بطاقة تعزية لذوي ومحبي الراحل رئيس كوردستان الحمراء
التاريخ: الأحد 21 نيسان 2019
الموضوع: اخبار



المحامي عبدالرحمن نجار 

إنا لله وإنا إليه راجعون ببالغ الحزن والأسى تبلغنا نبأ وفاة المغفور له وكيل مصطفى رئيس كوردستان الحمراء.
بأسمي المحامي عبدالرحمن نجار وبأسم آل نجار أعزي شعبنا الكوردي وبشكل خاص ذوي ومحبي الفقيد رحمه الله.
وحيث أن المغفور له تحدث قبل وفاته عن سيرة حياته قائلاً: بعد تهجير الكورد وتشتيتهم في شتى البقاع كان نصيبنا هو قرغيزستان حيث ولدت في العاصمة سمرقند في 1936/6/20 وكان لي خال وهو ضابط في ( KGB ) السوفيتية، وهو الذي أشرف على رعايتنا، وأدخلني في الجيش السوفيتي، وكانت رغبتي هي الدخول في سلاح الجو، لكنهم لم يقبلوني إلا في سلاح المدفعية.


شاركت في حرب المجر 1956م وارتقيت إلى رتبة النقيب، وإلى جانب عملي كضابط فقد درست الحقوق وحصلت على إجازة في القانون.
تعرضت للإعتقال أكثر من مرة ولجأت إلى أرمينيا متخفياً بين الكورد إلى أن صدر العفو عني من قبل السوفيت.
وقد ألفت كتابين أحدهما عن التاريخ الكوردي عموماً والثاني حول تاريخ الكورد في عموم القفقاس. 
وحيث أن وكيل مصطفى تحدث حول المؤامرة المستمرة على الكورد والقفقاس قائلا: إن التعاون والتآمر على الكورد قديم، ورغم وجود عداءات تاريخية بين أعداء الكورد ولكنهم يتفقون فيما بينهم ضد الكورد.
فمثلاً: العثمانيين والقياصرة والصفويين بينهم عداء تاريخي ولكنهم تعاونوا معاً لإخماد ثورة عبيد الله النهري عام 1880م.
وحيث أن أنظمة تلك الدول تغيرت ورغم ذلك أستمر واقع عدائهم للكورد، رغم الشعارات الجميلة التي كانت تطلقها الشيوعية ومزاعمها بأنها تساند الشعوب في حق تقرير مصيرها وتدافع عن المظلومين... 
إلا أن الكورد كانوا مستثنين دائماً من هذه الإدعاءات، و كانوا على الدوام ضحايا تآمرهم مع الأعداء التقليديين للقضية الكوردية فقد تعاون ستالين ( الاشتراكي ) مع الأتراك (الرأسماليين ) ومع إيران ( الرجعية ) في القضاء على الثورات الكوردية، فقد ذكرنا كيف قضوا على كل من ثورة آغري وجمهورية كوردستان الحمراء بالطائرات ثم تم تهجير مئات الآلاف من الكورد من أذربيجان وأرمينيا وجورجيا إلى كازاخستان وسيبيريا و غيرها ليلاقوا هناك الموت المحتم بذريعة مساندة الكورد للهجوم النازي. 
حيث شمل هذا التهجير أغلبية الكورد الداغستانيين أيضا بين عامي 1935-1944.
في مايو 1930 تم إنشاء وحدة إدارية صغيرة سميت كوردستان وشملت بعض المناطق الجديدة منها زنكلان وجبرايل... ولكن الفشل كان بالمرصاد نتيجة معارضة وزير الشؤون الخارجية للدولة السوفيتية (مكسيم لتنينوف) لأي تحرك كوردي قد يؤدي بالضرر على كل من الجارتين تركيا وإيران ومنع أي تحرك سياسي كوردي على حدود الدولتين حيث كانت ثورة اغري الكوردية بقيادة احسان نورى الباشا مستعمرة في جبال آغري ضد تركيا وإيران.
