رسالة إلى الشاعر إبراهيم إبراهيم إبن معبطلي عفرين الكوردستانية..
التاريخ: السبت 18 نيسان 2020
الموضوع: اخبار



مروان خورشيد عبد القادر 

بدون أي مقدمة او فزلكة فاضية اريد أن اسألك سؤال يا إبراهيم : أليس غريباً يا إبراهيم إبراهيم الشاعر السابق الجميل ان تصل لتكون بوقهم الأوربي المتحضر.. هم نفسهم أول من تخلى عنك عند أول زلة لسان منكَ او نزلة برد خفيفة قلبوها كورونا عليكَ ؟؟؟ ..
أتمنى أن تصلكَ رسالتهم لكَ و أن تتعلم ان تكون حرا من جديد .. دون أن تنخرط في الأيديولوجيا التي تُدفعكَ الثمن الآن ثمن غباءك ( كما غبائي عندما ذهبت بعيدا مع ايدلوجيا الثورة السورية ) اقول تدفع اليوم ثمن تركك للشعر و الذهاب اليها .. إلى الأيديولوجيا .. مع العلم ان كثر من هم أيدلوجيون الآن يريدون ترك وظيفتهم و العودة لحياتهم الطبيعية فالرسام يعود رساما فقط و الشاعر يعود شاعرا فقط و المفكر يعود مفكرا فقط ... الخ الخ ... إذاً لماذا لا تفعلها أنت و تعود للشعر و خاصة إنك شاعر جميل و يستحق الشعر أن تعود إليه.... 


هؤلاء الأيدولوجيون ( الآبوجيين ) انهوا مهمتهم عند الكورد السوريين و أعادونا ( طبعا ليس وحدهم فعلوا ذلك ) نحن الكورد أسوأ من قبل بل أسوأ من قبل 50 سنة إذا لم نقل عدنا قرناً إلى الوراء ، مشتتين أكثر في بلاد الله كلها و من تبقى منّا على ارضه ( قلة ) الكل ضدهم حتى الله ضدهم .. بقوا مع أرزاقهم التي تنتهك كل يوم سواء كانوا تحت حكم النظام المجرم برعاية الجنرال مظلوم أو تحت حكم المرتزقة التركية برعاية ازلام تركيا و المحامي تبع رابطة مستقلين( بياعين) الكورد او تحت رعاية حسن شندي السياسي وهو واضع مسدس على خصره عندما ذهب لعفرين كي يستلمها لكن المرتزقة السوريين حلفاء تركيا الآخرين العسكريين هددوه بالقتل و التصفية هو ومن معه فاضطرت تركيا ان تبعده من المشهد فسهلت له الهروب لهولندا حتى بدون عائلته التي تركها خلفه في تركيا ...
يا إبراهيم فكر شوي لسنة أو سنتين للأمام و قول لنفسك هل لدى الآبوجية او حتى غيرهم مشروع ( مو على الورق ) مشروع حقيقي عملي لتحرير عفرين و خواتها خلال السنتين او الثلاث القادمة ... 
الإجابة عندي لا و لا على الاطلاق ليس لديهم هذا المشروع العملي و الدليل على إنهم لن يقوموا بتحرير عفرين و خواتها هو ضعفهم و تشتتهم بين جزء غرب فرات هو نفسه هذا الجزء مشتت ايصا و جزء محاصر في كوباني و جزء معطل و واقف شغله في الشهباء ... 
و الدليل الآخر على ضعفهم هو انهاكهم على مدار 9 سنوات .. يوما معارك مع انفسهم.. ويوما مع الكورد المخالف لهم ... حتى جاءت حرب داعش الكبرى على كوباني 2014 فانهكوا في كوباني وكادوا ان ينهزموا لولا مساعدة مدفعية إقليم كوردستان لهم ... ثم انهكوا في دير الزور في قتال داعش و حراسة النفط للأمريكان ثم البسوهم ما ارتكب من جرائم في باهوز الشهيرة و انهكوا في قتال المعارضة في منبج .. حتى جاءت حرب عفرين فانهكوا أكثر و هزموا نعم هزموا و دمروا نفسياً و إنهزمنا نحن معهم جميعنا نقسيا و أنا تحديدا بقيت 6 أشهر في المشافي النفسية حتى استطعت تجاوز الصدمة و تجاوز كل صدمة تلقيتها على صعيد حياتي الاجتماعية و الاقتصادية.
