مرض القيادة لدى الكرد السوريين!
التاريخ: الجمعة 19 نيسان 2019
الموضوع: اخبار



ادريس عمر –المانيا
bave-maria@hotmail.com

هذا المقالة نشرتها قبل ستة أعوام أي 2013 وأعيد نشرها ثانية بسبب الجدل المثار والدائر حول خلافات في حزب يكيتي الكردستاني، وبدء حملة اتهامات التخوين بحق بعضهم البعض بين رفاق الامس وإعداء اليوم على صفحات التواصل الاجتماعي .
برأيي ما هكذا تحل الخلافات ضمن الحزب أي ليست على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا هناك جهات تعمل من أجل اضعاف هذا الحزب ومن مصلحتها أن ينشق هذا الحزب من أجل تمرير مشاريعه واجنداته. وعلى يكيتي ان لاتدع المجال للمتربصين لأضعافه، وأن يتنازلوا لبعضهم البعض لضرورة المرحلة وخطورتها ومن أجل اهدافهم التي تأسسوا على اساسها.


  هذا الحزب تأسس على أساس وحدوي أي من ثلاثة احزاب: الاتحاد الشعبي – الشغيلة – الديمقراطي الموحد، توحدت وأسست حزب يكيتي ... ويكيتي كان جزء من مشروع وحدوي آخر بعد عام 2011 أي مشروع الاتحاد السياسي 2013 الذي أدى إلى ولادة حزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا لكن هذه المرة بدون يكيتي لأسباب لسنا بصدد ذكرها الآن...!
يكيتي الكردستاني حزب يشهد له السجون والمعتقلات السورية في عهد الاسدين الأب والأبن وحتى الاداراة الذاتية، أنهم مناضلون اشداء شجعان لايهابون الخوف وفي أحلك الظروف وأصعبها عندما كان النظام السوري في أوج قوته كانوا يقودون المظاهرات والاحتجاجات في قلب العاصمة السورية دمشق، وابدعوا اساليب مختلفة وجديدة للنضال على الساحة الكردية في سوريا، لذلك كسب الشارع الكردي وأصبح حزباً جماهيراً يحسب له ألف حساب من قبل السلطة والاصدقاء أيضاً، ولم ترهبهم أساليب التعذيب لأجهزة الأمن. يملك هذا الحزب قيادة واعية ومناضلة ذو خبرة وتجربة غنية. لذلك تأُّمل الكثير من أبناء شعبنا في حزب يكيتي أن يلعب دورا ريادياً بعد اندلاع (الثورة) السورية ومازالت الآمال معقودة على هذا الحزب لكي يثبت حقوق الكرد المشروعة في سوريا وأن يأخذ دوره في قادم الايام..! وأن الساحة الكردية السورية لم تعد تسع أحزاب جدد ولا لانقسام والتشتت، هنا للتذكير، تتكلم الأحزاب باسم الشعب وتمثيله ولكن الشعب له كلمته أيضا ويقول لكم كفى، كفى، كفى التكلم باسمنا والتلاعب بمصيرنا، أن كنتم تمثلوننا نطلب منكم ان تتوحد لا ان تنشقوا  ..! 
تفضلوا هنا المقالة ورأيي قبل سنوات عن الحالة الحزبية الكردية: مرض القيادة لدى الكرد السوريين..!

   لا توجد إحصاءات دقيقة لنسبة الكرد في سوريا، لكن هناك تقديرات بأن عددهم يتجاوز ثلاثة ملايين أي نسبة 15% من سكان سورية، يتوزعون في ثلاث مناطق هي: منطقة الجزيرة بمحافظة الحسكة، وعفرين بشمال حلب، ومنطقة كوباني وتتبع حلب أيضا  ويوجد أكثر من نصف مليون كردي في مدينة دمشق وضواحيها وقد ساهم الكرد في استقلال سورية وفي كل المراحل كان دورهم إيجابيا في التعايش مع بقية المكونات السورية وبعد فترة الاستقلال شارك الكرد في قيادة سورية حتى تمكنوا من تسلم رئاسة الجمهورية والكثير من المناصب الرفيعة الأخرى، والشخصيات الكردية التي شاركت حينذاك لم تكن لديها أجندات قومية، وكانوا يرون أنفسهم سوريين ويخدمون الجمهورية السورية.

