على هامش يوم الصحافة الكردية.. موقع «ولاتي مه» رئة الكاتب الحر!
التاريخ: الأربعاء 22 نيسان 2020
الموضوع: اخبار


  
 إبراهيم اليوسف

لأعترف، أنني ومنذ بداية الحرب أبدأ نهاري وأختتمه بتصفحي لموقع ولاتي مه، الذي كنت ومازلت أنشر فيه إلى جانب مواقع كردية قليلة التحق بركبها، أتذكر منها: عامودا نت- عفرين- كردستانا بن ختي- كميا كردا، بالإضافة إلى مواقع أخرى ظهرت خلال فترات قصيرة قد لا تعدو السنة أو السنتين أو حتى الثلاث سنوات - وأعتذر عن عدم ذكرها واحداً واحداً، لكثرتها وإن كانت جميعها تستحق التقدير - وقد تميز "ولاتي مه" بمهنيته منذ البداية، ومحاولته الاستقلالية - وإن كانت ليست هناك استقلالية أمام  وجود ضحية وجلاد- وهوما أركز عليه، كلما تم الحديث عن ضالة الاستقلالية التي أراني منتمياً إليها، مجسداً لها، كما سواي من السابقين علي، أو المزامنين لي، أو اللاحقين بي.


وإذا كنت أعتبر ذاتي أحد هؤلاء الذين استطاعوا أن يعبروا عن رؤاهم، عبر مواقع الإنترنت الكردية التي كتبت عنها كثيراً، وطالبت عبرها قبل حوالي عشرين سنة - أو أقل بقليل-  بميثاق صحفي للإعلاميين الكرد، وكانت تضم جزءاً كبيراً من أرشيفي إلى جانب: أخبار الشرق- كلنا شركاء في الوطن-  وكانت فيهما- على نحو خاص- المقالات التي كتبتها في المرحلة التي سميت بـ "ربيع دمشق" وغيرها، من مقالات كثيرة، إلا أنها جميعها، وجميع ما كتبت في مواقع الإنترنت التي بدأنا بها العقد الأول من الألفية الثانية اختفت، وقد كنت أتوهم أن الخال غوغل ذو ذاكرة أمينة على ما نودعه إياها، إلا أنه وذاكرته خيبا آمالنا، بمجرد توقف تلك المواقع التي ظن بعض القائمين عليها أنها شاخت - ومع انعدام الدعم الكردي للإعلام- مع ظهور شبكات التواصل الاجتماعي، وانتشار الفضائيات  التي كادت تتقلص من - دولتيتها- إلى الحزبية والعائلية!
وبهذه المناسبة، فقد أطلقت أكثر من مناشدة إلى أصحاب تلك المواقع لكي يستعيدوا أراشيف مواقعهم، أو حتى أن يعيدوا المقالات إلى أصحابها، لأنها لم تعد ذواكر كتابها - فحسب- بل كانت ذاكرة مرحلة، وفيها جزء مهم من مدونة تاريخنا، في الوقت الذي لم يكن لنا - ككرد سوريا- لا مراكز بحوث، ولا مراكز إعلام، ولا مراكز ثقافية، وأنني - حقاً- أستغرب تطنيش أولي الأمر لهذا الأرشيف، مع مسؤولية أصحاب المواقع أنفسهم عن ذلك، لاسيما أولاء الذين كانوا يعيشون في الخارج، وكانت لديهم القدرة على حماية أرشيفهم، وصونه، بل وديمومة مواقعهم، وهو ما فعله أصحاب ثلاثة مواقع: أولهما طمأنني أنه أرشف موقعه، وسيظل مستمراً، إلا أن أمراً ما قد حدث، ولم يتم ذلك، ولقد كاتبته أكثر من مرة فأبدى أسفه أن الأرشيف غدا خارج السيطرة، وثانيهما قال لي: إنه أخذ صورة عن أرشيف السنوات - كلها- إلا أنه افتقد كلمة مرور " الهارد" أو "الذاكرة الخارجية" وهو لم يقطع أمل استعادة نسخة عن أرشيف موقعه، أما الثالث فهو صديقنا معلمنا أ. محمد سعيد آلوجي الذي احتفظ بأرشيف موقعه، وأرسل إلي ما نشر لديه، إلا أن ما نشر لي في ثلاثة مواقع كردية هي: عامودا- عفرين- كميا كردا يشكل جزءاً كبيراً مما نشرته كردياً، إضافة إلى ما نشرته في الشأن السوري العام في موقعي: أخبارالشرق- كلنا شركاء في الوطن!