ولم تمر أشهر و ما ان استراحوا قليلا حتى جاءت حرب سرى كانييه و كرى سبي فأنهكوا أكثر حتى قسّمت ظهورهم... وضاعت المدينتين بشرا و شجرا و حجرا حيث ضاعت قراهم و بيوتهم و زرعهم و حتى ماشيتهم... 
وكل هذا مع وجود دعم أمريكي او ما سمي بالتحالف الدولي الذي في نهاية المطاف قال ترامب انه كان يدفع لهم مقابل كل شهيد يسقط منهم ...
الآن هل بهذه القوات المشتتة و المنهكة وبدون دعم ( مادي و عسكري ) سيتم تحرير عفرين و خواتها من قبل جيش محتل هو ثاني أكبر جيش في الناتو... ؟...
فإذا كان جوابك يا إبراهيم هو ( نعم سيحررونها ) سأقول وقتها لك : الله لا يردك بقى و خاصة لا يردك للشعرِ و خليك مكانك تستاهل مو يطردوك بس و إنما يعملوك قردهم الذي سينط من هذا الغصن الى الآخر دون أن يجد الموزة فيقشرها و يأكلها ... 
أما إذا قلت ( لا لن يحرروا عفرين و خواتها لا هم ولا غيرهم ) فسأقول و ليس لك و إنما للشعر ألف مبروك له بعودة شاعر كوردي جميل مثلك يا إبراهيم إليه ...
لأنه حقيقة انت كمنسق إعلامي في أوربا لم يعد لك وظيفة عندهم حتى لو كنت طوال السنوات التسع تعمل عندهم ببلاش و دون راتب و انا أصدق احياناً إنك تعمل دون مقابل مادي معهم ( عكس عبد حليم يوسف الذي بأي مقابل يبيع أبوه و الذي لم يعد يستطيع العيش إلا في فيلا فخمة مع الكتب ذات الاصدارات الفاخرة التي يطبعونها له مع إنه لا أحد منّا قرأ له بعد نساء الطوابق العليا و بعد الرجل الحامل والتي كتبهما قبل ان ينخرط مع الايدلوجيا الابوجية ... تطبع باناقة و باغلفة جميلة و متينة سواء من مالهم او حتى من ماله الذي يقبضه في عمله كأجير في إعلامه وبالتحديد في تلفزيون روناهي ) ، احساسي يقول انك تعمل بلوشي.. و لو كان بمقابل كان بان عليك في حياتك اليومية التي كذا مرة أكدت لي بنت عمي وهي جارة ومعرفة لكم بانه وضعكم المادي لم يتغير كثيرا خلال السنوات العشر الاخيرة... 
اليوم انت قدمت لهم هدية ثمينة 
حتى إنهم لم يصدقوا ما قدمته من حجة لهم عبر حديثك مع تلفزيون سوريا ... فورا وبعد ساعات قليلة جدا أصدروا قرار إقالتك من منصبك كمنسق اعلامي لهم في اوربا و الإقالة هنا هي معناها الطرد مع انك لم تشتمهم مثلا او تعاتبهم في المقابلة بل كنت تدافع عنهم و بحماسة ، الحماسة التي ورطتك في زلة لسان تصف بها عدو الابوجيين و الكورد فقلت : ( 50% من سكان إدلب إرهابيون ) و فوراً المذيع لقطها و حول النسبة هذه الى أرقام أو إلى عدد صحيح في لغة الرياضيات فقال لك: إدلب فيها 4 مليون سوري عسكري و مدني إذاً انت تقول عن 2 مليون منهم إرهابيون و هنا كانت الكارثة و تلبكت و لكن لقطوها الأبوجية مباشرة و أصدروا قرار طردك و تبرأوا من أرائك و انك تمثل نفسك كيف تمثل نفسك و في اول الحلقة قدمك المذيع كمنسق اعلامي لهم في اوربا ..وانا متأكد انهم لم يناقشوك قبل أخذهم قرار طردك خوفا ان تقنعهم بتبريراتك وانت الشاعر و المثقف الذي طوال مسيرتهم 40 سنة يخافون منه ( المثقف و المتعلم و المفكر و الشاعر ....الخ ) . 