   وفي 1954-1958 أكثر السنين ديمقراطية في حياة سورية حين عادت الحياة الدستورية، ومارس البرلمان دوره، وتشكلت العديد من الأحزاب ومارست دورها في الحياة السياسية، وتقلص دور الجيش، وقتها وجدت النخبة الكردية حاجتها إلى حزب سياسي قومي لكي يعبروا عن طموحات وتطلعات الشعب الكردي ولذا جاء تأسيس الحزب الديمقراطي كردستان-سورية في 14 حزيران 1957، وبعد عام من فترة التأسيس عرض على الشخصية الأكاديمية الكردية الدكتور نورالدين ظاظا أن ينضم إلى الحزب ويتسلم قيادة الحزب بسبب إمكاناته العلمية الأكاديمية وثقافته العالية، هكذا كان يفكر أبناء الجيل الأول من النخبة الكردية، أي أن يأخذ الرجل المناسب المكان المناسب لكي يلعب دوره في خدمة قضية شعبه العادلة. وكان لديهم نكران الذات ويضعون مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية. 

   وبعد سنوات من النضال تعرضت القيادة للاعتقال والسجن وبرزت فيها خلافات، وكانت بداية الانشقاق وظهور اليمين واليسار 1965، و بدأ مسلسل الانشقاقات حتى وصل الأمر بنا نحن الكرد السوريين لا نعرف عدد الأحزاب ولا أسماء القيادات السياسية ومعظم الانشقاقات لم تكن لأسباب فكرية أو أيديولوجية أو حول برامج الحزب، باستثناء انشقاقات بعض الأحزاب اليسارية التي كانت تتبنى أو تهتدي بالماركسية ومتأثرة باليسار الفلسطيني وظهور القوى اليسارية في العالم والصراع بين الرأسمالية والشيوعية في فترة السبعينات والثمانينات، ولم تخل تلك الانشقاقات من الجانب الشخصي أيضا، لكن ما حدث لدى السياسيين الكرد غريب، فقد وصل بهم الأمر إلى درجة ألا يقبل أحدهم بالآخر، فكل حاول إيجاد خلاف لكي ينشق عن حزبه، و يصبح هو أيضا سكرتيرا أو رئيسا أو أمينا عاما، ووصل الخلاف إلى مرحلة أن يكون لكل عائلة حزب أحيانا (موسى، وكدو نموذجان).

   ومن استطاع أن يجمع حوله عشرة أشخاص أسس حزبا أو انشق من حزبه واستمر بالاسم نفسه في نشر بياناته، حتى وصل الأمر ببعض من الذين لا يفقهون ألف باء السياسة من تولي قيادة الأحزاب، وهنا تنطبق مقولة الرئيس السوري شكري القوتلي عندما قال لعبدالناصر أثناء الوحدة: "أسلمك مصير ثلاثة ملايين ونصف سوري نصفهم أنبياء، والنصف الآخر زعماء" هذا هو حالنا- الكرد السوريين- فكأنّ كل كردي سوري يحاول أن يصبح زعيما ووصلت الأمر بهم إلى أنهم يصدقون أنفسهم وإنهم قيادات ورؤساء أحزاب حقيقية، وهم  لا يصلحون أن يصبحوا  قيادات لعائلاتهم والقيادات السياسية الكردية الحالية بدون استثناء سبب هذه الآفة التي أدت إلى ضعف وتشتت الحركة السياسية الكردية، وإن هؤلاء من يتحملون المسؤولية عمّا وصلت إليه أوضاع الكرد السوريين من الضياع والهجرة وضعف شعور التمسك بالأرض ومحاولة الخلاص الفردي، وزيادة الفقر، وانحلال القيم، والتهرّب من المسؤولية، ولا يفكر أحدهم بالتنازل لغيره من أجل وحدة الأحزاب كما فعل القوتلي، بل أحدهم مستعد أن يضحي بكل الشعب لأجل البقاء سكرتيرا.

   على القيادات الكردية التخلص من حالة الوهم هذه، والتخلص من مرض التناطح إلى القيادة، لأن هذه العقلية المريضة مرضا مزمنا ستكون سببا لعدم توحيد القوى الكردية وفي هذا الظرف الحساس، وسيكونون سبب إضاعة الفرصة التاريخية المواتية وإمكانية أن ينال الكرد حقوقهم المشروعة، وليتحقق هذا على القيادات التخلي والتضحية ببعض مصالهحم الشخصية ووضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، وعلى الجميع بذل الجهود لتقليل هذا العدد الخيالي من الأحزاب والمنظمات، وبناء أحزاب كبيرة وجماهيرية، وإيجاد إستراتيجية كردية موحدة، وحل الخلافات بين الأطراف الرئيسة، وتوحيد الجهود من أجل إيصال صوت الكرد إلى مراكز القرار في العالم، كيلا يخرج الكرد من المعادلة ومن الاتفاقيات التي يحاول المجتمع الدولي ترتيبها، وإيجاد حل سلمي للأزمة السورية. وإن لم يقوموا بما هو واجب عليهم القيام به في الأيام والشهور القادمة فسوف يخرج الكرد" من المولد بلا حمص" وسيلعن الشعب والتاريخ هؤلاء، ومصيرهم سيكون مزبلة التاريخ.







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=24854