف عند القشور ولا عند المسطحات المائية الغبية ولا عند العناكب المتشحة بالسواد , انما نستقرء فيه الأبعاد التالية :
البعد الأول : ثمة شرخ أكيد في تركيا ما بين الجيش المتمثل بجنرالاته , والأدارة السياسية المتمثلة بأردوغان – غول ...فكل طرف يسعى جزئيا الى ارضاء الآخر , مع زرع الأفخاخ له في عين الوقت , لكي يبدو الطرف الآخر هو سبب الأشكاليات  ...لكن من المؤكد ان كلاهما سوف بتهافتان في مستنقعات الحدود....
البعد الثاني : لقد أندثر البعد التاريخي للدولة الأتاتوركية , وأنتهت العلاقات ما بينها وبين أحلام الدولة العثمانية سواء في الشرق الأوسط , أم في آسيا الوسطى ...
البعد الثالث : لقد فقدت تركيا مقوماتها كدولة معاصرة ذات شأن . انما أمست دولة جغرافية فقط وفقدت بذلك معادلتها الخاصة في المنطقة . وأنكفأ حجمها الى الوضع الطبيعي ابان القرن الثامن والتاسع الميلاديين....
البعد الرابع : ثمت ارتباك مشوه وفقدان البصر والبصيرة , لدى قادتها السياسيين , وحتى لدى مثقفيها ومسؤولي الأدارة فيها . ..
وعلى ما يبدو , فأن الجهات المسؤولة التركية ما فتئت أسيرة مفاهيم الحرب الباردة , وتعالج مشاكلها بنفس الأستعلائية المتغطرسة , وبذات الطرائق المعهودة المهتريئة . ولم تدرك بعد الجانب التاريخي في المسألة الأنسانية ..ولاتكترث بالمسألة القانونية والسيادية لدول الجوار ...
 فهل تدرك تركيا ان العراق دولة ذات سيادة , وعضو في هيئة الأمم المتحدة , وفي المؤتمر الأسلامي وفي الجامعة العربية ؟؟ وأن اجتياز حدودها عسكريا مهما كانت الأسباب , و الذرائع  , يعد انتهاكا لسيادتها . وبالتالي يحق للعراق أن تقدم شكوى ضدها في الأمم المتحدة ...؟؟ 
- وهل تدرك تركيا , من الزاوية القانونية , انه لايحق لبرلمان أية دولة ولا لأية جهة رسمية فيها أن تصدر قرارا يتعلق تطبيق مضموته بالوضع الداخلي لدولة أخرى ؟؟؟ الا اللهم أعتبر ذلك عدوانا عليها ؟؟ 
- هل تدرك تركيا  , أن مسألة التعددية , والفدرالية , وكوردستان العراق , هي مسائل تتعلق بالشأن الداخلي العراقي ..؟؟؟
 - هل تدرك تركيا , أن مسألة كركوك هي كوردية بأمتياز وعراقية بنفس الدرجة ؟؟؟ ...
– وهل تدرك تركيا , أن العراق , حسب قرار الأمم المتحدة , هي تحت الأحتلال الأمريكي .
 وبالتالي ان دخول الجيش التركي الى العراق هو اعنداء على الولايات المتحدة الأمريكية ..؟؟؟
 - وهل تدرك تركيا , ان عليها أن تحل مسألة كوردستان تركيا بالطرق الحوارية السلمية المعهودة وفق روح و جوهر الشرائع الأنسانية ..؟؟؟
وأن تتحول – شاءت أم أبت – الى دولة تعددية , فدرالية , كالدولة العراقية ..؟؟؟
 لكن من الواضح , ان الدولة التركية لن تتعظ بالمسار الأيجابي للتاريخ , وقد أعمتها غطرستها المتهافتة الى درجة العماء المطلق ....لذلك كي تتفادى المنطقة أوزار –عمليات عسكرية – باهظة ,  فأننا نناشد , القوى المحبة للديمقراطية والسلام , ودول العالم و مراكز الضغط , أن تضغط على تركيا لكي تثب الى رشدها , وتهجر غيها وضلالها ..  
-  مجلس التضامن – كوردستان سورية 





 



أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=2830