نعم لو يريدونك ان تستمر معهم حتى ولو يوماً آخر كانوا أجّلوا صدور القرار يوم واحد ... و لكنهم لا يريدونك من الآن ...
إفهمها بقى و إصحى و إرجع إكتب أشعارك التي كانت جميلة و خاصة قصيدتك عن ( عدنان جندو و عفرين ) التي كتبتها قبل أن تهجر الشعر و تذهب لتتوظف عند السيدة ايدلوجيا و لانها وظيفة فإنها لها نهاية ... و النهاية هي طردك.
هذه القصيدة لك عن عدنان جندو قرأتها آخر مرة منذ أكثر من 10 سنوات ثم ضاعت مني ، لكن إلى اليوم أثرها معي و أتذكر كيف كان الكوردي العفريني عدنان جندو يرقص في نصك الكوردي المسطور باللغة العربية.
عُدْ و إكتب الشِعرَ عن عفرين ، هدهد جراحها، إعتذر لها و توسط حتى لنا عندها كي تقبل إعتذارنا نحن أيضا الذين خنّاها ، سلط إحساسك مع أطفال عفرين الذين ضاع مستقبلهم الكوردي و سوف يدرسون التركية بدل العربية او الكوردية مؤخراً حتى ينسى البعض لغته .... 
وتذكّر يا إبراهيم إننا نحن الكورد وخاصة كورد سوريا لا نحتاج إيدلوجيون و ساسة فأنت تعلم إنه لدينا منهم بالأطنان كل طن فيه من 10 إلى 15 شخص سياسي... طبعا منه الغث ومنه الثمين ولو على ندرته هذه الأخيرة.
تذكر يا إبراهيم إننا ككورد بحاجة إلى مفكرين و فلاسفة و أدباء و شعراء و روائيين و صحفيين و رسامين و موسيقين و علماء و مهندسين و اطباء و كيميائيين ووووو.. و قصاصين كي نقصّ على شعبنا طريق كفاحهم و ما سوف يدفعهم لثورة حقيقية وليس ثورة كثورة السوريين التي دافعنا عنها سواء أنت وبطريقتك خدمتهم أو أنا وبطريقتي التي خدمتهم فيها.
و قبل أخيراً أريد ان أقول لك وضعي ليس أفضل منك .. أنا أوقات كنت أشعرُ إن ايدلوجية الثورة السورية ستأخذني إلى أماكن خطرة لا عودة منها.. و لكن حاولت بكل قوتي أن لا اذهب للخطأ و أعود فبقيت مصدوما و مكسورا سنتين لم اكتب فيها كلمة واحدة عنهم او عن نفسي وهجرت الشعر سنتين حتى عدتُ إلى نفسي و إلى الشعر تحديدا بزخم أكبر... فعد أنت الى الشعر أيضا بدل أن تصبح كبش الفداء الذي سيجرونه الى المحاكم بتهم تافهة و سخيفة كما هم تافهون و سخيفون من ميشيل كيلو الى اصغر كلب فيهم .
و في النهاية يا صديقي قارن بين صورتك المرفقة بالمقال وهي تعبر عن حالك قبل 10 او 15 سنة والتي تدل عيونك فيها على فراسة مبدع تحوم حوله دوما الأفكار الجميلة سواء للشعر او لهذه الحياة، قارنها مع اي صورة و خاصة صورتك الاخيرة في المقابلة التلفزيونية كيف إنك كنت متوتر و مرتبك و قليل الحجة و الأدلة على كلامه الذي سقط في حفرة الاتهامات التي توجه الآن لك و يمكن تجرك للمحاكم مع انني اعلم إنك بريء و اننا سنقف معك وانا أولهم. 
اتمنى أن تراجع تجربة الشاعر و الروائي و الاعلامي هوشنك أوسي ، هوشنك كان منخرط معهم أكثر منك وانه عايشهم في الجبال هناك لفترة و عمل كاعلامي لهم من هناك من الجبال ومع ذلك عاد لابداعه فابدع اكثر و نال حتى جائزة كتارا للرواية العربية و انت ان عدت ستبدع وتنال الجوائز على ابداعك .
الشاعر الجميل القرار لكَ و لكَ وحدك... سلامي لك و بالألمانية جووووووس.







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=26203