_ عن جمهورية كوردستان قفقاس تحدث وكيل مصطفى قائلا:
قبل ذلك طلب السوفيت تعييني حاكما على ( كنج ) مقابل إخماد التحركات الكوردية فرفضت، ثم حين طرح ميخائيل غورباتشوف نظام ( البروستوريكا ) تفككت معظم جمهوريات الإتحاد السوفييتي، وكانت الفرصة مواتية لنا للمطالبة بالإستقلال، وإن أكثر ما شجعنا على ذلك هي العلاقات المتوترة بين أرمينيا وأذربيجان، حيث كانت أذربيجان وضعت يدها على السهول الخصبة الغنية بالثروات الباطنية في كوردستان، بينما إستيلاء أرمينيا كان أقل من ذلك.
وفي حينها كان إلهام علييف حاكما على قرباغ، وطلب من أرمينيا عدم الهجوم على نقشوان، ولما فشل في مساعيه استنجد بالأتراك وأعلنوا إنهم جزء من الأمة التركية، ولقد أتى وزير الخارجية التركي سليمان ديميريل إلى أذربيجان، وقدم مبلغ (100) مليون دولار إليهم كمنحة، وهذا ما أغضب الروس وأخاف الأرمن وكان في مصلحتنا دون شك.
وفي ظل كل هذه الظروف المتشابكة قمنا بإعلان الجمهورية الكوردية، وحصلنا على دعم روسي وأرمني.
- عن نهاية الجمهورية وتدخل (PKK) تحدث وكيل مصطفى:
في هذه الأثناء كان نشاط PKK يظهر بشكل جلي في مناطقنا، وكان غالبية الكورد متحمسين لفكرة كوردستان الكبرى، ولن أخفيكم سراً أنا بدوري أيضاً كنت متحمساً لتلك الفكرة، لكن PKK أقنعت الناس بضرورة التخلي عن الجمهورية الناشئة بحجة أنها ستلاقي نفس مصير كوردستان الحمراء إذا ما حدث تقارب روسي تركي مجدداً، زاعمةً أن قيام جمهوريات كوردية منفصلة لا تخدم فكرة كوردستان الكبرى.
هنا حدث إنقسام بين الشعب الكوردي، وخشية حدوث حرب أهلية تركت لاجين وتوجهت إلى دمشق لمقابلة عبدالله أوجلان.
بقيت هناك فترة وجيزة، وشعرت بأن دعوة كوردستان الكبرى ما هي إلا شعارات فقط.
كنت أطلب من أوجلان التخلي عن التوجه الإشتراكي وترك دمشق والتوجه إلى جبال كوردستان وهو بدوره كان يسعى لإرسالي إلى الجبهة للتخلص مني.
لكنني قلت له: إن عملي الأكاديمي والسياسي سيكون مجدياً أكثر من ذهابي إلى الجبهة.
ذكرت له أن لينين وبسبب فرضه الإشتراكية بالقوة قضى على عشرة ملايين من الأوراسيين، وإنك بهذا النهج ستقضي على سبعين بالمئة من الكورد.
وحول مشروع ديمقراطية الشعوب: قلت له إن هذه الفكرة لم تنجح مع تروتسكي ذاته وكان الثمن هو حياته، فكيف ستحقق الأخوة مع أطراف ترفض الوجود الكوردي أساسا؟
ولكن كل محاولاتي لم تفلح في إقناع أوجلان، لأن السوفييت كان قد وعده سابقا وبالأخص ( KGB ) إنهم سيعينونه رئيساً لتركيا عندما تنجح ثورته.
طلبت منه ألا يثق بكلام يفكيني بريماكوف فهو من أشد الأعداء للقضية الكوردية لكن بدون جدوى.
لروح فقيد الشعب الكوردي الرحمة والخلود ولذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
فرنسا: 2019/4/20







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=24861