جميع أنحاء كردستان تتأثر بما يجري على أرضها وحولها في الشرق الأوسط، وهي معنية بما يجري بالدرجة الأولى، فالصراع يطال إلى داخلها أحياناً كثيرة ، بينما الشعب الكردستاني يتفاعل مع ما يجري من أعماقه ويترقب التطورات ويحاول أن يأخذ المكان والموقع الصحيح له ، ويتخذ قراره بنفسه، فهذه المرحلة مصيرية بالنسبة له.
ففي شمال كردستان لازال الدفاع المشروع الايجابي مستمراً ويسقط يومياً ضحايا من الطرفين في تمشيطات الجيش التركي وقمع الجماهير الكردية ، وقد أجريت الانتخابات التشريعية للبرلمان التركي واستطاع الشعب الكردي إرسال اثنين وعشرين مندوباً عنه إلى البرلمان رغم كل العراقيل التي وضعتها الدولة التركية والقمع الذي مارسته. إلا أن الأهم هو كسر شوكة العسكر لأول مرة منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد حزب العدالة والتنمية (AKP)، الذي ينتمي إلى التيار الديني الذي يحاربه الجيش منذ انهيار العثمانيين , مما يعني أن الحرب الشاملة القذرة التي شنتها الدولة التركية على الشعب الكردي على مدى خمسة عشر عاماً، لم تسفر عن أية فائدة لمن شنها، ولم تفلح القوى التي فرضت الحرب في لجم تطلعات الشعب الكردي .
أما في الجنوب الكردستاني فتحدث تطورات متسارعة ، حيث تطال التفجيرات المناطق الكردية مثل كركوك والموصل، بينما تتزايد التهديدات العسكرية التركية بالغزو رغم معارضة كافة الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية، وبات الشعب الكردي بأكمله يدرك أن التهديدات التركية للجنوب تهدف إلى تقويض المكاسب الكردية في الجنوب، والتدخل في شأن كركوك وتعطيل المادة 140 من الدستور العراقي، حتى ولو تظاهرت بمحاربة حزب العمال الكردستاني (PKK) . والقصف الإيراني من الشرق والتركي من الشمال وتزامن ذلك مع التفجيرات في كركوك وشنكال، والحزام العربي الذي تعلن السلطة السورية استئنافه والقمع الذي تمارسه ، كلها تدل مدى التنسيق بين الجبهة المعادية للشعب الكردي .
الشعب الكردي في شرق كردستان يشكل حجر الأساس في المعادلات التي تتأسس في المنطقة والمتعلقة بإيران، ولا يمكن للقوى التي تعمل من أجل التغيير إلا أن تتحالف مع الأكراد هناك ، وهذه حقيقة يدركها المهتمون بالشأن الإيراني .
الأوضاع في غرب كردستان:
تزداد سوءاً، حيث يزداد القمع والضغوط ، كالاعتقالات والاستدعاءات اليومية للوطنيين، وباتت الحكومة السورية تتصرف بشكل لا يتواكب مع المصالح العليا للشعب السوري في الشأن الكردي، فسياساتها الكردية أصبحت تابعاً لسياسات الدولة التركية، شأنها شأن إيران، وأبرز ما ظهر في المرحلة الماضية هو محاولة إكمال مشروع الحزام العربي ابتداءً من ديريك ثم سري كانية، وجلب أكثر من مائة وخمسين أسرة عربية لتوطينها في مزارع الدولة التي اغتصبت من أصحابها الأكراد فيما مضى ، وتوطين أكثر من ثمانمائة أسرة أخرى في مناطق سري كانية. رغم الاحتجاجات الكثيفة على هذه الخطوة داخلياً وخارجياً ولم يصدر أي شيء بهذا الشأن من جانب الحكومة السورية لا سلباً ولا إيجابا بعد أن عقدت عقودها مع تلك الأسر العربية، مما يدل على أن الحكومة ماضية في خططها ولكنها تنتظر الظرف المناسب.
من ناحية أخرى جرى تجديد البيعة للرئيس بشار الأسد لولاية ثانية، وفي خطاب القسم ذكر الرئيس قضية المجردين من الجنسية السورية، وجاء كلامه بمثابة تهديد مبطن للأكراد لأول مرة. حيث وعد بحل مشكلة المجردين من الجنسية قريباً دون حل مشكلة المكتومين، وذكر " بأن أية مطالبة بعد ذلك تهدف إلى زعزعة الاستقرار في سوريا " . أي يجب أن لا تكون هناك أية مطالبة بالحقوق المشروعة من جانب الأكراد بعد حل قضية المجردين.
