من أجل منهج جديد
التاريخ: الخميس 09 اب 2007
الموضوع: اخبار



عبد الرحمن آلوجي

كان من المفترض أن يبحث الناعقون وراء القافلة عن رؤية  أكثر جدة وعمقاً وتلاحماً .. بدلاً من التهيئة للتناحر وسوق الاتهامات الرخيصة , والسعي وراء سخرية ساذجة , وفكر هابط ، وكيل اتهامات جوفاء غير  مسندة , وأخرى مضللة , تسلك سبيل الانحراف وألوان القذف وأشكال مرضية من المناورة الهزيلة ، كان المفترض أن يخرج هؤلاء من مأزق أوقعوا أنفسهم فيه , بتخريب أنبل عملية وحدوية والتآمر عليها , وقذف الآخرين بالحجارة, وضروب السباب الُمقذع , إخفاءً لإخفاقاتهم وفشلهم , وستراً لمصورات باتت مكشوفة، وأساليب بدائية مهترئة , وقوائم منخورة ممزقة الأوصال . .


و لكن لا حياة لمن تنادي ، ممّن أغوتهم بعض المظاهر الخادعة التي تلفهم ، وتبهرهم مؤقتاً وهي في الحقيقة اصطياد في غير موسمه ، وسعي وراء سراب , وخديعة لأنفسهم , لإدراكهم التام أن منطق الهروب إلى الأمام   مؤقت وغير مجدٍ , وسوف يودي بصاحبه إلى التيه , لأن ّعملاً جاداً وفاعلاً , وقدرة على التفاعل مع الحدث , والتحرك في عمق الجماهير , والانطلاق إلى تثقيف القاعدة الحزبية وكوادر الحزب بمنطق القانون وشرعة الحق , ومقياس الفضيلة , والارتقاء إليها جميعاً , في كل مجتمع مدني ديمقراطي بات يطرق الأبواب , ويصك الأسماع ويبهر الفكر .. ممّا يستوجب عملاً جديداً , ومنهجاً أكثر قدرة على مواجهة متطلبات المرحلة , وجمع الكلمة , والدفع إلى تحقيق الآلية المنتجة لتوجيه الخطاب وضبط المشاعر , وتلبية الحاجة الكبرى إلى الأداة النضالية , والتنظيم الفاعل , وتسخير الطاقات العلمية والخبرات والإمكانات والبحث عنها , لجعلها قدرة انطلاق , وقوة إرادة , وعنوان منهج جديد , يأخذ في الحسبان مصلحة الشعب وقضاياها وهمومه الكبرى , بدلاً من الالتهاء بذلك المدّ الهستيري الجارف من الترهات وأشكال وصور المنكر المعروضة في واجهات ممزقة المحتوى والشكل . .
إن عملاً جاد , ومنهج عمل جديد , يستوجبان شحذ الهمم , ولمّ الطاقات , وجمع الإمكانات وتنظيم وتعبئة اكبر قطاع جماهيري حرم من النضال وأبعد عنه , تحت ضغط المهاترات , وأدوات ووسائل الإحباط , وصفوف متنوعة ومتعددة من القيم البائسة , والمثل المهزوزة , والآثار والأوضار المنتنة  التي فاحت رائحتها , وباتت تغرق الشارع الكردي وتدفعه إلى الإعراض وإشاحة الوجه مع استمرار هذه الحالة البائسة والمكروبة لذلك دعونا وندعو رفاقنا إلى التزام الانضباط , والمضي إلى العمل, والاندفاع إلى البحث عن بدائل منتجة ومجدية ,
ووضع الهدف المركزي , والرؤية الوطنية العليا , أمام أعينهم وتشمير الزنود لعمل منهجي جاد , يأخذ بالحسبان كل الأدوات والمناهج والقدرات المعرفية والعلمية , ومصادر الفكر , والبحث عن مظان التطوير والإغناء وكل الإمكانات والوسائل المشروعة إلى بناء موقف مكتنز , لايكاد يلتفت إلى الوراء , إلا بمقدار الاعتبار بقيم التراث وفضائله , بل يمضي إلى الأمام ويستشرف الآفاق , ويرسم الدرب لإنتاج سياسة جديد ة, وفكر بات يطرق باب العالم المتمدن , فكر إنساني عميق المحتوى , بعيد النظرة , خال ٍمن كل ألوان الحقد  والمكر والخديعة والفتنة والعنف والتآمر .. فكر يتسم بالجدية , والعمل المتواصل , والتحرك من خلال هذه الطاقة الهائلة , وذلك الكنز الكبير من المعرفة والعلم والتكنولوجية , وثمرات الغزو الالكتروني الهائل , ليكون التسلح المنهجي بعداً حقيقياً لعمل حزبي واعٍ ومثمر , يعد منطلقاً لبناء حياة الأمة وفكرها وتراثها وخصوصيتها مع تفاعلها مع المحيط الإقليمي والدولي .. والمد الحضاري المتميز ..







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=2423