ما دعاني إلى ذكر معاناتي مع هذه المواقع هو أن مئات المقالات التي كتبتها قد ضاعت، ويكاد لم يبق لي إلا ما نشرته في موقع – الحوار المتمدن- الذي كنت أتكاسل، ولا أعيد فيه نشر مقالاتي - لاسيما الكردية منها- وهي تجاوزت الألف مقال، ليستطيع موقع ولاتي مه أن يحافظ على ما نشرته وغيري فيه، وهذا ما يسجل لهذا الموقع الذي أتذكر انطلاقته في الوطن، وكنت أحد المؤتمنين على معرفة اسم مديره، ولم أبح به لأحد، إلا بعد أن أعلن هو عنه، وإن توسعت دائرة من عرفوه -ضمن محيطه من الكتاب- بعد سفري للخارج، وفي هذا ما يسجل لهذا الوسط - الأمين- حقاً، لاسيما إن رقبة واحد مثله كانت مطلوبة لو عرف النظام به، بل روى لي الراحل سيامند إبراهيم أن أحدهم - وهو الآخر راحل- من أولي الأمر الجدد الذين آلت إليهم مقاليد الأمور، قد سأله شاتماً: من صاحب الموقع سنفعل به - كذا- وهو ما قاله لصاحب الموقع ذاته، كما علمت، بالرغم من أن سيامند كان أحد المتعاونين مع الموقع، مع عدد ممن يذكرهم لي صديقنا مدير الموقع، معترفاً بعرفانهم، منذ البداية وإلى الآن، بمن فيهم كتاب الموقع الذين استمروا منذ بدايات انطلاقته، وحتى الآن، وهناك من يكتب فيه - باستمرار- وهناك من لا يكتب إلا فيه كما إبراهيم محمود!
أتابع مدير الموقع الذي قررنا في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين تكريمه مع عدد من المكرمين، بمناسبة يوم الصحافة: كاوا محمد أمين- من كردستان24- و عباس إسماعيل " ككاتب"- عبدالصمد داوود- د. رضوان باديني- وبعض الفنانين والفنيين المتعاونين مع مشروع الاتحاد العام ومنهم:  بافي سميار وأكرم سيتي إلخ، وادرك مدى الجهد الذي بذله منذ العام 2006، وحتى الآن، من دون أن يتوقف في أحرج المراحل داخل الوطن، وخارجه،  متحملاً أعباء رسومات الموقع السنوية - وكنت على علم بذلك خلال فترة عملي في الإمارات- ولايزال يتكبد دفع المبلغ- ماعدا مرة أو مرتين ربما- حيث تبرع بعضهم بتغطية تكاليف حجز المبلغ، بالإضافة إلى  جهده الإعلامي في قراءة وتحرير ونشر المقالات والأخبار إلخ، حيث يتابع البريد والنشر على امتداد ساعات راحته، بالرغم من تردي وضعه الصحي -مؤخراً- بل بالرغم من خطف طفله الصغير في بدايات -الثورة- وأعلمني آنذاك بالأمر، ليبدأ "رحلة الهجرة" المرة.
مؤكد، أن ثمة معلومات ما قد قلتها -هنا- وسمحت لنفسي بالبوح بها، مع عدم ذكر سواها أيضاً، من ضمن ما يسجل له، لأقول كلمة إنصاف، وتقدير، لجندي مجهول، يعمل في مجال الإعلام الكردي، وهو يستحق التكريم من قبل أصحاب الضمائر النظيفة الذين لا يقبل هو نفسه إلا تكريمهم، ولو عبر كلمة شكر، في الوقت الذي يتم الاعتماد على إعلاميين - عابرين- من قبل جهات كثيرة، في زمن التمويل، والكتابات المأجورة التي تختفي ما إن يختفي ممولها!
ومن هنا، فإنني إذ أهنىء زميلنا الإعلامي شفيق جانكير في يوم الصحافة الكردية، وبمناسبة تكريم الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد له ولزملاء آخرين جميعهم أعزاء، فإنني أتقدم بالتهاني إلى إعلاميينا وصحفيينا الكرد منذ أول الجهود في زمن "مقداد مدحت بدرخان1898" ومروراً ببعض فرسان الصحافة الذين عملوا في الصحافة والإعلام خارج الوطن أو داخله وأذكر منهم: زين الدين يوسف - د. بشير ملا صبري- رحمهما الله ود. رضوان باديني أطال الله في عمره- ومن المؤكد أن هناك مئات أصحاب الأقلام القدامى أعتذر من جميعهم أحياء وراحلين، وأذكر -هنا- كذلك الجنود المجهولين الذين عملوا في الإعلام الحزبي على مدى نصف قرن ويزيد، بنكران للذات، وتعريض لها للخطر، لأن الإعلاتمي كان من عداد أكثر المطلوبين لدى أجهزة الاستبداد.







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=26225