الدولة السورية لازالت تهمل الأكراد ولا تحاول التقرب منهم رغم الجهود الكردية المبذولة بهذا الصدد ورغم الاهتمام الداخلي والخارجي المتزايد نحو الجماهير الكردية والقضية الكردية فالمعارضون السوريون في الداخل والخارج وكذلك القوى الخارجية تدرى مدى تسيس الشارع الكردي وتحاول شدهم إلى جانبهم في أية حركة معارضة للحكم في المستقبل، علماً بأن التقرب من المواطنين الأكراد يدخل في خدمة الدولة السورية قبل أن يجلب أية منافع للأكراد أنفسهم، ولكن يبدو أن الدولة السورية مرغمة على الالتزام بالتحالف الثلاثي مع إيران وتركيا بهذا الصدد.
2- على الصعيد التنظيمي: على الرغم من قمع أجهزة الدولة ومحاولاتها لإرهاب الجماهير، عقدت اجتماعات موسعة عديدة في كافة المحافظات والمناطق للجماهير والكوادر بهدف التوعية والتدريب على برنامج والنظام الداخلي لـ PYD و KCK في غرب كردستان، فكما نعلم أن المرحلة الحالية هي مرحلة العبور من نظام PYD إلى نظام KCK-R وتثبيته، ولهذا لابد من التدريب المكثف للكوادر والمنتسبين على النظام الجديد حتى يتمكن كل تنظيم من تأسيس نظامه الخاص به ضمن KCK-Rojava .
3- على الصعيد الجماهيري: كانت هناك مناسبات دفن الشهداء في كل من قامشلو الحسكة و عفرين وحلب. فقد تم دفن الشهيد جهاد في مقبرة بركفرية في الدرباسية وسط مراسيم حافلة ضمت آلاف الجماهير، وكذلك دفن الشهيد هوزان في مقبرة العنترية بالقامشلي وسط عشرات الآلاف من الجماهير، ودفن الشهيد أحمد يوسف في قرية قرة تبة – عفرين حيث انضمت المئات من الجماهير رغم العراقيل التي وضعتها السلطات في الطريق وعند تسليم الجثة، وكذلك دفن الشهيدة بنفش روباري في قرية عقيبة – حلب حيث انضمت الجماهير بالمئات من حلب، رغم الصعوبات التي خلقتها السلطات. وكذلك مراسيم دفن الشهيد آرتيش فرات( محمد علي فتحي ) في كوباني حيث انضم المئات من الجماهير، رغم عراقيل الدولة عند تسليم الجثة ، ومرافقتهم له إلى قرية بير رمي . والإعلان عن الشهيد أشرف جيلو( عزيز محمد) الذي لم تصل جثه بعد، حيث انضم المئات إلى مراسيم التعزية من المناطق المختلفة على مدى ثلاثة أيام . بالإضافة إلى المناسبات الأخرى .
مرحلة الانتخابات التشريعية في 22 / 4 والمحلية في 26 / 8 التي جرت في سوريا كانت بمثابة صراع سياسي كبير كشف للتنظيم عن جميع مواقع الخلل والنواقص لدى الإدارات والكوادر ومواقف الضعف لدى الجماهير، ففي البداية كان قرار الانضمام والانسحاب قراراً ذاتياً، دل على استقلالية قرار PYD وهذا ما شهدت به جميع الأوساط قبل وبعد مرحلة الانتخابات . رغم كل ذلك لازالت الجماهير مترددة في الانضمام إلى الأنشطة التنظيمية وأخذ مكانها ضمن المؤسسات والتنظيمات بالكثافة المطلوبة نظراً للإرهاب الذي تمارسه أجهزة الدولة على الناشطين والوطنيين وتزرع الرعب في نفوسهم من خلال الاستدعاءات المتكررة ومخاطبتهم بلهجة التهديد والوعيد ، وحملات المداهمة لترهيب الشعب وزرع المخبرين والمتعاونين مما يؤدي إلى جرائم مختلفة، وإشكالات اجتماعية ، بينما غياب التوجيه الوطني السليم نحو جيل الشباب يؤدي إلى الميوعة وتدني مستوى الأخلاق والانحراف لدى الشبيبة ، وهذه الظاهرة موجودة في كل المناطق الكردية نتيجة للابتعاد عن القيم الأخلاقية والخروج على التقاليد والعادات الاجتماعية المتوارثة، وتدني مستوى الأخلاق لدى الجيل الصاعد أمر عاجل يتطلب تدخلات عاجلة سواء بالتصدي للبؤر التي تشجع على ذلك وتنشرها ، أو بالتوعية الوطنية الاجتماعية السليمة ولا نعتقد ببراءة أجهزة الدولة مما يحدث .
4- كما تم اتخاذ القرارات ووضع الخطط والبرنامج للنشاط التنظيمي والجماهيري للمرحلة المقبلة .
نتمنى أن نكون عند حسن ظن جماهيرنا , وندعوها إلى الالتفاف حول نهج PYD ، لنسير معاً نحو تأسيس المجتمع الديموقراطي الايكولوجي الذي يطرحه القائد آبو .
مجلس حزب الاتحاد الديموقراطي
PYD
14 أيلول 2007